العودة   شبكة صدفة > المنتديات الاسلاميه > المنتدى الاسلامى

المنتدى الاسلامى إسلام، سنة، قرآن، دروس، خطب، محاضرات، فتاوى، أناشيد، كتب، فلاشات،قع لأهل السنة والجماعة الذين ينتهجون نهج السلف الصالح في فهم الإسلام وتطبيقه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 12-27-2011, 10:16 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
Abu AdYaN

الصورة الرمزية Abu AdYaN

إحصائية العضو







Abu AdYaN غير متواجد حالياً

 

Thumbs up الصلاة .... الصلاة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ





،،،الصلاة ركن من أركان الإسلام ،،،



إذا كان التوحيد أول واجب على المكلف ، و الأساس الذي تنتبي عليه صحة الأعمال ، ولا

يقبل الله عمل عبد فيجازيه عليه إلا بعد تحققه ، وإذا كان الشرك الذنب الذي لا يغفره لأحد إلا

أن يتوب منه قبل الغرغرة ، فإن أول عمل يجب على المسلم بعد أن يقول بلسانه وبقلبه كلمة

التوحيد " لا إله إلا الله محمد رسول الله " هو الصلاة ؛ فالصلاة هي آخر ما أوصى به رسول

الله – صلى الله عليه وسلم – أصحابه وأمته في المرض الذي توفي به ، وهي أول عمل يحاسب عليه المسلم .




،،، يوم القيامة ويسأل عنه ،،،


إن الصلاة لها شأن عظيم في الإسلام ، ولها مكانه لا يجوز لمسلم أن يتهاون فيها ، وهل يتم

بناء الإسلام ويرتفع إلا بهذه الصلاة ! لقد ضرب لنا النبي – صلى الله عليه وسلم – مثلاً في

الصلاة والإسلام بالبناء الذي يقوم على أركان ، فالإسلام هو البناء ،
والصلاة هي ركنه الأول الذي لا يقوم الدين إلا به .

قــال – صلى الله عليه وسلم – " بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً

رسول الله ، وأقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصيام رمضان ، وحج البيت لمن استطاع إليه

سبيلاً " وقال – صلى الله عليه وسلم – " رأس الأمر الإسلام ، وعموده الصلاة وذروة سنامه

الجهاد " فالصلاة عمود الدين الذي لا يقوم إلا به ، وإذا سقط العمود سقط ما بني عليه . فمن

أقامها قام له أمر دينه و دنياه ، ومن تركها فقد أفسد أمره كله .

قيل في اللغة : الركن : هو جانب الشيء الأقوى الذي لا يقوم الشيء
إلا به ، فهل قمت يا أخي بأداء صلاتك ! ليقوم لك أمر دينك .

لما طعن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – وغشي عليه وكان يصلي الفجر ، ثم حمل إلى

بيته ، فلما أفاق قال " أصلى الناس " فأجابه الحضور : نعم ، فقال " لا إسلام لمن ترك الصلاة .
ثم توضأ وصلى " قال ابن مسعود : " من ترك الصلاة فلا دين له " وقال أبو الدرداء "
لا إيمان لمن لا صلاة له " وعن عبدالله بن شقيق قال " كان أصحاب محمد –
صلى الله عيه وسلم – " لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر غير الصلاة " ,
ولعل مستندهم في ذلك ما ثبت عنه – صلى الله عليه وسلم – أنه قال " بين الرجل
وبين الشرك والكفر ترك الصلاة ( رواه مسلم في صحيحة ) , وفي رواية أهل

– السنن وغيرهم " العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة ، فمن تركها فقد كفر " .







،،، تارك الصلاة محروم ،،،

أخي المسلم : الصلاة نعمة عظيمة ، وتاركها محروم ، فإن كنت من المصلين فـاحمد الله

عـلى هـذه الـنعمة ، واسـأل الله تعالى الثبات عـليها أمـا إذا كـنت ممن قصر أو تهاون في

أدائها وإقـامة أركانها أو تركها بالكلية فلم يصلها فيا لها من مصيبة عظيمة ، ويـا لها من

بلوى أن تخسر وتحرم هذا الركن من أركان الدين .

