السلام عليكم
إخوانى وأخواتى / أهل صدفة الكرام
تحية من قلب يحبكم فى الله
وبعد،،
ما أجمل أن نتشارك ما يجول بخاطرنا ويحيك فى صدورنا ، وإن كانت خربشات ، أو شطحات ، فما أجمل أن نتشارك الفكرة وتتلاقى أحاسيسنا وننمي مداركنا
أشكركم على سِعة صدركم ، وحسن قبولكم لتخاريفي ..
أشكر لتلكم العقول الواعية هنا ، والاقلام المبدعة والنفوس النقية .
وبعد ،،،
غريب هذا الانسان
كم هو مليئ بالنرجسية والانانية
يختصر الكون الواسع فى ذاته هو فقط ، وكأنه محور الكون ، وكأنه الكون وبدونه لا حياة على الارض
أعنى الانسان الفرد الواحد وليس بني الانسان بالكامل ، فـ بالطبع لا حياة للارض بلا بني البشر
اتكلم هنا عن الذات الانسانية المفردة
فحين يشعر الانسان بقليل من الضيق او تخنقه همومه وتبتلعه مشاكله
تراه وقد اختزل كل هموم الدنيا وابتاعها لنفسه
ليس فقط كذلك ، بل تراه يبخل حتى على محيطه من البشر
بقليل من تلك الهموم ولا يحق لاحد غيره الشكوى أو التذمر
فممنوع عليك أن تقول فى حضرته أنك ايضاً لديك من الهموم والمشاكل الكثير
والا فإنك بذلك تكون قد هضمت حقاً اصيلاً له ، ألا وهو حق تفوقه على الجميع
فى كم الهموم والمشاكل ، وحق الظهور بالقدر الكافي من الحزن والوجوه العابسة
الكارهة للابتسام وكأن بينها وبين البسمات ثأراً ودماً وناراً ، والقلوب المحروقة
والعقول المغلقة والأرواح العاشقة للوحدة والانعزال
تراه وقد تجاهل كل مظاهر الحياة من أفراح ونشاطات ونجاحات وازدهار ونمو
تراه وقد تجاهل ايضاً ما لغيره من أتراح وخمول
وسقطات وأحزان ومشاكل وتراجع وتدهور
فهو قد اصيب بالعمي الاختياري حيث اختار الا يري مما حوله الا نفسه
بما تحويه وآثر أن يبتعد عما يلفت نظره الى ما سواها
فلتبتعد كما شئت فلن تبحث عنك الحياة ، فالحياة لديها الكثير من المشاغل الاخرى
والتى بالتأكيد لست أنت من ضمنها وإن كنت من ضمنها فلست أنت مشكلتها الوحيدة
ولتغرق فى أحزانك كما تريد ، فليس مطلوباً من الحياة أن تعمل فى وظيفة المهرج لإسعادك ، وليس الكون
مسؤلاً عن توفير ندماءً لك كي يسامروك ويضحكوك
ولتذهب بعيداً بعيداً ولتختلى بروحك كما تشاء فالحياة ليست فى حال انتظار لاحد
ولا تتوقف لغياب احد بل لا تنتظر لرجوع احد ، هل سمعت يوماً ان الشمس أبت الشروق حزناً على احد او طلباً لعودته او احتجاجاً على غيابه ؟
هل توقف المطر عن الهطول حزناً على احد ؟
هل مات خلف من يموت أحد ؟
ما أحكم الكلمات التى تخرج عن تجربة بالرغم من بساطتها ، إلا أنها تكون أقرب الى القاعدة او القوانين ، كثيراً ما سمعت وما زلت أسمع من والدى يقول لى
أن المشيعون للجنازات بعد عودتهم يأكلون ويشربون وفى وقتٍ ما سوف يضحكون وتستمر الحياة كما كانت
واهمٌ أنت اذا تخيلت ان باحزانك تتوقف الحياة فاحزانك هي ملكك وهي بضاعتك التى لا يشتريها غيرك ولا يقبلها الا انت
فلترتمي فى أحضان الحياة ، ولتبعث برسالة مشاركة للجميع ، وليكون لسان حالك يقول:
( أنا ما زلت هنا بالرغم من كل شئ )
مستعد للمشاركة ..
مستعد للسير فى دروب الحياة
فى اختبار سككها
وسبر أغوراها
فلتقل ....أنا ما زلت موجوداً
وسلامٌ عليكم