السلام عليكم
مساء / صباح مُعطر بأريج الورود ، يزدان بكم
أيها الأحباء الرائعون هنا
وبعد،،
فى محاولة مني للوصول الى علياء أذواقكم ، خططت بعضاً من سطور
فقط أرجو أن تنال استحسانكم اخوانى واخواتى
لكم خالص المودة والتقدير
********
فى ليلة ٍأخرى من ليالى الشتاء
كهرباء المنزل والمنازل المجاورة مقطوعة
ظلام يحيط بالحى ويلفه فى سكون رهيب – قاتل
السماء مظلمة ، الا من بقايا هلال صغير ، ضعيف ، واهن
كانه يختبئ خلف السحاب الاسود من صقيع البرد القارس
فلا يظهر منه سوى شبح هلال او فقط ظل
هل ممكن ان يتحول الضو الى ظل ؟؟؟؟
لا لا لا
ان ذلك مخالف لنواميس الكون
[*]

فى منزل صغير ، انيق ، تحيط به حديقة جميلة مرتبة ازهارها وورودها ودروبها القليلة بعناية فائقة تنم عن ذوق راقى
داخل ذاك المنزل سيدة فى منتصف العقد الثالث من عمرها
بها مسحة جمال اخاذ – ولكنه حزين
جلست امام مدفأة قديمة ترشف اخر قطرات من مشروب ساخن
وتلتحف بشال انيق – لعله يشعرها ببعض الدفئ
امامها على منضدة صغيرة وريقات قليلة وقلم
رمزا للحزن – استئناسا – تسليه
ليس مهما
وانما هى محاولات يائسة منها لقتل الوقت
محاولة ان تألف قصة
تكتب بيت شعر
تخط اي كلام
لا معنى له
لا لغة له
لا حروف له
ويبدو انها فشلت في ذلك
تلقى براسها للوراء ، فى مقعدها الوثير ، امام المدفأة
تنظر من النافذة الزجاجية
نعم :ما زالت تمطر (تقول)
انه بداية الغيث فقط
قطرات يتيمة كانها ضلت طريقها وتشبثت بنافذتها الزجاجية
تمعن النظر
تسترق السمع
الصوت يعلو ويعلو
غفوت فى مقعدها قليلا – لثوانى – دقائق
راودها ذاك الكابوس مرة اخرى
فقط لحظات قليلة رات فيها شريطا من الذكريات المؤلمة مارا امام ناظريها
فى ليلة مشابهة
ممطرة
مظلمة
شديدة البرودة
وقفت على الباب فى وداعه
او محاوِلــةً استرجاعه
دموعها تنهمر على وجنتيها الناعمتين الغضتين
تتوسل اليه ان لا يرحل
لا تتركنى (تقول)
لا تحطم احلامى...
وهو واقف فى قسوة وجبروت وعناد
وبرود اشد من برد تلك الليلة
قالت له :
ارجوك انتظر حتى الصباح
ارجوك
ابقى
ولو فقط تلك الليلة
ابقى معى فانا اخاف الظلام
اخاف الوحدة
انا اخاف المطر
اخاف صوت الرعد
ووميض البرق
<<-->>
ولكنه وبقسوة : لم يلتفت الى نظرة الانكسار في عينيها
ولا الى جسدها النحيل الذي ينهشه البرد والخوف
تعلقت بمعطفه – قبضت على المعطف بيدها كأنه طوق نجاتها
كأنه الخط الفاصل ما بين شقائها وسعادتها
مابين المها وراحتها
اجتذب ثيابه من يدها بقوة – بل بقسوة
مصمم هو على ان ينتزع كل امل منها – حتى طوق النجاة
لم تتخلى قبضتيها الضعيفتان على ما قبضت عليه
حاول مرارا وتكرارا
لم تفلته من يدها
حقيبة سفره في يد
وبيده الاخرى يحاول التخلص من ذاك الشئ الصغير الضعيف الذى صار كقعطة من ملابسه
توحد مع ملابسه حتى صار منها
تعجب اشد العجب !!!!
من اين لها بكل تلك القوة التى تتشبث بها
كيف استطاعت الصمود
ها هو ذا قد سار نحو الباب وهى متعلقة بتلابيب ثيابه
تخطى باب البيت
نزل الدرجات القليلة المُسلِّمة لارضية الحديقة
سار خطوات وخطوات
وما زالت متشبثة بمعطفه
ابتلت ملابسها الخفيفة بماء من السماء ووحل من الارض
كدمات متفرقة على جسدها الضعيف
هنا كدمة
وهنا خدش
وهنا جرح غائر من جراء سقوطها وتدحرجها
وفى النهاية
وعند الباب الخارجى للبيت
خارت القوة الضعيفة اصلاً
افلتت اليد القوية ما تمسكت به
تركت القبضة الحديدية ما قد ماتت عليه منذ قليل
تركت طوق النجاة ..
كما تمسكت به بمنتهى القوة
تركته بمنتهى الضعف
والياس
والانكسار
لحظات قبل ان تفقد وعيها
تقول :
ااااااااااااه
لقد توقفت حياتي عند هذه الساعة
قد جف نبع عمري
ماتت ضحكاتى
وا فرح همى
وا شماتة حزنى
أنا؟؟؟
أنا !!
الحالمة الدافئة
الباسمة دوما
الرقيقة حالا
المتالقة ابداً
اهذه انا ؟؟؟؟؟
قالتها
ثم غااااااااابت عن الوعى ...
يتبع .