اقتباس:
مِن أينَ "يَدخُل الشَيطَّانْ" ؟!
|
,
‘
إنّ مثل القَلب مثل حِصن
والشيطان عدوّ يريد أن يدخله فيملكه ويستولي عليه،
ولا نقدر على حفظ الحصن من العدوّ
إلا بحراسة الحصن ومداخله ومواضع ثُلَمِهِ،
ولا يقدر على حراسة أبوابه من لا يدري أبوابه
فحماية القلب من وسواس الشيطان واجبة ..’

ولا يُتَوصَّلُ إلى دفع الشيطان
إلا بمعرفة مداخله فصارتْ معرفة مداخله واجبة ...
,’
وَّ مداخل الشيطان وَّ أبوابه صفات العبد وَّ هي كثيرة،
وَّ لكنا نشير إلى الأبواب العظيمة الجارية مجرى الدروب
التي لا تضيق عن كثرة جنود الشيطان.,,
,’
فَّمِنْ "أبوَابهِ العَظْيِمَّهْ" .,

’الغَضَبْ وَّالشَهُوَهّ,,
فإنّ الغضب هو غول العقل، وَّ إذا ضعف جند العقل هجم جند الشيطان’
وَّ كلما غضب الإِنسان لعب الشيطان به كما يلعب الصبي بالكرة.
,
’الحَسَّد وَّ الحِرصْ,,
فمهما كان العبد حريصاً على كل شيء أعماه حرصه وأصمّه,
وَّ نور البصيرة هو الذي يعرف مداخل الشيطان فإذا غطّاه الحسد والحرص لم يبصر.
فحينئذ يجد الشيطان فرصة فيحسّن عند الحريص كل ما يوصله إلى شهوته وَّ إن كان منكراً وفاحشاً.
,
’الشَّبَعْ مِن الطَعَامْ,,
وَّإن كان حلالاً صافياً، فإنّ الشبع يقوّي الشهوات وَّالشهوات أسلحة الشيطان.
,
’حب التزين من الأثاث والثياب والدار,,
فإن الشيطان إذا رأى ذلك غالباً على قلب الإِنسان باض فيه وفرخ،
فلا يزال يدعوه إلى عمارة الدار وَّتزيين سقوفها وَّحيطانها وَّتوسيع أبنيتها
وَّيدعوه إلى التزين بالثياب وَّالدواب وَّيؤمّله بطول عمره،
وَّإذا أوقعه في ذلك فقد استغنى أن يعود إليه ثانية.
,
’الطَمعْ فيِ النَاسْ,,
لأنه إذا غلب الطمع على القلب لم يزل الشيطان يحبب إليه التصنع وَّالتزين
لمن طمع فيه بأنواع الرياء والتلبيس حتى يعود المطموع فيه كأنه معبوده
فلا يزال يتفكر في حيلة للتودد وَّالتحبب إليه وَّيدخل كل مدخل للوصول إلى ذلك.
وَّأقل أحواله الثناء عليه بما ليس فيه وَّالمداهنة له بترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
,
’العَجَلهْ وَّتَركِ التَثَبتْ فيِ الأُمُورْ,,
قال عز وجل: {خُلِقَ الإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ}[الأنبياء:37
وقال تعالى: {وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولا}[الإسراء: 11]
وقال لنبيه صلى الله عليه وسلم :
{وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ}[طه: 114]
وَّهذا لأن الأعمال ينبغي أن تكون بعد التبصرة وَّالمعرفة،
وَّالتبصرة تحتاج إلى تأمل وَّتمهل، وَّالعجلة تمنع من ذلك،
وَّعند الاستعجال يروّج الشيطان شرّه على الإِنسان من حيث لا يدري.
,
’الدَرَّاهِمَ وَّالدَّنَانِيرْ وَّسَائِر أَصنَافْ الأَمْوَّالْ,,
من العروض وَّالدواب وَّالعقار،
فإن كل ما يزيد على قدر القوت وَّالحاجة فهو مستقر الشيطان،
فإن من معه قوته فهو فارغ القلب.
,
’البُخلْ وَّخَوفْ الفَقْر,,
فإن ذلك هو الذي يمنع الإِنفاق وَّالتصدق وَّيدعو إلى الادخار والكنز
وَّالعذاب الأليم وَّهو الموعود للمكاثرين كما نطق به القرآن العزيز.
,
’التَعَصُبْ ِللمَذَاهِبْ وَّالأَهوَّاءْ,,
وَّالحقد على الخصوم وَّالنظر إليهم بعين الازدراء وَّالاستحقار،
وَّذلك مما يهلك العباد جميعاً فإن الطعن في الناس وَّالاشتغال بذكر نقصهم
صفة مجبولة في الطبع ، فإذا خيل إليه الشيطان أن ذلك هو الحق وَّكان موافقاً لطبعه
غلبت حلاوته على قلبه فاشتغل به بكل همته،
وَّهو بذلك فرحان مسرور يظن أنه يسعى في الدين وَّهو ساع في اتباع الشياطين.
,
’حَملْ العَوّامْ الذِينَ لَمْ يمُارِسوُا العِلمْ وَلم يَتبَحروُا فِيِهْ,,
على التفكر في ذات الله تعالى وَّصفاته وَّفي أمور لا يبلغها حدّ عقولهم
حتى يشككهم في أصل الدين، أو يخيل إليهم في الله تعالى خيالات يتعالى الله عنها
يصيرُ أحدهم بها كافراً أو مبتدعاً وَّهو به فرح مسرور مبتهج بما وقع في صدره،
يظن ذلك هو المعرفة والبصيرة وَّأنه انكشف له ذلك بذكائه وزيادة عقله
فأشدّ الناس حماقةً أقواهم اعتقاداً في عقل نفسه،
وَّأثبت الناس عقلاً أشدهم اتهاماً لنفسه وَّأكثرهم سؤالاً من العلماء.
,
’سُوء الظَن بِالمُسلِميِنْ,,
قال الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ}[الحجرات: 12].
فإن من حكم على مسلم بسوء ظنه، احتقره وَّأطلق فيه لسانه،
وَّرأى نفسه خيراً منه، وَّإنما يترشح سوء الظن بخبث الظان،
لأن المؤمن يطلب المعاذير للمؤمن، وَّالمنافق يبحث عن عيوبه.
,‘
==
يُتبَّعْ ‘