كندا في رمضان .. المساجد تريد الأمان
بفرح وسرور، يحدوهما شوق وحبور، يستقبل مسلمو كندا رمضان هذا العام؛ رغم حرارة الجو، والخوف من استهداف المساجد.
وكانت منظمات ومجموعات إسلامية، وجهت نداءً لكل القائمين على المساجد في كندا، عقب مذبحة النرويج التي ارتكبها أحد المسيحيين المتطرفين, بأن يكونوا أكثر يقظة حيال احتمالات وقوع عمليات تخريب تستهدف المنشآت الإسلامية.
من جانبه, قال إحسان جاردي, المدير التنفيذي للمجلس الكندي للعلاقات الإسلامية الأمريكية: لقد لاحظنا أن هذا النوع من الحوادث الدولية عالية المستوى في التنفيذ (هجومي النرويج) غالبًا ما يأتي نتيجة جرائم الكراهية والتمييز التي تستهدف المسلمين.
جدير بالذكر أن النرويج تعرضت مؤخرًا لحادثين مروعين راح ضحيتهما أكثر من 90 شخصًا وأصيب ما يزيد عن 150 فردًا, وبرغم أن أصابع الاتهام في البداية كانت تشير للمسلمين, إلا أن بوصلة الاتهامات وُجهت بعد ساعات لأحد المسيحيين اليمينين المتطرفين، والذي برر ما قام به بأنه حملة صليبية ضد انتشار الإسلام.
ويبدو أن هذا الحادث أصاب المسلمين في كندا بصدمة قوية خوفًا من استهداف دور عبادتهم ومساجدهم لأحد هؤلاء اليمينين المتطرفين, ومن ثَمَّ فإن المجلس الكندي للعلاقات الإسلامية الأمريكية طالب أفراد الجالية الإسلامية بالتعاون مع السلطات المسئولة للإبلاغ عن أي سلوك أو تصرف مريب.
وأضاف جاردي: نحن ندرك ونسعى تمامًا لئلا نكون مثيرين للقلق, بحيث يصبح الخوف منتشرًا في المجتمع بإفراط, لكن ما نقوم به من أجل الحفاظ على أرواحنا ومساجدنا هي إجراءات احترازية ليست أكثر.
ونظرًا لأن شهر رمضان لم يبق عليه إلا بضع ساعات, وفيه يزداد إقبال المسلمين على المساجد ولا سيما ليلاً, فقد توجب زيادة الحذر والحرص في هذه الآونة.
أما الإمام سيد سوهاروردي فقد أشار إلى أن جذور هذا الحذر لا يستند فحسب إلى حادثتي النرويج, إلا أنه ومع قدوم شهر رمضان صار الحذر ضروريًّا أكثر؛ لذلك ينبغي على المسلمين في كندا أن يلتمسوا الحذر دومًا لوجود قلة من المجتمع الكندي لكنها ثابتة تكره المسلمين, وهذا ما ينشره ظاهرة الإسلاموفوبيا.
وفي محاولة لطمأنة الجالية الإسلامية, قال مايك باتون, المتحدث باسم وزير الأمن القومي في كندا: إن السلطات سوف تقوم ببذل قصارى جهدها من أجل الحفاظ على أرواح المسلمين ومساجدهم وبخاصة في شهر رمضان.
وأضاف باتون: عندما تمثل الأحداث الدولية مصدر قلق للجماعات الدينية, فإن كلاًّ من الاستخبارات الكندية والشرطة الملكية الكندية تعمل بشكل وثيق مع تلك المجتمعات حتى تضمن لهم السلامة والأمن.
وتجدر الإشارة إلى أن مسلمي كندا الذين يمثلون نحو 1.9% من عدد سكان كندا حوالي 32.8 مليون نسمة, ينتظرهم صوم يوم طويل وشديد الحرارة وبخاصة أنه سيأتي هذا العام في أول أغسطس, كما يعدُّ الإسلام الديانة الثانية من حيث الانتشار بعد النصرانية في كندا.