عرض مشاركة واحدة
قديم 08-27-2009, 09:08 AM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
مصطفى
إحصائية العضو








مصطفى غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: جـُ ـرح الليـ ـلة المـ ـظلمة ـ. وإنتـ ـظار الـ ـصُبح



الحلقة الثانية
مرت ........

لا تعلم !!
دقائق ..
ساعات ..
لا لا
بل مرت قرون طويلة !!
لا فرق .......لا فرق
من يهتم بان ينظر الى عقارب الساعات التى تعد علينا لحظات الالم كما تعد علينا لحظات الفرح
بلا أى فرق
الا ان ساعات الالم طويلة

من يكترث لما يمر من عمره حزناً والماً وهماً
><><><><><
هذا احد الجيران
راجعاً من عمله ليلاً
فى تلك الساعة المتاخرة
راي شبح انسان
ممدد على الارض
نزل من سيارته
اقترب ...
ثم اقترب ....
نعم
انها هى
جارتنا الطيبة الرقيقة الجميلة
انها هى التى تنير الحى بكرمها وحسن جوارها وطيبتها

صُعق الرجل ألماً وحزناً

اهكذا يحدث لها ؟؟؟؟؟
نادى لزوجته
جاءت مسرعة تهرول
بسرعه
حملاها سوياً
ووضعاها فى السيارة
انطلقا بها الى المستشفى
ما بين مريض يتأوه ويقطع بأناتِه صمت الليل ومريض اخر مُستغرق فى نومِ أليم – علّه يهرب به من عذاب مرضه

انتظرا : الزوج وزوجته
بعد وقت ليس بطويل
يطمئنهم الطبيب

لا تقلقوا هى بخير وفى الصباح سوف تتعافى وتخرج

الحمد لله
قالها الزوج وزوجته
ثم عادا الى منزلهما بعد ان اتفقا انهما سوف ياتيان صباحا لاصطحابها الي بيتها
مرت السويعات القليلة الباقية من تلك الليلة القاسية
[.][.][.][.]

اشرقت شمس يوم جديد
اذابت الغيوم السوداء التى بقيت من الليلة المنصرمة

بدات الشوارع تزدان بالناس
انطلق الزوج وزوجته بسيارته الى المستشفى
وصلا – لم يكملا الطريق الى داخل المستشفى
لم تشاء ان ترهقهما بعناء الدخول الى المستشفى حتى لا يؤذيهما توجع المرضى
فهى رقيقة المشاعر مرهفة الاحاسيس ، فانتظرتهما على الباب الخارجي للمسشتفي
تطلعت اليهما مبتسمة – كعادتها دائما
شكرتهما بامتنان على وقوفهما بجانبها فى تلك المحنة
وانطلقوا الى الحى الذي يقيمون فيه
من نافذة السيارة
اخذت تتطلع الى المارة
هذا شاب ذاهب الى جامعته
وهذه فتاة تحتضن كتبها وهى فى طريقها الى مدرستها
وهذه أُم تسعى على كسب قوت ابنائها الذين تعولهم
وهذا ...
وهذا ...
وهذه .........
ياللعجب !!!!
كل هؤلاء الناس ؟؟؟
اين كانوا ليلة امس ؟؟؟؟؟
هل كانت وحدها فى الدنيا ليلة امس ؟؟؟
شردت بفكرها .....
حتى توقفت السيارة
نزلت امام بيتها
شكرت جيرانها مرة اخرى
ودخلت إلى منزلها ، استعداداً للعيش وحيدة
أحست بانقباض شديد حين دخلت المنزل
فللمرة الاولي سوف تقطن فى هذا المنزل وحيدة
عبأ كبير ملقي على عاتقها
ومسئوليات جمّة فى انتظارها
يآآآآه .. ما أقسي الليالي القادمة
ما أصعب ليالي الوحدة
وما أقسي ألآم الفراق
ظلت ليالي وايام
تنتظر رجوع ذلك الجاحد القاسي
بطل الليلة المظلمة الممطرة
مر الشتاء ثم الربيع ثم الصيف ثم الخريف
مرت فصول السنة
وتكرر مرورها مرات ومرات
حتى ملت العدد
فتوقفت عن الحساب
وحاولت أن تجد لقلبها الجريح عذاءً
اختزلت حياتها فى ادارة بعض الاعمال التى تعينها على الاستمرار فى حياتها بعزة
كما اعتادها جيرانها

يتبـــع ..






آخر مواضيعي 0 هـى حقيقي بقت تكرهنا .. تجربة أولى
0 جـُرح الليلة المظلمة ـ. وإنتظار الصُبح
0 شجــرة تحتضـــر فــى صمـــت
0 كلمات على جدران الحياة
0 العرب وخيار السلام - رأى بالعربي
رد مع اقتباس