العودة   شبكة صدفة > المنتديات الاسلاميه > سيرة الانبياء والصحابة

سيرة الانبياء والصحابة قسم السيرة النبوية لمواضيع السيرة النبوية , سيرة سير الانبياء , قصص الانبياء , قصص انبياء الله اسلامية , قصص نبوية وصف النبي , غزوات النبي , معجزات النبي مدح النبي , حياة النبي ,أخلاق النبي , حب النبي , قبر النبي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 04-15-2011, 09:57 AM رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: الأربعون النووية ( إشارات و فوائد )

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

الحديث الثاني والعشرون


عن أبي عبد الله جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما: أن رجلاً سأل رسول الله ، فقال: ( أرأيت إذا صليت المكتوبات، وصمت رمضان، وأحللت الحلال، وحرمت الحرام، ولم أزد على ذلك شيئاً؛ أأدخل الجنة؟ ) قال: { نعم }.
[رواه مسلم:15].


فوائد من الحديث
1-حرص الصحابة رضي الله عنهم على السؤال و بيان غايات الصحابة رضي الله عنهم، وأن غاية الشيء عندهم دخول الجنة، لا كثرة الأموال، ولا كثرة البنين، ولا الترفه في الدنيا.
ولهذا لما قضى أحد الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم حاجة قال له النبي صلى الله عليه وسلم: اسْأل ماذا تريد؟ قال: أسألك مرافقتك في الجنة، قال: "أِو غَيْرَ ذَلِكَ؟" قال:هو ذاك، قال: "فَأَعِنِّيْ عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ" ، أي بكثرة الصلاة.
فهذا الرجل لم يسأل نقوداً ولا مواشي ولا قصوراً ولا حرثاً، بل سأل الجنة، مما يدل على كمال غاياتهم رضي الله عنهم.

( الجنــة هي الهــــدف لكل مسلم )

2-أن من أدى الواجبات وترك المحرمات فإن ذلك سبب لدخول الجنـــة . وقد جاءت أحاديث كثيرة بهـــذا المعنى
ففي الصحيحين عن طلحة بن عبيد الله ( أن أعرابياً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثائر الرأس ، فقال : يا رسول الله ! أخبرني ماذا فرض الله عليّ من الصلاة ، فقال : الصلوات الخمس إلا أن تطوع ، فقال : أخبرني بما فرض الله عليّ من الصيام ؟ فقال : شهر رمضان إلا أن تطــوع ، فقال : أخبرني بما فرض الله علي من الزكاة ؟ فأخبره رسول الله ? بشرائع الإسلام ، فقال : والذي أكرمك بالحق لا أتطــوع شيئاً ولا أنقص مما فرض الله عليّ شيئاً ، فقال رسول الله ? : دخل الجنة إن صدق ) متفق عليه .
وفي الصحيحين أيضاً عن أبي هريرة . ( أن أعرابياً قال يا رسول الله ! دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنــة ؟ قال : تعبد الله لا تشرك به شيئاً ، وتقيم الصلاة المكتوبة ، وتؤدي الزكاة المفروضة ، وتصوم رمضان ، قال : والذي بعثك بالحق ، لا أزيد على هذا شيئاً أبداً ولا أنقص منه ، فلما ولى ، قال النبي ? : من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنــة فلينظر إلى هذا ) .

3-أن الإنسان إذا اقتصر على الأركان ولم يفعل المستحبات فلا لوم عليه


4-أن فعل الواجب وترك المحرم وقايــة من النار .

5-على المسلم أن يسأل أهل العلم عن أمور دينــه التي يجهلها .

6-حكمة الله في التشريع ، حيث أن من الأعمال ما هو واجب ومنها ما هو مستحب .

7-أن الفرائض أفضل من النوافل و يدل عليه هذا الحديث .
قال صلى الله عليه وسلم( قال تعالى : وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضتــه عليه ) رواه البخاري

__________________________________

الحديث الثالث والعشرون


عن أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: { الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملأن - أو: تملأ - ما بين السماء والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك؛ كل الناس يغدو، فبائع نفسه فمعتقها، أو موبقها }.
[رواه مسلم:223].



فوائد من الحديث

1-قوله: الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيْمَانِ أي نصفه، وذلك أن الإيمان - كما يقولون - تخلية وتحلية .
التخلية: بالطهور، والتحلية: بفعل الطاعات.
فوجه كون الطهور شطر الإيمان: أن الإيمان إما فعل وإما ترك.
والتّركُ تَطَهُّرٌ، والفعل إيجاد.
فقوله: "شَطْرُ الإِيْمَانِ" قيل في معناه: التخلي عن الإشراك لأن الشرك بالله نجاسة كما قال الله تعالى: (إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَس)(التوبة: الآية28) فلهذا كان الطهور شطر الإيمان، وقيل: إن معناه أن الطهور للصلاة شطر الإيمان، لأن الصلاة إيمان ولا تتم إلا بطهور، لكن المعنى الأول أحسن وأعمّ.
و فيه الحث على الطهور الحسي والمعنوي
وقد جاءت أحاديث كثيرة في فضل
الوضوء :
عن عثمان . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره ) رواه مسلم .
وللنسائي ( من أتم الوضوء كما أمره الله ، فالصلوات كفارات لما بينهــن ) .
وعن أبي هريرة . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء أو مع آخر قطر الماء ، فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطر الماء .. ) رواه مسلم .
وعن عقبة بن عامر . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما من مسلم يتوضأ فيحسن وضوءه ثم يقوم فيصلي ركعتين يقبل عليهما بقلبه ووجهه إلا وجبت له الجنة ) رواه مسلم .


2-فضل قول : سبحان الله والحمد لله حيث أنهما تملآن ما بين السماء والأرض .
وقد وردت أحاديث كثيرة في فضل هذه الكلمات :
قال صلى الله عليه وسلم ( كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن : سبحان الله العظيم ، سبحان الله وبحمده ) متفق عليه .
وقال صلى الله عليه وسلم ( لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ) رواه مسلم
وقال صلى الله عليه وسلم ( أحب الكلام إلى الله أربع : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، لا يضرك بأيهــن بدأت ) رواه أحمد .
وقال صلى الله عليه وسلم ( لقيت إبراهيم ليلة أسري بي ، فقال يا محمد : أقرىء أمتك مني السلام ... وأنها قيعان ، وأن الجنة طيبة التربة .. وأن غراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ) رواه الترمذي .

"سبحان الله والحمد لله": فيها نفي وإثبات.
النفي في قوله: "سُبْحَانَ اللهِ" أي تنزيهاً لله عزّ وجل عن كل ما لايليق به، والذي ينزه الله تعالى عنه ثلاثة أشياء:
الأول: صفات النقص، فلا يمكن أن يتصف بصفة نقص.
الثاني: النقص في كماله، فكماله لايمكن أن يكون فيه نقص.
الثالث: مشابهة المخلوق.

ودليل الأول قول الله عزّ وجل: (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ) (الفرقان:58)
فنفى عنه الموت لأنه نقص، وقوله: ( لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ)(البقرة: الآية255) فنفى عنه السِّنَة والنوم لأنهما نقص.
ودليل الثاني: قول الله تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ) (قّ:38)
فخلق هذه المخلوقات العظيمة قد يوهم أن يكون بعدها نقص أي تعب وإعياء فقال: (وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ).
ودليل الثالث: قول الله تعالى: ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)(الشورى: الآية11) حتى في الكمال الذي هوكمال في المخلوق فالله تعالى لا يماثله.
وَالحَمْدُ للهِ الحمد يكون على صفات الكمال، فالحمد هو وصف المحمود بالكمال مع المحبة والتعظيم، فتكون هذه الجملة: "سُبْحَانَ اللهِ، والحَمْدُ للهِ" فيها: نفي النقص بالأنواع الثلاثة، وإثبات الكمال.

3-إثبات الميزان ، وفيه مباحث :
أولاً : تعريفه : هو ميزان حقيقي له كفتـــان .
ثانياً : أدلة ثبــوته :
قال تعالى : ( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة ) .
وقال تعالى : ( فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون) .
وحديث الباب ( .. تملأ الميزان .. ) .
والحديث السابق ( كلمتان ثقيلتان في الميزان ... ) .
ثالثاً : ما الذي يوزن ؟
وردت نصوص تدل على أن الذي يوزن هو العمل :
كحديث الباب ( والحمد الله تملأ الميزان ) .
وحديث ( كلمتان ثقيلتان في الميزان .. ) .
ووردت نصوص تدل على أن الذي يوزن هو العامل .
كقوله صلى الله عليه وسلم في ابن مسعود ( إن ساقيه أثقل من جبل أحد في الميزان ) رواه أحمد .
وقوله صلى الله عليه وسلم ( إنه ليأتي الرجل السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة ) متفق عليه .
وورد أن الذي يوزن هي الصحائف :
كحديث البطاقة وفيه ( .... وتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة ، فطاشت السجلات وثقلت البطاقة ، فلا يثقل مع اسم الله شيء ) رواه الترمذي .
والراجح أن الذي يوزن العمل ، وقد يوزن معه الصحف أو العامل .
رابعاً : هل هو ميزان واحد أم متعدد ؟
وردت نصوص تدل على أنه متعدد :
كقوله تعلى ( ونضع الموازين القسط ... ) وقوله تعالى ( فمن ثقلت موازينــه ) .
ووردت نصوص بالإفراد :
كقوله صلى الله عليه وسلم ( كلمتان ثقيلتان في الميزان ) .
والراجح أنه ميزان واحد ، لكنه متعدد باعتبار الموزون .

4-فضل الصلاة وأنها نور .
قال تعالى ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) .
فهي نور في الدنيا كما قال تعالى ( سيماهم في وجوههم من أثر السجود ) .
وهي نور يوم القيامة ، قال صلى الله عليه وسلم ( من حافظ عليها [ أي الصلاة ] كانت له نوراً وبرهاناً ونجاة يوم القيامة ، ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نوراً ولا برهاناً ولا نجاة وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف ) رواه أبو داود .

5-أن الصدقة دليل وبرهان على صحة إيمان صاحبها ، والسبب في ذلك أن المال محبوب للنفـــوس ، فإذا أنفقت منه فهذا دليل على صحة إيمانها بالله وتصديقها بوعده ووعيده .

وللصدقة فضائل كثيرة منها :
أولاً : أنها برهان على صحة الإيمان .
كما في حديث الباب .
ثانياً : أنها تطهير للنفس .
قال تعالى ( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم ) .
ثالثاً : أنها مضاعفة للحسنات .
قال تعالى ( مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء ).
رابعاً : أنها تغفر الذنوب .
قال صلى الله عليه وسلم ( والصدقة تطفىء الخطيئة كما يطفىء الماء النار ) رواه الترمذي .
خامساً : درجة الجنة لا تنال إلا بالإنفاق .
قال تعالى ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبــــون ) .
سادساً : أنها أمان من الخوف يوم الفزع الأكبر .
قال تعالى ( الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراُ وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنـــون ) .
سابعاً : صاحب الصدقة موعود بالأجر الكبير .
قال تعالى ( فالذين آمنوا وأنفقوا لهم أجر كبير ) .
ثامناً : أن الله يخلف الصدقة .
قال تعالى ( وما أنفقتم من شيء فهو يخلفــه ).
تاسعاً : أن الصدقة تزيد المال .
قال صلى الله عليه وسلم ( ما نقصت صدقة من مال ) رواه مسلم .
عاشراً : أنها تظلل صاحبها يوم القيامة .
قال صلى الله عليه وسلم ( العبد في ظل صدقته يوم القيامة ) رواه أحمد .

6-فضل الصبر .
قال ابن رجب : ” ولما كان الصبر شاقاً على النفوس ، يحتاج إلى مجاهدة النفس ، وحبسها وكفها عما تهواه ، كان ضيــــاء ، فلا نجاح في الدنيا ولا فلاح في الآخــرة إلا بالصبر “


-والصبر ثلاثة أنواع :
صبر على الطاعات – وصبر عن معاصي الله – وصبر على أقدار الله المؤلمـة .

والصبر على الطاعات وعن المحرمات أفضل من الصبر على الأقدار المؤلمـة .

7-أن القرآن إما أن يكون حجة للإنسان أو حجة عليه .
يكون حجة للإنســان : إذا اتبــع أوامــره وانتهى عند نواهيــه وعمل به وأقام حدوده .
ويكون حجة على الإنسان : إذا ترك أمره ووقع في نواهيــه وأعرض عنه .

قال تعالى ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمــة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خساراً) .

قال ابن مسعود رضي الله عنه : ” القرآن شافع ومشفع ، فمن جعله أمامه قاده إلى الجنة ، ومن جعله خلف ظهره قاده إلى النار “ .


8-أن كل إنسان إما ساعٍ في هلاك نفسه أو فكاكها .
فمن سعى في طاعة الله فقد باع نفسه لله ، وأعتقها من عذابه ، ومن سعى في معصية الله فقد باع نفسه بالهوان وأوبقها بالآثــام الموجبة لغضب الله وعقابــه .
قال الحسن : ” المؤمن في الدنيا كالأسير يسعى في فكاك رقبته ، لا يأمن شيئاً حتى يلقى الله “ .
وقال : ” ابن آدم ! إنك تغدو وتروح في طلب الأرباح ، فليكن همك نفسك ، فإنك لن تربح مثلها أبداً “ .
وقال أبو بكر بن عياش : ” قال لي رجل مرة وأنا شاب : خلّص رقبتك ما استطعت في الدنيا من رق الآخـــــــــــــرة ، فإن أسير الآخــرة غير مفكوك أبداً ، قال : فوالله ما نسيتها بعد “ .

9-مجاهدة النفس على العمــل الصالح .

--------------------------------------------------------------







آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 04-15-2011, 09:58 AM رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: الأربعون النووية ( إشارات و فوائد )

الحديث الرابع والعشرون


عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، عن النبي صلي الله علية وسلم، فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى، أنه قال:
{
يا عبادي: إني حرمت الظلم على نفسي، وجعـلته بيـنكم محرماً؛ فلا تـظـالـمـوا
يا عبادي ! كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم
يا عبادي ! كلكم جائع إلا من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم
يا عبادي ! كلكم عار إلا من كسوته، فاستكسوني أكسكم
يا عبادي ! إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم
يا عبادي ! إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني
يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم، ما زاد ذلك في ملكي شيئاً
يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا علي أفجر قلب رجل واحد منكم، ما نقص ذلك من ملكي شيئاً
يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد، فسألوني، فأعطيت كل واحد مسألته، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر
يا عبادي ! إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها؛ فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه }.
[رواه مسلم:2577].



فوائد من الحديث

1-الحديث القدسي: كل ما رواه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه عزّ وجل.
لأنه منسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم تبليغاً، وليس من القرآن بالإجماع، وإن كان كل واحد منهما قد بلغه النبي صلى الله عليه وسلم أمته عن الله عزّ وجل.
ومن المعلوم أن بين القرآن والحديث القدسي فروق كثيرة:

منها:أن الحديث القدسي لا يتعبد بتلاوته،بمعنى أن الإنسان لايتعبد الله تعالى بمجرد قراءته؛فلا يثاب على كل حرف منه عشر حسنات،والقرآن يتعبد بتلاوته بكل حرف منه عشر حسنات.
ومنها: أن الله عزّ وجل تحدى أن يأتي الناس بمثل القرآن أو آية منه،ولم يرد مثل ذلك في الأحاديث القدسية.
ومنها:أن القرآن محفوظ من عند الله عزّ وجل؛ كما قال سبحانه: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9) ؛ والأحاديث القدسية بخلاف ذلك؛ ففيها الصحيح والحسن،بل أضيف إليها ما كان ضعيفاً أو موضوعاً، وهذا وإن لم يكن منها لكن نسب إليها وفيها التقديم والتأخير والزيادة والنقص.
ومنها:أن القرآن لا تجوز قراءته بالمعنى بإجماع المسلمين، أما الأحاديث القدسية؛ فعلى الخلاف في جواز نقل الحديث النبوي بالمعنى والأكثرون على جوازه.
ومنها:أن القرآن تشرع قراءته في الصلاة، ومنه ما لا تصح الصلاة بدون قراءته، بخلاف الأحاديث القدسية.
ومنها: أن القرآن لا يمسّه إلا طاهر على الأصح، بخلاف الأحاديث القدسية.
ومنها:أن القرآن لا يقرؤه الجنب حتى يغتسل على القول الراجح،بخلاف الأحاديث القدسية.
ومنها:أن القرآن ثبت بالتواتر القطعي المفيد للعلم اليقيني، فلو أنكر منه حرفاً أجمع القراء عليه؛ لكان كافراً، بخلاف الأحاديث القدسية؛ فإنه لو أنكر شيئاً منها مدعّياً أنه لم يثبت؛ لم يكفر، أما لو أنكره مع علمه أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله؛ لكان كافراً لتكذيبه النبي صلى الله عليه وسلم .

2-عظيم رحمة الله بعباده ورفقه بهم حيث ناداهم بهذا اللفظ
[ يا عبادي ] المشعر بالرحمة والرفق والحث .

و أن لفظ [ يا عبادي ] فيه تذكير للعباد بالحكمــة التي من أجلها خلقوا وهي عبادة الله .
قال تعالى ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبـــدون ) .
وقال تعالى ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبــوا الطاغــوت ) .

3-تحريم الظلم على الله ، مع قدرتــه سبحانه وتعالى عليه .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ” وإنما قلنا مع قدرتــه عليه ، لأنه لو كان ممتنعاً على الله لم يكن ذلك مدحاً ولا ثناءً إذ لا يثنى على الفاعــل إلا إذا كان يمكنــه أن يفعل أو لا يفعل “ .

وأن الله لا يظلم لكمــال عدله ، وهكذا كل نفي يأتي في صفات الله تعالى في الكتاب والسنــة إنما هو لثبوت ضده .
كقوله تعالى( ولا يظلم ربك أحداً ) لكمال عدله .
وقوله ( لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض )لكمال علمه .لا يعزب : لا يغيب .
وقوله (لا تأخذه سنة ولا نوم ) لكمال قيوميتــه وحياته .

و جاءت نصوص كثيرة تبين أن الله حرم على نفسه الظلم :
قال تعالى ( وما أنا بظلام للعبيـــد ) .
وقال تعالى (وما الله يريد ظلماً للعباد) .
وقال سبحانه(وما ربك بظلام للعبيد) .
وقال سبحانه ( وما الله يريد ظلماً للعالمين ) .
وقال سبحانه(إن الله لا يظلم الناس شيئاً) .

4-تحريم الظلم بين الناس لقوله ( فلا تظالمــوا ) .
وقد بين الرسول أنه يكون في الدماء والأموال والأعراض قال عليه الصلاة والسلام
{ إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا }
والظلم ينقسم إلى أقسام :
القسم الأول : ظلم أكبر وهو الشرك .
قال تعالى عن لقمان ( إن الشرك لظلم عظيم ).
القسم الثاني : ظلم العبد نفسه بالمعاصي .
القسم الثالث : ظلم العباد بعضهم بعضاً .
وهذا القسم هو المقصود بالحديث لقوله ( فلا تظالمــوا ) .

وقد جاءت نصوص كثيرة تبين تحريم الظلم :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الظلم ظلمات يوم القيامة ) متفق عليه .
وقال صلى الله عليه وسلم ( من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين ) متفق عليه .
وقال صلى الله عليه وسلم ( من كانت عنده مظلمــة لأخيه فليتحلل منها ، فإنه ليس ثم دينار ولا درهم من قبل أن يأخذ لأخيه من حسناته ، فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات أخيه ، فطرحت عليه ) رواه البخاري .

والظلم ينقسم إلى قسمين :

أحدهما : منع ما يجب لهم من الحقوق وهو التفريط .
الثاني : فعل ما يضر به وهو العدوان .

5-وجوب طلب الهداية من الله لقوله تعالى في الحديث ( استهدوني أهدكم )
وقد أمرنا الله أن نسأله إياها في أعظم سورة
.
قال تعالى ( اهدنا الصراط المستقيم ) .
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى ) رواه مسلم .
وكان يقول أيضاً ( اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ) .
وعلم الحسن أن يقول في قنوت الوتر ( اللهم اهدني فيمن هديت ) .
وأمر علياً أن يسأل الله السداد والهــــدى .
قال ابن القيم : ” فسؤال الهداية متضمــن لحصول كل خير والسلامة من كل شر

- أن الأصل في الإنسان الضلال والجهل بقوله تعالى وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ
بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا
)[النحل:78] وقوله في هذا الحديث: { يا عبادي كلكم ضال إلامن هديته فاستهدوني أهدكم }.

6-يجب على المسلم أن يعمل بأسبــاب الهداية وأن يحرص عليها .

قال ابن القيم : ” ولما كان سؤال الله الهدايــة إلى الصراط المستقيم أجل المطالب ، ونيله أشرف المواهب ، علّم الله عباده سؤاله ، وأمرهــم أن يقدمــوا بين يده حمده والثناء عليه ، وتمجيـــــده ، ثم ذكر عبوديتهم وتوحيدهم ، فهاتان وسيلتان إلى مطلوبهم “ .

الحذر من الأسباب التي تعيق الإنسان عن الهداية .
قال ابن القيم : ” ولينظر إلى الشبهات والشهوات التي تعـــوقــه عن سيره على هذا الصراط ، فإنها الكلاليب التي بجنبتي ذاك الصراط ، تخطفــه وتعــوقــه عن المرور عليــه “ .

7-كل العباد جائعون مضطرون إلى الطعام إلا من أطعمه الله عزوجل , ويترتب على هذه الفائدة سؤال الإنسان ربه واستغناؤه بسؤال الله عن سؤال عباد الله , ولهذا قال - فاستطعموني أطعمكم
- العباد عراة إلا من كساه الله عزوجل ويسر له الكسوة وسهلها له، ولهذا قال: { فاستكسوني أكسكم } أي اطلبوا مني الكسوة أكسيكم، وإنما ذكر الله عز وجل العري بعد ذكر الطعام، لأن الطعام كسوة الداخل واللباس كسوة الظاهر


8-غنى الله سبحانه وتعالى ، وأن العباد كلهم مفتقرون إلى الله في جلب مصالحهم ودفع مضارهم في أمور دينهم ودنياهم .
قال تعالى (ما يفتح الله للناس من رحمة فلا مممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم ) .

9-أن بني آدم خطاء يخطئون كثيراً في الليل والنهار،
الأعمال إما خطأ وإما صواب، فالخطأ مجانبة الصواب وذلك إما بترك الواجب، وإما بفعل المحرّم.
ولكن هذا الخطأ يقابله مغفرة الله عز وجل لكل ذنب، وأن الله يغفر الذنوب جميعاً،

كما قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا [الزمر:53]
و فيه دليل على كرم الله وإحسانه حيث دعا عباده _ مع ظلمهم بالمعاصي والذنوب _ إلى عفوه وغفرانه .
كما قال تعالى
( نبىء عبادي أني أنا الغفور الرحيــم ) .

10-وجوب الاستغفــار من الذنوب كلها لقوله
( فاستغفروني أغفر لكم ) .

11-كمال سلطان الله وغناه عن خلقه لقوله عز وجل
( إنكم لن تبلغوا ضري ... ولن تبلغوا نفعي ) .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه اللهوذلك لكمال سلطانه عز وجل وكمال غناه ، فكأنه تعالى قال : إنما طلبت منكم الاستغفــار من الذنوب لا لحاجتي لذلك ولا لتضرري بمعاصيكم ولكن المصلحــة لكم “ .

قال ابن رجب رحمه الله : ” يعني أن العباد لا يقدرون أن يوصلوا إلى الله نفعاً ولا ضراً ، فإن الله تعالى في نفسه غني حميد ، لا حاجة له بطاعات العباد ، ولا يعود نفعها إليه ، وإنما هم ينتفعون بها ، ولا يتضرر بمعاصيهــم وإنما هم يتضررون بها “ .

قال تعالى ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر إنهم لن يضروا الله شيئاً) .
وقال تعالى ( ومن ينقلب على عقبيــه فلن يضر الله شيئاً ) .

12-أن ملك الله لا يزيــد بطاعة الخلق ، ولو كانوا كلهم بررة أتقياء قلوبهم على أتقى رجل منهم ، ولا ينقص ملكه بمعصية العاصين ، ولو كان الجن والإنس كلهم عصاة فجرة قلوبهم على أفجر رجل منهم .
والمقصود من هاتين الجملتين: الحث على طاعة الله عز وجل والبعد عن معصيته


و أن محل التقوى والفجور القلب، لقوله: "عَلَى أَتقَى قَلبِ رَجُلٍ وَاحدٍ مِنكُمْ" "عَلَى أَفجَرِ قَلبِ رَجُلٍ وَاحدٍ مِنكُمْ"
ويشهد لهذا قول النبي صلى الله عليه وسلم:"أَلاَ وَإِنَّ في الجَسَدِ مُضغَة إِذَا صَلُحَت صَلُحَ الجَسَد كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَت فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ
"

و أنه يجب علينا أن نعتني بالقلب وننظر أين ذهب، وأين حلّ حتى نُطَهِّرهُ ونصفيه.

13-كمال ملك الله وكمال قدرته ، وأن ملكــه وخزائنــه لا تنفذ بالعطاء ، ولو أعطى الأولين والآخرين من الجن والإنس جميع ما سألــــوه في مقام واحد .

ففي الصحيحين عن أبي هريرة . عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( يد الله ملأى لا تغيضهــا نفقة سحاء الليل والنهــار ، أفرأيتم ما أنفق ربكم منذ خلق السموات والأرض ، فإنه لن يغيض ما في يمينه ) .

14-أن الله يحصي أعمال العباد ويضبطها ، فلا يظلم عنده أحد .

قال تعالى ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) .
وقال تعالى ( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره ) .
وقال تعالى (و وجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربك أحداً ) .

و أن الله يوفي عباده يوم القيامة على حسب أعمالهم فلا يظلم عنده أحداً .
قال تعالى( إنما توفون أجوركم يوم القيامــة ) .

15-وجوب الحمد لله عزّ وجل على من وجد خيراً، وذلك من وجهين:
الأول:أن الله عزّ وجل يسره حتى عمله.
الثاني:أن الله تعالى أثابه.


16-أن من تخلف عن العمل الصالح ولم يجد الخير فاللوم على نفسه

17-الجزاء من جنس العمل .

18-محاسبة النفس على التفريط .


--------------------------------------------------------------






آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 04-15-2011, 09:58 AM رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: الأربعون النووية ( إشارات و فوائد )

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

الحديث الخامس والعشرون


عن أبي ذر أيضاً، أن ناساً من أصحاب رسول الله قالوا للنبي : يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور؛ يُصلُّون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويـتـصـدقــون بفـضـول أمـوالهم. قـال : { أولـيـس قـد جعـل الله لكم ما تصدقون؟ إن لكم بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، وفي بضع أحـد كم صـدقـة }.
قالوا : يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟
قال: { أرأيتم لو وضعها في حرام، أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال، كان له أجر
}.
[رواه مسلم:1006].



فوائد من الحديث
1-رغبة الصحابة رضي الله عنهم الشديدة في الخير ، وتنافسهــم بالأعمال الصالحــة
قال ابن القيم : ” كما كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتنافســــون في الخير ويفرح بعضهم ببعض باشتراكهــم فيه ، بل يحض بعضهم بعضاً ، وهي نوع من المسابقــة ، وقد قال تعالى
: ( سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض) “ .

2-الحزن على ما فات من الأعمال الصالحـة ، وهذا كان دأب الصحابة رضوان الله عليهم .

أمثلة تدل على ذلك :
أولاً : ما جاء في حديث الباب : حيث كان الفقراء يحزنــــون على ما يتعذر عليهم فعله من الخير مما يقدر عليه غيرهــم .
?

ثانياً : الحزن على التخلف عن الخروج في الجهاد لعدم القدرة على آلته .
كما قال تعالى (
ولا على الذين إذا ما أتــــــوك لتحملهــم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهــم تفيض من الدمع حزناً ألا يجدوا ما ينفقــون ) .

3-على المسلم المسارعة إلى الخيرات والأعمال الصالحات .

كما قال تعالى (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض ) .
وقال تعالى ( فاستبقــوا الخيرات ) .

4-الحث على علــو الهمـــة .

قال صلى الله عليه وسلم ( إن الله يحب معالي الأمور ويكره سفسافها ) رواه الطبراني .
وقال صلى الله عليه وسلم ( لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهمــوا عليه لاستهموا ) متفق عليه .

5-سعة فضل الله ورحمتــه حيث جعل أبواب الخير كثيرة .


6-أن العمل الصالح صدقة ، وقد قال صلى الله عليه وسلم (
كل معروف صدقــة ) .
وجاء في روايات للحديث ( تبسمك في وجه أخيك صدقــة ، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة ، وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة ، وإماطتك الحجر والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة ، وإفراغك من دلو أخيك لك صدقــة ) .

قال ابن رجب رحمه الله : ” والصدقــة بغير المال نــوعان :
أحدهما : ما فيه تعدية الإحسان إلى الخلق فتكون صدقة عليهم ، وربما كان أفضل من الصدقة بالمال .
وهذا كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فإنه دعا إلى طاعة الله ، وكف عن معاصيـــه ، وذلك خير من النفــع بالمــال ، وكذلك تعليم العلم النافع ، وإقراء القرآن ، وإزالة الأذى عن الطريق ، والسعي في جلب النفع للناس ، ودفع الأذى عنهم .
الثاني : من الصدقة التي ليست مالية ما نفعــه قاصر على فاعله ، كأنواع الذكر من التكبير والتحميد والتهليل والاستغفار “ .

7-أن إتيان الحلال استغناء عن الحرام يجعل الحلال قربة وصدقة .

قال النووي رحمه الله : ” وفي هذا دليل على أن المباحات تصير طاعات بالنيات الصادقات ، فالجماع يكون عبادة إذا نوى به قضاء حق الزوجـــة ومعاشرتها بالمعروف الذي أمر الله به ، أو طلب ولد صالح ، أو إعفاف نفسه ، أو إعفاف الزوجة ومنعهما جميعاً من النظر إلى الحرام أو الفكر فيه ، أو الهم به أو غير ذلك من المقاصد الصالحة “ .

8-حسن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم حيث ضرب المثل الذي يقتنع به المخاطب، وهذا من حسن التعليم أن تقرب الأمور الحسيّة بالأمور العقلية، وذلك في قوله
: "أَرَأيتُمْ لَو وَضَعَهَا فِي الحَرامِ أَكَانَ عَلَيْهِ وِزرٌ، فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الحَلالِ كَانَ لَهُ أَجرٌ".

9-أن القياس حجة

______________________________________

الحديث السادس والعشرون


عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله : { كل سُلامى من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين صدقة، وتعين الرجل فى دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعة صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وبكل خطوة تمشيها إلي الصلاة صدقة، وتميط الأذي عن الطريق صدقة }.

[رواه البخاري:2989، ومسلم:1009]


فوائد من الحديث


1-أن على الإنسان كل يوم تطلع فيه الشمس عن كل عضو من أعضائه صدقة .
وهذا سهل ، فإنه يستطيع أن يأتي بهذا الديْن بالتسبيح والتهليل والتكبير ، وجاء في رواية ( ويجزىء من ذلك ركعتان من الضحى ) .

2-فضيلة العدل بين الناس
.: "تَعْدِلُ بَينَ اثنَيْنِ صَدَقَة"
تعدل أي تفصل بينهما إما بصلح وإما بحكم
والعدل له فضائل :
أولاً : أن الله أمر به .
فقال تعالى (إن الله يأمر بالعدل والإحسان ) .
ثانياً : أن الله يحب أهله .
قال سبحانه( وأقسطوا إن الله يحب المقسطين ) .
ثالثاً : على منابر من نور .
قال صلى الله عليه وسلم ( إن المقسطين عند الله على منابر من نور الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا ) رواه مسلم .
رابعاً : في ظل الله يوم القيامة .
قال صلى الله عليه وسلم( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله : إمام عادل ... ) متفق عليه .

3-فضيلة الصلح بين الناس ، وأنه من أعظم الأعمال .

قال تعالى ( والصلح خير ) .
وقال صلى الله عليه وسلم ( ألا أخبركم بأفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة ؟ قالوا : بلى ؟ قال : إصلاح ذات البين ) رواه أحمد .

4-الحث على معاونـة الإنسان لأخيه المسلم ، فيعينه في دابته فيحمله عليها أو يرفع له عليها متاعــه .

وللتعاون فضائل :
أولاً : حث الله عليه .
قال تعالى ( وتعاونــوا على البر والتقوى) .
ثانياً : أنه سبب للقوة .
قال تعالى(ولا تنازعـــوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ) .
ثالثاً : أنه سبب لمعونة الله للعبد .
قال صلى الله عليه وسلم ( من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجتــه ) رواه مسلم .

5-فضل الكلمة الطيبة وأنها صدقة .

كالسلام – ورد السلام – وتشميت العاطس – وذكر الله – والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغيرها .
والكلمة الطيبة تكون طيبة في أسلوبها، وفي موضوعها، وفي إلقائها
والكلام الطيب هو الذي يقبل عند الله ، كما قال تعالى ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعــه ) .

6-فضل المشي إلى المساجد ، ففي كل خطوة صدقة .

والمشي إلى المساجد فضله عظيم .
أولاً : أن كل خطوة إلى المسجد صدقة .
كما في حديث الباب .
ثانياً : أنه من أسباب محو الخطايا .
قال صلى الله عليه وسلم ( ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات ، قالوا : بلى ، قال : إسباغ الوضوء على المكاره ، وكثرة الخطا إلى المساجد ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة ) رواه مسلم .
ثالثاً : أن كل خطوة تمحو سيئة وأخرى تكتب حسنة .
قال صلى الله عليه وسلم ( من راح إلى مسجد الجماعة فخطوة تمحو سيئة ، وخطوة تكتب له حسنة ) رواه النسائي .
وفي رواية ( فرجل تكتب له حسنة ، ورجل تحط عنه سيئة حتى يرجع ) .

7-فضل إماطة الأذى عن الطريق ، وأنه صدقة .

وبقياس العكس نقول: وضع الأذى في الطريق جريمة وأذية
ولإماطــة الأذى فضائــل :
أولاً : أنه صدقة .
لحديث الباب .
ثانياً : من علامات الإيمان .
قال صلى الله عليه وسلم ( الإيمان بضع وسبعون شعبة ، فأفضلها قول : لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ) رواه مسلم .
ثالثاً : أنه من أسباب دخول الجنة .
عن أبي هريرة . قال : قال صلى الله عليه وسلم ( لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنــة ، في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين ) رواه مسلم .
رابعاً : من أسباب المغفرة .

قال صلى الله عليه وسلم ( بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق ، فأخره فشكر الله له ، فغفر له ) متفق عليه .

ويتفرع على هذه الفائدة:
إذا كان إماطة الأذى عن الطريق الحسّي صدقة فإماطة الأذى عن الطريق المعنوي أبلغ وذلك ببيان البدع والمنكرات وغيرها، والمنكرات كالغناء و الوسيقى وشرب الدخان وغيرها، فبيان هذه الأشياء لئلا يمارسها الناس تعتبر صدقة وأعظم من إماطة الأذى عن الطريق الحسي.

8-فضل صلاة الجماعة .

9-كثرة طرق الخير .

10-أن كل ما يقرب إلى الله عزّ وجل من عبادة وإحسان إلى خلقه فإنه صدقة، وما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم فهو أمثلة على ذلك.



--------------------------------------------------------------
يتابع إن شاء الله - تعالى-







آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 04-15-2011, 11:34 AM رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: الأربعون النووية ( إشارات و فوائد )

قمة الروووعة
سلمت يمنااااااك
اخى ابوعمر
جزاك الله خيرا
مجهود اكثر من رائع
دمت بخير







آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 04-15-2011, 07:38 PM رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: الأربعون النووية ( إشارات و فوائد )

حياكم الله
شاكر مروركم
جزيتم خيرا






آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 05-04-2011, 05:27 PM رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: الأربعون النووية ( إشارات و فوائد )

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

الحديث السابع والعشرون

عن النواس بن سمعان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( البر حسن الخلق ، والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس ) رواه مسلم
وعن وابصة بن معبد قال ( أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أجئت تسأل عن البر والإثم ؟ قلت : نعم ، قال : استفت قلبك ، البر ما اطمأنت إليه النفس ، واطمأن إليه القلب ، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك ) .رواه أحمد والدارمي .



فوائد من الحديث

1-الحث على حسن الخلق ، وأنه من أعظم خصال البر .
و البر : اسم جامع للخير .
البر ذكره الله تعالى في القرآن فقال
( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى )(المائدة: الآية2)
وهذا هو البر والمراد به البر المطلق ، وهناك بر خاص كبر الوالدين مثلا وهو الإحسان إليهما بالمال والبدن والجاه وسائر الإحسان .

و حسن الخلق : التحلي بالفضائل وترك الرذائل .
حسن الخلق : أي حسن الخلق مع الله ، وحسن الخلق مع عباد الله

فأما حسن الخلق مع الله فان تتلقي أحكامه الشرعية بالرضا والتسليم ، وأن لا يكون في نفسك حرج منها ولا تضيق بها ذرعا ، فإذا أمرك الله بالصلاة والزكاة والصيام وغيرها فإنك تقابل هذا بصدر منشرح.
وأيضا حسن الخلق مع الله في أحكامه القدرية ، فالإنسان ليس دائما مسرورا حيث يأتيه ما يحزنه في ماله أو في أهله أو في نفسه أو في مجتمعه والذي قدر ذلك هو الله عز وجل فتكون حسن الخلق مع الله ، وتقوم بما أمرت به وتنزجر عما نهيت عنه .

أما حسن الخلق مع الناس فقد سبق أنه : بذل الندى وكف الأذى والصبر على الأذى ، وطلاقة الوجه .


2-في الحديث بعض علامات الإثــم :
أولاً : قلق القلب واضطرابه ، لقوله
صلى الله عليه وسلم ( والإثم ما حاك في صدرك ) . أي تردد وصرت منه في قلق
ثانياً : كراهة اطلاع الناس عليه ، لقوله صلى الله عليه وسلم ( وكرهت أن يطلع عليه الناس ) .لأنه محل ذم وعيب
قال ابن رجب : في قوله صلى الله عليه وسلم ( الإثم ما حاك في .... ) :
إشارة إلى أن الإثم ما أثر في الصدر حرجاً وضيقاً وقلقاً واضطراباً فلم ينشرح له الصدر ، ومع هذا فهو عند الناس مستنكر بحيث ينكرونه عند اطلاعهــم عليه ، وهذا أعلى مراتب معرفــة الإثم عند الاشتباه ، وهو ما استنكر الناس فاعله وغير فاعله “ .

3-أن صاحب القلب السليم ، يضطرب قلبه ويخاف عند فعل الحرام أو الشك به .
فالمؤمن الذي قلبه صافٍ سليم يحوك في نفسه الإثم وإن لم يعلم أنه إثم

قال ابن رجب : ” فدل حديث وابصة وما في معناه على الرجــوع إلى القلوب عند الاشتباه مما سكن إليه القلب ، وانشرح إليه الصدر ، فهو البر والحلال ، وما كان خلاف ذلك فهو الإثم والحرام “ .

4-أن الله فطر عباده على معرفة الحق والسكــون إليه .

5-أن ما حاك في صدر الإنسان فهو إثــم وإن أفتـــاه غيره بأنه ليس بإثــم .
و فيه جواز الرجوع إلى القلب والنفس لكن بشرط أن يكون هذا الذي رجع إلى قلبه ونفسه ممن استقام دينه ؛ فإن الله عز وجل يؤيد من علم الله منه صدق النية .

قال ابن رجب رحمه الله : ” وهـــذه مرتبة ثانية ، وهو أن يكون الشيء مستنكراً عند فاعله دون غيره وقد جعله أيضاً إثماً ، وهذا إنما يكون إذا كان صاحبه ممن شرح صدره للإيمــان ، وكان المفتي يفتي له بمجرد ظن أو ميل إلى هوى من غير دليل شرعي ، أما إذا كان فتوى المفتي تستند إلى دليل شرعي فيجب على المرء أن يتقيد بها وإن لم يطمئن قلبه ، قال تعالى ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً ) “ .

6-معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم ، حيث أخبر وابصة بما في نفسه قبل أن يتكلم به .

7-طمأنينة القلب السليم للخير .

8-نفور القلب السليم من الشر .

9-بلاغة النبي صلى الله عليه وسلم و أنه أعطي جوامع الكلم ، يتكلم بالكلام اليسير وهو يحمل معاني كثيرة لقوله (البر حسن الخلق ) كلمة جامعة مانعة .


______________________________________________
الحديث الثامن والعشرون

عن أبي نجيح العرباض بن سارية قال ( وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب ، وذرفت منها العيون ، فقلنا : يا رسول الله ! كأنها موعظة مودع فأوصنــا . قال : أوصيكم بتقوى الله عز وجل ، والسمع والطاعة ، وإن تأمر عليكم عبد ، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، عضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل بدعة ضلالة ) رواه أبو داود والترمذي .





فوائد من الحديث

1-مشروعيـــة الموعظـــة . والموعظة فيها مباحث :

أولاً : مشروعيتها .
لقوله تعالى( وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولاً بليغاً ) .
وقوله تعالى ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظــة الحسنــة ) .
ولحديث الباب ( وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ) .
ثانياً : أن لا يديم الموعظة بل يتخولهم .
عن ابن مسعود قال ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظــة في الأيام مخافة السآمة علينا ) رواه البخاري .
يتخولنا : يتعاهدنا .
والمعنى : كان يراعي الأوقات في تذكيرنا ، ولا يفعل ذلك كل يوم لئلا نمل .
ثالثاً : أن لا يطيل في الموعظة .
قال صلى الله عليه وسلم ( إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه ) رواه مسلم .
وعند أبي داود ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يطيل الموعظــة يوم الجمعة ، إنما هي كلمات يسيرات ) .
مئنة : دليل وعلامة .
رابعاً : أن تكون بليغــة .
لقوله في الحديث ( وعظنا موعظة بليغــة .. ) .
قال ابن رجب : ” والبلاغة هي التوصل إلى إفهام المعاني المقصودة ، واتصالها إلى قلوب السامعين بأحسن صورة من الألفاظ الدالة عليها وأفصحها وأحلاها للأسماع وأوقعها في القلوب “ .

2-أن من صفات المؤمنين عند سماع المواعظ ، البكاء والخوف .

قال ابن رجب رحمه الله : ” هذان الوصفان بهما مدح الله المؤمنين عند سماع الذكر “ .
كما قال تعالى (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهــم وإذا تليت عليهم آياتــه زادتهم إيماناً ) .
وقال سبحانه ( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ) .

3-فضل البكاء من خشية الله . وللبكاء من خشية الله فضائل :

أولاً : سبب للنجاة من النار .
قال صلى الله عليه وسلم ( لن يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع ) رواه الترمذي .
وقال صلى الله عليه وسلم ( عينان لا تمسهما النار : عين بكت من خشية الله ، وعين باتت تحرس في سبيل الله ) رواه الترمذي .
ثانياً : البكاء مع الذكر سبب لإظلال الله للعبد .
قال صلى الله عليه وسلم ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله : .. ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه ) متفق عليه .
ثالثاً : أن البكاء من خشية الله سمة من سمات الصحابة .
كما في حديث الباب .

4-تأثر الصحابة بالموعظة وشدة خوفهم من الله .

5-أن وصية المودع غالباً تكون أبلــغ .

قال ابن رجب رحمه الله : ” فإن المودِّع يستقصي ما لم يستقص غيره في القول والفعل ، ولذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي صلاة مودع ، لأنه من استشعر أنه مودِع بصلاته أتقنها على أكمل وجوهها “ .

6-أن أهم وصية يوصي بها الإنسان هي تقوى الله ، لأنه هي سبب سعادة الدنيا والآخرة .

والتقوى هي وصية الله للأولين والآخرين كما قال تعالى ( ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله ) .
وقال صلى الله عليه وسلم لمعاذ ( اتق الله حيثما كنت ) .
قال بعضهم في تفسيرها: أن تعبد الله على نور من الله، ترجو ثواب الله، وأن تترك ما حرم الله، على نور من الله، تخشى عقاب الله.
وقال بعضهم:
خل الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التقى
واعمل كماش فوق أ ر ض الشوك يحذر ما يرى
لاتحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى


7-وجوب السمع والطاعة لولي الأمر ما لم يأمروا بمعصية ، وهذا واجب بالكتاب والسنة والإجماع .
قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) .
وقال صلى الله عليه وسلم ( من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن أطاع أميري فقد أطاعني ، ومن عصا أميري فقد عصاني ) رواه البخاري .
وعن أبي ذر قال ( إن خليلي أوصاني أن أسمع وأطيع وإن كان عبداً حبشياً مجدع الأطراف ) متفق عليه .
وفي الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم ( على المرء المسلم السمع والطاعــة فيما أحب وكره ، إلا أن يؤمر بمعصيــة ، فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعــة ) .
قال شارح الطحاوية : ” أما لزوم طاعتهم وإن جاروا ، فلأنــه يترتب على الخروج عن طاعتهم من المفاســـد أضعاف ما يحصل من جورهــم ، بل في الصبر على جورهم تكفير السيئات ، ومضاعفة الأجور ، فإن الله تعالى ما سلطهــم علينا إلا لفساد أعمالنا ، والجزاء من جنس العمل “ .

وقال ابن رجب : ” وأما الســمع والطاعة لولاة أمور المسلمين ، ففيها سعادة الدنيا ، وبها تنتظــم مصالح العباد في معاشهم ، وبها يستعينون على إظهار دينهم وطاعة ربهم “ .

8-معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم حيث وقع ما أخبر به من الاختلاف والفرقــة .

وهذا مصداق لقوله صلى الله عليه وسلم ( ستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة ) رواه أبو داود .

9-العلاج عند الاختلاف ، وهو التمسك بالسنـة لقوله صلى الله عليه وسلم ( فعليكم بسنتي ) .
و فيه وجوب التمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم عند الاختلاف، لقوله: "فَعَلَيكُم بِسنَّتي" والتمسك بها واجب في كل حال لكن يتأكد عند وجود الاختلاف.

10-قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ” أنه يجب على الإنسان أن يتعلــم سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، وجه ذلك : أنه لا يمكن لزومها إلا بعد علمها وإلا فلا يمكن “ .

11-أن للخلفاء الراشدين سنة متبعــة .
لقوله صلى الله عليه وسلم ( وسنة الخلفاء الراشدين ) .
ولقوله صلى الله عليه وسلم أيضاً ( اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر ) رواه الترمذي .
والخلفاء الراشدون الذين أمرنا بالاقتداء بهم هم : أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي رضوان الله عليهم.
قال ابن رجب : ” وإنما وصف الخلفاء بالراشدين لأنهم عرفوا الحق وقضــــوا به “ .

12-الحث على التمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين تمسكاً تاماً، لقوله:
"عضوا عَلَيهَا بالنَّوَاجِذِ".

13-التحذير من البدع .

14-أن جميع البدع ضلالة ليس فيها هدى، بل هي شر محض حتى وإن استحسنها من ابتدعها
قال ابن رجب رحمه الله : ” هذا من جوامع الكلم ، لا يخرج عنه شيء ، وهو أصل عظيم من أصول الدين ، وهو شبيه بقوله صلى الله عليه وسلم ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) ، فكل من أحدث شيئاً ونسبه إلى الدين ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه فهو ضلالة والدين برىء منه ، وسواء في ذلك مسائل الاعتقادات ، أو الأعمال ، أو الأقوال الظاهرة والباطنة “


--------------------------------------------------------------






آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 05-04-2011, 05:29 PM رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: الأربعون النووية ( إشارات و فوائد )

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

الحديث التاسع والعشرون


عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، قال: قلت: يا رسول الله ! أخبرني بعملٍ يدخلني الجنه ويباعدني عن النار، قال: { لقد سألت عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله عليه: تعبد الله لا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت } ثم قال: { ألا أدلك على أبواب الخير ؟: الصوم جنة، والصدقة تطفىء الخطيئة كما يطفىء الماء النار، وصلاة الرجل في جوف الليل } ثم تلا: تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ حتى بلغ يَعْمَلُونَ [السجدة:17،16] ثم قال: { ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ } قلت: بلى يا رسول الله، قال: { رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد }. ثم قال: { ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟ } فقلت: بلى يا رسول الله ! فأخذ بلسانه وقال: { كف عليك هذا }، قلت: يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال: { ثكلتك أمك وهل يكب الناس في النار على وجوههم – أو قال : (على مناخرهم ) - إلا حصائد ألسنتهم
[رواه الترمذي:2616، وقال: حديث حسن صحيح].



فوائد من الحديث
1-هِمَمُ الصحابة رضي الله عنهم عالية
"أَخبِرنِي بِعَمَلٍٍ يُدخِلُني الجَنَّةَ وَيُبَاعدني من النارَ ..." أي يكون سبباً لدخول الجنة والبعد عن النار .

2-أن الأعمــال سبب لدخول الجنة ، كما قال تعالى
(وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون ) .
لكن ما الجواب عن قوله صلى الله عليه وسلم ( لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله )
الجواب : قيل : النجاة من النار بعفو الله ، ودخول الجنة برحمتــه ، واقتسام المنازل والدرجات بالأعمال .

3-حرص الصحابة على السؤال عما يفيدهم وينفعهــم وحرصهم رضي الله عنهم على العلم وهذا من علو همتهم ورفعتهم .
وهناك أمثلة كثيرة تدل على حرص الصحابة على السؤال الذي ينتفعون به :

فقد سأله صحابي : أي الإسلام خير ؟
وسأله آخر : أي العمل أفضل ؟
وسأله آخر : أي العمل أحب إلى الله ؟
وسأله آخر : أي الصلاة أفضل ؟
وقال له آخر : علمني دعاء أدعو به في صلاتي ؟
وكانوا يسألون ليستفيدوا ويطبقــوا ويعملوا .

4-أن أعظم ما يسأل عنه هو أسباب دخول الجنة ، وأسباب الابتعاد عن النار ، لأن من دخل الجنــة ونجا من النار فقد فاز الفوز العظيم .
قال تعالى (فمن زحزح عن النار وأدخل الجنــة فقد فاز) .
وكان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ) .


5-أن هذا السؤال يعتبر سؤال عظيم .

قال ابن رجب رحمه الله : ” وذلك لأن دخول الجنــة والنجاة من النار أمر عظيم جداً ، ولأجله أنزل الله الكتب وأرسل الرسل ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل : كيف تقول إذا صليت ؟ قال : أسأل الله الجنــة ، وأعوذ به من النار ، ولا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ ، فقال النبي
صلى الله عليه وسلم : حولها ندندن “ .

6-أن التوفيق كله بيد الله ، فمن يسر الله عليه الهدايــة اهتدى ، ومن لم ييسر عليه لم ييسر له .

قال تعالى ( فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى . وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى ) .

7-أنه ينبغي للإنسان أن يسأل الله أن ييســر له العمل الصالح .
وقد أخبر الله عن نبيه موسى أنه قال
( رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري ) .
وأن يجتهد في تحصيل أسباب الهداية ، ومن اجتهد فقد وعد الله له بالهداية كما قال تعالى(والذين جاهدوا فينا لنهدينهــم سبلنا ) .

قال ابن القيم : ” علق سبحانه الهداية بالجهاد ، فأكمل الناس هداية أعظمهم جهاداً ، وأفرض الجهاد جهاد النفس وجهاد الهوى ، وجهاد الشيطان ، وجهاد الدنيا “ .

8-أن أول الواجبات وأعظمهـا هو عبادة الله تعالى .
كما قال تعالى
( يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم) .
وقال تعالى( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) .
وقال صلى الله عليه وسلم ( وحق الله على العباد : أن يعبدوه ولا يشركـــوا به شيئاً ) .

9-أن أعظم الذنوب ، وأكبر الكبائر الشرك .

مباحث الشرك :
أولاُ : تعريفه : هو تسوية غير الله بالله فيما هو من خصائص الله . ( وهذا هو الشرك الأكبر ) .
وهو صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله ، كدعاء غير الله والتقرب بالذبائح والنذور لغير الله من القبور والجن والشياطين ، والخوف من الموتى أو الجن أو الشياطين أن يضروه أو يمرضوه .
ثانياً : هو أعظم الظلم .
قال تعالى ( إن الشرك لظلم عظيم) .
والظلم وضع الشيء في غير موضعه ، فمن عبد غير الله فقد وضع العبادة في غير موضعها وصرفها لغير مستحقها وذلك أعظم الظلم .
ثالثاً : أنه محبط للعمل .
قال تعالى
( ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملــــون ) .
رابعاً : لا يغفر الله لصاحبه إذا مات عليه .
قال تعالى
( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) .
خامساً : أن الجنة حرام على المشرك .
قال تعالى
( إنه من يشرك فقد حرم الله عليه الجنــة ومأواه النار) .

10-أن القيام بأركان الدين سبب لدخــول الجنــة

11-ينبغي للمسلم أن يحرص على معرفة أبواب الخير لكي يكثر منها .
قال ابن رجب رحمه الله : ” لما رتب دخول الجنة على واجبات الإسلام دله بعد ذلك على أبواب الخير من النوافــل ، فإن أفضل أولياء المقربين الذين يتقربون إليه بالنوافــل بعد أداء الفرائض“ .


12-فضل الصوم وأنه سبب للنجــاة من النار . وللصوم فضائل :
أولاً : من أسباب النجاة من النار .
كما في حديث الباب .
وقال صلى الله عليه وسلم ( الصيام جــنــة ) متفق عليه ، وللنسائي ( جنة من النار ) .
وفي رواية للنسائي ( الصيام جنة كجنة أحدكم من القتال ) .
ولأحمد ( جنة وحصن حصين من النار ) . والجنة : بضم الجيم الوقاية والستر .
وقال صلى الله عليه وسلم ( من صام يوماً في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً ) متفق عليه .
ثانياً : الصيام طريق إلى الجنة .
عن أبي أمامة . قال ( قلت : يا رسول الله ! دلني على عمل أدخل به الجنة ؟ قال : عليك بالصوم فإنه لا مثل له ) رواه النسائي .
ثالثاً : الصوم فضله عظيم اختص الله به .
عن أبي هريرة . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( قال الله تعالى : كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجـــزي به ) متفق عليه .
اختلف ما المراد بقوله ( إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ) مع أن الأعمال كلها له وهو الذي يجزي بها ؟
فقيل : إن الصوم لا يقع فيه الرياء كما يقع في غيره ، وقيل : وأنا أجزي به ، أي أتفرد بعلم مقدار ثوابه وتضعيف حسناته .
رابعاً : الصوم يشفع لصاحبه .
عن عبد الله بن عمرو . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام : أي رب ، منعتــه الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه ) رواه أحمد .


13-فضل الصدقة وأنها سبب لمحو الخطايا

14-فضل صلاة الليل وأنها تطفىء الخطيئة كالصدقة . ولقيام الليل فضائل منها :
أولاً : أن الله مدح أهله .
قال تعالى ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ).
ثانياً : أنه أفضل الصلاة بعد الفريضة .
قال صلى الله عليه وسلم ( أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل ) رواه مسلم .
ثالثاً : من علامات المتقين .
قال تعالى ( إن المتقين في جنات وعيون آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين . كانوا قليلاً من الليل ما يهجعـــون . وبالأسحــار هم يستغفرون ) .
رابعاً : من أسباب دخول الجنة .
قال صلى الله عليه وسلم ( أيها الناس ! أطعموا الطعام ، وصلوا الأرحام ، وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنــة بســلام ) رواه الترمذي .
خامساً : أنه شرف للمؤمن .
قال صلى الله عليه وسلم ( جاءني جبريل ! فقال يا محمد ! اعمل ما شئت فإنك مجزي به ، ... واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل ، وعزه استغناؤه عن الناس ) رواه الطبراني .
سادساً : لهم غرف في الجنة .
قال صلى الله عليه وسلم ( إن في الجنة غرفاً يرى ظاهرها من باطنها ، وباطنها من ظاهرها ، أعدها الله لمن أطعم الطعام ، وأفشى السلام ، وصلى بالليل والناس نيام ) رواه أبو داود .
قال محمد بن المنكدر : ” ما بقي من لذات الدنيا إلا ثلاث : قيام الليل ، ولقاء الإخوان ، والصلاة في جماعــة “ .


15-أن رأس الأمر الإسلام ، قال ابن رجب رحمه الله :
” فأما رأس الأمر ، فيعني بـ[ الأمر] الدين الذي بعث به ، وهو الإسلام ، وقد جاء تفسيره في رواية أخرى بالشهادتين ، فمن لم يُقِرُّ بهمــا باطناً وظاهراً فليس من الإسلام في شيء “ .


16-أهمية الصلاة في الإسلام وأنها عموده . كما يقوم الفسطاط على عموده .


17-أهمية الجهاد في سبيل الله ، فهو ذروة سنام الإسلام ، وهو أعلى ما فيه وأرفعــه ، لأن فيه إعلاء لكلمــة الله .
وللجهاد في سبيل الله فضائل :
أولاً : أنه ذروة سنام الإسلام .
لحديث الباب .
ثانياً : أن الروحة أو الغدوة في سبيل الله خير من الدنيا .
قال صلى الله عليه وسلم ( لغدوة في سبيل الله أو روحــة خير من الدنيا وما فيها ) متفق عليه .
ومعنى الحديث : أن هذا القدر من الثواب خير من الثواب الذي يحصل لمن لو حصلت له الدنيا كلها لأنفقها في طاعة الله .
ثالثاً : أنه من أفضل الأعمال .
عن أبي ذر . قال ( قلت يا رسول الله ! أي العمل أفضل ؟ قال : الإيمان بالله ، والجهاد في سبيل الله ) متفق عليه .
رابعاً : أن المجاهد أفضل الناس .
عن أبي سعيد قال ( أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أي الناس أفضل ؟ قال : مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله ) متفق عليه .
خامساً : الجهاد لا يعدله شيء .
عن أبي هريرة . قال ( قيل يا رسول الله ، ما يعدل الجهاد في سبيل الله ؟ قال : لا تستطيعونه ، فأعادوا مرتين أو ثلاثاً ، كل ذلك يقول : لا تستطيعونه ، ثم قال : مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم ، القانت بآيات الله ، لا يفتر من صيام ولا صلاة حتى يرجع المجاهد في سبيل الله ) متفق عليه .
سادساً : للمجاهدين مائة درجة في الجنة .
قال صلى الله عليه وسلم ( إن في الجنة مائة درجــة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض ) رواه البخاري .
سابعاً : الجهاد سبب للنجاة من النار .
قال صلى الله عليه وسلم ( ما اغبرت قدما عبد في سبيل الله فتمسه النار ) رواه البخاري .
قال الحافظ ابن حجر : ” وفي ذلك إشارة إلى عظم قدر التصرف في سبيل الله ، فإذا كان مجرد مس الغبار للقدم يحرم عليها النار فكيف بمن سعى وبذل جهده واستنفذ وسعه ؟ “ .
ثامناً : من أسباب دخول الجنة .
قال تعالى ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن ).
تاسعاً : المجاهد يكون الله في عونه .
قال صلى الله عليه وسلم ( ثلاثة حق على الله عونهم : المجاهد في ســبيل الله ، والمكاتب الذي يـريد الأداء ، والناكح الذي يريد العفاف ) رواه أحمد .
عاشراً : الجهاد سبب لمغفرة الذنوب .
قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم . تؤمنون بالله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلك خير لكم إن كنتم تعلمون . يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ).


18-أن حفظ اللسان وضبطــه أصل لكل خير ، وأن من ملك لسانه فقد ملك أمره وأحكمه وأضبطــه .

قال ابن رجب رحمه الله : ” والمراد بحصائد الألسنــة جزاء الكلام المحرم وعقوباتــه ، فإن الإنسان يزرع بقوله وعمله الحسنات والسيئات ، ثم يحصد يوم القيامة ما زرع ، فمن زرع خيراً من قول أو عمل حصد الكرامــة ، ومن زرع شراً من قول أو عمل حصد غداً الندامة “ .

فاللسان إن تكلم به الكلام المحرم من الغيبة أو النميمة أو السب أو الشتم فإن ذلك من أسباب دخول النار ، ويدل لذلك :

حديث الباب ( وهل يكب الناس في النار إلا حصائد ألسنتهم ) .
وقوله صلى الله عليه وسلم ( من وقاه الله شر ما بين لحييه ، وشر ما بين رجليه دخل الجنة ) رواه الترمذي .
وقوله صلى الله عليه وسلم ( إن العبد ليتكلم بالكلمــة من سخط الله تعالى لا يلقي لها بالاً يهوي بها في نار جهنــم ) رواه البخار ي .
وفي رواية ( إن العبد ليتكلم بالكلمــة ما يتبين فيها يزل بها إلى النار أبعد مما بين المشرق والمغرب ) متفق عليه .

19-التعليم بالقول وبالفعل، لقوله
: "أَخَذَ بِلِسَانِهِ وَقَالَ: كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا" ولم يقل: كفّ عليك لسانك، بل أخذ بلسانه وقال: كفّ عليك هذا، لأنه إذا حصل الفعل رأت العين وانطبعت الصورة في القلب بحيث لاينسى، والمسموع ينسى لكن المرئي لاينسى،بل يبقى في صفحة الذهن إلى ماشاء الله عزّ وجل.
ولهذا كان الصحابة رضي الله عنهم أحياناً يعلمون الناس بالفعل، ومن ذلك لما سئل أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه عن وضوء النبي صلى الله عليه وسلم ، دعا بماء وتوضّأ أمام الناس
، حتى يفقهوا ذلك بالفعل.

20-تحرّي مانقل في الحديث من أقوال رسول الله حيث قال
: "عَلَى وُجُوهِهِم أو مَنَاخِرِهِم" وهذا يدلّ على الأمانة التامّة في نقل الأحاديث.

--------------------------------------------------------------
يتابع إن شاء الله - تعالى-









آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 05-04-2011, 07:35 PM رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
كمال بدر

الصورة الرمزية كمال بدر

إحصائية العضو







كمال بدر غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: الأربعون النووية ( إشارات و فوائد )

أخى الفاضل ... أبوعمر المصرى

جزاكَ الله خيراً أخى الكريم عن هذا الطرح الطيب المبارك إن شاء الله .






آخر مواضيعي 0 موسى بن نصير .. القائد الفذ .
0 قبسات من الطب النبوي العلاجي .
0 حــــوار مع الشيطان .
0 الأمانة ـ روائع أخلاق الرسول .
0 القرآن الكريم دليل على نبوة رسول الله .
رد مع اقتباس
قديم 05-05-2011, 12:52 AM رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: الأربعون النووية ( إشارات و فوائد )

حياكم الله
تواجدكم شرفنى واسعدنى
دمتم بكل خير






آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 05-05-2011, 11:51 PM رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
طارق سرور

الصورة الرمزية طارق سرور

إحصائية العضو







طارق سرور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: الأربعون النووية ( إشارات و فوائد )

أخى الفاضل أبو عمر المصرى

جزاك الله خيرا كثير عنه هذا الطرح النافع والقيم







آخر مواضيعي 0 خوف
0 اسرار
0 اللهم اجعلنا من المحسنين
0 اعرف مين هى مصر
0 البقلة
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:20 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator