العودة   شبكة صدفة > المنتديات الاسلاميه > رمضان شهر الخير

رمضان شهر الخير منتدى يطرح كل ما يخص شهر مضان الكريم من صوتيات ومحاضرات و لقاءات رمضانية .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 08-16-2011, 07:12 PM رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: مقامات رمضانية ..... متجدد

والذين آمنوا أشد حبا لله


{وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ}

الحب على المحبين فرض، وبه قامت السموات والأرض، من لم يدخل جنة الحب لن ينال القرب، بالحب عُبد الرب، وتُرك الذنب، وهان الخطب، واحتمل الكرب.د

عقل بلا حب لا يفكر، وعين بلا حب لا تبصر، وسماء بلا حب لا تمطر، وروض بلا حب لا يزهر، وسفينة بلا حب لا تبحر.

بالحب تتآلف المجرة، وبالحب تدوم المسرة، بالحب ترتسم على الثغر البسمة، وتنطلق من الفجر النسمة، وتشدو الطيور بالنغمة، أرض بلا حب صحراء، وحديقة بلا حب جرداء، ومقلة بلا حب عمياء، وأذن بلا حب صماء.

شكا ألم الفراق الناسُ قبلي وأمّا مثل ما ضمت ضلوعي
وروع بالجوى حي وميْتُ فإني ما سـمعت ولا رأيتُ

بالحبِّ تُرضعُ الأم وليدَها، وتروم الناقة وحيدَها.بالحب يقع الوفاق، والضم والعناق، وبالحب يعم السلام، والمودّة والوئام.

الحب هو بسِاط القربى بين الأحباب، وهو سياج المودة بين الأصحاب.بالحب يفهم الطلاب كلام المعلم، وبالحب يسير الجيش وراء القائد ويتقدم، وبالحب تذعن الرعيّة، ويعمل بالأحكام الشرعية، تصان الحرمات، وتقدس القربات.

بيت لا يقوم على الحب مهدوم، جيش لا يحمل الحب مهزوم.لكن أعظم الحب وأجلّه، ما جاءت به الملّة، أجمل كلمة في الحب قول الرب:  {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} فلا تطلب حبًا دونه.

أحب امرؤ القيس فتاة، وأحب أبو جهل العزى ومناة، وأحب قارون الذهب، وأحب الرئاسة أبو لهب، فأفلسوا جميعا، لأنهم أخطؤوا خطأً شنيعا.د

أما حب بلال بن رباح، فهو البر والصلاح. سحب على الرمضاء، فنادى رب الأرض والسماء، انبعث من قلب المحب أَحدٌ أَحد، لأن في القلب إيماناً كجبل أُحد.

إذا كان حب الهائمين من الورى فماذا عسى أن يصنع الهائم الذي
بليلى وسلمى يسلب اللب والعقلا سرى قلبُه شوقاً إلى العالم الأعلى

مهر الجنة عند بلال السنة، ركعتان ودمعتان.الحب لا يعترف بالألوان ولا بالأوطان، والدليل بلال وسلمان، بلال أبيض القلب أسود البشرة، فصار بالحب مع البررة، وأبو لهب بالبغض ليس من أهل البيت، وسلمان نال بالحب جائزة سلمان منا أهل البيت.

دعني من حب مجنون ليلى، ومحبوب سلمى، ومعشوق عفرا، فلطالما لطخت بأشعارهم الطروس، وضاقت بأخبارهم النفوس، وخدعت بقصائدهم الأجيال، واتبعهم الضلال.

حدثني عن أنباء الأنبياء، وهم من أجل حب الرب يهجرون الآباء والأبناء.

فإبراهيم يتبرأ من أبيه، ونوح من بنيه، وامرأة فرعون تلغي بنفسها عقد النكاح؛ لأن البقاء مع الكافر سِفاح.

هذا هو عالم الحب بتضحياته، بأفراحه وأتراحه، وهو حب يصلك برضوان مَنْ رضاه مطلب، وعفوه مكسب.

والله ما نظرت عيني لغيركمو كل الذين رووا في الحب ملحمة
يا واهب الحب والأشواق والمهج في آخر الصف أو في أسفل الدرج

امرؤ القيس يصيح في نجد، وقد غلبه الوجد، قفا نبكِ فإذا بكاؤه على الأطلال، وإذا دموعه تسفح على الرمال، إنه هيام العقل بلا وازع، وحيرة الإنسان بلا رادع.

ورسولنايذوق الويلات، ويعيش النكبات، ثم ينادي مولاه في ومناجاة إخبات، ويقول: لك العتبى حتى ترضى.

لا تضع عمري بشعر طرفة بن العبد، وهو يشكو الحب والصد، حب ماذا، يا هذا، أما علمت أن أحد الأنصار، كان يقرأ  قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ  بتكرار، فسئل عن المقصود، قال: لأن فيها مدح المعبود، وأنا أحب تلك البنود، فدخل الجنة بالمحبة، لأن الله أحبه.

دعني أمسح فوق الروض أجفاني نسيت في حبكم أهلي ومنتجعي
فالنور موقده من بعض أشجاني فحبكم عن جميع الناس ألهاني

شغلونا بالروايات الشرقيّة، والمسرحيّة الغربيّة، ويل هذا الجيل ويله، سهر مع غراميات ألف ليلة وليله، وفي الذكر المنـزل، والحديث المبجل، قصص الحب الصادقة، والمعاني الناطقة، ما يخلب اللب، ويستميل القلب.

الحب ليس رواية شرقية الحب مبدأ دعوة قدسية
بأريجها يتزوّج الأبطالُ فيها من النور العظيم جلالُ

أخرجونا يا قوم من ظلمات عشق الأعراب، والهيام في الأهداب، فكل ما فوق التراب تراب، وأدخلونا في عالم الحب الراقي، والدواء الواقي، الذي تطير له الأرواح، وتهتز له الأشباح، في ملكوت الخلود، وعلى بساط رب الوجود.

دع حب هؤلاء فإنهم مرضى، وتعال إلى الواحد وناد: {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى} {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً}.

حمزة سيد الشهداء يمزق الحب تمزيقا، وأنتم تهيمون بروايات غراميّة لفقت تلفيقا، نقول حدثونا عن الحب عند ابن عباس، فتذكرون لنا عشق أبي نواس، كفى جفاء، فأمّا الزبد فيذهب جُفاء.

حب طلحة والزبير، أعظم من حب شكسبير، لأن حبهم سطر في بدر لمرضاة القوي العزيز، وحب شكسبير كتب في شوارع لندن لمراهقي الإنجليز.

إن كنت يا شاعر الغرب كتبت رواية الحب بالحبر، فالصحابة سجلوا قصص المحبة بدم الصبر.

لا تدري ربما عذبت بحبك، وكتب عنك عند ربك، هذا فراق ما بيني وبينك، ونحن نسمع من أجل امرأة بكاءك وأنينك.

كلما خرج علينا شاعر مخمور، فاقد الشعور، حفظنا شعره في الصدور، وكتبناه في السطور، وقلنا: يا عالم هذه قصصنا الغرامية، ونسينا رسائلنا الإسلامية، وفتوحاتنا السماوية، التي ذهلت الإنسانية.

علمني الحب من سورة الرحمن، ولا تكدر خاطري بهيام يا ظبية البان. أنا ما أحب لغة العيون، ولكن أحب لغة القلوب، ولا اتباع فلتات أبي نواس والمجنون.ولكني أرتع في رياض الكتاب المكنون {وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ}

الحب الصادق في جامعة {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ}، والغرام الرخيص في مسرح الفنانين والفنّانات.

استعرض نصوص الحب في وثيقة الوحي المقدس، لترى فيها حياة الأنفس، الحب الأرضي يقتل الإنسان بلا قيمة، والحب السماوي يدعو العبد إلى حياة مستقيمة، ليجد فضل الله ونعيمه.

أرقٌ على أرقٍ ومثلي يأرق جهد الصبابة أن تكون كما أرى
وجوىً يزيد وعبرة تترقـرق عيناً مسهّـدة وقلباً يخفـق

حب العز عند فرعون، وحب الكنـز عند قارون، وحب البنـز عند شارون، أما حب الجنة فعند أبطال السُنّة، الذين حصلوا على أعظم مِنّه.

الجعد بن درهم ذُبح على الابتداع، وأنت تبخل بدمعة في محراب الاتباع.

أتريد من الجيل أن يحب الملك العلام، ويصلي خلف الإمام، ويحافظ على تكبيرة الإحرام، وأنت تُحفّظه رباعيات الخيام، ليبلّغهم رسالة لا بعث ولا نشور، أعـوذ بالله من تلك القشور.

يا حاج، أين حملة المنهاج، ما ترى كيف عشق الإمارة الحجاج، وقتل في البدعة الحلاج، وأنت من أحرص الناس على حياة، فبماذا تدخل الجنة يا أخاه.

من تداجي يا إبراهيم ناجي، ومن تكلم ومن تناجي : تقول يا فؤادي رحم الله الهوى، بل قتل الله الهوى.

من يشارك في ثورة الخبز، لا يحضر معركة العز، لما نسيت الأمة حب القلوب، واشتغلت بحب البطون، رضيت بالدون، وعاشت في هون. {وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}

نحن بحاجة إلى صوت خبيب بن عدي وهو يلقي قصيدة الفداء، على خشبة الفناء، في إصرار وإباء، وصبر ومضاء:
ولست أبالي حين أُقتل مسلماً وذلك في ذات الإله وإن يشأ
على أيّ جنبٍ كان في الله مصرعي يبارك على أشلاء شلوٍ ممزّعِ

بارك الله فيك وفي أشلائك يا خبيب، فأنت إلى قلوبنا حبيب. {وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ}، اللهم اجعلنا ممن يحبك ويحب من يحبك، ليؤنسنا قربك، اللهم ازرع شجرة حبك في قلوبنا، لنرى النور في دروبنا، وننجو من ذنوبنا، ونطهر من عيوبنا.

إليكَ وإلا لا تشد الركائب وفيك وإلا فالغرام مضيع
ومنك وإلا فالمؤمل خائبُ وعنك وإلا فالمحدث كاذبُ

وإن تعجب فعجب أن ترى شاعراً بائسا، يشكو طللاً دارسا، فهو يبكي من نار الغرام، ويشكو ألم الهيام، ولو سافرت روحه في عالم الملكوت، لصار وحبه عنده كالقوت.لو أدرك عنترة الإسلام ما كبا، وما قال : اذكري يا عبل أيام الصبا.

جرير يشكو العيون السود، وبشار يشكو الصدود، والشريف الرضي يشكو فتنة الخدود، وكأن الحياة لديهم اختصرت في امرأة حسناء، وكأن العمر يتسع لهذا الهراء، ويحسبون أن الناس من أجلهم تركوا المنام، وهجروا الطعام، إذا افتخرنا على الغرب بأن لدينا نساء حسناوات، وفتيات فاتنات، قالوا لنا : عندنا في ذلك مسارح ومسرحيات، ومغامرات وغراميّات.لكن فخرنا على الناس أن لدينا رسالة ملأت الكون نورا، والعالم حبورا، والدنيا طهورا.

نحن الذين ملأنا جونا كرماً والعالم الآخر المشبوه في ظلمٍ
وقد بعثنا على قرآننا أمما من يعبد الجنس أو من يعبد الصنما

من كتاب مقامات القرني بتصرف يسير






آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 08-17-2011, 04:21 PM رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: مقامات رمضانية ..... متجدد

علو الهمة في رمضان


وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ}

السلام على أهل الهمم، فهم صفوة الأمم، وأهل المجد والكرم، طارت بهم أرواحهم إلى مراقي الصعود، ومطالع السعود، ومراتب الخلود، ومن أراد المعالي هان عليه كل همّ، لأنه لولا المشقة ساد الناس كلهم، ونصوص الوحي تناديك، سارع ولا تلبث بناديك، وسابق ولا تمكث بواديك، أُمية بن خلف، لما جلس مع الخلف، أدركه التلف، ولما سمع بلال بن رباح، حي على الفلاح، أصبح من أهل الصلاح.
اطلب الأعلى دائماً وما عليك، فإن موسى لما اختصه الله بالكلام، قال: {رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ}، المجد ما يأتي هبة، لكنه يحصل بالمناهبة، لمَّا تعلمت الصيد الكلاب، أبيح صيدها بنص الكتاب، ولما حمل الهدهد الرسالة، ذكر في سورة النمل بالبسالة، نجحت النملة بالمثابرة، وطول المصابرة، تريد المجد ولا تَجِدّ؟ تخطب المعالي، وتنام الليالي، ترجو الجنة، وتفرط في السنّة.

قام رسولناحتى تفطّرت قدماه، وربط الحجر على بطنه من الجوع وهو العبد الأوّاه، وأدميت عقباه بالحجارة، وخاض بنفسه كل غارة.

يُدعى أبو بكر من الأبواب الثمانية، لأن قلبه معلق بربه كل ثانية، صرف للدين أقواله، وأصلح بالهدى أفعاله، وأقام بالحق أحواله، وأنفق في سبيل الله أمواله، وهاجر وترك عياله.

لبس عمر المرقّع، وتأوّه من ذكر الموت وتوجّع، وأخذ الحيطة لدينه وتوقّع، عدل وصدق وتهجد، وسأل الله أن يستشهد، فرزقه الله الشهادة في المسجد.

عليك الجِد إن الأمر جَد وبادر فالليالي مسرعات
وليست كما ظننت ولا وهمتا وأنت بمقلة الحدثان نمتا

اخرج من سرداب الأماني، يا أسير الأغاني، انفض غبار الكسل، واهجر من عذل، فكل من سار على الدرب وصل، نسيت الآيات، وأخّرت الصلوات، وأذهبت عمرك السهرات، وتريد الجنات ؟!

ويلك والله ما شبع النمل حتى جدّ في الطلب، وما ساد الأسد حتى افترس ووثب، وما أصاب السهم حتى خرج من القوس، وما قطع السيف حتى صار أحدّ من الموس.
الحمامة تبني عشها، والحمّرة تنقل قشها، والعنكبوت، يهندس البيوت، والضب يحفر مغاره، والجرادة تبني عمارة، وأنت لك مدة، ورأسك على المخدة، في الحديث: "احرص على ما ينفعك"، لأن ما ينفعك يرفعك، "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف"، بالقوة يبنى القصر المنيف، وينادل المجد الشريف.

همة تنطح الثريا وعزم نبوي يزعزع الأجبالا

صاحب الهمة ما يهمه الحرّ، ولا يخيفه القرّ، ولا يزعجه الضرّ، ولا يقلقه المرّ، لأنه تدرع بالصبر.
صاحب الهمة، يسبق الأمة، إلى القمة، {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ}، لأنهم على الصالحات مدربون، وللبر مجربون.

الثعلب يرضى بالجيفة، فكتب في آخر الصحيفة، لو أسرع الحمار مثل الحصان، لكان من الهوان يُصان، الشمس تجري، والقمر يسري، وأنت نائم لا تدري، أنت أكول شروب، لعوب طروب، صاحب ذنوب.

لا يدرك المجد إلا سيد فطن لولا المشقة ساد الناس كلهم
لما يشق على السادات فعّال الجود يفقر والإقدام قتال

لما تجرع الأحنف غصص الغضب، صار حليم العرب، ولما بذل روحه للموت عنترة، شبهوه بقسورة، ولمّا بذل حاتم، طعامه لكل قادم، وأنفق أمواله في المواسم، صار مضرب المثل في الجود، وقصة الكرم في السهول والنجود.

لما طار القمري قعد فوق الأغصان، ولما مشى الجعلان بقي مع الديدان، سافر العود من الهند، فسُمي بالند، وأقام بأرضه الخشب، فسماه الناس الحطب.

اديسون مكتشف الكهرباء، قضى عمره في اختراعه حتى أذهل به الحكماء، فلا نامت أعين الأغبياء.
مكتشف الذرة، أجرى عليها التجربة عشرة آلاف مره.

عمي بعض المحدِّثين من كثرة الرواية، فما كلَّ ولا ملَّ حتى بلغ النهاية، مشى أحمد ابن حنبل من بغداد إلى صنعاء، وأنت تفتر في حفظ دعاء، سافر أحدهم إلى مصر، غدوّه شهر، ورواحه شهر، في طلب حديث واحد، ليدرك به المجد الخالد، لولا المحنة، ما دعي أحمد إمام السنة، وصل بالجَلْد إلى المجد، ووضع ابن تيميه في الزنزانة، فبز بالعلم زمانه. واعلم أن الماء الراكد، فاسد، لأنه لم يسافر ويجاهد، ولما جرى الماء، صار مطلب الأحياء، بقيت على سطح البحر الجيفة، لأنها خفيفة، وسافر الدر إلى قاع البحر، فوضع من التكريم على النحر.

فكن رجلاً رجله في الثرى وهامة همته في الثريا

يا كثير الرقاد، أما لنومك نفاد، سوف تدفع الثمن، يا من غلبه الوسن، تظن الحياة جلسة وكبسة، ولبسةٌ وخلسة، بل الحياة شرعة ودمعة، وركعة ومحاربة بدعة.

الله أمرنا بالعمل لينظر عملنا، وقال: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}، فالحياة عقيدة وجهاد، وصبر وجلاد، ونضال وكفاح، وبر وفلاح، لا مكان في الحياة للأكول الكسول، ولا مقعد في حافلة الدنيا للمخذول.

علو في الحياة وفي الممات بحق أنت إحدى المعجزات

ابدأ في طلب الأجر من الفجر، قراءة وذكر، أو دعاء وشكر، لأنها لحظة انطلاق الطير من وكورها، ولا تنس: "بارك الله لأمتي في بكورها".

العالم في حركة، كأنه شركة، وقلبك خربة، كأنك خشبة، الطير يغرّد، والقمري ينشد، والماء يتمتم، والهواء يهمهم ،والأسود تصول، والبهائم تجول، وأنت جثة على الفراش، لا في أمر عبادة ولا معاش، نائم هائم، طروب لعوب، كسول أكول.

استيقظ على نبرات الخطاب الشرعي، ودعنا من وساوس الهاجس البدعي، لأن الشريعة، تدعو للهمة البديعة، تقول لأتباعها: فما وهنوا لما أصابهم، لأنهم حملوا كتابهم، وألقوا للعالم خطابهم، فهداهم ربهم صوابهم.

وأهل السوالف، رضوا بأن يكونوا مع الخوالف، لأن لهم في الضلالة سوابق، فهم يتصيدون كل مارق، عن الحق آبق، ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم، فهبوا وتركوا مضجعهم، ولو أراد الله بهم خيراً لأغاثهم، ولكن كره الله انبعاثهم.

الفرس بهمته يعض لجامه ويلوك، فركبه الملوك، والحمار آثر المقام في الرباط، فضرب بالسياط:
سوف ترى إذا انجلى الغبار أفرس تحتك أو حمار

يقدم لك ابن جرير، كتاب التفسير، محققاً منقحا، مدبّجا مصحّحا، ثم لا تصطفيه، ولا تقرأ فيه.
ألَّف ابن حجر فتح الباري في ثلاثين سنة، فلله دره ما أجمل كتابه وأحسنه، ثم تهمله في الرف، كأنه دف، مع الأسف.

هذا الكافر مثابر، كل يوم مغامر، سيَّر في الأرض السيارة، وأطار في السماء الطيارة، جعل لغذاءك ثلاجة، ولماءك زجاجة، ومالك عمل إلا أن تأكل وتشرب، وتلهو وتلعب.

أنت تفتر والملائكة لا يفترون، وتسأم العمل والمقربون لا يسأمون، بم تدخل الجنة، هل طعنت في ذات الله بالأسنة، هل أوذيت في نصر السنة، انفض عنك غبار الخمول، يا كسول، فبلال العزيمة أذّن في أذنك فهل تسمع، وداعي الخير دعاك فلماذا لا تسرع. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ}
ولابد للهمم الملتهبة أن تنال مطلوبها، ولابد للعزائم المتوثبة أن تدرك مرغوبها، سنة لا تتبدّل، وقضية لا تتحوّل.
جزى الله المسير إليك خيراً وإن ترك المطايا كالمـزادِ

واعلم أن الهمة توقد القلب، واستسهال الصعب، وركوب الخطب، فالعذاب بالهمة عذب. ومن عنده همة عارمة، وعزيمة صارمة، اقتحم بها أسوار المعالي، وصار تاريخه قصة الليالي.

فقل للمتخلفين اقعدوا مع الخالفين، لأن المنازل العالية، والأماني الغالية، تحتاج إلى همم موّاره، وفتكات جبارة، لينال المجد بجدارة.

وقل للكسول النائم، والثقيل الهائم: امسح النوم من عينيك، واطرد الكرى من جفنيك، فلن تنال من ماء العزة قطرة، ولن ترى من نور العلا خطرة، حتى تثب مع من وثب، وتفعل ما يجب، وتأتي بالسبب.

ألا فليهنأ أرباب الهمم، بوصول القمم، وليخسأ العاكفون على غفلاتهم في الحضيض، فلن يشفع لهم عند ملكوت الفضل نومهم العريض، وقل لهؤلاء الراقدين {إنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ} فهُـبّـوا إلى درجات الكمال نساءً ورجالا، ودربوا على الفضيلة أطفالا، وانفروا خفافاً وثقالا.






آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 08-17-2011, 10:12 PM رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: مقامات رمضانية ..... متجدد

ويلك والله ما شبع النمل حتى جدّ في الطلب، وما ساد الأسد حتى افترس ووثب، وما أصاب السهم حتى خرج من القوس، وما قطع السيف حتى صار أحدّ من الموس.
مااجمل هذه المقامات
والله حكمة بليغة فى كل حرف اذهلتنى
رائعة بحق تلك المعانى
مؤكد لى عوووودة
للقراءة بتمهل وتمعن فى كل معنى وحرف
سلمت ابوعمر
يحميك ربى يخليك لنا
رائع بكل طرحك ومواضعيك الهادفة الروحانية
لااملك الا شكرك جزاك الله خيرا







آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 08-18-2011, 01:52 AM رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: مقامات رمضانية ..... متجدد

شاكر لكم حضوركم الذى انار متصفحى
تشرفت بتواجدكم ومروركم
دمتم بحفظ الرحمن






آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 08-20-2011, 12:40 AM رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: مقامات رمضانية ..... متجدد

الصوم جنة


الصوم جنة, وهو أيضًا مدرسة, يتخذه المؤمن والمؤمنة, مرفأ للفقه والتربية. فلا يرفث في أيامه, ولا يجهل على من جهل عليه, ويكون دربة له في مستقبل أيامه, وجميع أوقاته, فالصبر حصنه, والحلم موئله, وهما مرجعه ومأواه عند اشتداد غضبه, وهيجان شهوته. يزن خطابه لمن جهل عليه, يقول: إني امرؤ صائم ولا يزيد عليه.

يدع طعامه وشرابه, استجابة لخالقه ومولاه. فإخلاصه فيه مضمون لله؛ لأنه في خلوته لا يطلع عليه غير الله, فالصوم له, وهو يجزي به صاحبه. والحسنة بعشرة أمثالها, ويضاعف لمن يشاء أكثر منها.

فالله كريم, وهو بعباده رحيم.






آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 08-20-2011, 12:42 PM رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: مقامات رمضانية ..... متجدد

نسال الله اين يتقبل صيامنا وقيامنا وصالح اعمالنا
سلمت يمناااااااااااك
رائع مجهودك وطرحك القيم
اخى ابوعمر
نتابع معك وننتظر بكل لهفة جديدك
كل الشكر لك والاحترام







آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 08-20-2011, 03:59 PM رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: مقامات رمضانية ..... متجدد

أسأل الله أن يحصنك بالقرآن .. ويبعد عنك الشيطان .. وييسر لك من الأعمال ما يقربك فيها إلى عليين.. وأن يصب عليك من نفحات الإيمان وعافية الأبدان ..ورضا الرحمن .. ويجعل لقيانا في أعالي الجنان ..







آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 08-20-2011, 04:04 PM رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: مقامات رمضانية ..... متجدد

ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه

وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ 
إني نزلت بكذابين ضيفهم
جود الرجال من الأيدي وجودهموا
عن القرى وعن الترحال مردود
من اللسان فلا كانوا ولا الجود

البخيل نذل، والبخل خلق رذل، وحسبك أن الرسولاستعاذ من البخل، وليت البخيل إذا علا مات، لأن له على بخله علامات، فمنها أن يفقد الصواب، إذا طُرق الباب، ويُكثر السباب، عند رؤية الأجناب، وإذا رأى الضيف ضاق صدره، والتبس عليه أمره، فتعلوه قشعريرة، ويقع في حيرة، ومنها أن يكثر الأعذار، ليخرج نفسه من هذه الأخطار، وإذا قام بضيافة، نوّه بها وهوّ لها كأنه تولى الخلافة.
يذم الأجواد، ويمدح الاقتصاد، يتفجع إذا رأى طعامه يغرف من القدر، تفجع الخنساء على أخيها صخر، أوصى بخيل ولده، وقد قطع بالإنفاق كبده، فقال يا بني ما هذا الإسراف، يا أيها المتلاف، أما تخشى أما تخاف، ما تؤثر فيك النصائح، ولا تخاف الفضائح، أين من كان يقتصد، ويحفظ ماله ويجتهد، كان أحدهم رحمه الله يضع ماله في صُره، لِئلا يؤخذ على غِرّة، ثم يُخرج الصرّة، في كل سنة مرّة، فيقرَأُ عليها المعوذات، وأعوذ بكلمات الله التامات، كان الرغيف يسد رمقه من الصباح إلى الليل، لأنه يعلم أن الدهر أبو الويل، فخلف من بعدهم خلف، فيهم كل مسرف جلف، يأكل في اليوم ثلاث وجبات، ولا يتفكر في مصارع الأموات، ليرتدع من هذه الزلات.
أما أخبار البخلاء، فقد جمعها بعض الأدباء.
فمنها أن بخيلاً دخل بيته ونسي أن يغلق الباب، فدخل على إثره فقير ممزق الثياب، فناوله البخيل قطعة خبزة، ثم أخذ حبلاً وربطه وحزّة، وقال والله لا أتركك تخيف مسلماً هذه الليلة، أو تروع مؤمناً بكل حيلة.
وقدّم بخيل الطعام لضيوفه، ثم جلس مهموماً محسورا، وقال: إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكورا، وطرق فقير باب بخيل، وقد أظلم الليل، فلم يفتح البخيل بابه، ولم يرفع حجابه، فصاح الفقير بصوت كسير: أين من كانوا يفرحون إذا رأوا أضيافا، فرد البخيل بقوله: ماتوا مع الذين لا يسألون الناس إلحافا.
وأعطى أحد الوزراء بخيلاً مائة ألف دينار، حتى أصبح بها من الأغنياء الكبار، فقال له جيرانه، هنيئاً لك المبلغ الكبير، فقال: والله ما هو بكثير، وعندي زوجة وطفل صغير، فإذا أراد أن يخرج منها دينارا، قبَّله مرارا، وقال: بأبي أنت وأمِّي، ما أطيبك حيّا، وما أطيبك ميتا.
وقال فقير لبخيل أعطني درهماً فقط، فقال هذا غلط، وجور وشطط، لأن الدرهم مع الدرهم، مائة درهم، ثم يزيد إلى ألف، ثم إلى مائة ألف، فتريد أن تهدم مالي، وتجوع عيالي بسؤالي، وافرض أنني أعطيت درهما، فلن ألبث حتى أصير مثلك معدما، فأنت تريد أن تغشنا فارحل عنا، ومن غشّنا فليس مِنّا.
ودخل رجل أكول على بخيل فقدم له غداءه، وجلس حذاءه، وقال له يوصيه، اجعل ثلث بطنك للغذاء، وثلثاً للماء، وثلثاً للهواء، قال الأكول: بل كلها للطعام، يا سيد الكرام، لأن الماء سوف ينش، والهواء سوف يفش، فقال البخيل: أنا منذر محذر، ومن أنذر فقد أعذر.

واعلم أن البخيل كثير الأعذار، دائم الإنذار، فإن جئته مبكراً قال: مالك تقدمت، وإن أبطأت قليلاً قال: هداك الله تأخرت، إذا حل به ضيف نسي الترحيب، وقال: هذا يوم عصيب، وإن طرق بيته طارق، رآه كأنه سارق، وإذا دخل عليه الضيف قلل الكلام، وأكثر على أهله السب والخصام، ولا يسأل الضيف عن أخباره، بل تراه كثير القيام والقعود بداره، وتراه لا يترك في البيت صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، فهو يعرف ما له علاقة بالنفقة قد ضبطها ووعاها، إذا نقص دينه ذكر المعاذير، وأن الإنسان لا يسلم من التقصير، فإذا أراد أحد التعرض لشيء من ماله، أنكر بقلبه ويده ولسانِه، وأظهر الحمية والأخذ بالثأر ولو من إخوانه، قد هيأ العذر لكل حاجه، وإلاّ لَمْ يَجِدْ استعمل الغضب واللجاجة، فإن أتاه طالب، ووفد إليه راغب، قال الحقوق كثيره، والحاجات كبيرة، ويعيد عليك متن خير الناس، من لا يحتاج إلى الناس، وأفضلهم من كف عنه الباس.
ومن وصايا البخيل: عليكم يا إخوان بحفظ المال، فإنه لا يعلم أحد بتغير الأحوال، والدنيا من حال إلى حال، ولن ينفعك إلا مالك، ولن يقف معك أعمامك وأخوالك، واذكروا يا إخوان تقلب الزمان، وقلة الأعوان، فرحم الله من أمسك ديناره، وأغلق داره، ولم تخدعه الدنيا الغراره، فعليكم بالاقتصاد، فإنه مذهب الأجواد، فقد أدركنا أقواماً من الصالحين، كانوا يكيلون الطحين، ويقتصدون حتى في شرب الماء، لِئلا تذهب أقوالهم هباء، ومنهم من كان يفترش التراب، وينام على الأخشاب، ومنهم من كان يكتفي بوجبة، في اليوم واحدة، ليغيظ بجمع المال حاسده، ثم يقول: وقد أدركت قوماً من الأولياء، ينامون بلا عشاء، ويكتفون بالفطور عن الغداء ،وكان أحدهم إذا حدثته نفسُه الأمارة بالسُّوء بشراء طعام، لامها أشد الملام، وخطمها عن شهواتها بخطام، وزمّها عن رغباتها بزمام، ولقد أدركت عبداً من الأبرار، وولياً من الأخيار، حدثته نفسه الأمارة، بشراء خيارة، فرجع على نفسه بالتوبيخ، وأقسم لها لن يعطيها هواها ولو أرادت قطعة من البطيخ، لأن القوم لما صحت منهم العقول، تركوا الفضول، وحفظوا أموالهم من كل مسرف جهول، ولقد أدركنا مريم العابدة، المقتصدة الزاهدة، وكانت تبيع الفصفص، ولها في ذلك علم وتخصص، فإذا اجتمع لها ريال، وضعتها وراء الأقفال، وأقسمت بالله لا يزال حتى تزول الجبال، وكانت رحمها الله، إذا ظمأ الحمار، ابطأت عليه بالماء ولو كان الماء في الدار، لتعوّده التحمل والاصطبار، وكانت تأخذ النخالة من الشعير، فتجعلها كالخبز الفطير، وكانت تمشي بين القرى، تجمع قطع الفرى، وكلما وجدت عوداً أخذته، وإذا مرت بحب جمعته، فلا يأتي المساء، إلا وقد أدركها الإعياء، لكن يهون التعب، ويذهب النصب، إذا تذكرت صروف الأيام، وطول الأعوام، قال: وقد أدركت شيخاً كبيرا، كان بالأيام بصيرا، بقي عليه ثوبه عشرين عاما، حتى أصبح الثوب ألواناً وأقساما، فكلما انخرق الثوب خاطه برقعة، حتى صار مائة بقعة، ثم جاء قوم من المبذرين، لا يحبّون المنذرين، يفني أحدهم ثوباً كل عام، ولا يخاف العذاب والملام، قال: ولقد أدركت حامد المقتصد، وكان في حفظ المال يجتهد، بقيت معه حذاؤه عشر سنوات، وكان يمشي حافياً في الفلوات، وربما حمل حذاءه بيده الكريمة، خوفاً من العواقب الوخيمة، فإذا نام جعلها تحت رأسه، حرصاً عليها من غدر السارق وبأسه، فانظر حرصهم رحمهم الله على حفظ المال، وعدم اغترارهم بلوم الرجال، فأين حالنا من حالهم، ولذلك لا يقارن مالنا بمالهم، ثم بكى حتى كادت أضلاعه تختلف، وأخذ يقول ما أحسن أخبار من سلف، وما أكثر إسراف هؤلاء الخلف.






آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 08-21-2011, 10:28 PM رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: مقامات رمضانية ..... متجدد

رمضان شهر العتق من النيران


{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ}
مرحباً برمضان، شهر التوبة والرضوان، شهر الصلاح والإيمان، شهر الصدقة والإحسان، ومغفرة الرحمن، وتزين الجنان، وتصفيد الشيطان.

مرحباً أهلاً وسهلاً بالصيام فاغفر اللهم ربي ذنبنا
يا حبيباً زارنا في كل عام ثم زدنا من عطاياك الجسام

هذا شهر العتق والصدق والرفق، رقاب تعتق، ونفوس ترفق، وأياد تتصدق، باب الجود في رمضان مفتوح، والرحمة تغدو وتروح، والفوز ممنوح، فيه ترتاح الروح، لأنه شهر الفتوح، هنيئاً لمن صامه، وترك فيه شرابه وطعامَه، وبشرى لمن قامَه، واتبع إمامَه. القلب يصوم في رمضان، عن اعتقاد العصيان، وإضمار العدوان، وإسرار الطغيان.

والعين تصوم عن النظر الحرام، فتغض خوفاً من الملك العلام، فلا يقع بصرها على الآثام. والأذن تصوم عن الخنا، واستماع الغنا، فتنصت للذكر الحكيم، والكلام الكريم. واللسان يصوم عن الفحشاء، والكلمة الشنعاء، والجمل الفظيعة، والمفردات الخليعة، امتثالاً للشريعة. واليد تصوم عن أذية العباد، ومزاولة الفساد، والظلم والعناد، والإفساد في البلاد. والرِجل تصوم عن المشي إلى المحرّم، فلا تسير إلى إثم ولا تتقدّم.

والله ما جئتكمو زائراً ولا انثنت رجلي عن بابكم
إلا وجدت الأَرض تُطوى لي إلا تعثرت بأذيالي

أما آن للعصاة أن ينغمسوا في نهر الصيام، ليطهروا تلك الأجسام، من الآثام. ويغسلوا ما علق بالقلوب من الحرام.

أما آن للمعرضين أن يدخلوا من باب الصائمين، على رب العالمين، ليجدوا الرضوان في مقام أمين.

إن رمضان فرصة العمر السانحة، وموسم البضاعة الرابحة، والكفة الراجحة، يوم تعظم الحسنات، وتكفّر السيئات، وتُمحى الخطيئات.

إن ثياب العصيان آن لها أن تخلع في رمضان، ليلبس الله العبد ثياب الرضوان. وليجود عليه بتوبة تمحو ما كان من الذنب والبهتان.

إن مضى بيننا وبينك عتب فالقلوب التي تركت كما هي
حين شطت عنا وعنك الديارُ والدموع التي عهدت غزارُ

في رمضان كانت فتوحاتنا، وإشراقاتنا، وغزواتنا، وانتصاراتنا.

في رمضان نزل ذكرنا الحكيم، على رسولنا الكريم، وهو سر مجدنا العظيم.

في رمضان التقى الجمعان، جمع الرحمن وجمع الشيطان، في بدر الكبرى يوم رجح ميزان الإيمان، ونسف الطغيان، وانهزم الخسران. في رمضان فتحت مكة بالإسلام، وتهاوت الأصنام، وارتفعت الأعلام، وعلم الحلال والحرام.

في رمضان كانت حطين العظيمة، يوم انتصرت رايات صلاح الدين الكريمة، وارتفعت الملة القويمة، وصارت راية الصليب يتيمة.

صيام النفس في رمضان عزوف عن الانحراف، والانصراف والإسراف والاقتراف، فالنفس تعلن الرجوع، والقلب يحمل الخشوع، والبدن يعلوه الخضوع، والعين تجود بالدموع.

لشهر رمضان وقار فلا سباب، ولا اغتياب، ولا نميمة، ولا شتيمة، ولا بذاء، ولا فحشاء، وإنما أذكار واستغفار، واستسلام للقهار، فالمسلمون في رمضان كما قيل:

هينون لينون أيسـار بنو يُسْرٍ لا ينطقون عن الفحشاء إن نطقوا
أهل العبادة حفاظون للجارِ ولا يمارون إن ماروا بإكثارِ

مردة الشياطين في رمضان تصفد بالقيود، فلا تقتحم الحدود، ولا تخالط النفوس في ذلك الزمن المعدود.

إذا سابّك أحد في رمضان فقل إني صائم، فليس عندي وقت للخصام، وما عندي زمن لسيء الكلام، لأن النفس خطمت عن الخطيئة بخطام، وزمّت عن المعصية بزمام.

إذا قاتلك أحد في رمضان فقل إني صائم فلن أحمل السلاح، لأنني في موسم الصلاح، وفي ميدان الفلاح، وفي محراب حي على الفلاح.

اغسل بنهر الدمع آثار الهوى تنسى الذي قد مر من أحزانِ

كان السلف إذا دخل رمضان، أكثروا قراءة القرآن، ولزموا الذكر كل آن، ورقعوا ثوب التوبة بالغفران، لأنه طالما تمزق بيد العصيان. هذا الشهر هو غيث القلوب، بعد جدب الذنوب، وسلوة الأرواح بعد فزع الخطوب.

رمضان يذكرك بالجائعين، ويخبرك بأن هناك بائسين، وأن في العالمين مساكين، لتكون عوناً لإخوانك المسلمين.

فرحة لك عند الإفطار، لأن الهم ذهب وطار، وأصبحت على مائدة الغفار، بعد أن أحسنت في النهار.

وفرحة لك عند لقاء ربك، إذا غفر ذنبك، وأرضى قلبك.

بعض السلف في رمضان لزم المسجد، يتلو ويتعبد، ويسبح ويتهجد.

وبعضهم تصدق في رمضان بمثل ديته ثلاث مرات، لأنه يعلم أن الحسنات، يذهبن السيئات. وبعضهم حبس لسانه عن كل منكر، وأعملها في الذكر، وأشغلها بالشكر.

هذا شهر الآيات البينات، وزمن العظات، ووقت الصدقات، وليس لقراءة المجلات، والمساجلات، وقتل الأوقات، والتعرض للحرمات.

سلام على الصائمين إذا جلسوا في الأسحار، يرددون الاستغفار، ويزجون الدمع المدرار. وسلام عليهم إذا طلع الفجر، وطمعوا في الأجر، تراهم في صلاتهم خاشعين، ولمولاهم خاضعين.

وسلام عليهم ساعة الإفطار، بعد ذلك التسيار، وقد جلسوا على مائدة الملك الغفار، يطلبون الأجر على عمل النهار.

سبحان من جاعت في طاعته البطون، وبكت من خشيته العيون، وسهرت لمرضاته الجفون، وشفيت بقربه الظنون.

ما أحسن الجوع في سبيله، ما أجمل السهر مع قيلة، ما أبرك العمل بتنـزيله، ما أروع حفظ جميله.

شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، هداية للبشرية، وصلاحاً للإنسانية، ونهاية للوثنية. القرآن حيث أصلح الله به القلوب، وهدى به الشعوب، فعمت بركته الأقطار ودخل نوره كل دار.

سمعتك يا قرآن قد جئت بالبشرى سريت تهز الكون سبحان الذي أسرى






آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 08-22-2011, 06:17 PM رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: مقامات رمضانية ..... متجدد

التوبة في رمضان


يا باغي الخير أقبل، فالباب غير مقفل، يا من أذنب وعصى، وأخطأ وعتى، تعال فلعل وعسى، يا من بقلبه من الذنوب جروح، تعال فالباب مفتوح، والكرم يغدو ويروح، يا من ركب مطايا الخطايا، تعال إلى ميدان العطايا، يا من اقترفوا فاعترفوا، لن تنسوا {قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا}، يا من بذنب باء، وقد أساء، تذكر: "يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء".

أسقت بغي كلبا، فأرضت ربّا، ومحت ذنبا، قتل رجل مائة رجل، ثم تاب إلى الله عز وجلّ، فدخل الجنة على عجل.

من الذي ما أساء قط، ومن له الحسنى فقط، ومن هو الذي ما سقط، وأين هو الذي ما غلط، يا كثير الأخطاء: أنسيت: كلكم خطّاء.

إذا أذنبت فتب وتندّم، فقد سبقك بالذنب أبوك آدم، ومن يشابه أباه فما ظلم، فلا تقلد أباك في الذنب وتترك المتاب، فإن أباك لما أذنب أناب، بنص الكتاب.

أصبحت وجوه التائبين مسفرة، لما سمعوا نداء: لو أتيتني بقراب الأرض خطايا لأتيتك بقرابها مغفرة، اطرح نفسك على عتبة الباب، ومد يدك وقل: يا وهّاب. أرغم أنفك بالطين وناد: رحمتك أرجو يا رب العالمين.

يا من أساء وظلم، اعلم أن دمعة ندم، تزيل أثر زلة القدم. أنت تتعامل مع من عرض التوبة على الكفار، وفتح طريق الرجعة أمام الفجّار، وأمهل بكرمه الأشرار. أنزل بالعفو كتبه، وسبقت رحمته غضبه.

اسمه التوّاب، ولو لم تذنب لما عرف هذا الوصف في الكتاب، لأن الوصف لابد له من فعل حتى يوصف بالصواب. ما تدري بالذنب، محى العجب، وبالاستغفار حصل الانكسار، لكأس الاستكبار، وصار الانحدار، لجدار الإصرار.

لا تصر، بل اعترف وقر، فإن طعم الدواء مُر، وسوف تجد ما يسر ولا يضر، واحذر الشيطان فإنه يغر.

الاعتراف بالاقتراف، طبيعة الأشراف، قف بالباب، وقل: أذنبنا، وطف بتلك الديار وقل: تبنا، وارفع يديك وقل: أنبنا، {أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}، سبحان من يغفر الذنب لمن أخطأ، ويقبل التوبة ممن أبطأ.

التوبة تَجُبُّ ما قبلها، وتعم بركتها أهلها. يقول عليه الصلاة والسلام "لتائب من الذنب كمن لا ذنب له" وهذا قول يجب أن نقبله، فهنيئاً لمن تاب وأناب، قبل أن يغلق الباب. التائب سريع الرجعة، غزير الدمعة، منكسر الفؤاد، لرب العباد، دائم الإنصات، كثير الإخبات.

للتائب فرحتان ودمعتان وبسمتان. فرحة يوم ترك الذنب، والأخرى إذا لقي الرب، ودمعة إذا ذكر ما مضى، والثانية إذا تأمل كيف ذهب عمره وانقضى، وبسمة يوم ذكر فضل الله عليه بالتوبة، وهي أجلّ نعمة، والأخرى يوم صرف عنه الذنب وهو أفظع نقمة.

بشرى لمن عفّر جبينه، وأشعل في قلبه أنينه، وأضرم بالشوق حنينه،التائب تبدل سيئاته حسنات، لأن ما فات مات، والصالحات تمحو الخطيئات.

للتوبة أسرار، ولأصحابها أخبار، فالتائب يزول عنه تصيد المعائب، وطلب المثالب، لأنه ذاق مرارة ما تقدّم، فهو دائماً يتندّم، وهو يفتح باب المعاذير، لمن وقع في المحاذير، ولا يفعل فعل المعجب المنّان، الذي قال: والله لا يغفر الله لفلان، بل يستغفر لمن أساء من العباد، ويطلب الهداية لأهل الفساد، والتائب يطالع حكمة الرب، في تقدير الذنب، وأنه لا حول للعبد ولا قوّة، في منع نفسه من الوقوع في تلك الهوّة، فالله غالب على أمره، بعزته وقهره، والتائب ذهبت عن نفسه صولة الطاعات، والدعاوى الطويلات، والتبجح على أهل المعاصي، وأصبح ذليلاً لمن أخذ بالنواصي، فإن بعض الناس إذا لم يقع في زلّة، ولم يذق طعم الذلة، جمحت به نفسه الأمّارة، حتى جاوز أطواره، فكلما ذكر له عاص تأفّف، وكلما سمع بمذنب تأسّف، وكأنه عبد معصوم، في حياته غير ملوم، يحاسب الناس على زلاتهم، ويأخذ بعثراتهم، فإذا أراد الله تقويمه، ليسلك الطريق المستقيمة، ابتلاه بذنب لينكسر لربه، وأراه ضعف قوته فيعترف بذنبه، فيصبح يدعو للمذنبين، ويحب التائبين، ويبغض المتكبرين.

ومنها أن كأس الندم يتجرعه جرعة جرعه، مع انحدار دموع الأسف دمعة دمعه، حينها ينال الولاية، ويدرك الرعاية، لأنه عرف سر العبودية، ودخل باب الشريعة المحمديّة، فإن ذل العبد مقصود، وتواضعه محمود، لصاحب الكبرياء المعبود.

ومنها أنه يشتغل بالاستغفار، عن الاستكبار، فهو دائم الفكر في تقصيره، مشتغلاً به عن غروره، لأن بعض الناس لا يرى إلا إحسانه، ولا يشاهد إلا صلاحه وإيمانه، حتى كأنه يَمنّ على مولاه، بطاعته وتقواه، بخلاف من طار من خوف العاقبة لبه، وتشعب بالندم قلبه، فهو كثير الحسرات، على ما مضى وفات، وهذا هو حال من عرف العبادة، وسلك طريق السعادة.

واعلم أن لوم النفس على التقصير، والنظر إليها بعين التحقير، والإزراء عليها في جانب مولاها، وعدم الرضا عنها لما فعله هواها، يقطع من مسافات السير، إلى اللطيف الخبير، ما لا يقطعه الصيام ولا القيام، ولا الطواف بالبيت الحرام، فهنيئاً لمن على ذنبه يتحرق، وقلبه يكاد من الأسف يتمزّق، ودمعه على ما فرّط يترقرق.

أجمل الكلمات، وأحسن العبارات، لدى رب الأرض والسموات، قول العبد: يا رب أذنبتُ، يا رب أسأتُ، يا رب أخطأتُ، فيكون الجواب منه سبحانه: عبدي قد غفرت وسامحت، وسترت وصفحت.

عفّر الجبين بالطين، وناد: يا رب العالمين، تبنا مع التائبين، اغسل الكبائر بسبع غرفات من ماء الدموع وعفرها الثامنة بتراب المتاب، فهذا فعل من أناب، حتى يفتح لك الباب. تأوّه المذنبين التائبين، أحب من تسبيح المعجبين، من قضى ليله وهو نائم، وأصبح وهو نادم، أحب ممن قضاه وهو مسبّح مكبّر، وأصبح وهو معجب متكبّر.

إذا أردت القدوم عليه، توسل برحمته وفضله إليه، ولا تمنن بطاعتك لديه، لا تيأس من فتح الباب، ورفع الحجاب، فأدم الوقوف عنده، واخطب وده، فإن من قصده لن يرده.

من كتاب مقامات القرني بتصرف يسير







آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:41 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator