هذا حِوار بين الجلباب الحديث ، والجلباب المحتشم ,,
فَيقـُول الحوار . .
الجلباب الحديث :
أيها البالي .. ويا بقية القرون الخالية ..
أما آن لك أن ترحل عنا لم نعد نطيقك فقد مللناك جرفتك
الموضة
إلى بئر عميق .. وواد سحيق ..عزفت عنك النساء ..
فليس فيك إغراء ..
الجلباب المحتشم :
تسمي نفسك حديث .. وأنت داعية خبيثة ..
دستك بيننا أيد خبيثة .. جعلتك لشهواتها مطية ..
أنزلوك عن الرؤوس إلى الأكتاف .. ثم جعلوك من قماش
شفاف .. وقالوا : لا يضر ما دام في القلب عفاف ..!
الجلباب الحديث :
أما أنت فلم نعد نراك إلا على رؤوس العجائز
أو ظهور الجنائز هجرك بنات هذا الزمان الريان
ذوات العقد الفتان والحذاء الرنان لا مكان لك في عصر
الحرية
إنك رمز الرجعية وعنوان الهمجية .
الجلباب المحتشم :
يا خبيث نقشوا منك الأكمام وزينوك من الأمام جعلوك في
أيديهم ألعوبة وفي كل يوم لك أعجوبة ..
فلست ستراً لكل حصان بل أنت فتنة هذا الزمان ورمز
للفسوق والعصيان .
يا داعي السفور وبريد الفجور يا لعنة كل العصور
حامت حولك العيون وطمع فيك كل مفتون .
الجلباب الحديث .. (( يضحك )) :
ها قد طرقت كل باب ..
ولبستني كل كعاب .. فسحرت الشباب ..
وسلبت الألباب ..
ضيقت عليك الخناق .. فكسدت في الأسواق ..
الجلباب المحتشم :
يا لعين كم هتكت للبيوت من ستره ..
وجررت للخزي من حره .. وغرزت من إبره
وكسرت من جره .. زرعت فينا الإسفاف
وقوضت أركان العفاف ..
يا فتنة عصية .. يا شر كل بلية ، تزعم أنك عصري ..
وترمز للحرية .. ستعلم غداً إذا نزعوك بالكلية ..
فليس في حريتهم عباءة ، إنما هي عريّ ودناءة ..
الجلباب الحديث :
يا بالي .. غداً أراك ستقبر ..
وإلى غير رجعة ترحل .. فمصيرك في هذا الزمان الفناء ..
فعبثاً تحاول البقاء .. يا لون الخنفساء ..
يا شكل الخباء ..
الجلباب المحتشم :
وأنت لا شكلك المحبوك .. ولا سترك المهتوك ..
يرضي لهم أي صعلوك .. وسيجرفك سيل الحضارة ..
ليجعل مكانك نضارة .. تقي شعاع الشمس ..
وتصبح حديث الأمس .. هذا حالك مع أصحابك
أما أصحابي فلا يرضون سواي بدلاً ..
ولا يرضون عني حولاً ..
الجلباب الحديث :
يا قديم ليس فيك من الذوق لمسة .. ولا من السحر همسة ..
ألا ترى تعدد ألواني وأنواعي ..
وإقبال البنات على إغرائي وإبداعي ؟!!
الجلباب المحتشم :
أتعيرني بأني كاسر .. وأنا حجاب كل عابدة
صممتك أفكار الشيطان .. فأبعدتك عن هدي القرآن ..
أنت بنت دور الأزياء .. وأنا وليد عصر النقاء ..
الجلباب الحديث :
أرى أن لا بستك تجرك جراً .. وتزيدها من الحر حراً..
وتضيف إلى عمرها من السنين عشراً ..
الجلباب المحتشم :
تقول أني أجر جراً .. هل غاب عنك الحديث
" يرخين شبراً " وتشتكي الحر والله تعالى يقول :-
{ِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً} ؟!!!...
الجلباب الحديث :
أرضيت كل الأذواق .. وكشفت جمال الأعناق ..
أبديت المليح .. وسترت القبيح .. فلو لبستني قردة ..
أصبحت كالوردة .. !!
الجلباب المحتشم :
أنت في شرعنا حرام .. وليس لك بيننا مقام ..
وإن تسابقت إليك الفتيات .. كما إلى النار الفراشات .
الجلباب الحديث :
لا تعجب غداً إن تركوك .. أو حتى مزقوك ..
لأن بقاءك محلل ولا تصلح على أية حال فارحل بسلام ..
أو انتظر الموت الزؤام ..
الجلباب المحتشم :
إنك زيف باطل .. لا محالة زائل .. يا شكل الغراب ..
يا أحقر من الذباب .. يا فريسة سهلة للذئاب ..
لو كان الأمر بيدي أحرقتك .. وفي النيران سعرتك ..
فاعرف قدرك .. أراني الله عن قريب قبرك ..!
وأخيرا انتصر الجلباب المحتشم .. في هذه المناظرة القوية
فأسأل الله أن يحفظ نساء المسلمين
وأن يجملهن بالحياء والحجاب والحشمة والوقار ..
مِمَا قَرأت
07-21-2009, 06:03 PM
█ حوار بين الجلباب الحديث والجلباب المحتشم █