تــارك الصلاة محروم من إلا يمان التام الذي له حلاوة لا يتذوقها إلا مـن حققه ، يــقول

تـعالى (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ

زَادَتْهُمْ إِيمَانَاً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ*الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ*

أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ)،،،( الأنفال : 2- 4 ) .

أرأيت أيـها الأخ الحبيب ؛ تــارك الـصلاة مـحروم من الإيـمان الـحقيقي ، تارك الصلاة

محروم من الرزق الكريم ، وأيـضاً من رحمة الله تـعالى : ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ

بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ

وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )،،،( التوبة : 71 ) .

تارك الصلاة برئت منه ذمة الله ورسوله – صلى الله عليه وسلم – " لا تترك الصلاة متعمداً

، من ترك الصلاة متعمداً فقد برئت منه ذمة الله ورسوله " ( رواه أحمد وصححه الألباني ) .

تارك الصلاة محروم من نعمة الآخرة الدينية التي تجمعه بالمسلمين كما قال تعالى : ( فَإِنْ

تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ )،،،( التوبة – 11 ) .

تارك الصلاة محروم من الطهارة والنظافة ومحروم من محو الذنوب والخطايا ودرن

المعاصي ، قال – صلى الله عليه وسلم – " أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم

خمس مرات ، هل يبقى من دونه شيء قالوا : لا ، قال : فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا "

( رواه مسلم ) . تارك الصلاة محروم من الفلاح والنجاح ، قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا

نُودِي لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ) ،،،( الجمعة : 9 ) .

تارك الصلاة محروم من رحمة الله كما قال تعالى : ( وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ
وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ )،،،( النور : 56 ) .

تارك الصلاة محروم من سبب من أسباب تفريج الكربات فعن حذيفة – رضي الله عنه – قال

" كان النبي صلى الله عليه وسلم – إذا حزبهُ أمر صلى " ( رواه أبو داود وصححه الألباني ) .

أي إذا نزل به بلاء أو مصيبة كان يفزع ويلجأ إلى الصلاة لتخفف عنه مصيبته ، وهو كما

قال تعالى في مفرجات الهموم والمصائب ، وأمر بالاستعانة بها فقال : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا

اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ )،،،( البقرة : 153 ) .

قال وهب بن منبه – رحمه الله – " إن الحوائج لم تطلب إلى الله بمثل الصلاة ، وكانت الكرب

العظام تكشف الأولين بالصلاة ، قلما نزل بأحد منهم كربة إلا كان مفزعه إلى الصلاة " .

تارك الصلاة محروم يوم القيامة من الثواب ومن الأمن والطمأنينة قال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ

آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا

خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ )،،،( البقرة : 277 ) . فهذه هي عقوبة تارك الصلاة ، وهذا هو

ما ترك من الخير بترك الصلاة ، فقل لي بالله من ترك الصلاة ؛ فماذا ترك وماذا أبقى !!! لقد

ترك طرق النجاة والسعادة في الدنيا والآخرة ، وعرض نفسه لأنواع العذاب
الحسي والنفسي في الدنيا والآخرة .





،،، لماذا لا تصلي ،،،


¯ فيا من تارك الصلاة : عجباً لك ، فهل تترك ما فيه نجاتك !
¯ وهل تترك ما فيه صلاح عملك !
¯ عـجباً لـك أيـها الـغافـل !
¯ عجباً لك أيها المعرض !
¯ أمــا عـلـمت مـقام الـصلاة ومـكانتها !
¯ أمــا سمعت ما جاء في وعيد تاركها !
¯ أمــا رأيت سعادة من أداها وصلاحه !

أو مازلت تصر وتترك .. وتبرر لنفسك تركها بالانشغال عنها في عمل الدنيا .. تلهث وراء

حطامها وشهواتها وتجمع منها ما تقدر ، ثم إذا جاء وقت الصلاة ونادي المؤذن بالأذان قلت

لنفسك : " أنا في عمل وعبادة " عجباً لك كيف تزين لنفسك تركها ، وتغشها
بتضييع ما فيه أمانها ونجاتها !! أعجزة عن خمس صلوات في اليوم والليلة ،
فرضها الله عليك من فوق سبع سماوات خمسين صلاة ، ثم خفضها عليك إلى
خمس في الأداء وأعظم لك فيها الجزاء والثواب إلى خمسين !! أهكذا يقابل المعروف !
وهل جزاء الإحسان الإ الإحسان !! لماذا لا تصلى !! أتكاسلت عنها فرأيتها
كبيرة عليك لا تستطيع أداءها ! أو لـم تسمح قـوله تـعالى

( وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى

رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

)،،،( النور : 45 ) . أم لم تقرأ قوله سبحانه يصف النافقين فيقول : ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ

اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً )
،،،( النساء : 142 ) .

فيا من ترك الصلاة وغره التسويف وطول الأمل ... تحدث نفسك بالتوبة من تركها ، والعودة

إلى أدائها ، وتقول : عندما أنهي دراستي سأعود للمحافظة عليها ؟ فإذا انتهت دراستك ؟ قلت

: حينما أستقر في وظيفة ، فإذا توظفت ! قلت : إذا تزوجت فلابد لي من أن أصلي ، وحينما

تتزوج تلهو وتنشغل وتتكاسل فتقول : إذا أكملت أشدي وبلغت أربعين سنة ولا يزال بك

التسويف وطول الأمل حتى يفاجئك الموت أو تبلغ الستين ولم تتب إلى الله
فيختم على القلب ويطبع عليه – اسأل الله العافية لي ولك .

يــا مـن بـدُنـيـاهُ اشـتـغـل

وغـــرهُ طُـــولُ الأمـــلُ

الـمـوتُ يــأتـي بـــغـتـةُ

والــقـبـرُ صنـدُوق العملُ

فاتق الله – في صلاتك – تذكر هادم اللذات ، تذكر إذا تكاسلت عن صلاتك سكرات الموت ،

تذكر ظلمة القبر وضمته ، تذكر الموقف بين يدي الله يوم الحشر والحساب ، تذكر ماذا

أعددت من جواب على أول سؤال ، تذكر حين يُسأل المجرمون في جهنم :
( مَا سَلكَلُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ منَ الْمصَلّيِنَ )،،،( المدثر : 42 43 ) .

وتذكر ما أعده الله لمن حافظ على الصلاة ، وداوم على أدائها ، إنهم في جنات مكرمون ،

يتنعمون في قصورها ، ويتنقلون بين أنهارها وحدائقها ، يتبادلون أطايب
الكلام كما يتناولون أطايب الثمر . واختر لنفسك المنزل ، وتبوأ مقعدك ، ولتستغل
أيامك في الطاعات ، واستثمر قوتك وشبابك في فعل الصالحات .

كان الإمام الثوري - رحمه الله - يصلي ثم يلتفت إلى الشباب فيقول ( إذا لم تصلوا اليوم فمتى ) .






،،، بين الرجل والكفر ،،،


أخي المسلم : يامن ولدت بين المسلمين ، ونشأت في بيت مسلم فتعلمت أركان الإسلام

وأصوله ، وعرفت قدر الصلاة فيه ، أترضى لنفسك أن تنكص على عقبيك بعد أن أنعم الله

عليك به !! ألم يجعل النبي – صلى الله عليه وسلم – الصلاة الركن الثاني بعد الشهادتين ،

فقال لمعاذ بن جبل – رضي الله عنه – لما بعثه إلى اليمن " إنك تأتي قوماً أهل كتاب ؛ فليكن

أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، فإن هم أجابوك لذلك

فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة " .

ثم إن النبي – صلى الله عليه وسلم – جعل هذه الصلاة عمود هذا الدين الذي يقوم عليه

فسطاطه ، أرأيت لو سقط هذا العمود هل يقوم للدين فسطاطه ؟

فهل تزعم بعد أن ضيعت الصلاة أنك لا تزال على دين الله تعالى .

إن الإسلام مثله كمثل بنيان له أركان ودعائم يقوم عليها جميعاً ، فهل إذا فقد البناء أحد أركان

يبقى قائماً أم أنه يؤول إلى السقوط والانهيار ، والإسلام له دعائم وأركان تقوم عليها جميع

أعمال الأخرى ، من جاء بأركان ودعائمه الرئيسة أمكن أن يأتي بعد ذلك بفروعه أما إن أخل

بالأركان فيستحيل أن يصح منه أو يقوم بفرع من فروعه .

عن أبي عبدالرحمن عبدالله بن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه ما – قال : سمعت رسول

الله – صلى الله عليه وسلم – يقول :" بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن

محمداً عبده ورسوله ، وأقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وحج البيت ، وصوم رمضان "( رواه البخاري ومسلم ) .

وقد وردت أحاديث متعددة تدل على أن من ترك إقام الصلاة فقد خرج من الإسلام ووقع في الشرك أو الكفر .

ففي صحيح مسلم عن جابر بن عبدالله – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم –

قال – " بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة " فالصلاة هي الحد الفصل وهي الجدار

الحاجز وهي الحصن الواقي للرجل من الوقوع في الشرك والكفر ، فمن تجاوز هذا الحد

وتخطى هذا الجدار وتخلى عن هذا الحصن فإنه لا محالة واقع في الخطر العظيم الذي وراءه .

وفي السنن ما يبين أن هذه الصلاة هي عهد بين المسلمين ، فمن ترك الصلاة فقد نقض عهده

وأمانه ولم يعد له حق الإسلام مما يحرم دمه وماله ، فعن النبي – صلى الله عليه وسلم –

أنه قال :" العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر .

هذا هو تارك الصلاة في سنة النبي – صلى الله عليه وسلم – كافر ، مشرك .... ناقض للعهد

.... خارج من الملة ... برئت منه ذمة الله ورسوله ... وفوق كل هذا يكون يوم القيامة مع

قارون ... وفرعون ... وهامان ... وأبيّ ابن خلف .

فعن عبدالله بن عمر – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه ذكر الصلاة

يوماً فقال : " من حافظ عليها ؛ كانت له نوراً وبرهاناً ونجاةً يوم القيامة ، ومن لم يحافظ

عليها لم يكن له نور ، ولا برهان ، ولا نجاة ، وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون
وهامان وأبي ابن خلف " ( رواه الإمام أحمد ) . أما فهم الصحابة – رضي الله عنهما –
فلم يخرج عن مضمون هذه الأحاديث ، في أن تارك الصلاة موسوم بالكفر .

قال عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – " لاحظ في الإسلام لمن ترك الصلاة " .

وقال عبدالله بن أبي طالب وسعد – رضي الله عنهما – " من تركها فقد كفر " .

وقال عبدالله بن شقيق " كان أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لايرون من الأعمال شيئاً تركه كفر غير الصلاة " .

وهذا القول هو قول جماعة من السلف والخلف ، فهو قول أحمد وإسحاق وابن المبارك ، وقد

حكي إسحاق فيه إجماع أهل العلم ، وقال محمد بن نصر المروري : هو قول جمهور أهل الحديث .

ومن الناس من يظن أن ترك الفرائض - كالصلاة – هو من الذنوب والمعاصي !! فإن جانب

الفرائض والواجبات في الدين أعظم من جانب المحرمات والنواهي . ثم إن ترك الذنوب

والمعاصي إنما هو أثر للقيام بالفرائض ، فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ، وقد كان

العلماء – رحمهم الله - يعظمون ترك الأركان ، قال ابن عيينة – رحمه الله – " المرجئة

سموا ترك الفرائض ذنباً بمنزلة ركوب المحارم وليس سواء ، لأن ركوب المحارم متعمداً من

غير استحلال معصية ، وترك الفرائض من غير جهل ولا عذر هو كفر " .




،،، جريمة إبليس ،،،


ولنضرب لذلك مثلاً وهو إبليس حينما أمره الله تعالى بالسجود لآدم فأبى ورفض الامتثال لما

أمره الله تعالى ، فكفر بذلك ، وقد استدل أحمد وإسحاق على كفر تارك الصلاة بكفر إبليس

حين امتنع من السجود لآدم ، وترك السجود لله أعظم .

وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال

" إذا قرأ ابن آدم بالسجدة وسجد اعتزل إبليس يبكي ويقول : يا ويلي أمر ابن آدم بالسجود

فسجد ، فله الجنة ، وأمرتُ بالسجود فأبيت فلي النار " . فهل ترضى – أخيّ – أن يشبه حالك

في ترك الصلاة ، بحال إبليس الذي ترك السجود لآدم لما أمره الله به ... وهل هناك مقام هو

أعز لك وأكرم حين تسجد لخالقك وبارئك ، وهل هناك مقام تكون فيه أقرب إلى الله تعالى منه

حين تكون ساجدا ، وقد جاء في الحديث الصحيح أن العبد أقرب ما يكون من ربه وهو ساجد

، كما وصف الله سبحانه وتعالى في كتابه الحكيم أهل العلم بـسرعة استجابتهم لربهم بالسجود

له فــقال عـنهم : ( قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى

عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً*وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً*

وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً )،،، (الإسراء : 109– 107 ) .







،،، سجود المصلين ،،،



وفي موقف عظيم من مواقف يوم القيامة ، ومشهد مهيب من مشاهد يوم الفصل والقضاء بين

العباد ، يأتي الله – جل جلاله – تبارك أسماؤه وتقدست صفاته وأفعاله ، فيكشف عن ساقه –

سبحانه وتعالى – ليرى الخلائق من جلال الله وعظمته وكبريائه ، مالا يمكن وصفه ، وحينما

يؤمر جميع من في الموقف بالسجود له وينجو ، أما الفجار ومن كان يسجد له نفاقاً ورياءً ،

فيحال بينهم وبين السجود له – جل جلاله – فتتصلب ظهورهم ، ويحاولون ولكنهم يعجزون

ولا يستطيعون وهذا مع ما يلحق بهم من الذلة والإهانة ، بعد أن كان بقدرتهم السجود له في

الدنيا ولكنهم يعرضون عن ذلك إما كبراً واستعلاءً ، وإما تهاوناً وكسلاً ، وأما إعراضاً

وانشغالاً بالملهيات والشهوات والمباحات ...

فاسمع وتدبر وتفكر وتأمل ، تصور وتخيل ، ونظر نفسك من أي الفريقين أنت ؟ يقول سبحانه

وتعالى : ( يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ*خَاشِعَةً

أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ )،،،( القلم : 42 – 43 ) .

أما المؤمنون ، الذين كانوا يحافظون على صلاتهم في الدنيا يقيمون ركوعها وسجودها

ويمرغون جباههم ووجوههم بالتراب وهم سجود ، يأتون يوم القيامة في وجوههم آثار

السجود وفي أقدامهم آثار الوضوء ، قد أثرت الصلاة في ظواهرهم وبواطنهم ، فهي لهم نور

في القلوب ونور في الوجوه ، يقول سبحانه وتعالى : ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ

أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً

سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ

كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمْ

الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً )،،،( الفتح : 29 ) .

وعن أبي الدرداء – رضي الله عنه – قال : لولا ثلاثة لأحببت أن أكون في بطن الأرض لا

على ظهرها ! لولا إخوان لي يأتونني ينتقون طيب الكلام كما ينتقي طيب الثمر، أو أعفر

وجهي ساجداً لله ، أو غدوة أو روحه في سبيل الله : فأجب الساعات ، وألذ اللحظات ، هي

عندما يتعفر الوجه ساجداً لله سبحانه ، ذلاً وخضوعاً ومحبة ورجاء الترغيب في الصلاة .





،،، تكفير الذنوب ،،،



قال النبي – صلى الله عليه وسلم – " مأمن امرئ مسلم تحضره صلاه مكتوبة ، فيحسن


وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة وذلك الدهر كله "( رواه مسلم ) .









،،، رفع الدرجات ،،،



قال النبي – صلى الله عليه وسلم – " ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به


الدرجات ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : إسباغ الوضوء على المكارة ، وكثرة الخطأ إلى


المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة ، فذلكم الرباط فذلكم الرباط " ( رواه مسلم ) .




،،، مرافقة النبي - صلى الله عليه وسلم - في الجنة ،،،


عن ربيعه بن كعب الأسلمي – رضي الله عنه – قال : كنت مع رسول الله – صلى الله عليه

وسلم – فأتيته بوضوئه وحـاجته ، فقال لي " سـل " فقلت : أسـألك مرافقتك في الجنة . قـال

" أو غير ذلك " قلت : هو ذلك . قال " فأعني على نفسك بكثرة السجود " ( رواه مسلم ) .





،،، النور في الدنيا والآخرة ،،،



قال النبي – صلى الله عليه وسلم – " الطهور شطر الإيمان ، والحمد لله تملأ الميزان ،

وسبحان الله والحمد لله تملأ مابين السماوات والأرض ، والصلاة نور ، والصدق برهان

والصبر ضياء ، والقرآن حجة لك أو عليك " ( رواه مسلم ) .

وفضائل الصلاة لا يمكن عدها وحصرها ولكن هي قبسات وومضات لمن أراد الاهتداء ،

فهي انشراح للصدر ، وصلة مع الله ، وتطهير وتزكية للنفس ، وابتعاد عن الفحشاء والمنكر

، وقرة عين للمحب ، ولاذ وملجأ للمكروب ، وحلاوة للمؤمن وسكينة وطمأنينة للذاكر ،

وتخفيف ورحمة للمصاب وسعادة في الدنيا والآخرة .





،،، الصلاة ............ الصلاة ،،،



( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ )


إذا وأهمك الخوف وطوقك الحزن ، وأخذ الهم بتلابيبك ، فقم حالاً إلى الصلاة ، تثب لك

روحك ، وتطمئن نفسك ،إن الصلاة كفيلة – بإذن الله – باجتياح مستعمرات
الأحزان والغموم ، ومطاردة فلول الاكتئاب . كان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر قال
:" أرحنا بالصلاة يا بلال " فكانت قرة عينه وسعادته وبهجته .

وقد طالعت سير قوم أفذاذ كانت إذا ضاقت بهم الضوائق ، وكشرت في وجوههم الخطوب ،

فزعوا إلى صلاة خاشعة ، فتعود لهم قواهم وإراداتهم وهممهم .

إن صلاة الخوف فرضت لتؤدي في ساعة الرعب ، يوم تتطاير الجماجم ، وتسيل النفوس

على شفرات السيوف ، فإذا أعظم تثبيت واجل سكينة صلاة خاشعة .

إن على الجيل الذي عصفت به الأمراض النفسية أن يتعرف على المسجد ، وأن يمرغ جبينه

ليرضي ربه أولاً ، ولينقذ نفسه من هذا الضرب الواصب ، وإلا فإن الدمع سوف يحرق جفنه

، والحزن سوف يحطم أعصابه ، وليس لديه طاقة تمده بالسكينة والأمن إلا الصلاة .

من أعظم النعم – لو كنا نعقل - هذه الصلوات الخمس كل يوم وليلة كفارة لذنوبنا ، رفعه

لدرجاتنا عند ربنا ، ثم هي علاج عظيم لماسينا ، ودواء ناجح لأمرضنا ، تسكن في ضمائرنا

مقادير ذاكية من اليقين ، وتملا جوانحنا بالرضا ، أما أولئك الذين جانبوا المسجد ، وتركوا

الصلاة ، فمن نكد إلى نكد ، ومن حزن إلى جزن ، ومن شقاء إلى شقاء ( فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ),,, .

نسأل الله تعالى الإخلاص في القول والعمل ، وأن يتقبل منا عملنا ويبارك لنا فيه ،

ونعوذ به أن نشرك به شيئاً نعلمه ونستغفره لما لا نعلمه ؛ إنه سميع قريب مجيب .


وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين






آخر مواضيعي 0 فائدة اليوم ٣١.١.٢٠١٦
0 حديث الصباح ٣١.١.٢٠١٦
0 فائدة اليوم ٣٠.١.٢٠١٦
0 حديث الصباح ٣٠.١.٢٠١٦
0 فائدة اليوم ٢٨.١.٢٠١٦
رد مع اقتباس
قديم 12-27-2011, 01:34 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
طارق سرور

الصورة الرمزية طارق سرور

إحصائية العضو







طارق سرور غير متواجد حالياً

 

افتراضي

*************

طرح رائع وقيم ونافع بإذن لله

جزاك الله خيرا عنه أخى الكريم محمد







آخر مواضيعي 0 خوف
0 اسرار
0 اللهم اجعلنا من المحسنين
0 اعرف مين هى مصر
0 البقلة
رد مع اقتباس
قديم 12-28-2011, 07:15 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

افتراضي


اخي محمد...بارك الله فيك
وجزاك الله خير
واثابك المولى خير الجزاء والثواب
سبحانك ربى ما اعدلك
دمت بحفظ المولى







آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس
قديم 12-28-2011, 11:27 AM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي

اخى محمد
سلمت على الطرح الطيب
احسنت احسن الله اليك
نفع الله به واثابك خيرا







آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 12-28-2011, 03:49 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي

يعطيك العافيه على الطرح
اسعد الله قلبك وانارى بالخير دربك

طرح رائع ومميز دمت ودما عطاءك لنا
ولك كل الشكر والتقدير






آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 01-19-2012, 08:38 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
Abu AdYaN

الصورة الرمزية Abu AdYaN

إحصائية العضو







Abu AdYaN غير متواجد حالياً

 

افتراضي

مشكوررررر جــــداً على مروركم

وجعلكم الله من السعداء فى كل ايامكم وحياتكم

دعواتى لكم بالصحة والعافية






آخر مواضيعي 0 فائدة اليوم ٣١.١.٢٠١٦
0 حديث الصباح ٣١.١.٢٠١٦
0 فائدة اليوم ٣٠.١.٢٠١٦
0 حديث الصباح ٣٠.١.٢٠١٦
0 فائدة اليوم ٢٨.١.٢٠١٦
رد مع اقتباس
قديم 01-19-2012, 11:50 PM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
توتى العمدة

الصورة الرمزية توتى العمدة

إحصائية العضو








توتى العمدة غير متواجد حالياً

 

افتراضي

جزاك الله كل خير عن موضوعك

وجعله فى ميزان حسناتك

وفى نتظار المزيد

ودمت بود






آخر مواضيعي 0 فن الغياب
0 راحو الطيبين
0 دمـــوع حبيســـة .. وقلـــوب ذليلـــة ..
0 سهم الايمان فى رمضان
0 قبعات ومعاطف فرنسية للشتاء2016
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:04 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator