العودة   شبكة صدفة > المنتديات الاسلاميه > المنتدى الاسلامى > الحج والعمرة

الحج والعمرة أخطاء في الحج , مدرسة الحج , معالم تاريخية , صفة الحج والعمرة , فقه الحج والعمرة , تعريف العمرة وحكمها , الإحرام للعمرة , دخول مكة والمسجد الحرام , طواف العمرة , سعي العمرة.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 11-08-2010, 09:26 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
همس الليالي

الصورة الرمزية همس الليالي

إحصائية العضو








همس الليالي غير متواجد حالياً

 

Lightbulb كيف تتهيأ للحج خطبة رائعة ستؤثر في نفوس الجميع ..






الشيخ الدكتور علي بن عمر بادحدح




الخطبة الأولى




أما بعد أيها الاخوة المؤمنون :

ونحن على أعتاب فريضة الحج العظمى ، ونحن في هذه الأيام الفاضلة الشريفة المحرمة ، ونحن على أعتاب موسم التوبة وغفران الذنوب .. نقف هذه الوقفات لنذكر أنفسنا وإخواننا من ضيوف الرحمن ، ونهدي إليهم عدداً من النصائح والإرشادات التي ينبغي أن لا تغيب عن الأذهان وأن لا تفقد في السلوكيات .


وإنها لأمور نعرفها ، ولكن كثير منا يغفل عنها ولا يستحضرها ، ولا يتمثل بها كما ينبغي أن يكون التمثل والتحقق .

إن إقدامك على أي أمرِ من الأمور لا بد له من التهيأ والاستعداد ، ونحن في هذا المقام نتحدث عن استعدادات الحج ، ولا نعني في هذا الحديث أن نتحدث عن الطعام والشراب ، ولا عن المساكن والخيام ، ولا عن شيءِ من هذه الأمور التي بحمد الله - عز وجل - يسرها الله - عز وجل - على أتمّ وأكثر ما يمكن أن تكون ، ويسّر الله - عز وجل - أسباباً لها كثيرة ، ووسائل لها عديدة غير أن الحديث إنما هو عن الاستعداد الإيماني والعلمي والعملي لهذه الفريضة العظيمة .

أولاً : كل أحدٍ يذهب إلى زيارة أخٍ صديق في بيته ومنزله ؛ فإنه يستعد لذلك ، ويلبس أحسن ثيابه ، وربما تطهّر وتطيّب ؛ لأنه يريد أن يظهر في أحسن صورة ؛ لأنه سيعرض نفسه للناس وسيراه الجمع الذي يأتي لهذه الزيارة .. فكيف إذا كان هذا الأمر يتوجه به إلى عظيمِ من العظماء أو ملكِ من الملوك ؟ فكيف بك عبد الله وأنت تقدم على مولاك وعلى ربك - سبحانه وتعالى - .

إن أول أمرٍ تحتاج إليه هو: التوبة والتطهر ؛ لا يليق بك أن تقدم على الله - عز وجل - وأنت متلطخُ بأدناس المعاصي .. لا يليق بك أن تأتي إلى بيت الله - عز وجل - وأنت في أسد وأوحال الذنوب والشهوات الآثمة والمعاصي المحرمة .
لا يليق بك أن ترفع يديك إلى السماء ، وقد خلفت وراءك كثيراً من المعاصي التي لم تغيّر منها ساكناً ، ولم تبدل منها قائماً ، إنه لا ينبغي لك إن كنت صادقاً مع نفسك أولاً ، وإن كنت صادقاً مع ربك قبل ذلك أنه لا ينبغي لك أن تقبل ، وأن تقدم غلا بعد أن تعلن التوبة الصادقة لله - عز وجل - .
إنه ينبغي لك أن لا تنسى هذا المعنى العظيم ، وأن تحسن الإقبال على الله - عز وجل - تطهراً وتهيئاً وتوبةً .. ينبغي لك أن تغسل نفسك بدموع الندم ، وأن تطهر قلبك بحرقة الألم ، وأن تهذّب نفسك بمرارة الأسى على ما فات من الأوقات ، وعلى ماارتكبت من المعاصي والمحرمات .

إنه ينبغي لك أن تطهر نفسك وقلبك أن تشعر بأنك تريد أن تبدأ صفحةَ جديدة ، ولا يمكن لأحدٍ أن يبدأ عاماً جديداً حتى يصفّي حسابات ما مضى ، ولا بد لك بهذا أن تعتني بصدق التوبة الكاملة ، والندامة الحقيقية ، والاستغفار الصادق لله - عز وجل - ليكون إقبالك والنفس قد تهيأت ، والقلب قد تطهّر ، وعندك المؤهلات التي ترجوا بها قبولاَ عند الله - سبحانه وتعالى - .

كيف تقبل وتقدم وخلفت ورائك أموالاَ كسبتها بالحرام ؟ وخلفت ورائك بيتاً ملأته بما لا يرضاه الله - عز وجل - من الأمور التي فيها معاصي وآثام ؟
كيف تقبل على الله - عز وجل - وخلّفت ورائك من أهلك نساءً متبرجات ، وشباباً لاهين عابثين ؟
كيف تريد أن تقبل وأن تطلب وأنت قد سددت الطرق ؟ كما قال بعض السلف :" سددتم طريق الدعوات بالمعاصي والشهوات " .



معالم الإقبال على الله

أولاً : لا بد من إعلان التطهّر والتوبة ؛ ومن كان يصحب في هذا الحج أهله نساءً ذكوراً وإناثاً صغاراً وكباراً ، فلتكن هذه التوبة عامة ، وليكن التطهر شاملاً ، وليكن التجديد كاملاً ؛ فإن الإقبال على الله - عز وجل - لا بد أن تكون له أمارات الإخلاص والصدق بإذن الله - عز وجل - .
وثانياً : لا بد من تحقق النية الخالصة لله - سبحانه وتعالى - ؛ ما الذي حركك لتنفق الأموال ولتقطع المسافات ولتتحمل المشاق ؟ إنك إن فعلت ذلك كله من غير أن يكون في سويداء قلبك التعلق بالله وابتغاء مرضاته - سبحانه وتعالى - فاعلم أنك ما صنعت شيئاً غير أن أرهقت نفسك ، وأذهبت مالك ، ثم فقدت أجرك ، بل ربما رجعت مأزوراً غير مأجور .
فاعلم أنه لا بد أن تجعل قصدك الله ، وطلبك الآخرة ، وبغيتك الجنة .. { وابتغي فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك } .
وابتغي وجه الله في كل أمرٍ من الأمور صغيراً كان أو كبيراً ، والله - عز وجل - قد قال كما في الحديث القدسي : ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ) .

فالله الله في الإخلاص لله - عز وجل - ، وتحري تعلق القلب به ، وارتباط الأشواق والآمال بثوابه - سبحانه وتعالى - ؛ فإنك تفد إلى ملك الملوك ، ورب الأرباب الذي لا تنفذ خزائنه ، واعلم أنك إنما تستمطئ رزق الله ، وإنك إنما تأخذ مغفرة الله بصدق إخلاصك لله - عز وجل - .
واعلم أنه - كما أخبرك - النبي – صلى الله عليه وسلم - : ( إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسادكم ولكن ينظر إلى قلوبكم ) .

إنها النوايا الخالصة .. إنها المشاعر الصادقة التي تجعل همّ المسلم المؤمن لا يشغله شيءُ إلا الله - سبحانه وتعالى - .
وهذا فيه حسنُ استقبالِ ، وتهيأ ينبغي أن يكون من المسلم في مثل هذا الأمر العظيم .

وثالثاَ : لا بد أن تحرص أيها الحاج على الرفقة الصالحة التي تذكرّك إذا نسيت ، وتعينك إذا ذكرت ، وتعلمك إذا جهلت ، وتقوّيك إذا ضعفت ، وتعينك إذا عجزت .
إنه لا بد لنا أن نعلم أن الأسباب التي نبذلها في أمور حياتنا الدنيا ، ينبغي أن نبذل لها أضعافاً مضاعفةً في أمور الدين والآخرة . إن الناس إذا أرادوا سفراً بحثوا عن رفيق الطريق قبل أن ينشؤا سفرهم .. بحثوا عن من يعرفوا تلك البلاد عن من يعرفوا أخبارها وأسرارها حتى يكون عوناَ لهم على الوصول إلى مرادهم وتحقيق مبتغاهم .


واعلم أنه لابد لك في موسم الخير وفي فريضةٍ من فرائض الله ، أن تصحب الأخيار الذين عندهم فقه في الدين ، وتحريِ لسنة النبي الكريم – صلى الله عليه وسلم - حتى يحصل لك التكامل في التعبد ، وحتى يحصل لك العون على التزود ؛ فإن بعض الناس يؤدي المناسك ، وينسى أن كثيراً من الوقت ينبغي أن يشغل في كثيرٍ من الطاعات ، وهذه الصحبة تعين على مثل هذا ، والنبي – صلى الله عليه وسلم - أخرّ حجه عاماً حتى يتهيأ حشدُ كبير ، وجمعٌ عظيم ، يتشرفون بصحبة النبي – صلى الله عليه وسلم - وينظرون إليه . كما أخبر جابر في صحيح مسلم أن النبي – صلى الله عليه وسلم - قال لهم : ( لتأخذوا عني مناسككم فلعلي لا أراكم بعد عامي هذا ) .


لقد أراد أن يكون قدوةَ لهم ، وأن يكون الصحابة صحبةَ صالحةَ ، تتعاون على الخير ، وعلى الطاعة ، وعلى الفقه في الدين ، فالزم اخوةً صالحين يعينونك على أداء الفريضة .
ورابعاً : لا بد أن تعلم أن العبادة في الإسلام حقيقة لا مظهرية ؛ ولذلك ينبغي لك أن تكثر في موسم الطاعات ، وفي موسم تكفير السيئات من الاستغلال والاغتنام الكامل للأوقات .
وهذا يحصل به الشمول في العبادة فعندما تكون في هذه الأماكن المقدسة وفي هذه الأيام المعظمة وفي هذه الفريضة القائمة ينبغي لك أن تجعل كل لحظةِ من اللحظات عبادةَ وطاعةَ لله - عز وجل - ينبغي أن ينشغل اللسان بالذكر والاستغفار ، وتلاوة القرآن ، وأن ينشغل القلب بمزيدٍ من الخشية لله - عز وجل - واستحضار هول المحشر ، وجمع الناس يوم يقوم الناس لرب العالمين .

ينبغي أن تجعل سمعك لله - عز وجل - فلا تسمع إلى العلم والمواعظ والقرآن .
ينبغي أن تجعل بصرك متأملاً في ملكوت الله - عز وجل - وفي خلق الله - عز وجل - وفي هذا المشهد العظيم .
ينبغي أن لا تضيع وقتاً إلا وفيه طاعةٌ لله - عز وجل - .
ولا تفعل أخي كما يفعل بعض الناس ، يرمي جمرات ثم يلغو بلسانه ، و يلهو بجوارحه ، ويسرح طرفه وبصره ، ويفعل الأفاعيل ، ويقوم بارتكاب المنكرات ، وممارسة كثيرٍ من المحرمات أو المكروهات .
كيف يجمع مسلم في هذه الأماكن المقدسة والأيام المعظمة والفريضة الواجبة ؟
كيف يجمع بين هذا وبين هذه الأمور التي لا تليق بالمسلم في أي مكان وفي أي زمان فضلاً عن هذه الأماكن الأزمنة ، والموسم العظيم الذي ينبغي أن يكون لله رب العالمين .

اجعل كل وقتك له عملٌ صالحٌ من تلاوةٍ أو ذكرٍ ، أو مراجعةٍ أو خيرٍ ، أو إطعامِ الإطعام ، أو إعانةِ للحجاج .
ينبغي أن لا تفعل ما يفعله بعض الناس من ذلك العبث ، و اللهو واللغو الباطل ، فاحذر رحمك الله أن تنقص أجرك ، أو تفسد عملك بمثل هذه المشوّشات .
ولابد لك أيضاً من أمرٍ خامس و هو : الرفق والسماحة مع هذا الجمع الكبير ؛ ينبغي أن تستشعر معنى وحدة المسلمين ، ومعنى تراحمهم وتلاحمهم .

أين عونك لإخوانك ؟ أين رفقك بهم ؟ أين سماحتك معهم ؟ أين حرصك عليهم ؟ أين برّك بهم ؟ أين ذلك كله ، و أنت تزاحم هذا وتضايق هذا ، وتستأثر بالمال دون هذا ، وتمنع هذا ، وتزجر هذا ، وقد تتعالى على هذا ؟
صورٌ كثيرةَ نراها لا تتفق مع حقيقة هذا الإسلام ، وتقع في أكثر الأماكن قداسةً وحرمةً عند الله - عز وجل- وفي أعظم جمعٍ تجتمع فيه فئامٌ من أمة الإسلام .
ثم لا تتحقق بالصورة التي ذكرها النبي – صلى الله عليه وسلم - : ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضواً تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) .
ما بالنا نرى الضعيف لا يجد من يعينه ؟ ونجد الفقير لا يجد من يعطيه ؟ ونجد المحتاج لا يجد من يواسيه .
لما لا تتجسد هذه الصورة ؟ ولما نرى جاهلاً لا يجد من يعلمّه ؟ وواقعاً في خطأ لا يجد من يجزره كل يقول : نفسي نفسي .
أين نحن من وحدة الإسلام والمسلمين ؟ أين نحن من أخوة الإسلام والإيمان ؟ أين نحن من التكامل الذي ينبغي أن يتجسد بأعلى وأكمل وأتم صورة في مثل هذا المشهد العظيم ؟
وبذلك أثر عن السلف - رضوان الله عليهم - أنهم كانوا قائمين بأعمال البر والبذل والإحسان والرفق ؛ من إطعام الطعام ، وتيسير الشراب ، وبذل المعروف .. حتى كان عبد الله بن المبارك - رحمة الله عليه - من أعيان أئمة التابعين ، كان يأخذ معه رفقةً في الحج ، فينفق عليهم ، ويطعمهم ، ويسقيهم ، ويعلمهم ، ويبرهم .. يبتغي في ذلك رضوان الله - عز وجل - ، وتأليف القلوب ، ووحدة الصفوف .
وكان سفيان - رضي الله عنه - ورحمه الله في الأئمة التابعين ، قال صاحبه في الحج : " صحبت سفيان فما رأيته إلا آمراً بالمعروف ، ناهياً عن المنكر منذ ذهب حتى يرجع " .
ينبغي أن تكون لساناً ناطقاً بالحق ومرشداً معلماً للخير .. ينبغي أن تنطلق بين إخوانك لتحي هذه المعاني .
فليس الحج أن يكون كل أحدِ وحده وأن يكون كل مسلمِ وأهله وإنما الحج أن يكون المسلمون أمةَ واحدة أن يكونوا صورةً للوحدة المشهودة .

وأعلم أخيراً أن هذه رحلةَ تعبدَ إيمانية .
نعلم أن كثيراً من الناس إذا أرادوا سفراً إلى بلدِ معين يلجئون إلى مكاتب سياحية ، حتى تعرفهم بالأماكن ، وتعطيهم البرامج ويستعدون لهذا ويحفظونه ، ويأخذون معهم الأوراق التي تدلهم وترشدهم والخرائط التي تبين لهم الطرق والمعالم .
فما بالهم يقبلون على فريضةِ ربما تكون بالنسبة لأحدِ فريضة العمر لا تتكرر بعد ذلك ، ويأتي جاهلاً بها ، غير عالماً بمعالمها ولا عارفاً بمناسكها ، ولا مدركاً لحقائقها .
كأنما يقوم بأي عملِ كيفما اتفق .. كأنما يأتي ليشهد أياماً وليحضر زحاماً ثم يرجع دون أن يحقق الذي أراد الله - عز وجل - منه ، لا بد لك فرضاً عليك إذا أردت الحج أن تعرف أحكامه ، وأن تتعلم المناسك ، وأن تعرف ما ينبغي عليك أن تعمله ، وما ينبغي عليك أن تحذره حتى تكون مؤدياً للطاعة والعبادة على الوجه المشروع الذي أراده الله - عز وجل - لك .
فالله الله أيها الأخوة الكرام .. أيها الحجاج وفد الرحمن وضيوف الرحمن كما أخبر النبي – صلى الله عليه وسلم - فيما روى البزار بسند الرجاله فقال : ( الحجاج والعمّار وفد الله ) .

ونعلم جميعاً أن هذه الفريضة من أعظم الفرائظ أجر فقد أخبر النبي – صلى الله عليه وسلم - في حديث أبي هريرة المتفق عليه أنه قال : ( العمرة إلى العمرة كفارةَ لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاءٌ إلا الجنة ) .
فاعلم أنك عندما تطلب الجنة لا بد أن تعرف طريقها .
فالله الله في التطهر والتوبة من الذنوب والمعاصي .. والله الله في الإخلاص وتحري النية الصادقة لله - عز وجل - والله الله في الصحبة الصالحة المعينة على الخير .. والله الله في اغتنام الأوقات بكثرة الطاعات .. والله الله بالرفق والسماحة بأهل الإيمان والعلم بالشرع والأحكام .. والله الله أن نعرف مثل هذه المعاني والمعالم لأن كثيراً من الناس يشكون من أن كثيراً من الحجاج يأتون وهم جاهلين ويؤدون المناسك وهم عن كثيرِ من حقائقها ومعانيها غافلين .



الخطبة الثانية



أما بعد أيها الأخوة المؤمنون :
أوجز في هذا المقام إيجازاً سريعاً لما ينبغي أن يؤديه الحاج من المناسك تذكيراً وإرشاداً بإذن الله - عز وجل - .
فأول أمرٍ هو الإحرام : وهو نية الدخول في النسك ، ولا بد أن يكون للقادم من خارج المواقيت أن يحرم إذا أراد حجاً أو عمرةً من ميقاته ، ولا يتجاوزه مادام ناوياً للنسك .

والإحرام هو : النية التي يعقدها ، والمسنون فيه أن يعلن النية ، وأن يتلفظ بها بلسانه ، وأن يعيّن نسكه ، وأن يشترط إن حبسه حابس أن يكون محله حيث حبسه الله - عز وجل - .
ويسن له أن يغتسل ، وأن يكون إحرامه بعد صلاة سواءً كانت فريضة أو سنة ، ويسنّ له كذلك أن يتطيّب قبل أن يدخل في الإحرام .. كل ذلك مما سنّه النبي – صلى الله عليه وسلم - .
وكذلك أن يقلّم أظافره ، وأن يأخذ من شعره ، وأن يغتسل ؛ حتى يتهيأ للإحرام على الوجه المطلوب .
فإذا أحرم ؛ فإنه يتجرد من المخيط ، ويلبس إزراً ورداءً أبيضين ؛ حتى يتّبع سنة النبي – صلى الله عليه وسلم - .
والإحرام معناه أنه سيدخل في أمور تحرم عليه بعد أن كانت مباحة من قبل ، وذلك في محظورات الإحرام المعروفة التي منها : تغطية الرأس ، وقص أو حلق الشعر ، وتقليم الأظافر ، ولبس المخيط ، وعقد النكاح ، والخطبة ، والجماع أو مقدماته ، وصيد الصيد كل ذلك محرم حتى يتحلل الحاج أو المعتمر .

فإذا علمت هذا فاعلم أن محظورات الإحرام على أنواع ؛ منها ما يبطل الحج بالكلية ، وهو الجماع ؛ فإنه يفسد الحج ويبطل به الحج ، وينبغي أن يكمل وأن يقضى بعد ذلك مرةً أخرى .
أما بقية تلك المحظورات ؛ فإن فعلها ؛ فإن فيها فديةً : إما أن يصوم ثلاثة أيام ، أو يطعم ستة مساكين أو يذبح شاة .
وإذا فعل شيئاً من ذلك ناسياً فلا شيء عليه إن شاء الله تعالى .

فإذا جاءت الأيام أيام الحج ؛ فإن السنّة أن يذهب إلى منى يوم التروية في اليوم الثامن ، ويصلي بها خمسة فروض ؛ الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر قصراً بغير جمع ، وهذا من السنة لو أنه لم يفعله لا شيء عليه ، ثم إذا أصبح في صبيحة اليوم التاسع توجه إلى عرفة ليشهد [ الركن الثاني من أركان الحج وهو الوقوف بعرفة ] والسنة أن ينزل في نمرة دون عرفة حتى يأتي الزوال ، ويتجاوز الزوال ثم يدخل إلى عرفة إن استطاع ذلك ، وإن دخل عرفة من أول النهار كما يحتاج كثير من الناس فلا بأس بهذا ، ثم يصلي المسلمون الظهر والعصر قصراً وجمع تقديمِ ويخطب فيهم الإمام خطبةَ يذكرهم فيها بالله – عزوجل - ، وبالحج ومناسكه ، وبعد ذلك يتهيأ الناس ويتفرغون للدعاء والذكر والاستغفار والابتهال لله - عز وجل - ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً .
أن يروا الله - سبحانه وتعالى - من أنفسهم تذللاً وتضرعاً وخضوعاً له - جل وعلا - قدر استطاعتهم في هذا .

ولذلك ينبغي أن لا يشغل الوقت في مثل هذا اليوم العظيم ، والساعات المحدودة إلا بمزيدٍ من العمل الصالح ، والدعاء الخالص لله - سبحانه وتعالى - .
فإذا غربت الشمس بقليل خرج الحاج إلى مزدلفة ، والسنة أن يصلي فيها المغرب والعشاء قصراً بجمع تأخير ، ثم يبيت فيها حتى يصلي الفجر ، والسنّة بعد الفجر أن يذكر الله - عز وجل - وأن يدعو عند المشعر الحرام أو غيره ؛ فإن النبي قال في عرفة وقال في مزدلفة : ( وقفت ها هنا وعرفة كلها موقف وقفت ها هنا ومزدلفة كلها موقف ) .
فيدعو حتى يسبر النهار أو يبدو ضوءه فيدفع حينئذٍ إلى منى ، ويستقبل أول أمرٍ وهو رمي جمرة العقبة التي هي أخر وأكبرها وهذا الأمر هو أحد أعمال يوم النحر الذي هو يوم العيد .

ثم بعد ذلك يحلق رأسه أو يقصره والحلق أفضل ، ويذبح إن كان متمتعاً أو كان قارناً أو كان يريد أن يتطوع بأضحية أو هديِ لله - عز وجل - أن يفعل ذلك ثم يطوف بعد ذلك طواف الإفاضة [ ويسمى طواف الزيارة وهو الركن الثالث من أركان الحج ] وهذا يفعله في اليوم العاشر وله أن يؤخره إلى غير ذلك من أيام التشريق بعده فإذا طاف في هذا الطواف فإنه يعقبه بسعي الحج إن لم قدمه قبل ذلك [ والسعي هو الركن الرابع من أركان الحج ] فإذا أتم هذه الأعمال الأربعة - أي رمي جمرة العقبة والحلق والتقصير والذبح والطواف - ؛ فإن هذه الأعمال الأربعة يحلّ بها الحاج حينئذٍ تحللاً كاملاً ، وإن عمل شيئاً منها وبقي بعضه ؛ فإن عمل اثنان من ثلاثة إن كان مفرداً ، أو ثلاثة من أربعة إن كان متمتعاً وقارناً ؛ فإنه يكون له التحلل الأول أو الأصغر الذي يحل كل شيءِ فيه إلا النساء .
فإذا أنهى أعمال يوم النحر ؛ فإنه يبقى يومين أو ثلاثة أيام لمن أراد أن يتأخر ، والتأخر أفضل وهو فعل النبي – صلى الله عليه وسلم - لا يكون له فيها عملُ إلا أن يرمي الجمار الثلاثة في كل يومٍ بعد الزوال وليس قبله .
فإذا فعل ذلك ؛ فإن بقية الوقت ينبغي أن يشغل بالطاعة والذكر لله - عز وجل - فهذه المناسك سهلةُ يسيرةُ ليس فيها إشكالٌ ، ولو أن كل أحدٍ سأل عنها أو تعلّمها أو قرأها لأمكنه بإذن الله - عز وجل - أن يؤدي الفريضة على ما أمره الله - عز وجل - به ، وعلى ما أرشد إليه رسولنا صلى الله عليه وسلم






آخر مواضيعي 0 الجز على الأسنان
0 عجباً لغافلٍ والأهوال تنتظره !
0 افعى المامبا السوداء
0 صور سلق الصيد
0 من أحاديث الهابطين
رد مع اقتباس
قديم 11-08-2010, 10:01 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: كيف تتهيأ للحج خطبة رائعة ستؤثر في نفوس الجميع ..

جزاك الله خير
وجعله في ميزان حسناتك دمت ودام عطائك

ودائما بأنتظار جديدك الشيق
لك خالص شكري وتقديري
سلمت اناملك على ماخطته لنا







آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 11-09-2010, 01:10 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
الوعد الصادق

الصورة الرمزية الوعد الصادق

إحصائية العضو







الوعد الصادق غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: كيف تتهيأ للحج خطبة رائعة ستؤثر في نفوس الجميع ..

الغالية

همس الليالي

بارك الله فيك ياااارب
وجزاك الله خير على هالطرح القيم
ادام الله نبض قلبك بالايمان
ودمت تظللك السعاده ..

ودي وشذى الورود ..








آخر مواضيعي 0 صورة نادرة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ( كأنك تراه )
0 ماالذي يفقد الانسان ثقتة بنفسة؟؟
0 أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ( ما أروع اعجاز القرآن)
0 الضحك قبل النوم يخفف الوزن - فوائد الضحك
0 بأي حال سترحل يارمضان .. وبأي حال ستكون يا قلب
رد مع اقتباس
قديم 11-09-2010, 09:52 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
همس الليالي

الصورة الرمزية همس الليالي

إحصائية العضو








همس الليالي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: كيف تتهيأ للحج خطبة رائعة ستؤثر في نفوس الجميع ..

أبو عمر
الوعــد
أسعدني حضوركم العاطر
حياكم الله






آخر مواضيعي 0 الجز على الأسنان
0 عجباً لغافلٍ والأهوال تنتظره !
0 افعى المامبا السوداء
0 صور سلق الصيد
0 من أحاديث الهابطين
رد مع اقتباس
قديم 11-09-2010, 09:58 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
كمال بدر

الصورة الرمزية كمال بدر

إحصائية العضو







كمال بدر غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: كيف تتهيأ للحج خطبة رائعة ستؤثر في نفوس الجميع ..

الأخت الفاضله

جزاكِ الله خيراً عن هذا الطرح القيم الرائع إن شاء الله .






آخر مواضيعي 0 موسى بن نصير .. القائد الفذ .
0 قبسات من الطب النبوي العلاجي .
0 حــــوار مع الشيطان .
0 الأمانة ـ روائع أخلاق الرسول .
0 القرآن الكريم دليل على نبوة رسول الله .
رد مع اقتباس
قديم 11-14-2010, 07:58 AM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
همس الليالي

الصورة الرمزية همس الليالي

إحصائية العضو








همس الليالي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: كيف تتهيأ للحج خطبة رائعة ستؤثر في نفوس الجميع ..


حياك الله أخي كمال






آخر مواضيعي 0 الجز على الأسنان
0 عجباً لغافلٍ والأهوال تنتظره !
0 افعى المامبا السوداء
0 صور سلق الصيد
0 من أحاديث الهابطين
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر

الكلمات الدليلية
معنى, المشاعر, الدنيا, الدين, شباب


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:28 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator