العودة   شبكة صدفة > المنتديات الاسلاميه > سيرة الانبياء والصحابة

سيرة الانبياء والصحابة قسم السيرة النبوية لمواضيع السيرة النبوية , سيرة سير الانبياء , قصص الانبياء , قصص انبياء الله اسلامية , قصص نبوية وصف النبي , غزوات النبي , معجزات النبي مدح النبي , حياة النبي ,أخلاق النبي , حب النبي , قبر النبي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 12-07-2010, 10:04 AM رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: سفراء القــران الكريم

سلمت اخى
ابوعمر
على الطرح الاكثر من رائع
معلومات عن الشيخ قيمة
بارك الله فيك
واجزل لك العطاء







آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 12-07-2010, 10:23 AM رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: سفراء القــران الكريم

الشيخ عبدالباسط عبدالصمد



ولادته ونسبه


ولد القارئ الشيخ عبدالباسط محمد عبدالصمد عام 1927 بقرية المراعزة التابعة لمدينة أرمنت بمحافظة قنا بجنوب مصر.
حيث نشأ في بقعة طاهرة تهتم بالقرآن الكريم حفظاً وتجويدا..
فالجد الشيخ عبدالصمد كان من الأتقياء والحفظة المشهود لهم
بالتمكن من حفظ القرآن وتجويده بالأحكام،..

والوالد هو الشيخ محمد عبدالصمد، كان أحد المجودين المجيدين للقرآن حفظا وتجويداً.


أما الشقيقان محمود وعبدالحميد فكانا يحفظان القرآن بالكتاب فلحق بهما أخوهما الأصغر سنا. عبدالباسط، وهو في السادسة من عمره.. كان ميلاده بداية تاريخ حقيقي لقريته ولمدينة أرمنت التي دخلت التاريخ من أوسع أبوابه.

نشأته

التحق الطفل الموهوب عبدالباسط بكتّاب الشيخ الأمير بأرمنت فاستقبله شيخه أحسن ما يكون الاستقبال، لأنه توسم فيه كل المؤهلات القرآنية التي أصقلت من خلال سماعه القرآن يتلى بالبيت ليل نهار بكرة وأصيلا.

لاحظ الشيخ (الأمير) على تلميذه الموهوب أنه يتميز بجملة من المواهب والنبوغ تتمثل في سرعة استيعابه لما أخذه من القرآن وشدة انتباهه وحرصه على متابعة شيخه بشغف وحب، ودقة التحكم في مخارج الألفاظ والوقف والابتداء وعذوبة في الصوت تشنف الآذان بالسماع والاستماع.. وأثناء عودته إلى البيت كان يرتل ما سمعه من الشيخ رفعت بصوته القوي الجميل متمتعاً بأداء طيب يستوقف كل ذي سمع حتى الملائكة الأبرار.

يقول الشيخ عبدالباسط في مذكراته:

كان سني عشر سنوات أتممت خلالها حفظ القرآن الذي كان يتدفق على لساني كالنهر الجاري وكان والدي موظفاً بوزارة المواصلات، وكان جدي من العلماء.. فطلبت منهما أن أتعلم القراءات فأشارا علي أن أذهب إلى مدينة طنطا بالوجه البحري لأتلقى علوم القرآن والقراءات على يد الشيخ (محمد سليم) ولكن المسافة بين أرمنت إحدى مدن جنوب مصر وبين طنطا إحدى مدن الوجه البحري كانت بعيدة جداً.

ولكن الأمر كان متعلقاً بصياغة مستقبلي ورسم معالمه مما جعلني أستعد للسفر، وقبل التوجه إلى طنطا بيوم واحد علمنا بوصول الشيخ محمد سليم إلى (أرمنت) ليستقر بها مدرساً للقراءات بالمعهد الديني بأرمنت واستقبله أهل أرمنت أحسن استقبال واحتفلوا به لأنهم يعلمون قدراته وإمكاناته لأنه من أهل العلم والقرآن، وكأن القدر ساق إلينا هذا الرجل في الوقت المناسب.

وأقام له أهل البلاد جمعية للمحافظة على القرآن الكريم (بأصفون المطاعنة) فكان يحفظ القرآن ويعلم علومه والقراءات. فذهبت إليه وراجعت عليه القرآن كله ثم حفظت الشاطبية التي هي المتن الخاص بعلم القراءات السبع.

بعد أن وصل الشيخ عبدالباسط الثانية عشرة من العمر انهالت عليه الدعوات من كل مدن وقرى محافظة قنا وخاصة أصفون المطاعنة بمساعدة الشيخ محمد سليم الذي زكّى الشيخ عبدالباسط في كل مكان يذهب إليه.. وشهادة الشيخ سليم كانت محل ثقة الناس جميعاً.
زيارته للسيدة زينب في ذكرى مولدها

في عام 1950م ذهب ليزور آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعترته الطاهرين وكانت المناسبة التي قدم من أجلها مع أحد أقربائه الصعايدة هي الاحتفال بمولد السيدة زينب.. والذي كان يحييه عمالقة القراء المشاهير كالشيخ عبدالفتاح الشعشاعي والشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ عبدالعظيم زاهر والشيخ أبوالعينين شعيشع وغيرهم من كوكبة قراء الرعيل الأول بالإذاعة.

بعد منتصف الليل والمسجد الزينبي يموج بأوفاج من المحبين لآل البيت القادمين من كل مكان من أرجاء مصر كلها.. أستأذن أحد أقارب الشيخ عبدالباسط القائمين على الحفل أن يقدم لهم هذا الفتى الموهوب ليقرأ عشر دقائق فأذن له وبدأ في التلاوة وسط جموع غفيرة وكانت التلاوة من سورة الأحزاب.. عم الصمت أرجاء المسجد واتجهت الأنظار إلى القارئ الصغير الذي تجرأ وجلس مكان كبار القراء.. ولكن ما هي إلا لحظات وانتقل السكون إلى ضجيج وصيحات رجت المسجد (الله أكبر)، (ربنا يفتح عليك) إلى آخره من العبارات التي تصدر من القلوب مباشرة من غير مونتاج..

وبدلاً من القراءة عشر دقائق امتدت إلى أكثر من ساعة ونصف خيل للحاضرين أن أعمدة المسجد وجدرانه وثرياته انفعلت مع الحاضرين وكأنهم يسمعون أصوات الصخور تهتز وتسبح بحمد ربها مع كل آية تتلى بصوت شجي ملائكي يحمل النور ويهز الوجدان بهيبة ورهبة وجلال.

الشيخ الضباع يقدم الشيخ عبدالباسط للإذاعة

مع نهاية عام 1951 طلب الشيخ الضباع من الشيخ عبدالباسط
أن يتقدم إلى الإذاعة كقارئ بها ولكن الشيخ عبدالباسط أراد
أن يؤجل هذا الموضوع نظراً لارتباطه بالصعيد وأهله ولأن الإذاعة تحتاج إلى ترتيب خاص. ولكن ترتيب الله وإرادته فوق كل ترتيب وإرادة.

كان الشيخ الضباع قد حصل على تسجيل لتلاوة الشيخ عبدالباسط بالمولد الزينبي
والذي به خطف الأضواء من المشاهير وتملك الألباب وقدم هذا التسجيل للجنة الإذاعة فانبهر الجميع بالأداء القوي العالي الرفيع المحكم المتمكن وتم اعتماد الشيخ عبدالباسط بالإذاعة عام 1951 ليكون أحد النجوم اللامعة والكواكب النيرة المضيئة بقوة في سماء التلاوة.

بعد الشهرة التي حققها الشيخ عبدالباسط في بضعة أشهر
كان لابد من إقامة دائمة بالقاهرة مع أسرته التي نقلها من الصعيد إلى حي السيدة زينب ليسعد بجوار حفيدة الرسول صلى الله عليه وسلم
والتي تسببت في شهرته والتحاقه بالإذاعة وتقديمه كهدية للعالم والمسلمين والإسلام
على حد قول ملايين الناس.

بسبب التحاقه بالإذاعة زاد الإقبال على شراء أجهزة الراديو وتضاعف إنتاجها وانتشرت بمعظم البيوت للاستماع إلى صوت الشيخ عبدالباسط وكان الذي يمتلك (راديو)
في منطقة أو قرية من القرى كان يقوم برفع صوت الراديو لأعلى درجة
حتى يتمكن الجيران من سماع الشيخ عبدالباسط وهم بمنازلهم
وخاصة كل يوم سبت على موجات البرنامج العام من الثامنة وحتى الثامنة والنصف مساءً. بالإضافة إلى الحفلات الخارجية التي كانت تذاع على الهواء مباشرة من المساجد الكبرى.

زياراته المتعددة إلى دول العالم

بدأ الشيخ عبدالباسط رحلته الإذاعية في رحاب القرآن الكريم منذ عام 1952م فانهالت عليه الدعوات من شتى بقاع الدنيا في شهر رمضان وغير شهر رمضان..
كانت بعض الدعوات توجه إليه ليس للاحتفال بمناسبة معينة وإنما كانت الدعوة للحضور إلى الدولة التي أرسلت إليه لإقامة حفل بغير مناسبة
وإذا سألتهم عن المناسبة التي من أجلها حضر الشيخ عبدالباسط
فكان ردهم
(بأن المناسبة هو وجود الشيخ عبدالباسط)
فكان الاحتفال به ومن أجله لأنه كان يضفي جواً من البهجة
والفرحة على المكان الذي يحل به..

وهذا يظهر من خلال استقبال شعوب دول العالم له استقبالاً رسمياً
على المستوى القيادي والحكومي والشعبي..

حيث استقبله الرئيس الباكستاني في أرض المطار وصافحه وهو ينزل من الطائرة..

وفي جاكرتا بدولة اندونيسيا قرأ القرآن الكريم بأكبر مساجدها
فامتلأت جنبات المسجد بالحاضرين وامتد المجلس خارج المسجد لمسافة كيلو متر مربع فامتلأ الميدان المقابل للمسجد بأكثر من ربع مليون مسلم يستمعون إليه وقوفا على الأقدام حتى مطلع الفجر.

وفي جنوب أفريقيا عندما علم المسئولون بوصوله أرسلوا إليه فريق عمل إعلامي من رجال الصحافة والإذاعة والتليفزيون لإجراء لقاءات معه ومعرفة رأيه
عما إذا كانت هناك تفرقة عنصرية أم لا من وجهة نظره،
فكان أذكى منهم وأسند كل شيء إلى زميله وابن بلده
ورفيق رحلته القارئ الشيخ أحمد الرزيقي الذي رد عليهم بكل لباقة
وأنهى اللقاء بوعي ودبلوماسية أضافت إلى أهل القرآن مكاسب
لا حد لها فرضت احترامهم على الجميع.

كانت أول زيارة للشيخ عبدالباسط خارج مصر بعد التحاقه بالإذاعة عام 1952

زار خلالها السعودية لأداء فريضة الحج ومعه والده..
واعتبر السعوديون هذه الزيارة مهيأة من قبل الله
فهي فرصة يجب أن تجنى منها الثمار،
فطلبوا منه أن يسجل عدة تسجيلات للمملكة لتذاع عبر موجات الإذاعة..
لم يتردد الشيخ عبدالباسط وقام بتسجيل عدة تلاوات للمملكة العربية السعودية

أشهرها التي سجلت بالحرم المكي والمسجد النبوي الشريف (لقب بعدها بصوت مكة)..

ولم تكن هذه المرة الأخيرة التي زار فيها السعودية
وإنما تعددت الزيارات ما بين دعوات رسمية
وبعثات وزيارات لحج بيت الله الحرام.

ومن بين الدول التي زارها (الهند) لإحياء احتفال ديني كبير أقامه
أحد الأغنياء المسلمين هناك..
فوجئ الشيخ عبدالباسط بجميع الحاضرين يخلعون الأحذية
ويقفون على الأرض وقد حنّوا رؤوسهم إلى أسفل ينظرون محل السجود
وأعينهم تفيض من الدمع يبكون
إلى أن انتهى من التلاوة وعيناه تذرفان الدمع تأثراً بهذا الموقف الخاشع.

لم يقتصر الشيخ عبدالباسط في سفره على الدول العربية والإسلامية فقط
وإنما جاب العالم شرقاً وغرباً..
شمالاً وجنوباً وصولاً إلى المسلمين في أي مكان من أرض الله الواسعة..

ومن أشهر المساجد التي قرأ بها القرآن

هي المسجد الحرام بمكة
والمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة بالسعودية
والمسجد الأقصى بالقدس
وكذلك المسجد الإبراهيمي بالخليل بفلسطين
والمسجد الأموي بدمشق

وأشهر المساجد بآسيا وإفريقيا والولايات المتحدة وفرنسا ولندن والهند

ومعظم دول العالم، فلم تخل جريدة رسمية أو غير رسمية
من صورة وتعليقات تظهر أنه أسطورة تستحق التقدير والاحترام.

تكريمـــه
يعتبر الشيخ عبدالباسط القارئ الوحيد

الذي نال من التكريم حظاً لم يحصل عليه أحد بهذا القدر من الشهرة
والمنزلة التي تربع بها على عرش تلاوة القرآن الكريم
لما يقرب من نصف قرن من الزمان
نال خلالها قدر من الحب الذي جعل منه أسطورة
لن تتأثر بمرور السنين بل كلما مر عليها الزمان زادت قيمتها
وارتفع قدرها كالجواهر النفيسة ولم ينس حياً ولا ميتاً.

فكان تكريمه حياً عام 1956
عندما كرمته سوريا بمنحه وسام الاستحقاق
ووسام الأرز من لبنان
والوسام الذهبي من ماليزيا
ووسام من السنغال
وآخر من المغرب
وآخر الأوسمة التي حصل عليها كان بعد رحيله
من الرئيس محمد حسنى مبارك في الاحتفال بليلة القدر عام 1990م.

رحلته مع المرض والوفاة
تمكن مرض السكر منه وكان يحاول مقاومته بالحرص الشديد

والالتزام في تناول الطعام والمشروبات
ولكن تضامن الكسل الكبدي مع السكر
فلم يستطع أن يقاوم هذين المرضين الخطيرين
فأصيب بالتهاب كبدي قبل رحيله بأقل من شهر
فدخل مستشفى الدكتور بدران بالجيزة
إلا أن صحته تدهورت مما دفع أبناءه والأطباء إلى نصحه بالسفر إلى الخارج
ليعالج بلندن حيث مكث بها أسبوعاً وكان بصحبته ابنه طارق
فطلب منه أن يعود به إلى مصر وكأنه أحسّ أن نهار العمر قد ذهب،
وعيد اللقاء قد اقترب.

فما الحياة إلا ساعة ثم تنقضي،
فالقرآن أعظم كرامة أكرم الله بها عبده وأجل عطية أعطاها إياه
فهو الذي استمال القلوب وقد شغفها طرباً
وطار بها فسافرت إلى النعيم المقيم بجنات النعيم،
وقد غمر القلوب حباً وسحبهم إلى الشجن فحنت إلى الخير والإيمان
وكان سبباً في هداية كثير من القلوب القاسية
وكم اهتدى بتلاوته كثير من الحائرين
فبلغ الرسالة القرآنية بصوته العذب الجميل كما أمره ربه
فاستجاب وأطاع كالملائكة يفعلون ما يؤمرون.

وكان رحيله ويوم وداعه بمثابة صاعقة وقعت بقلوب ملايين المسلمين
في كل مكان من أرجاء الدنيا وشيّعه عشرات الآلاف من المحبين
لصوته وأدائه وشخصه على اختلاف أجناسهم
ولغاتهم وكانت جنازته وطنية ورسمية على المستويين المحلي والعالمي
فحضر تشييع الجنازة جميع سفراء دول العالم نيابة عن شعوبهم وملوك ورؤساء دولهم تقديراً لدوره في مجال الدعوة بكافة أشكالها.

حيث كان سبباً في توطيد العلاقات بين كثير من شعوب دول العالم
ليصبح يوم 30 نوفمبر من كل عام يوم تكريم لهذا القارئ العظيم
ليذكّر المسلمين بيوم الأربعاء 30/11/1988م
الذي توقف عنه وجود المرحوم الشيخ عبدالباسط بين أحياء الدنيا
ليفتح حياةً خالدةً مع أحياء الآخرة يرتل لهم القرآن الكريم كما كان يرتل في الدنيا.








آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 12-07-2010, 10:24 AM رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: سفراء القــران الكريم

الشيخ عبدالباسط عبدالصمد



ولادته ونسبه

ولد القارئ الشيخ عبدالباسط محمد عبدالصمد عام 1927 بقرية المراعزة التابعة لمدينة أرمنت بمحافظة قنا بجنوب مصر.
حيث نشأ في بقعة طاهرة تهتم بالقرآن الكريم حفظاً وتجويدا..
فالجد الشيخ عبدالصمد كان من الأتقياء والحفظة المشهود لهم
بالتمكن من حفظ القرآن وتجويده بالأحكام،..

والوالد هو الشيخ محمد عبدالصمد، كان أحد المجودين المجيدين للقرآن حفظا وتجويداً.

أما الشقيقان محمود وعبدالحميد فكانا يحفظان القرآن بالكتاب فلحق بهما أخوهما الأصغر سنا. عبدالباسط، وهو في السادسة من عمره.. كان ميلاده بداية تاريخ حقيقي لقريته ولمدينة أرمنت التي دخلت التاريخ من أوسع أبوابه.

نشأته

التحق الطفل الموهوب عبدالباسط بكتّاب الشيخ الأمير بأرمنت فاستقبله شيخه أحسن ما يكون الاستقبال، لأنه توسم فيه كل المؤهلات القرآنية التي أصقلت من خلال سماعه القرآن يتلى بالبيت ليل نهار بكرة وأصيلا.

لاحظ الشيخ (الأمير) على تلميذه الموهوب أنه يتميز بجملة من المواهب والنبوغ تتمثل في سرعة استيعابه لما أخذه من القرآن وشدة انتباهه وحرصه على متابعة شيخه بشغف وحب، ودقة التحكم في مخارج الألفاظ والوقف والابتداء وعذوبة في الصوت تشنف الآذان بالسماع والاستماع.. وأثناء عودته إلى البيت كان يرتل ما سمعه من الشيخ رفعت بصوته القوي الجميل متمتعاً بأداء طيب يستوقف كل ذي سمع حتى الملائكة الأبرار.

يقول الشيخ عبدالباسط في مذكراته:

كان سني عشر سنوات أتممت خلالها حفظ القرآن الذي كان يتدفق على لساني كالنهر الجاري وكان والدي موظفاً بوزارة المواصلات، وكان جدي من العلماء.. فطلبت منهما أن أتعلم القراءات فأشارا علي أن أذهب إلى مدينة طنطا بالوجه البحري لأتلقى علوم القرآن والقراءات على يد الشيخ (محمد سليم) ولكن المسافة بين أرمنت إحدى مدن جنوب مصر وبين طنطا إحدى مدن الوجه البحري كانت بعيدة جداً.

ولكن الأمر كان متعلقاً بصياغة مستقبلي ورسم معالمه مما جعلني أستعد للسفر، وقبل التوجه إلى طنطا بيوم واحد علمنا بوصول الشيخ محمد سليم إلى (أرمنت) ليستقر بها مدرساً للقراءات بالمعهد الديني بأرمنت واستقبله أهل أرمنت أحسن استقبال واحتفلوا به لأنهم يعلمون قدراته وإمكاناته لأنه من أهل العلم والقرآن، وكأن القدر ساق إلينا هذا الرجل في الوقت المناسب.

وأقام له أهل البلاد جمعية للمحافظة على القرآن الكريم (بأصفون المطاعنة) فكان يحفظ القرآن ويعلم علومه والقراءات. فذهبت إليه وراجعت عليه القرآن كله ثم حفظت الشاطبية التي هي المتن الخاص بعلم القراءات السبع.

بعد أن وصل الشيخ عبدالباسط الثانية عشرة من العمر انهالت عليه الدعوات من كل مدن وقرى محافظة قنا وخاصة أصفون المطاعنة بمساعدة الشيخ محمد سليم الذي زكّى الشيخ عبدالباسط في كل مكان يذهب إليه.. وشهادة الشيخ سليم كانت محل ثقة الناس جميعاً.
زيارته للسيدة زينب في ذكرى مولدها

في عام 1950م ذهب ليزور آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعترته الطاهرين وكانت المناسبة التي قدم من أجلها مع أحد أقربائه الصعايدة هي الاحتفال بمولد السيدة زينب.. والذي كان يحييه عمالقة القراء المشاهير كالشيخ عبدالفتاح الشعشاعي والشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ عبدالعظيم زاهر والشيخ أبوالعينين شعيشع وغيرهم من كوكبة قراء الرعيل الأول بالإذاعة.


بعد منتصف الليل والمسجد الزينبي يموج بأوفاج من المحبين لآل البيت القادمين من كل مكان من أرجاء مصر كلها.. أستأذن أحد أقارب الشيخ عبدالباسط القائمين على الحفل أن يقدم لهم هذا الفتى الموهوب ليقرأ عشر دقائق فأذن له وبدأ في التلاوة وسط جموع غفيرة وكانت التلاوة من سورة الأحزاب.. عم الصمت أرجاء المسجد واتجهت الأنظار إلى القارئ الصغير الذي تجرأ وجلس مكان كبار القراء.. ولكن ما هي إلا لحظات وانتقل السكون إلى ضجيج وصيحات رجت المسجد (الله أكبر)، (ربنا يفتح عليك) إلى آخره من العبارات التي تصدر من القلوب مباشرة من غير مونتاج..

وبدلاً من القراءة عشر دقائق امتدت إلى أكثر من ساعة ونصف خيل للحاضرين أن أعمدة المسجد وجدرانه وثرياته انفعلت مع الحاضرين وكأنهم يسمعون أصوات الصخور تهتز وتسبح بحمد ربها مع كل آية تتلى بصوت شجي ملائكي يحمل النور ويهز الوجدان بهيبة ورهبة وجلال.

الشيخ الضباع يقدم الشيخ عبدالباسط للإذاعة


مع نهاية عام 1951 طلب الشيخ الضباع من الشيخ عبدالباسط
أن يتقدم إلى الإذاعة كقارئ بها ولكن الشيخ عبدالباسط أراد
أن يؤجل هذا الموضوع نظراً لارتباطه بالصعيد وأهله ولأن الإذاعة تحتاج إلى ترتيب خاص. ولكن ترتيب الله وإرادته فوق كل ترتيب وإرادة.


كان الشيخ الضباع قد حصل على تسجيل لتلاوة الشيخ عبدالباسط بالمولد الزينبي
والذي به خطف الأضواء من المشاهير وتملك الألباب وقدم هذا التسجيل للجنة الإذاعة فانبهر الجميع بالأداء القوي العالي الرفيع المحكم المتمكن وتم اعتماد الشيخ عبدالباسط بالإذاعة عام 1951 ليكون أحد النجوم اللامعة والكواكب النيرة المضيئة بقوة في سماء التلاوة.

بعد الشهرة التي حققها الشيخ عبدالباسط في بضعة أشهر
كان لابد من إقامة دائمة بالقاهرة مع أسرته التي نقلها من الصعيد إلى حي السيدة زينب ليسعد بجوار حفيدة الرسول صلى الله عليه وسلم
والتي تسببت في شهرته والتحاقه بالإذاعة وتقديمه كهدية للعالم والمسلمين والإسلام
على حد قول ملايين الناس.

بسبب التحاقه بالإذاعة زاد الإقبال على شراء أجهزة الراديو وتضاعف إنتاجها وانتشرت بمعظم البيوت للاستماع إلى صوت الشيخ عبدالباسط وكان الذي يمتلك (راديو)
في منطقة أو قرية من القرى كان يقوم برفع صوت الراديو لأعلى درجة
حتى يتمكن الجيران من سماع الشيخ عبدالباسط وهم بمنازلهم
وخاصة كل يوم سبت على موجات البرنامج العام من الثامنة وحتى الثامنة والنصف مساءً. بالإضافة إلى الحفلات الخارجية التي كانت تذاع على الهواء مباشرة من المساجد الكبرى.

زياراته المتعددة إلى دول العالم


بدأ الشيخ عبدالباسط رحلته الإذاعية في رحاب القرآن الكريم منذ عام 1952م فانهالت عليه الدعوات من شتى بقاع الدنيا في شهر رمضان وغير شهر رمضان..
كانت بعض الدعوات توجه إليه ليس للاحتفال بمناسبة معينة وإنما كانت الدعوة للحضور إلى الدولة التي أرسلت إليه لإقامة حفل بغير مناسبة
وإذا سألتهم عن المناسبة التي من أجلها حضر الشيخ عبدالباسط
فكان ردهم
(بأن المناسبة هو وجود الشيخ عبدالباسط)
فكان الاحتفال به ومن أجله لأنه كان يضفي جواً من البهجة
والفرحة على المكان الذي يحل به..


وهذا يظهر من خلال استقبال شعوب دول العالم له استقبالاً رسمياً
على المستوى القيادي والحكومي والشعبي..

حيث استقبله الرئيس الباكستاني في أرض المطار وصافحه وهو ينزل من الطائرة..

وفي جاكرتا بدولة اندونيسيا قرأ القرآن الكريم بأكبر مساجدها
فامتلأت جنبات المسجد بالحاضرين وامتد المجلس خارج المسجد لمسافة كيلو متر مربع فامتلأ الميدان المقابل للمسجد بأكثر من ربع مليون مسلم يستمعون إليه وقوفا على الأقدام حتى مطلع الفجر.

وفي جنوب أفريقيا عندما علم المسئولون بوصوله أرسلوا إليه فريق عمل إعلامي من رجال الصحافة والإذاعة والتليفزيون لإجراء لقاءات معه ومعرفة رأيه
عما إذا كانت هناك تفرقة عنصرية أم لا من وجهة نظره،
فكان أذكى منهم وأسند كل شيء إلى زميله وابن بلده
ورفيق رحلته القارئ الشيخ أحمد الرزيقي الذي رد عليهم بكل لباقة
وأنهى اللقاء بوعي ودبلوماسية أضافت إلى أهل القرآن مكاسب
لا حد لها فرضت احترامهم على الجميع.

كانت أول زيارة للشيخ عبدالباسط خارج مصر بعد التحاقه بالإذاعة عام 1952

زار خلالها السعودية لأداء فريضة الحج ومعه والده..
واعتبر السعوديون هذه الزيارة مهيأة من قبل الله
فهي فرصة يجب أن تجنى منها الثمار،
فطلبوا منه أن يسجل عدة تسجيلات للمملكة لتذاع عبر موجات الإذاعة..
لم يتردد الشيخ عبدالباسط وقام بتسجيل عدة تلاوات للمملكة العربية السعودية

أشهرها التي سجلت بالحرم المكي والمسجد النبوي الشريف (لقب بعدها بصوت مكة)..

ولم تكن هذه المرة الأخيرة التي زار فيها السعودية
وإنما تعددت الزيارات ما بين دعوات رسمية
وبعثات وزيارات لحج بيت الله الحرام.

ومن بين الدول التي زارها (الهند) لإحياء احتفال ديني كبير أقامه
أحد الأغنياء المسلمين هناك..
فوجئ الشيخ عبدالباسط بجميع الحاضرين يخلعون الأحذية
ويقفون على الأرض وقد حنّوا رؤوسهم إلى أسفل ينظرون محل السجود
وأعينهم تفيض من الدمع يبكون
إلى أن انتهى من التلاوة وعيناه تذرفان الدمع تأثراً بهذا الموقف الخاشع.

لم يقتصر الشيخ عبدالباسط في سفره على الدول العربية والإسلامية فقط
وإنما جاب العالم شرقاً وغرباً..
شمالاً وجنوباً وصولاً إلى المسلمين في أي مكان من أرض الله الواسعة..

ومن أشهر المساجد التي قرأ بها القرآن

هي المسجد الحرام بمكة
والمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة بالسعودية
والمسجد الأقصى بالقدس
وكذلك المسجد الإبراهيمي بالخليل بفلسطين
والمسجد الأموي بدمشق

وأشهر المساجد بآسيا وإفريقيا والولايات المتحدة وفرنسا ولندن والهند

ومعظم دول العالم، فلم تخل جريدة رسمية أو غير رسمية
من صورة وتعليقات تظهر أنه أسطورة تستحق التقدير والاحترام.

تكريمـــه
يعتبر الشيخ عبدالباسط القارئ الوحيد

الذي نال من التكريم حظاً لم يحصل عليه أحد بهذا القدر من الشهرة
والمنزلة التي تربع بها على عرش تلاوة القرآن الكريم
لما يقرب من نصف قرن من الزمان
نال خلالها قدر من الحب الذي جعل منه أسطورة
لن تتأثر بمرور السنين بل كلما مر عليها الزمان زادت قيمتها
وارتفع قدرها كالجواهر النفيسة ولم ينس حياً ولا ميتاً.

فكان تكريمه حياً عام 1956
عندما كرمته سوريا بمنحه وسام الاستحقاق
ووسام الأرز من لبنان
والوسام الذهبي من ماليزيا
ووسام من السنغال
وآخر من المغرب
وآخر الأوسمة التي حصل عليها كان بعد رحيله
من الرئيس محمد حسنى مبارك في الاحتفال بليلة القدر عام 1990م.

رحلته مع المرض والوفاة
تمكن مرض السكر منه وكان يحاول مقاومته بالحرص الشديد

والالتزام في تناول الطعام والمشروبات
ولكن تضامن الكسل الكبدي مع السكر
فلم يستطع أن يقاوم هذين المرضين الخطيرين
فأصيب بالتهاب كبدي قبل رحيله بأقل من شهر
فدخل مستشفى الدكتور بدران بالجيزة
إلا أن صحته تدهورت مما دفع أبناءه والأطباء إلى نصحه بالسفر إلى الخارج
ليعالج بلندن حيث مكث بها أسبوعاً وكان بصحبته ابنه طارق
فطلب منه أن يعود به إلى مصر وكأنه أحسّ أن نهار العمر قد ذهب،
وعيد اللقاء قد اقترب.

فما الحياة إلا ساعة ثم تنقضي،
فالقرآن أعظم كرامة أكرم الله بها عبده وأجل عطية أعطاها إياه
فهو الذي استمال القلوب وقد شغفها طرباً
وطار بها فسافرت إلى النعيم المقيم بجنات النعيم،
وقد غمر القلوب حباً وسحبهم إلى الشجن فحنت إلى الخير والإيمان
وكان سبباً في هداية كثير من القلوب القاسية
وكم اهتدى بتلاوته كثير من الحائرين
فبلغ الرسالة القرآنية بصوته العذب الجميل كما أمره ربه
فاستجاب وأطاع كالملائكة يفعلون ما يؤمرون.

وكان رحيله ويوم وداعه بمثابة صاعقة وقعت بقلوب ملايين المسلمين
في كل مكان من أرجاء الدنيا وشيّعه عشرات الآلاف من المحبين
لصوته وأدائه وشخصه على اختلاف أجناسهم
ولغاتهم وكانت جنازته وطنية ورسمية على المستويين المحلي والعالمي
فحضر تشييع الجنازة جميع سفراء دول العالم نيابة عن شعوبهم وملوك ورؤساء دولهم تقديراً لدوره في مجال الدعوة بكافة أشكالها.

حيث كان سبباً في توطيد العلاقات بين كثير من شعوب دول العالم
ليصبح يوم 30 نوفمبر من كل عام يوم تكريم لهذا القارئ العظيم
ليذكّر المسلمين بيوم الأربعاء 30/11/1988م
الذي توقف عنه وجود المرحوم الشيخ عبدالباسط بين أحياء الدنيا
ليفتح حياةً خالدةً مع أحياء الآخرة يرتل لهم القرآن الكريم كما كان يرتل في الدنيا.








آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 12-07-2010, 10:24 AM رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: سفراء القــران الكريم

الشيخ محمد رفعت





النشــــــأة


وُلِد محمد رفعت، واسمه مركب، في حي (المغربلين) بالدرب الأحمر بالقاهرة يوم الاثنين
(9-5-1882)، وكان والده (محمود رفعت) ضابطًا في البوليس، وترقّى من درجة جندي - آنذاك - حتى وصل إلى رتبة ضابط، وحينها انتقل إلى السكن في منزل آخر
في(درب الأغوات)، بشارع (محمد علي)، وكان ابنه (محمد رفعت) مبصرًا حتى سن سنتين،
إلا أنه أصيب بمرض كُفّ فيه بصره، وهناك قصة لذلك، فقد قابلته امرأة،
وقالت عن الطفل: إنه ابن ملوك - عيناه تقولان ذلك، وفي اليوم التالي استيقظ الابن وهو يصرخ من شدة الألم في عينه، ولم يلبث أن فقد بصره.

ووهب (محمود بك) ابنه (محمد رفعت) لخدمة القرآن الكريم، وألحقه بكتّاب مسجد فاضل باشا بـ(درب الجماميز)، فأتم حفظ القرآن وتجويده قبل العاشرة، وأدركت الوفاة والده- مأمور قسم الخليفة في تلك الفترة- فوجد الفتى نفسه عائلا لأسرته.

فلجأ إلى القرآن الكريم يعتصم به، ولا يرتزق منه، وأصبح يرتِّل القرآن الكريم كل يوم خميس في المسجد المواجه لمكتب فاضل باشا، حتى عُيِّن في سن الخامسة عشرة قارئًا للسورة يوم الجمعة، فذاع صيته، فكانت ساحة المسجد والطرقات تضيق بالمصلين ليستمعوا إلى الصوت الملائكي، وكانت تحدث حالات من الوجد والإغماء من شدة التأثر بصوته الفريد، وظلَّ يقرأ القرآن ويرتله في هذا المسجد قرابة الثلاثين عامًا؛ وفاءً منه للمسجد الذي بدأ فيه.


التكويــــــن

لم يكتفِ الشيخ محمد رفعت بموهبته الصوتية الفذَّة، ومشاعره المرهفة في قراءة القرآن، بل عمق هذا بدراسة علم القراءات وبعض التفاسير، واهتم بشراء الكتب، ودراسة الموسيقى الرقيقة والمقامات الموسيقية، فدرس موسيقى (بتهوفن)، و(موزارت)، و(فاجنر)، وكان يحتفظ بالعديد من الأوبريتات والسيمفونيات العالمية في مكتبته.

وامتاز محمد رفعت بأنه كان عفيف النفس زاهدًا في الحياة، وكأنه جاء من رحم الغيب لخدمة القرآن، فلم يكن طامعًا في المال لاهثًا خلفه، وإنما كان ذا مبدأ ونفس كريمة، فكانت مقولته: (إن سادن القرآن لا يمكن أبدًا أن يُهان أو يُدان)، ضابطة لمسار حياته.

فقد عرضت عليه محطات الإذاعة الأهلية أن تذيع له بعض آيات الذكر الحكيم،
فرفض وقال: (إن وقار القرآن لا يتماشى مع الأغاني الخليعة التي تذيعها إذاعتكم).

وعندما افتُتحت الإذاعة المصرية الخميس (31-5-1934) كان الشيخ أول من افتتحها بصوته العذب، وقرأ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا}، وقد استفتى قبلها الأزهر وهيئة كبار العلماء عما إذا كانت إذاعة القرآن حلالا أم حراما؟ فجاءت فتواهم بأنها حلال حلال، وكان يخشى أن يستمع الناس إلى القرآن وهم في الحانات والملاهي.

وقد جاء صوت الشيخ رفعت من الإذاعة المصرية نديًّا خاشعًا، وكأنه يروي آذانًا وقلوبًا عطشى إلى سماع آيات القرآن، وكأنها تُقْرأ لأول مرة، فلَمَع اسم الشيخ، وعشقت الملايين صوته، بل أسلم البعض عندما سمع هذا الصوت الجميل، ففي ذات يوم التقى (علي خليل) شيخ الإذاعيين، وكان بصحبته ضابط طيَّار إنجليزي- بالشيخ رفعت،
فأخبره (علي خليل) أن هذا الضابط سمع صوته في (كندا)،
فجاء إلى القاهرة ليرى الشيخ رفعت، ثم أسلم هذا الضابط بعد ذلك.

وقد تنافست إذاعات العالم الكبرى، مثل: إذاعة برلين، ولندن، وباريس، أثناء الحرب العالمية الثانية؛ لتستهل افتتاحها وبرامجها العربية بصوت الشيخ محمد رفعت؛ لتكسب الكثير من المستمعين، إلا أنه لم يكن يعبأ بالمال والثراء، وأبى أن يتكسَّب بالقرآن.

فقد عُرض عليه سنة 1935 أن يذهب للهند مقابل (15) ألف جنيه مصري، فاعتذر، فوسّط نظام حيدر آباد الخارجية المصرية، وضاعفوا المبلغ إلى (45) ألف جنيه، فأصرَّ الشيخ على اعتذاره، وصاح فيهم غاضبًا: (أنا لا أبحث عن المال أبدًا، فإن الدنيا كلها عَرَضٌ زائل).

وقد عرض عليه المطرب (محمد عبد الوهاب) أن يسجِّل له القرآن الكريم كاملاً مقابل أي أجر يطلبه، فاعتذر الشيخ خوفًا من أن يمسَّ أسطوانة القرآن سكران أو جُنُب.


الشيخ الإنسان
ومع تمتع الشيخ بحس مرهف ومشاعر فياضة، فقد كان - أيضًا - إنسانًا في أعماقه، يهتزّ وجدانه هزًّا عنيفًا في المواقف الإنسانية، وتفيض روحه بمشاعر جياشة لا تجد تعبيرًا عن نفسها إلا في دموع خاشعات تغسل ما بالنفس من أحزان.

فقد حدث أن ذهب لزيارة أحد أصدقائه المرضى، وكان في لحظاته الأخيرة، وعند انصرافه أمسك صديقه بيده ووضعها على كتف طفلة صغيرة، وقال له: (تُرى، من سيتولى تربية هذه الصغيرة التي ستصبح غدًا يتيمة؟)، فلم يتكلم محمد رفعت، وفي اليوم التالي كان يتلو القرآن في أحد السرادقات، وعندما تلا سورة الضحى، ووصل إلى الآية الكريمة: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَر}، ارتفع صوته بالبكاء وانهمرت الدموع من عينيه كأنها سيل؛ لأنه تذكر وصية صديقه، ثم خصص مبلغًا من المال لهذه الفتاة حتى كبرت وتزوجت.

وعُرف عنه العطف والرحمة، فكان يجالس الفقراء والبسطاء، وبلغت رحمته أنه كان لا ينام حتى يطمئن على فرسه، ويطعمه ويسقيه، ويوصي أولاده برعايته، وهو إحساس خرج من قلب مليء بالشفقة والشفافية والصفاء، فجاءت نغماته منسجمة مع نغمات الكون من حوله.
كان منزله منتدى ثقافيًّا وأدبيًّا وفنًّيا، حيث ربطته صداقة قوية بمحمد عبد الوهاب، الذي كان يحرص على قضاء أغلب سهراته في منزل الشيخ بالسيدة زينب، وكثيرًا ما كانت تضم هذه الجلسات أعلام الموسيقى والفن، وكان الشيخ يُغني لهم بصوته الرخيم الجميل قصائد كثيرة، منها: (أراك عصيّ الدمع)، أما عبد الوهاب فكان يجلس بالقرب منه في خشوع وتبتل، وتدور بينهما حوارات ومناقشات حول أعلام الموسيقى العالمية.


كان بكَّاءً بطبعه، يقرأ على الهواء مرتين أسبوعيًّا من خلال الإذاعة (يومي الثلاثاء والجمعة) مدة (45) دقيقة في كل مرة، والدموع تنهمر من عينيه.

المــــــــرض

شاء الله أن يُصاب الشيخ محمد رفعت بعدة أمراض لاحقته وجعلته يلزم الفراش، وعندما يُشفى يعاود القراءة، حتى أصيب بمرض الفُواق (الزغطة) الذي منعه من تلاوة القرآن، بل ومن الكلام أيضًا؛ حيث تعرَّض في السنوات الثمانية الأخيرة من عمره لورم في الأحبال الصوتية، منع الصوت الملائكي النقي من الخروج، ومنذ ذلك الوقت حُرم الناس من صوته، فيما عدا ثلاثة أشرطة، كانت الإذاعة المصرية سجلتها قبل اشتداد المرض عليه، ثم توالت الأمراض عليه، فأصيب بضغط الدم، والتهاب رئوي حاد، وكانت أزمة الفُواق (الزغطة) تستمر معه ساعات.

وقد حاول بعض أصدقائه ومحبيه والقادرين أن يجمعوا له بعض الأموال لتكاليف العلاج، فلم يقبل التبرعات التي جُمعت له، والتي بلغت نحو (20) ألف جنيه، وفضَّل بيع بيته الذي كان يسكن فيه في حي )البغالة( بالسيدة زينب، وقطعة أرض أخرى؛ لينفق على مرضه. عندئذ توسط الشيخ )أبو العنين شعيشع( لدى )الدسوقي أباظة
( وزير الأوقاف آنذاك، فقرَّر له معاشًا شهريًّا.

وشاء الله أن تكون وفاة الشيخ محمد رفعت في يوم الاثنين 9 مايو 1950، نفس التاريخ الذي وُلد فيه، عن ثمانية وستين عامًا قضاها في رحاب القرآن الكريم.

قالوا عن الشيخ محمد رفعت

قال عنه الأديب (محمد السيد المويلحي)
في مجلة الرسالة: (سيد قراء هذا الزمن، موسيقيّ بفطرته وطبيعته،
إنه يزجي إلى نفوسنا أرفع أنواعها وأقدس وأزهى ألوانها،
وإنه بصوته فقط يأسرنا ويسحرنا دون أن يحتاج إلى أوركسترا).

ويقول عنه الأستاذ (أنيس منصور):
(ولا يزال المرحوم الشيخ رفعت أجمل الأصوات وأروعها،
وسر جمال وجلال صوت الشيخ رفعت أنه فريد في معدنه،
وأن هذا الصوت قادر على أن يرفعك إلى مستوى الآيات ومعانيها،
ثم إنه ليس كمثل أي صوت آخر).

ويصف الموسيقار (محمد عبد الوهاب)
صوت الشيخ محمد رفعت بأنه (ملائكي يأتي من السماء لأول مرة)،

وسئل الكاتب الكبير (محمود السعدني)
عن سر تفرد الشيخ محمد رفعت فقال:
(كان ممتلئًا تصديقًا وإيمانًا بما يقرأ).

أما الأستاذ (علي خليل)
شيخ الإذاعيين فيقول عنه: (إنه كان هادئ النفس،
تحس وأنت جالس معه أن الرجل مستمتع بحياته وكأنه في جنة الخلد،
كان كيانًا ملائكيًّا، ترى في وجهه الصفاء والنقاء والطمأنينة
والإيمان الخالص للخالق، وكأنه ليس من أهل الأرض).

ونعته الإذاعة المصرية عند وفاته إلى المستمعين

بقولها: (أيها المسلمون، فقدنا اليوم عَلَمًا من أعلام الإسلام).

أما الإذاعة السورية فجاء النعي على لسان المفتي حيث
قال: (لقد مات المقرئ الذي وهب صوته للإسلام!!).

أعظم صوت قرأ آيات الذكر الحكيم في القرن العشرين،
استطاع بصوته العذب الخاشع
أن يغزو القلوب والوجدان في قراءة عذبة خاشعة..
صوته يشرح الآيات، ويجمع بين الخشوع وقوة التأثير،
فكان أسلوبًا فريدًا في التلاوة.







آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 12-07-2010, 10:25 AM رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: سفراء القــران الكريم

الشيخ سعد سعيد الغامدي



مولده ونشأته:


هو الشيخ سعد بن سعيد بن سعد الغامدي من مواليد سنة 1387هـ
في مدينة الدمام عاصمة المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية. متزوج وله ثلاثة أولاد وهم: مجاهد وسلمان وعبد العزيز.

درس في مدينة الدمام في جميع المراحل الدراسية ، وقد كان الشيخ سعد محباً للنشاط الشبابي منذ أيام دراسته فقد شارك في المراكز الصيفية وحلقات تحفيظ القرآن الكريم والمكتبات والتي كانت بدورها تنمي المهارات عند الشباب

ومن أشهر المهارات التي كانت تعتني بها هذه التجمعات الخيرية
هي موهبة الإقراء والإنشاد.

وقد سلك الشيخ في بدايته مهنة الإنشاد في عام 1405هـ وقد برز الشيخ في هذا المجال وله بعض الأناشيد التي لاقت قبولاً عند الناس كأشرطة أناشيد الدمام الأول والثاني ومن أشهر أناشيده (ملكنا هذه الدنيا قرونا) و (غربا).

ومنذ دخول الشيخ للجامعة كان حريصاً على مراجعة القرآن وإتقانه ففي عام 1410هـ أتم حفظ القرآن كاملاً.

وقد برز الشيخ في ذلك الوقت كصاحب صوت جميل لتلاوة القرآن الكريم
ففي عام 1411هـ أمّ الناس في صلاة التراويح وكانت بداية انطلاقه في عالم التلاوة،
وخرج له أول إصدار يحمل سورتي الأحزاب والزمر وبعدها تتابعت تلاواته وازداد إقبال الناس على متابعتها والاستماع لها.

وقد أمّ الشيخ في مساجد مختلفة من العالم كالنمسا وامريكا وبريطانيا
وكما دعي أيضا للصلاة في مملكة البحرين
وكما دعي للصلاة في دولة الكويت في مسجدها المعروف بالمسجد الكبير
ولكن لم يقدر الله ذلك الأمر.

الشيخ من محبي تلاوة الشيخ محمد صديق المنشاوي
والشيخ مروان القادري وكان يقول: لم أشعر بقراءة تدخل إلى قلبي بل في عظمي كقراءة الشيخ محمد صديق المنشاوي خاصة قراءته في آخر سورة الحشر.







آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 12-07-2010, 10:26 AM رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: سفراء القــران الكريم

الشيخ محمود خليل الحصري


ولادتـــــــه


ولد فضيلة الشيخ القارئ محمود خليل الحصرى فى غرة ذى الحجة سنة 1335 وهو يوافق 17 من سبتمبر عام 1917، بقرية شبرا النملة، مركز طنطا بمحافظة الغربية بمصر. وحفظ القرآن الكريم وسنه ثمان سنوات، ودرس بالأزهر، ثم تفرغ لدراسة علوم القرآن لما كان لديه من صوت متميز وأداء حسن، وكان ترتيبه الأول بين المتقدمين لامتحان الإذاعة سنة
(1364 = 1944) وكان قارئا بالمسجد الأحمدى، ثم تولى القراءة بالمسجد الحسينى منذ عام (1375 = 1955) وعين مفتشا للمقارئ المصرية ثم وكيلا لها، إلى أن تولى مشيخة المقارئ سنة (1381 = 1961).


وكان أول من سجل المصحف الصوتى المرتل برواية حفص عن عاصم سنة
(1381 = 1961) وظلت إذاعة القرآن بمصر تقتصر على صوته منفردا حوالى عشر سنوات، ثم سجل رواية ورش عن نافع سنة (1384 = 1964) ثم رواية قالون والدورى سنة (1388 = 1968) وفى نفس العام سجل المصحف المعلم وانتخب رئيسا لاتحاد قراء العالم الإسلامى.

ورتل القرآن الكريم فى كثير من المؤتمرات، وزار كثيرا من البلاد العربية والإسلامية الآسيوية والإفريقية، وأسلم على يديه كثيرون.

وهو أول من نادى بإنشاء نقابة لقراء القرآن الكريم، ترعى مصالحهم وتضمن لهم سبل العيش الكريم، ونادى بضرورة إنشاء مكاتب لتحفيظ القرآن فى جميع المدن والقرى، وقام هو بتشييد مسجد ومكتب للتحفيظ بالقاهرة.

وكان حريصا فى أواخر أيامه على تشييد مسجد ومعهد دينى ومدرسة تحفيظ بمسقط رأسه قرية شبرا النملة. وأوصى فى خاتمة حياته بثلث أمواله لخدمة القرآن الكريم وحُفَّاظه، والإنفاق فى كافة وجوه البر.

توفى مساء يوم الاثنين 16 المحرم سنة 1401 وهو يوافق 24/11/1980،
رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته.

وله أكثر من عشر مؤلفات فى علوم القرآن الكريم منها:

- أحكام قراءة القرآن الكريم، وهو هذا الكتاب.
- القراءات العشر من الشاطبية والدرة.
- معالم الاهتداء إلى معرفة الوقف والابتداء.
- الفتح الكبير فى الاستعاذة والتكبير.
- أحسن الأثر فى تاريخ القراء الأربعة عشر.
- مع القرآن الكريم.
- قراءة ورش عن نافع المدنى.
- قراءة الدورى عن أبى عمرو البصري.
- نور القلوب فى قراءة الإمام يعقوب.
- السبيل الميسر فى قراءة الإمام أبى جعفر.
- حسن المسرة فى الجمع بين الشاطبية و الدرة.
- النهج الجديد فى علم التجويد.
- رحلاتى فى الإسلام. و له مقالات عديدة فى مجلة لواء الإسلام.

أما قراءته فتمتاز بأشياء منها:

- متانة القراءة ورزانة الصوت، وحسن المخارج التى صقلها بالرياضة.


- العناية بيساوى مقادير المدود والغنات ومراتب التفخيم والترقيق، وتوفية الحركات.

- الاهتمام بالوقف والابتداء حسبما رسمه علماء الفن.

يعتبر الشيخ محمد خليل الحصرى أشهر من رتل القرآن الكريم فى عالمنا الإسلامى المعاصر، وهو أول من سجل القرآن بصوته مرتلا فى الإذاعة المصرية وكان ذلك فى مطلع سنة 1961 ذاع صوته وأدائه المتميز فى أرجاء العالم أجمع وقرأ القرآن فى جميع عواصم العالم سواء منها الإسلامى أو غير الإسلامى فعلى سبيل المثال قرأ القرآن الكريم بالقصر الملكى (بلندن) ومقر الأمم المتحدة فى نيويورك وقاعة الكونجرس، ولقد استقبله أغلب زعماء العالم.

صاحب علم

يعتبر الشيخ محمود خليل الحصرى أكثر قراء القرآن علما (وخبره بفنون القراءة أكثرهم وعيا) مستفيضا بعلوم التفسير والحديث، فلقد كان يجيد قراءة القرآن الكريم بالقراءات العشر، ونال شهادة علميه فيها من الأزهر الشريف لسنة 1958 و كان ملما (بهذه القراءات علما) وفهما وحفظا يجمع أسانيدها المأثورة.


عبقريتــــه

لقد كانت عبقرية الشيخ محمود خليل الحصرى تقوم على الإحساس اليقظ جدا بعلوم التجويد للقرآن الكريم وهى علوم موضوعية داخلية تجعل من البيان القرآنى سيمفونية بيانية تترجم المشاعر والأصوات والأشياء فتحيل المفردات إلى كائنات حيه وكذلك تأثره بالقرآن الكريم، حيث كان عاملا بما يقول، فكان ذو ورع وتقوى، كست الصوت رهبة ومخافة. فأثرت الصوت خشوعا وخضوعا لله عز وجل، مما أثرت فى أذان سامعيه.


فائدة الترتيل
يقول الشيخ محمود خليل الحصرى: أن الترتيل يجسد المفردات تجسيدا حيا ومن ثم يجسد المداليل التى ترمى إليها المفردات. وإذا كنا عند الأداء التطريبى نشعر بنشوة آتية من الإشباع التطريبى فأننا عند الترتيل يضعنا فى مواجهة النص القرآنى مواجهة عقلانية محضة تضع المستمع أمام شعور بالمسئولية.


قواعد الترتيل

والترتيل إذن ليس مجرد قواعد يمكن أن يتعلمها كل إنسان ليصبح بذلك أحد القراء المعتمدين، إنما الترتيل فن غاية فى الدقة والتعقيد ليس فحسب ويحتاج دراسة متبحرة فى فقه اللغة ولهجات العرب القدامى وعلم التفسير وعلم الأصوات وعلم القراءات بل يحتاج مع ذلك إلى صوت ذى حساسية بالغة على التقاط الظلال الدقيقة بجرس الحروف وتشخيص النبرات، واستشفاف روح العصر التى يعمر بها الكون حيث أن الله يوحى للإنسان والنبات والجماد.
كل هذا كسب صوت الشيخ محمد خليل الحصرى جمالا وبهاء وقدرة على معرفة مصاغ الآيات، فمثلا شعوب العالم الإسلامى التى لا تجيد العربية كانت تفهم الشيخ محمود خليل الحصرى وتعرف القرآن منه، هذه الخاصية أمن الله بها على الشيخ محمود خليل الحصرى مما جعله ذائع الصيت فى العالم الإسلامى.

علمـــه

إلى جانب أنه قارئ للقرآن الكريم عبر أكثر من أربعين عاما وفى الإذاعات المصرية والعربية والإسلامية كان عالما فى علم القراءات العشر ويعرف طرق روايتها وجميع أسانيدها، وكان يحاضر فى كثير من الجامعات المصرية والعربية والإسلامية فكان عالما ذو رسالة نبيلة بل هى أعظم رسالة فى دنيا العلوم والمعارف وهى رسالة حفظ كتاب الله من أى تحريف وتشويه.


وكان مراجعا لكتاب الله سواء فى الإذاعة مختبرا للقراء الجدد ومراجعا لكتابة المصحف، كذلك ظل شيخا لقراء العالم الإسلامى طيلة عشرين عاما وكان عضوا فى مجمع البحوث الإسلامية (هيئة كبار العلماء) بالأزهر الشريف. وبالرغم من كل ذلك ظل متواضعا يحب الفقراء ويجالسهم ويعطف عليهم.

الخلاصــة

لقد ذكرنا بعضا من شخصية الشيخ محمود خليل الحصرى (رحمه الله) التى كانت شخصية الإنسان المسلم التى قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما سئلت أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها.


فقالت كان خلقه القرآن أو كان قرآنا يمشى، هكذا كان الشيخ محمود خليل الحصرى قرآن يمشى فكان قارئا خاشعا فاهما لكتاب الله عاملا على خدمته وحفظه وعاملا بآياته ذاكرا خاضعا خانعا زميلا للقرآن وآياته وحفظه من أى شائبه.

إن الشيخ محمود خليل الحصرى كرمه الله عز وجل أعظم تكريما
فما من يوم يمر إلا وتجد ملايين المسلمين فى مشارق الأرض
,ومغاربها تستمع إلى صوته تاليا و مرتلا لآيات الله عز وجل.

الشيخ محمود خليل الحصرى فى سطور:

- ولد فى 1917/9/17 م - بقرية شبرا النملة - مركز طنطا محافظة الغربية.

- حفظ القرآن الكريم و أتم تجويده وهو ابن ثمانى سنوات.

- كان يذهب من قريته إلى المسجد الأحمدى بطنطا يوميا ليحفظ القرآن.

- نذره والده لخدمة القرآن.

- التحق بالأزهر الشريف وتعلم القراءات العشر وأخذ شهاداته فى ذلك العلم (علم القراءات).

- 1944م تقدم إلى امتحان الإذاعة وكان ترتيبه الأول على المتقدمين للامتحان فى الإذاعة.

- 1950م عين قارئا للمسجد الاحمدى بطنطا.

- 1955م عين قارئا للمسجد الحسينى بالقاهرة.

- 1957م عين مفتشا للمقارئ المصرية.

- 1958م عين وكيلا لمشيخة المقارئ المصرية.

- 1958م تخصص فى علوم القراءات العشر الكبرى
وطرقها وروايتها بجميع أسانيدها
ونال عنها شهادة علوم القراءات العشر من الأزهر الشريف.

- 1959م عين مراجعا ومصححا للمصاحف بقرار مشيخة الأزهر الشريف.

- 1960م أول من ابتعث لزيارة المسلمين فى الهند وباكستان
وقراءة القرآن الكريم فى المؤتمر الإسلامى الأول بالهند فى حضور الرئيس الأول بالهند
فى حضور الرئيس جمال عبد الناصر والرئيس جواهر النهرو وزعيم المسلمين بالهند.

- 1961م عين بالقرار الجمهورى شيخ عموم المقارئ المصرية.

- 1961م أول من سجل المصحف المرتل فى أنحاء العالم برواية حفص عن عاصم
وظلت إذاعة القرآن الكريم تقتصر على إذاعة صوته منفردا حوالى عشر سنوات.

- 1962م عين نائبا لرئيس لجنة مراجعة المصاحف وتصحيحها بالأزهر الشريف ثم رئيسا لها بعد ذلك.

- 1963م أثناء زيارته لدولة الكويت عثر على مصاحف قامت بتحريفها اليهود وتصدى لألاعيب الصهاينة.

- 1964م أول من سجل المصحف المرتل فى أنحاء العالم برواية ورش عن نافع.

- 1965م قام بزيارة فرنسا وأتيحت له الفرصة إلى هداية عشرة فرنسيين لدين الإسلام بعد أن سمعوا كلمات الله أثناء تلاوته للقرآن الكريم.

- 1966م عين مستشارا فنيا لشئون القرآن الكريم بوزارة الأوقاف.

- 1966م اختاره اتحاد قراء العالم الإسلامى رئيسا لقراء العالم الإسلامى بمؤتمر (إقرأ) بكراتشى بالباكستان.

- 1967م عين خبيرا بمجمع البحوث الإسلامية لشئون القرآن الكريم (هيئة كبار العلماء) بالأزهر الشريف.

- 1967م حصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى فى عيد العلم.

- 1967م رئيس اتحاد قراء العالم.

- 1968م انتخب عضوا فى المؤتمر القومى للإتحاد الإشتراكى عن محافظة القاهرة
(قسم الموسكى).

- 1968م أول من سجل المصحف المرتل فى أنحاء العالم برواية قالون ورواية الدورى ورواية البصرى.

- 1969م أول من سجل المصحف المعلم فى أنحاء العالم (طريقة التعليم).

- 1970م سافر إلى الولايات المتحدة لأول مرة موفدا من وزارة الأوقاف للجاليات الإسلامية بأمريكا الشمالية والجنوبية.

- 1973م قام الشيخ محمود خليل الحصرى أثناء زيارته الثانية
لأمريكا بتلقين الشهادة لثمانية عشر رجلا وامرأة أمريكيين
أشهروا إسلامهم على يديه بعد سماعهم لتلاوته القرآن الكريم.

- 1975م أول من رتل القرآن الكريم فى العالم بطريقة المصحف المفسر (مصحف الوعظ).

- 1977م أول من رتل القرآن الكريم فى أنحاء العالم الإسلامى فى الأمم المتحدة أثناء زيارته لها بناء على طلب جميع الوفود العربية و الإسلامية.

- 1978 م أول من رتل القرآن الكريم فى القاعة الملكية
وقاعة هايوارت المطلة على نهر التايمز فى لندن
ودعاه مجلس الشئون الإسلامية إلى المدينتين البريطانيتين ليفر بول
وشيفلد ليرتل أما الجاليات العربية والإسلامية فى كل منهما.

وسافر إلى جميع الدول العربية والإسلامية
وكذلك روسيا والصين وسويسرا وكندا واغلب عواصم العالم.

استقبله عدد كبير من الملوك والرؤساء فى أغلب دول العالم
وعلى سبيل المثال الرئيس الأمريكى جيمى كارتر.

كان قد أوصى بثلث تركته للإنفاق منها على مشروعات البر والخير
ولخدمة المسجدين التى شيدهما بالقاهرة وطنطا
والمعاهد الدينية الثلاثة الإبتدائى والإعدادى والثانوى الأزهرى
ومكتبين لحفظ القرآن الكريم فى المسجدين بالقاهرة وطنطا
وحفاظ القرآن الكريم ومعلميه والإنفاق فى كافة وجوه الإحسان.

تاريخ الوفاة
توفى يوم الاثنين 24 نوفمبر سنة 1980 فور انتهاءه من صلاة العشاء.
خاتمة السعداء
كان الشيخ قد بنى مجمعا دينيا يضم معهدا أزهريا ومسجدا بقريته (شبرا النملة)

وبنى مسجدا بالقاهرة.. وأوصى قبل وفاته بثلث أمواله لخدمة القرآن الكريم.

وكانت بداية المرض في عام 1980م عندما عاد من رحلة من السعودية مريضا
(كما يحكي أحد أبنائه)
وقد زاد عناء السفر وإجهاده من مرض القلب الذي كان يعاني منه،
إلا أن المرض اشتد عليه بعد ثلاثة أيام من عودته ونصح الأطباء بضرورة
نقله إلى معهد القلب.. وقد تحسنت صحته بحمد الله
فعاد إلى البيت مرة أخرى حتى ظننا أنه شفي تماما وظن هو كذلك..

إلا أنه في يوم الاثنين الموافق 24 نوفمبر عام 1980م
وبعد أن أدى صلاة العشاء مباشرة فاضت روحه إلى باريها،
وأسلم النفس إلى خالقها بعد أن ملأ الدنيا قرءانا،
ليلقى ـ إن شاء الله ـ
بشرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم:
"يقال لقارئ القرآن: اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا
فإن مقامك عند آخر آية تقرؤها فرحم الله الشيخ رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته..
أمين.









آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 12-07-2010, 10:27 AM رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: سفراء القــران الكريم


الشيخ إبراهيم عبدالفتاح الشعشاعي



ولادتــه

ولد في القاهرة سنة 1930م. وهو ابن قارئ مبرز آخر هو الشيخ عبدالفتاح الشعشاعي.
وكان جده لأبيه قارئا أيضا، والآن يبدأ ابنه الدراسات القرآنية.
وحفظ القرآن، وتعلم التجويد والقراءات في المدرسة علي أيدي الشيخ عامر عثمان،
وحصل علي درجة علمية من المعهد الأزهري.

وبعدئذ درس لمدة ثلاث سنوات مع الشيخ درويش الحريري،
وهو موسيقي ومعلم ذائع الصيت. لم يقرأ الشيخ إبراهيم في جمهور عام حتي 1954 والتحق بالإذاعة في سنة 1968.
وعين قارئا للسورة بمسجد السيدة زينب رضي الله عنها،
وهي الوظيفة التي شغلها أبوه قبله.

ويعترف بتأثير طريقة أبيه في القراءة علي طريقته،
ويقول إن أباه كان متأثرا بطريقة الشيخ أحمد ندا،
وهو قارئ من جيل سابق علي الشيخ رفعت.
ويحظي الشيخ إبراهيم بالإعجاب من أجل صوته العميق الثري،
وقراءته برواية ورش، ولتمكنه من أحكام الوقف والابتداء، والاتزان
ووقار قراءته وتوفي سنة 1992 رحمه الله.








آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 12-07-2010, 10:27 AM رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: سفراء القــران الكريم

الشيخ أبو العينين شعيشع



ولادتـــــــــه


ولد القارئ الشيخ أبو العينين شعيشع قارئ بمسجد السيدة زينب رضي الله عنها
ونقيب قراء جمهورية مصر العربية، وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية،
وعميد المعهد الدولي لتحفيظ القرآن الكريم
وعضو لجنة اختبار القراء بالإذاعة والتليفزيون
وعضو اللجنة العليا للقرآن الكريم بوزارة الأوقاف
وعضو لجنة عمارة المسجد بالقاهرة يوم 12/8/1922م بمدينة بيلا محافظة كفر الشيخ
في أسرة كبيرة العدد متوسطة الدخل
بعد أن رزق الله عائلها وربها بأحد عشر مولودا
وكأن إرادة السماء ودت أن تجعلها دستة كاملة
ولكن كان الختام مسكا وكأن البيت يحتاج إلى لبنة أو تاج على رؤوس هؤلاء.

وحقا لقد جاد المولى على هذه العائلة بالمولود الثاني عشر
ليكون لهم سندا وسببا في تهيئة الرزق المقدر من الرزاق العليم جلت قدرته.

لم يكن الوالدان مشتاقين لإنجاب مولود ليصبح العبء ثقيلاً على كاهل الوالد الذي يفكر ليل نهار: ماذا يفعل هؤلاء وكيف يلاطمون أمواج الدنيا العاتية إذا فاضت روحه وترك هذه الكتيبة بلا قائد يحمل همومها ويقوم بالإنفاق عليها.


الإيمان قوي بالله والصلة بالرزّاق لا تنقطع وشائجها
بل كانت تزداد رباطاً وتقرباًً ليعينه ربه على تربية هذا الطابور البشري.

لم يعلم الوالد أن الرزق سيتدفق على هذه الأسرة بسبب قدوم هذا الوليد،
وجل الخالق الرازق الذي قال عن نفسه {هو الرزاق العليم}

حقاً هناك أمور لا يلام عليها العبد إذا عمل لها حسابا
كالرزق الذي لم يأمن الرزاق العليم أحداً عليه إلا هو،
لأنه لا يمكن أن ينسى أياً من مخلوقاته صغيرها وكبيرها.
رحل الوالد كما توقع قبل أن يطمئن على مستقبل أبنائه،
وتركهم صغارا في مراحل مختلفة تحتاج إلى ولي أمر يتولى المسئولية كاملة.
وهكذا كان هذا الطفل غير المرغوب في إنجابه من الوالد والوالدة،
العائل لهذه الأسرة مع أنه أصغرهم، وكما يقولون آخر العنقود.

كانت الوالدة تحاول أن تتخلص من الجنين ولكن كيف يكون لها هذا وقد كتب الله لهذا الجنين أن يكون أمنا وطمأنينة للأسرة كلها وبرداً وسلاماً على قلب أمه التي وجدت نفسها فجأة تربي اثني عشر يتيماً.

يقول الشيخ أبوالعينين شعيشع: (كانت ولادتي غير مرغوب فيها لأنني كنت الأبن رقم 12، ووالدتي كانت تفعل المستحيل للتخلص مني ولكني تشبثت بها حتى وضعتني.. وذلك لحكمة يعلمها الله حيث كنت فيما بعد مسئولاً وسبباً في إطعام كل هذه الأفواه في ذلك الحين).
ألتحق فضيلته بالكتاب (ببيلا) وهو في سن السادسة وحفظ القرآن قبل سن العاشرة. ألحقته والدته بالمدرسة الابتدائية لكي يحصل على شهادة كبقية المتعلمين من أبناء القرية ولكن الموهبة تغلبت على رغبة الوالدة.

كان الشيخ أبوالعينين يخرج من المدرسة ويحمل المصحف إلى الكتّاب،
ولكنه كان حريصا على متابعة مشاهير القراء فكان يقلدهم،
ساعده على ذلك جمال صوته وقوته ورقة قلبه ومشاعره،
وحبه الجارف لكتاب الله وكلماته فشجعه ذلك
وساعده على القراءة بالمدرسة أمام المدرسين والتلاميذ كل صباح،
وخاصة في المناسبات الدينية والرسمية التي يحضرها ضيوف أو مسئولون من مديرية التربية والتعليم فنال إعجاب واحترام كل من يستمع إليه.

وكان ناظر المدرسة أول الفخورين به، وبنبوغه القرآني، ولاحظ الناظر أن هذا الطفل يعتز بنفسه كثيراً ويتصرف وكأنه رجل كبير، ولا تظهر عليه ميول اللهو واللعب والمزاح كغيره من أبناء جيله، فأشار على والدته بأن تذهب به إلى أحد علماء القراءات والتجويد لعل ذلك يأتي بالخير والنعمة التي يتمناها كل أب لأبنه وكل أم لأبنها.

وفي عام 1936 دخل الشيخ أبو العينين دائرة الضوء والشهرة من أوسع أبوابه عندما أرسل إليه من قبل مدير مديرية الدقهلية أي المحافظ يدعون لافتتاح حفل ذكرى الشهداء بمدينة المنصورة وذلك عن طريق أحد كبار الموظفين من (بيلا) والذي قال لمدير مديرية الدقهلية آنذاك: فيه ولد عندنا في (بيلا) يضارع كبار القراء وفلته من فلتات الزمن وبيلبس بدلة وطربوش ومفيش بعده كده حلاوة.

وذهب إلى المنصورة.. وكانت المفاجأة التي لم أتوقعها في حياتي وجدت أكثر من 4 آلاف نفس في مكان الاحتفال فقلت: معقول أقرأ أمام هذا الجمع؟! كان سني وقتها 14 سنة وخفت وزاد من هيبتي للموقف أنني رأيت التلاميذ في مثل سني يتغامزون ويتلامزون لأنني في نظرهم ما زلت طفلاً فكيف أستطيع أن أقرأ وهو حفل لتكريم الشهداء.

وقرأت الافتتاح والختام وفوجئت بعد الختام بالطلبة يلتفون حولي يحملونني على الأعناق يقدمون لي عبارات الثناء. فلم أستطع السيطرة على دموعي التي تدفقت قطرة دمع للفرحة تدفعها أخرى لأن والدي مات ولم يرني في مثل هذا الموقف، وتوالت الدموع دمعة الحزن تدفع دمعة الفرح وهكذا حتى جف الدمع لكي أبدأ رحلة على طريق الأمل والكفاح الشريف متسلحاً بسيف الحياء والرجاء آملاً في كرم الكريم الذي لا يرد من لجأ إليه.

نقطة التحول

هذا الموقف كان نقطة تحول في حياة طفل الرابعة عشرة ونقله من مرحلة الطفولة إلى مرحلة النضوج والمسئولية الكبرى التي من خلالها سيواجه عمالقة كان يطير فرحاً عندما يستمع إليهم في السهرات والآن أوشك أن يكون واحداً منهم لأنه أصبح حديث الناس.

وبعدها حدثت حالة وفاة تهم أحد أبناء بلدته بيلا وكان المتوفى هو الشيخ الخضري شيخ الجامع الأزهر آنذاك فأشار أحد علماء بيلا على الشيخ أن يذهب معه إلى القاهرة ليقرأ في هذا العزاء الذي أقيم بحدائق القبة.

وجاء دوره وقرأ وكان موفقاً فازدحم السرادق بالمارة في الشوارع المؤدية إلى الميدان وتساءل الجميع من صاحب هذا الصوت الجميل؟! وبعد أكثر من ساعة صدّق الشيخ أبوالعينين ليجد نفسه وسط جبل بشري تكوّم أمامه لرؤيته ومصافحته إعجاباً بتلاوته وبعد هدوء عاصفة الحب جاءه شيخ جليل وقبّله وهو الشيخ عبدالله عفيفي رحمه الله وقال له: لابد أن تتقدم للإذاعة لأنك لا تقل عن قرائها بل سيكون لك مستقبل عظيم بإذن الله. وكان الشيخ عبدالله عفيفي وقتها إماماً بالقصر الملكي وله علاقات طيبة بالمسئولين.
التحاقه بالإذاعة

يقول الشيخ أبوالعينين شعيشع: ولما طلب مني المرحوم الشيخ عبدالله عفيفي أن اذهب معه إلى مدير الإذاعة لم أتردد احتراما لرغبته لأننا أيامها لم يحدث أننا حرصنا على الالتحاق بالإذاعة، لأن القارئ زمان كان نجماَ بجمهوره ومستمعيه وحسن أدائه وقوة شخصيته وجمال صوته وكنا مشغولين بشيء واحد وهو كيف يقرأ الواحد منا بجوار زميله ويستطيع أن يؤدي بقوة لمدة طويلة قد تصل إلى أكثر من ساعتين متواصلتين من غير أن يدخل الملل في نفس المستمع، لأننا كنا نحترم المستمع والجمهور، كما لو أننا نقرأ أمام الكعبة أو بالروضة الشريفة.


وكان القارئ منا عندما يستمع إلى أصحاب الفضيلة بالراديو أمثال الشيخ رفعت والشيخ الصيفي والشيخ علي محمود والشعشاعي كان يسعد سعادة لا حدود لها، ويحلم بأن يكون مثلهم وعلى قدر التزامهم بأحكام وفن التلاوة.

وكان هذا هو الهدف وقابلت الشيخ عفيفي رحمه الله بمكتب سعيد باشا لطفي مدير الإذاعة وحدد لي موعداً للاختبار. وجئت حسب الموعد ودخلت الاستوديو وكانت اللجنة مكونة من المرحوم الشيخ مأمون الشناوي والمرحوم الشيخ المغربي والشيخ إبراهيم مصطفى عميد دار العلوم وقتها، والشيخ أحمد شربت والإذاعي الكبير الأستاذ علي خليل والأستاذ مصطفى رضا عميد معهد الموسيقى آنذاك. وكنا أكثر من قارئ وكانت اللجنة تجعل لكل قارئ خمس دقائق وفوجئت بأنني قرأت لأكثر من نصف ساعة دون إعطائي إشارة لأختم التلاوة فكنت أنظر إلى وجوههم لأرى التعبيرات عليها لأطمئن نفسي.

وكان للإذاعة مديران مدير إنجليزي والآخر مصري.
ورأيت علامات الإعجاب على وجه المدير الإنجليزي مستر فرجسون
الذي جاء ليسمعني بناء على رغبة أحد المعجبين بتلاوتي من المسئولين.

وبعد عدة أيام جاءني خطاب اعتمادي قارئاً بالإذاعة
وموعد أول قراءة لي على الهواء وكنا نقرأ ونؤذن على الهواء
وبدأت شهرتي تعم الأقطار العربية والأجنبية
عن طريق الإذاعة التي التحقت بها عام 1939م.

وتحقق ما كنت أتمناه والحلم الذي يراودني نائماً ويقظاناً منذ أن كنت طفلاً في الكتاب ومن المفارقات العجيبة أنني كنت زميلاً للمرحوم الدكتور عبدالرحمن النجار وكيل وزارة الأوقاف السابق وكان يتمنى أن يكون عالماً ونحن في الكتاب وكنت أتمنى أن أكون قارئاً بالإذاعة لي نفس شهرة المرحوم الشيخ رفعت والمرحوم الشيخ الشعشاعي رحمهما الله.

إذاعة الشرق الأدنى

يقول الشيخ أبوالعينين شعيشع: بعد إلتحاقي بالإذاعة تدفقت علي الدعوات من الدول العربية الإسلامية، لإحياء ليالي شهر رمضان بها ووجهت لي دعوة من فلسطين، لأكون قارئاً بإذاعة الشرق الأدنى، والتي كان مقرها (يافا) وذلك لمدة 6 شهور والاتفاق كان عن طريق المدير الإنجليزي للإذاعة المصرية، وقبل السفر قالوا يجب أن يسافر مع الشيخ مذيع ليقدمه هناك، فاستشار مدير إذاعة الشرق الأدنى الدكتور طه حسين في المذيع الذي سيسافر معي فاختار الدكتور طه حسين لهم أحد الإخوة المسيحيين وكان اسمه الأستاذ سامي داود لأنه كان مقرباً جداً من الدكتور طه حسين.


وسافرنا عام 1940م وبدأت القراءة كل يوم أفتتح إذاعة الشرق الأدنى وأختتم إرسالها بتلاوة القرآن وأنتقل كل يوم جمعة من (يافا) إلى القدس لأتلو السورة (قرآن الجمعة) بالمسجد الأقصى.

ولأنني كنت صغيراً (19 سنة) كنت مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بأسرتي

نظراً لحبي لأمي وإخوتي حباً لا يوصف وحبهم لي كذلك،
لأنني كنت العائل لهم بعد رحيل والدي رحمه الله،
ولذلك لم أحتمل الغربة أكثر من شهر وفكرت في العودة إلى الوطن الغالي
الذي به أغلى ما في الوجود – أمي وإخوتي –
ولكن وثيقة السفر مع المسئولين عن الإذاعة بفلسطين
فاستأذنت من رئيس الإذاعة في أن أسافر إلى القاهرة
لأرى أهلي فوعدني أكثر من مرة ولم يوف بوعده فحزنت حزناً شديداً.

وكان لي صديق من يافا اسمه يوسف بك باميه فقال لي سوف أتدخل لأساعدك على السفر وصدق في وعده وأحضر لي الوثيقة ومعها تذكرة قطار من محطة اللد إلى القاهرة ولم يشعر أحداً بهذا ووصلت إلى القاهرة وكنا مقيمين بشقة بحي العباسية ودخلت على والدتي والأسرة وجلست بين أحضان الحبايب وفتحت الراديو على إذاعة الشرق الأدنى فسمعت المفاجأة المذيع يقول سوف نستمع بعد قليل إلى الشيخ أبوالعينين شعيشع أيها السادة بعد لحظات سنستمع إلى الشيخ أبو العينين شعيشع وما تيسر من القرآن الكريم.

قالها المذيع أكثر من مرة وبعدها قال لعل المانع خير
ثم قال المذيع ربما يكون قد حدث للشيخ حادث تسبب في تأخره.
كل هذا يحدث وأنا أضحك.
ولكن قلبي يدق وعقلي يفكر بصورة سريعة جداً، لأنها مسئولية وتعقاد بيني وبين إذاعة الشرق الأدنى. ولكن بعد أسبوع طرق الباب طارق ففتحنا له وكانت المفاجأة أن الطارق هو المدير الإنجليزي لإذاعة الشرق الأدنى وجلس الرجل وقال لي معاتباً: أنت سافرت بدون إذننا فجأة خوفاً من عدم موافقتنا لك على العودة إلى القاهرة لترى أهلك؟ قلت له: نعم قال: لا إننا لم ولن نحرم رجلاً مثلك من الاطمئنان على إخوته ووالدته خوفاً من عقاب الله لأنك تحفظ القرآن وتتلوه.

وبدبلوماسية قال لي مدير إذاعة الشرق الأدنى: يا شيخ ممكن نأكل عندكم (ملوخية)؟ قلت له ممكن طبعاً وطبخت والدتي الملوخية وأكلنا أنا والرجل الذي أراد أن يجعل شيئاً من الود بيني وبينه وهذا ما كان يقصده من الغذاء البسيط معي في بيتنا وبعدها رجعت إلى فلسطين بصحبة المدير الإنجليزي لإذاعة الشرق الأدنى وأكملت مدة العقد هناك.
بعدها عدت إلى القاهرة لأقرأ القرآن مع نوابغ القراء كالشيخ رفعت والشيخ محمد سلامه والشيخ علي محمود والشيخ مصطفى إسماعيل وغيرهم.

إحياء مأتم الملكة (عاليا) بالعراق
يقول الشيخ أبوالعينين شعيشع: ثم جاءتني دعوة عاجلة من السفير العراقي بالقاهرة لإحياء مأتم الملكة (عالية) ملكة العراق بناء على رغبة من القصر الملكي الذي أرسل إلى السفارة بطلب القارئ الشيخ أبوالعينين شعيشع والقارئ الشيخ مصطفي اسماعيل

فوافقت وبحثت عن الشيخ مصطفى كثيراً فلم أجده.
والوقت لا يسمح بالتأخير فاتصلت بالسفير العراقي وأخبرته بصعوبة الحصول على الشيخ مصطفى اليوم، فقال السفير أختر قارئاً من القراء الكبار معك، فاخترت المرحوم الشيخ عبدالفتاح الشعشاعي وعلى الرغم من أن العلاقة كانت مقطوعة بيننا وبينهم لكن السيد فؤاد سراج الدين وزير الداخلية آنذاك سهل لنا الإجراءات وأنهينا إجراءات السفر بسرعة ووصلنا مطار بغداد وإذا بمفاجأة لم نتوقعها....

استقبال رسمي لنا بالمطار كاستقبال المعزين من الملوك والرؤساء
ولكن المفاجأة أصبحت مفاجأتين قالوا: وين الشيخ مصطفى؟ وين الشيخ مصطفى؟
فقلت لهم: إنه غير موجود بالقاهرة ولم نعرف مكانه.

والوقت كان ضيقا فأحضرت معي فضيلة الشيخ عبدالفتاح الشعشاعي
وهو أستاذنا ومن مشاهير قراء مصر وشيخ القراء
وفوجئت بأن وجه الشيخ عبدالفتاح تغير تماماً وظهرت عليه علامات الغضب
لأنه كان يعتز بنفسه جداً وقال: لو كنت قلت لي ونحن بالقاهرة إنني لست مطلوبا
بالاسم من القصر ما كنت وافقت أبدا ولكنني الآن سأعود إلى القاهرة كل هذا في مطار بغداد.

وأصر الشيخ عبدالفتاح على العودة إلى مصر وبمساعدة المسئولين العراقيين،
استطعنا أن نثني الشيخ الشعشاعي عن قراره الصعب
وخرجنا من المطار وسط جمهور محتشد لاستقبالنا لا حصر له
ونزلنا بأكبر فنادق بغداد
واسترحنا بعض الوقت وتوجهنا بعد ذلك إلى القصر الملكي
حيث العزاء.

وكانت الليلة الأولى على مستوى الملوك والرؤساء والأمراء
والثانية على مستوى كبار رجال الدولة والضيوف
والثالثة على المستوى الشعبي ووفقنا في الليلة الأولى
ولكن أثر الموقف مازال عالقاً بكيان الشيخ الشعشاعي
فلما رجعنا إلى مقر الإقامة بالفندق
قال لي الشيخ عبدالفتاح أنا انتظرت الليلة علشان خاطرك
وباكراً سأتجه إلى القاهرة فحاولت أن أقنعه
ولكنه كان مصراً إصراراً لم أره على أحد من قبل
فقلت له نم يا شيخنا وفي الصباح تسافر أو كما تحب.

وقضيت الليل في التفكير كيف أثني الشيخ الشعشاعي عن قراره.
وجاءتني فكرة وذهبت إليه في الجناح المقيم به بالفندق
وقلت له: هل يرضيك أن يقال عنك إنك ذهبت إلى العراق لإحياء مأتم الملكة
ورجعت لأنك لم توفق في القراءة وإنك لم تعجب العراقيين؟

فسكت لحظات ونظر إلي وربت على كتفي بحنان الأبوة وسماحة أهل القرآن
وقال لي: يا (أبوالعينين) كيف يصدر هذا التفكير منك رغم حداثة سنك وأنا أكبرك سناً
ولم أفكر مثل تفكيرك؟!!
ووافق على البقاء لاستكمال العزاء ومدة الدعوة التي كان مقررا لها سبعة أيام
وقرأ في المساء قراءة وكأنه في الجنة وتجلى عليه ربنا وكان موفقاً توفيقاً لا حدود له.

وعاد إلى الفندق في حالة نفسية ممتازة وفي نهاية الأسبوع حصلنا على وسام الرافدين وبعض الهدايا التذكارية وودعنا المسئولون بالبلاط الملكي العراقي كما استقبلونا رسميا وعدنا بسلامة الله إلى مصرنا الغالية.

لم يكن هذا الوسام هو الأول ولا الأخير في حياة الشيخ أبوالعينين ولكنه حصل على عدة أوسمة ونياشين وشهادات تقدير وهدايا متنوعة الشكل والحجم والخامة والمضمون وكلها تحمل معاني الاعتزاز والتقدير والاعتراف بقدر هذا الرجل وتاريخه الحافل.

يقول الشيخ أبوالعينين: حصلت على وسام الرافدين من العراق ووسام الأرز من لبنان ووسام الاستحقاق من سوريا وفلسطين وأوسمة من تركيا والصومال وباكستان والإمارات وبعض الدول الإسلامية..
ووسام لا يقدر ثمنه وهو أعظم الأوسمة وسام الحب من كل الناس الذي يتطلعون إلى منحة تكريم من السيد الرئيس محمد حسنى مبارك لهذا القارئ التاريخ بإصدار قرار بأن يظل الشيخ أبوالعينين شعيشع نقيباً لمحفظي وقراء القرآن الكريم مدى حياته وكذلك إطلاق اسمه على أحد الشوارع بالقاهرة وكفر الشيخ مسقط رأسه.

السفر إلى معظم دول العالم

سافر الشيخ أبوالعينين شعيشع إلى معظم دول العالم وقرأ بأكبر وأشهر المساجد في العالم أشهرهاالمسجد الحرام بمكه والمسجد الأقصى بفلسطين والموي بسوريا مسجد المركز الإسلامي بلندن، وأسلم عدد غير قليل تأثراً بتلاوته ولم يترك دولة عربية ولا إسلامية إلا وقرأ بها أكثر من عشرات المرات على مدى مشوار يزيد على ستين عاما قارئاً بالإذاعة.

يقول الشيخ أبو العينين: وسافرت بعد العراق إلى سوريا واليمن والسعودية والمغرب وتونس وفلسطين والسودان وتركيا وأمريكا وانجلترا وفرنسا ويوغسلافيا وموسكو وهولندا وإسبانيا وإيطاليا ومعظم دول شرق آسيا وكثير من الدول التي يطول ذكرها .







آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 12-08-2010, 03:07 AM رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
الوعد الصادق

الصورة الرمزية الوعد الصادق

إحصائية العضو







الوعد الصادق غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: سفراء القــران الكريم





الغالي
ابو عمر المصري
ربي بعطيكـٍ آ‘لف عآ‘فيهـ
وَبآركـ آلله فيكـِ وجعل طرحكـِ في ميآزين حسنآ‘تكـِ

وجزآ‘كـِ آلله عنآ‘ كل خير
دمتِ بـِخير












آخر مواضيعي 0 صورة نادرة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ( كأنك تراه )
0 ماالذي يفقد الانسان ثقتة بنفسة؟؟
0 أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ( ما أروع اعجاز القرآن)
0 الضحك قبل النوم يخفف الوزن - فوائد الضحك
0 بأي حال سترحل يارمضان .. وبأي حال ستكون يا قلب
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر

الكلمات الدليلية
لبنان, المدينة, المشاعر, الدنيا, الجنوب, الدين, الساحرة, شباب, قطار


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:53 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator