العودة   شبكة صدفة > المنتديات الاسلاميه > المنتدى الاسلامى

المنتدى الاسلامى إسلام، سنة، قرآن، دروس، خطب، محاضرات، فتاوى، أناشيد، كتب، فلاشات،قع لأهل السنة والجماعة الذين ينتهجون نهج السلف الصالح في فهم الإسلام وتطبيقه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 08-14-2014, 12:00 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الرحيل

الصورة الرمزية الرحيل

إحصائية العضو








الرحيل غير متواجد حالياً

 

5518 خواطر على الطريق .. نقطة البدء فى الدعوة إلى دين الله

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره


ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا

من يهده الله فلا مُضل له

ومن يضلل فلا هادى له

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله

" يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ"

"يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ

وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء

وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً "

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً

يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ

وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً"


أما بعد :


أحبتى فى الله


تحية طيبة مباركة من عند الله

لازال حديثنا مستمر مع سلسلة خواطر فى طريق الدعوة لدين الله

و لقائنا الماضى تحدثت عن الأنبياء فى الدعوة الى دين الله فى الأرض

و نحن اليوم بإذن الله و عونه سنكمل طريق الخواطر

و خاطرة اليوم بعنوان

نقطة البدء فى الدعوة إلى الله

أحبتى فى الله

ذكرت فى الخاطرة الماضية أن دعوة الأنبياء

والرسل على مدى التاريخ البشرى كله كانت تستهدف أمرا واحدا

ألا وهو رد البشرية الضالة إلى ربها جل وعلا

وهدايتها إلى طريقه وتربيتها منهاجه

وإخراجها من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد

ومن ظلمات الشرك والإلحاد إلى أنوار التوحيد والإيمان

وتزكية نفوس أبنائها وتهذيب أخلاقهم

وكانت نقطة البدء على هذا الطريق الطويل

ولبنة الأساس الأولى فى هذا البناء الضخم الكبير

هى دعوة الناس إلى التوحيد الشامل إلى عبادة الله وحده

لا شريك له إلى العقيدة الصحيحة الصافية

ولذا كانت الصيحة الأولى لكل نبى ورسول هى

( أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ)

بدأ بها نوح عليه السلام

( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴿25﴾

أَن لاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللّهَ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ ﴿26﴾ )

وبدأ بها هود عليه السلام (وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا ۚ

قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ)

و هذا سبيل و دعوة كل الأنبياء و الرسل

وبدأ بها لبنة تمامهم ومسك ختامهم محمد صلى الله عليه و سلم

وظل يدعو إليها فى مكة وحدها ثلاثة عشر عاما

وأكد النبى صلى الله عليه و سلم على أن هذه القضية الكبيرة

قضية العقيدة يجب أن تكون نقطة البدء أيضا على طريق الدعوة الطويل

لكل داعية صادق يحمل منهج الأنبياء والمرسلين

لذا كانت أول وصية لرسول الله صلى الله عليه و سلم

أوصى بها أول داعية له إلى اليمن معاذ بن جبل رضى الله عنه و ارضاه

ففى الحديث الصحيح عن ابن عباس رضى الله عنهما

أن النبى صلى الله عليه و سلم قال لمعاذ حين بعثه إلى اليمن

"إنك تقدم على قوم أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله"

وفى رواية أخرى فى الصحيح

"إنك ستأتى قوما أهل كتاب فإذا جئتهم فادعهم

إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله "

فلتكن هذه القضية الكبيرة

قضية العقيدة هى أساس دعوة الناس إلى الإسلام

كما كانت هى أساس دعوتهم إليه أول مرة

ولا ينبغى أن تصدنا هذه المقولة الخبيثة

التى تقول:

إن الناس فى الماضى كانوا مشركين فلزم أن تكون العقيدة حينئذ هى أول ما ينبغى أن يدعوا إليه

ولكن الناس اليوم والحمد لله مسلمون يقولون لا إله إلا الله محمد رسول الله

فما الداعى إذن لدعوة الناس إلى التوحيد

إلى العقيدة إلى لا إله إلا الله ؟

مقولة تدل على قلة فهم و علم بقواعد الدين

والجواب أن قضية التوحيد لا يدعى إليها الكفار وحدهم لكى يؤمنوا بها

ويصححوا اعتقادهم من خلالها بخلع رداء الكفر أو الشرك والدخول فيها

ولكن يدعى إلى قضية التوحيد أيضا المؤمنون بها والمعتنقون لها

والمستمسكون بها ...

لكى تظل حية فى قلوبهم راسخة فى ضمائرهم!!!


عاملة فى واقع حياتهم ...

لا يفترون عنها أبدا

ولا يغفلون عن مقتضياتها

وإن أعظم دليل على ذلك قول الله جل وعلا

(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ

الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ قَبْلُ

وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا بَعِيدًا )

هكذا يدعى أهل الإيمان إلى الإيمان

ولقد علم أعداؤنا جيدا أن الجذور الحقيقية

التى تضمن البقاء

والسيادة والعزة

لهذه الأمة فى الأرض هى العقيدة

فراحوا بخبث ودهاء يضعون الحواجز والسدود بين المسلمين

وبين عقيدتهم الصافية الخالصة من ناحية

ويشوشون عليها لتعكير صفائها من ناحية أخرى

فوقع المسلمون قرونا ماضية فى هذا الخلط العجيب

وهذا الانفصام النكد وبخاصة فى هذه الأيام

التى تذبح فيها العقيدة على أيدى أبنائها

الذين ابعدوا كثيرا عن حقيقتها ومقتضياتها

ومن مظاهر هذا الخلط العجيب والأنفصام النكد

أننا نرى صنفا من الناس يردد كلمة التوحيد

وهو لا يفهم لها معنى ولا يعرف لها مضموناً

ولا يقف لها على مقتضى ..

ونرى صنفا آخر من المسلمين يردد كلمة التوحيد

وقد انطلق حرا طليقا يختار لنفسه من المناهج

والأوضاع والنظم والقوانين الوضعية ما يشاء ويختار

ونرى صنفا ثالثا يردد كلمة التوحيد

وقد قسم حياته إلى قسمين

قسم يتعلق بأمور العبادات

وهنا يسمح لكلمة التوحيد أن تفك من أسرها وأن تخرج من سجنها

وقسم يتعلق بأمور الحياة وشئونها ولا وجود هنا لكلمة التوحيد

فما علاقة التوحيد والسياسة ؟

وما دخل العقيدة بنظام الحكم ؟

وما دخل العقيدة بالنظام الاقتصادى والاجتماعى ؟

والإسلام أسمى من أن نخرجه من بيوت العبادة

لنزج به فى سياسة الإعلام أو التعليم أو السياحة

ونرى صنفا رابعا يردد كلمة التوحيد وقد ترك الصلاة وضيع الزكاة ،

وتفنن فى أكل أموال الناس بالباطل

وأكل الربا وشرب الخمر ومارس الزنا !!!

بل ومنهم من يرددها وهو يأمر بالمنكر وينهى عن المعروف

تناقض رهيب ...

وانفصام مخيف يزيد القلب التقى كمدا وحزنا

وحسرة على ما وصل إليه حال كثير من الناس

من سوء فهم لقضية العقيدة

والله جل وعلا يقول

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً )

أى بمجموع حياتكم بحيث لا يشذ عن سلطانه شئ

ولا يند عن دائرة نفوذه جزء من أجزائها

فلا يكن من شأنكم فى ناحية من نواحى حياتكم

أن تتجردوا من عبوديته الشاملة فتحسبوا أنفسكم أحرارا فى شؤونكم

تختارون من المناهج والأوضاع ما تريدون

أو تتبعون من النظم والقوانين الوضعية المستحدثة ما تحبون

ومن خلال هذا الواقع المر الأليم نرى الحاجة ماسة

وملحة لتعليم المسلمين العقيدة الصحيحة الصافية صفاء السماء

التى جاء بها النبى صلى الله عليه و سلم

وظل يربى عليها أصحابه

لا فى مكة وحدها بل فى المدينة كذلك

لأن قضية العقيدة لا تذكر لفترة من الزمن ثم تترك للحديث عن قضايا أخرى

كلا

بل إن قضية العقيدة أصل ينتقل معه إلى غيره

فهى قضية دائمة دوام البشر

إذن فليست قضية العقيدة أو التوحيد

مجرد كلمة فقط ترددها الألسنة !!!

دون أن تستقر فى القلوب أو تخبر عن نفسها فى دنيا الواقع

ومن أبسط الأمثلة على ذلك أنه لو أصيب إنسان بصداع شديد فى رأسه

ووصف له الطبيب دواء "الأسبرين" مثلا

فهل يعقل أن يذهب المريض إلى بيته ويستلقى على فراشه

مكتفيا بأن يقول أسبرين أسبرين

ولا يعقل إطلاقا أن تقف كل جاهليات الأرض موقف الصد والأعراض

والعناد والحرب لقضية التوحيد لمجرد أنها كلمة

فالتوحيد الذى يجب علينا أن نبدأ من جديد لدعوة الناس إليه دين شامل ومنهج حياة كامل

فهو ( أى التوحيد ) يتضمن من الكفر بالطاغوت

والآلهية والأرباب والأنداد

ومن توحيد الربوبية والآلهية والأسماء والصفات

ومن الولاء والبراء ومن كمال الذل وكمال الحب لله

ومن تجريد العبادة إلى الله تعالى وحده ما يجعل العبد موحداً حقا

نعم

هذا كله تتضمنه كلمة التوحيد

(لا إله إلا الله، محمد رسول الله)

فهى نفى وإثبات

نفى للآلهة التى تعبد من دون الله

وصرف العبادة فى جميع صورها الظاهرة والباطنة

إلى من يستحق العبادة جل وعلا

ومن صرف شيئا منها لغير الله فقد وقع فى الشرك

(وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ )

وهى ( أى كلمة التوحيد ) نفى للأنداد

يقول عز وجل (فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ)

واتخاذ الند على قسمين

الأول: أن يجعل الند شريكا لله فى أنواع العبادة وهذا شرك أكبر

والثانى: ما كان من نوع الشرك الأصغر

كقول الرجل: ما شاء الله وشئت

وقد ثبت فى الحديث أن رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه و سلم

ما شاء الله وشئت

فقال الرسول:

"أجعلتنى لله ندا بل قل ما شاء الله وحده"

وفى الحديث الصحيح أنه صلى الله عليه و سلم

قال:

"من مات وهو يدعو من دون الله نداً دخل النار

وهى نفى للأرباب التى عبدت من دون الله جل وعلا من صنف من الناس

قال الله عز وجل عنه

(اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ )

يقول العلامة الألوسى رحمه الله تعالى فى تفسير هذه الآية

"الأكثرون من المفسرين قالوا : ليس المراد من الأرباب أنهم اعتقدوا

أنهم آلهة العالم بل المراد أنهم أطاعوهم فى أوامرهم ونواهيهم"

بل وفسرها النبى صلى الله عليه و سلم بنفسه

لعدى بن حاتم رضى الله عنه و أرضاه لما جاء مسلما

فقرأ النبى صلى الله عليه و سلم هذه الآية

(اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ )

قال عدى فقلت إنهم لم يعبدوهم فقال عليه الصلاة والسلام

"بلى إنهم حرموا عليهم الحلال وحللوا لهم الحرام فاتبعوهم فذلك عبادتهم إياهم"

وهى ( أى كلمة التوحيد ) كفر بالطواغيت والطاغوت كل ما عبد من دون الله

(فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)

وهى ( أى كلمة التوحيد ) إثبات لتوحيد الربوبية

وهو إفراد الله تعالى وحده بالخلق والأمر والملك والرزق والتصريف والتدبير

(أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ )

وانتظام أمر العالم كله وإحكام أمره من أول

دليل على أن مدبره إله واحد وملك واحد ورب واحد،

لا إله للخلق غيره ولا رب لهم سواه


وهى إثبات لتوحيد الألوهية وهو إفراد الله تبارك وتعالى وحده

بجميع أنواع العبادة من التأله والمحبة والخوف

والرجاء والتوكل والإنابة والتفويض والتسليم والاستقامة إلخ

وهذا الذى بعثت به الرسل

ولأجله انزلت الكتب

وخلقت الجنة والنار

فالدين كله هو عبادة الله وطاعته وحده والخضوع له وحده

والمحبة له وحده جل وعلا وهى الغاية التى خلق الله الخلق من أجلها

(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ )

وهى ( أى كلمة التوحيد ) إثبات لتوحيد الأسماء والصفات

وهى أفراد الله تبارك وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا

التى أثبتها الله تعالى لنفسه وأثبتها له عبده ورسوله محمد

والإيمان بها على الوجه الذى أراد الله ورسوله

من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل

(وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ

يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )

وهذا الباب من أعظم أبواب التوحيد وأشرفها

وهى (أى كلمة التوحيد ) ولاء وبراء

كما رأينا فى هذه الأيام غياب مفهوم الولاء و البراء عند معظم المسلمين

فى الدفاع عن نبينا محمد صلى الله عليه و سلم و كتاب ربنا

لا إله إلا الله ...

اللهم رد المسلمين لعقيدتهم ردا جميلا

نرى فيه الأمة المسلمة لها عزة يخشاها كل من على الأرض

هذا المفهوم الضخم الذى غاب فى حس المسلمين

مع غياب الفهم الصحيح لحقيقة التوحيد إلا من رحم ربك

مع أنه لا يمكن بحال أن تتحقق كلمة التوحيد فى الأرض

إلا بتحقيق الولاء لله ولرسوله والمؤمنين والبراءة من الشرك والمشركين

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ

بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)

للأسف الشديد خالف معظم المسلمين أمر الله

إن المفاضلة واجبة بين كل مسلم وبين كل من يرفع

راية غير راية الإسلام إن المسلم مأمور

بأن لا يخلط بين منهج الله وبين أى منهج آخر وضعى

لا فى تصوره الاعتقادى ولا فى نظامه الاجتماعى

ولا فى كل شأن من شئون حياته وإن الفوارق بين الإسلام والكفر

لا يمكن الالتقاء عليها بالمصالحة أو المصانعة أو المداهية

وإن الذين يحاولون تمييع هذه المفاضلة الحاسمة

باسم التسامح أو التقريب بيــن الأديان

أو التعايـش السلمى يخطئون فى فهمهم للدين الإسلامى

وفهمهم لمعنى التسامح الذى يقره الإسلام

كما نرى فى يومنا هذا كثرة دعاة الخزى و الذل فى مجتمعنا

بأن نحنى رؤوسنا للكفرة رغم كل ما يفعلوه بنا

ورحمه الله ابن القيم حيث يقول فى نونيته

وهى ( أى كلمة التوحيد ) إثبات لحاكمية الله وحده

فمع غياب المفهوم الصحيح الشامل لقضية التوحيد

غاب هذا المبدأ الكبير

الذى هو من أخص خصائص الألوهية ونحى المسلمون

إلا من رحم ربك شريعة الله جل وعلا

وأحلوا محلها القوانين الوضعية تتعارض مع شرع الله

استبدلوا بالعبير بعرا

وبالثريا ثرى وبالرحيق المختوم حريقا


وظن كثير من السذج والبلهاء والمخدوعين

أن شرع البشر من ملاحدة وزنادقة وعلمانيين وشيوعين وغيرهم

ممن تتحكم فيهم الأهواء وتسيطر عليهم الشبهات والشهوات

ظنوا أن تشريع هؤلاء هو قارب النجاة وسط هذه الرياح الهوجاء

والأمواج العاتية

والظلمات الحالكة التى يترنح الناس فيها

كترنح من يتخبطه الشيطان من المس

وخاب الجميع وخسروا

(وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ )

من أحسن حكما من حكم الله جل و علا ؟؟؟

ومن ذا الذى يجرؤ على إدعاء أنه يشرع للناس

ويحكم فيهم خيرا مما يشرع الله لهم ويحكم فيهم ؟

وأية حجة يملك أن يسوقها بين يدى هذا الإدعاء العريض ؟

أيستطيع أن يقول إنه أعلم بالناس من خالق الناس ؟

أيستطيع أن يقول إنه أرحم بالناس من رب الناس ؟

أيستطيع أن يقول إنه أعرف بمصالح الناس من إله الناس ؟

أيستطيع أن يقول إن الله سبحانه وهو يشرع شريعته الأخيرة

ويرسل رسوله الأخير ويجعل رسوله خاتم النبيين

ويجعل رسالته خاتمة الرسالات

ويجعل شريعته شريعة الأبد

وكأن سبحانه يجهل أن أحوالا ستطرأ وأن حاجات ستجد وأن ملابسات ستقع

فلم يحسب حسابها فى شريعته أنها كانت خافية عليه سبحانه

حتى انكشفت للناس فى آخر الزمان؟

تعالى الله عما يصفون علوا كبيرا

نعوذ بالله من فعل هؤلاء

(أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ)

فالأصل الذى يجب على البشرية أن ترجع وتفئ إليه هو دين الله

وحكم الله منهجه للحياة فإما أن نحتكم إلى الله

وإما أن نحتكم إلى الطاغوت وقد أمرنا الله أن نكفر به

ويبقى بعد هذا كله الركن الثانى لكلمة التوحيد

وهو شهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه و سلم

فهى الأخرى ليست مجرد كلمات نرددها!!!

ونتغنى بها ..

وننسج لها القصائد والمدائح والأشعار ..

ونقيم لها الحفلات فى المناسبات والأعياد !!

ثم ينتهى الأمر عند هذا الحد أيضا ...

ولا تتحول هذه الشهادة الكريمة فى حياتنا إلى واقع وسلوك ...

بل وتجاوز الأمر ذلك

فظهر علينا ممن يتكلمون بألسنتنا ويلبسون زينا

من بنى جلدتنا

من يتطاول على سنة إمام الهدى

ومصباح الدجى

محمد صلى الله عليه و سلم

ووالله لا يتم إيمان إلا بالإنقياد الكامل

والأذعان المطلق لرسول الله صلى الله عليه و سلم

(فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ

ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)

نعم

إنه شرط الإسلام

وحد الإيمان !!!

وتقتضى هذه الشهادة الكريمة تصديقه صلى الله عليه و سلم فى كل ما أخبر

وطاعته فى كل ما أمر

والانتهاء عن كل ما نهى عنه وزجر

ومحبته صادقة متمثلة فى اتباعه واقتفاء أثره

والسير على طريقه دون غلو أو إطراء

(قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ )

ومن كمال العبودية لله

والمحبة لرسول الله صلى الله عليه و سلم

أن نميز بين حقوق الله تعالى التى لا يجوز بحال صرفها لغير الله

وبين حقوق رسول الله صلى الله عليه و سلم

وكل هذه الجزئيات تحتاج إلى تفصيل وتوضيح ليس هذا محله

وبعد

فهذا هو التوحيد الذى جاء به محمد صلى الله عليه و سلم

هذا هو التوحيد

الذى من أجله خلقت السموات والأرض

والجنة والنار

هذا هو التوحيد الذى عليه أسست الملة

ونصبت القبلة

وجردت سيوف الجهاد

هذا هو التوحيد

الذى لا سبيل إلى السعادة فى الدنيا

والفوز برضوان الله جل وعلا فى الآخرة إلا به

ألم أقل لكم

إن التوحيد الذى نريد أن ندعو إليه من جديد

دين كامل ومنهج شامل

يظلل كل نواحى الحياة

حتى فى أدق أمورها وأخص خصائصها ؟

وبعد هذا الفهم المتكامل لقضية العقيدة والتوحيد

وبعده فقط

ندرك أهمية نقطة البدء وخطورة لبنة الأساس

وعليه فأى بناء يقام بغير هذا البداية ودون هذه اللبنة

فإنه بناء خائر

وسينهار حتما يوما ما وإن طال زمنه

ومن هذا المنطلق فقط ندرك أن من الخطأ البين

أن تكون نقطة البدء على طريق دعوتنا الطويل

ولبنة الأساس الأولى فى هذا البناء الضخم الكبير هى الصدام مع السلطة

هذا خطأ كبير فادح أسطره بدمى وقلبى وعقلى وروحى

لأحذر منه زهور الأمة المتفتحة

وأمل الأمة المنشود

ومستقبل الأمة المشرق شباب الدعوة

التى تجرى محبة الإسلام فى دمائهم

وعروقهم الذكية

وتملأ عليهم وجدانهم وكيانهم

ويتمنون بصدق أن لو بذلوا هذه الدماء لتروى شجرة الإسلام

وتعلو راية التوحيد وتقوم دولة الإيمان

ويسعون لنشر العقلية الإسلامية ويبذلون جهودهم فى بث روح الإسلام الخلقية


فعليكم أن تنشروا دعوتكم علناً وتقوموا بإصلاح قلوب الناس

وعقولهم بأوسع نطاق ...

وتسخروا الناس لغاياتكم المثلى

بسلاح من الخلق العذب

والشمائل الكريمة والسلوك الحسن

والحكمة البالغة ومثل هذا الانقلاب لا يمكن لأى قوة معادية أن تقف فى وجهه

وأقول إن هذه الأمة لا يصلح أخرها إلا بما صلح به أولها

أحبتى فى الله

من الخطأ البين أن تكون نقطة البدء عن طريق دعوتنا الطويل

ولبنة الأساس الأولى فى هذا البناء الضخم الكبير

أن تكون بالتوقف لإصدار الأحكام على الناس بالإسلام أو الكفر

وهذه مزلة كبيرة خشى الخوض فيها علماء الأمة وفقهاؤها

وحكمنا عليهم أى على الناس ليس هو الذى سيدخلهم الجنة

أو النار فليس هذا من شأن العبيد

ولكنه من شأن العزيز الحميد جل وعلا

فهو وحده المتصرف فى شأنهم وشأن الكون كله

(يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ ۚ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا )


وما زال السلف يتنازعون فى كثير من المسائل

ولم يشهد أحد منهم على أحد لا بكفر ولا بفسق ولا معصية

فنحن دعاة

واجبنا أن نؤدى الأمانة الكبيرة

والتبعة الثقيلة التى حملنا إياها

بالبلاغ والبيان والبشارة والنذارة

وأن نبين للناس ما غاب عنهم من حقائق وأصول هذا الدين فى غربة الإسلام الثانية

والله جل وعلا يخاطب نبيه صلى الله عليه و سلم بقوله

(فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ)

وبعد ذلك فإنه يجب علينا جميعا

أن نتحرك بسرعة

فى غاية الرحمة والحكمة والشفقة والتواضع

لنعلم الناس حقيقة التوحيد الذى أراده الله من خلقه

وجاء به رسوله محمد

ولا نقف مكتوفى الأيدى

ونكتفى فقط بإصدار الأحكام عليكم بالكفر أو الإيمان

ومع ذلك فلا ينبغى أن نظن أن الطريق هين لين

مفروش بالزهور والورود والرياحين

كلا !!!

ولكنه طريق طويل طويل حافل بالعقبات والأشواك

ومن الحكمة قبل أن نخطوا أن نتعرف على هذه العقبات

لنتزود لها بالزاد الذى يناسبها

حتى لا ننزلق فى أى منعطف من المنعطفات

أو يتوقف بنا المسير ...عند اصطدامنا بعقبة من العقبات

وهى كثيرة كثيرة

فلنتعرف عليها فى الخاطرة القادمة

و يبقى للحديث بقية نكمله فى الحلقة القادمة مع خاطرة بعنوان

عقبات على طريق الدعوة

اللهم انى قد بلغت اللهم فاشهد

اللهم انى قد بلغت اللهم فاشهد

اللهم انى قد بلغت اللهم فاشهد

و اخر دعوانا ان الحمد لله

سبحانك اللهم بحمدك نستغفرك و نتوب اليك

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الرحيل






آخر مواضيعي 0 مدونة ... دفاتر ذكريات الرحيل
0 سيدة الأحزان .... إهداء من الرحيل
0 همسات عاشق
0 خواطر على الطريق .. عقبات على طريق الدعوة لدين الله - الجزء الثانى
0 لست بشاعر يلهو بالمشاعر
رد مع اقتباس
قديم 08-14-2014, 03:04 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
توتى العمدة

الصورة الرمزية توتى العمدة

إحصائية العضو








توتى العمدة غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: خواطر على الطريق .. نقطة البدء فى الدعوة إلى دين الله


جزاك الله عز وجل خير الجزاء
وجعل ربى موضوعك بميزان حسناتك
وافادك المولى كما افدتنا ونفعك بعلمك
وجعلك من سكان الجنان ان شاء الله
واسكنك الفردوس الاعلى بجانب
الصديقين والشهداء وجعلك من رواد
حوض المصطفى صلى الله عليه وسلم







آخر مواضيعي 0 فن الغياب
0 راحو الطيبين
0 دمـــوع حبيســـة .. وقلـــوب ذليلـــة ..
0 سهم الايمان فى رمضان
0 قبعات ومعاطف فرنسية للشتاء2016
رد مع اقتباس
قديم 08-14-2014, 04:00 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
طارق سرور

الصورة الرمزية طارق سرور

إحصائية العضو







طارق سرور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: خواطر على الطريق .. نقطة البدء فى الدعوة إلى دين الله

طرح رائع وقيم ونافع بإذن لله

جزاك الله خيرا عنه اخى الرحيل







آخر مواضيعي 0 خوف
0 اسرار
0 اللهم اجعلنا من المحسنين
0 اعرف مين هى مصر
0 البقلة
رد مع اقتباس
قديم 08-14-2014, 05:37 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
الرحيل

الصورة الرمزية الرحيل

إحصائية العضو








الرحيل غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: خواطر على الطريق .. نقطة البدء فى الدعوة إلى دين الله

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

اللهم آمين

جزاكى الله خيرا أختى /
توتى العمدة

أسأل المولى عز وجل

أن يحفظك و يرعاك و يوفقك لما يحب و يرضى

من فلاح فى الدنيا و الآخرة

و جعلنا الله و اياك ممن يستمع القول فيتبع احسنه


الرحيل






آخر مواضيعي 0 مدونة ... دفاتر ذكريات الرحيل
0 سيدة الأحزان .... إهداء من الرحيل
0 همسات عاشق
0 خواطر على الطريق .. عقبات على طريق الدعوة لدين الله - الجزء الثانى
0 لست بشاعر يلهو بالمشاعر
رد مع اقتباس
قديم 08-14-2014, 05:39 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
الرحيل

الصورة الرمزية الرحيل

إحصائية العضو








الرحيل غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: خواطر على الطريق .. نقطة البدء فى الدعوة إلى دين الله

الفاضل

طارق سرور

الأروع فى الأمر

هو مرورك العطر

و كلماتك العطرة

و جعلنا الله و اياك ممن يستمع القول فيتبع احسنه


الرحيل






آخر مواضيعي 0 مدونة ... دفاتر ذكريات الرحيل
0 سيدة الأحزان .... إهداء من الرحيل
0 همسات عاشق
0 خواطر على الطريق .. عقبات على طريق الدعوة لدين الله - الجزء الثانى
0 لست بشاعر يلهو بالمشاعر
رد مع اقتباس
قديم 08-18-2014, 12:55 AM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
ندى الورد

الصورة الرمزية ندى الورد

إحصائية العضو







ندى الورد غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: خواطر على الطريق .. نقطة البدء فى الدعوة إلى دين الله



جزاك الله خيرا اخي الفاضل
على هذا الموضوع الرائع
أسأل الله أن يثبت قلوبنا على طاعته
وأن يجدد الإيمان فى قلوبنا
ويطهر قلوبنا من الكبر والنفاق والرياء والغرور
إنه ولى ذلك والقادر عليه








آخر مواضيعي 0 القصة في القرآن الكريم
0 لطائف من سورة يوسف
0 كن بوجه واحد.
0 البشائر العشر لمن حافظ على صلاة الفجر
0 أعرف صفاتك من القرآن الكريم
رد مع اقتباس
قديم 08-19-2014, 03:04 PM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
الرحيل

الصورة الرمزية الرحيل

إحصائية العضو








الرحيل غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: خواطر على الطريق .. نقطة البدء فى الدعوة إلى دين الله

اللهم آمين

جزاكى الله خيرا أختى / ندى


و جعلنا الله و اياك ممن يستمع القول فيتبع احسنه


الرحيل






آخر مواضيعي 0 مدونة ... دفاتر ذكريات الرحيل
0 سيدة الأحزان .... إهداء من الرحيل
0 همسات عاشق
0 خواطر على الطريق .. عقبات على طريق الدعوة لدين الله - الجزء الثانى
0 لست بشاعر يلهو بالمشاعر
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:58 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator