الرسالة الأولى
رسالته إليها
حبيبتي أنا
حبيبتي .. تعالي كما أنت .. حافية القدمين ..أدخلي في قلبي
اعبثي فيه .. بعثريه .. اقطعي شراييني وأوصليها كما تشائين
اكسري أنية الورد .. اقلعيها من الجذور .. اقلبي المكان ..
حطميه .. اقتلي هذا الصمت .. اسكني هذا الفراغ .. بددي
كل الشكوك .
كم احبك .. كم أشتاق إليك .. كم اشتاق لحديثك الذي بات
يغيب عني .. تقتلني الوحدة هنا .. تعالي إلي .. مرّي على
جراحي الملتهبة علّها تبرأ .. ضميني إلى صدرك الحنون علّ
النيران المستعرة في قلبي تهدأ .
وحدي هنا .. أعيش غربتي .. وأنت هناك .. هم معك ..
هم حولك .. كلهم حولك .. إلا أنا .
كلماتك الطاهرة تصلني كل صباح .. تقطع جزءاً من حبال
الصمت ..تحرك هذا الفضاء الساكن حولي .. فتدب بأوصالي بعض الحياة.
قد باعدت المسافات بيننا .. فامتدت جسور .. وعلت آفاق
ولكني ما زلت أسمع صدى همسك يتخللها ويتسلل إلى
فلبي هاتفاً أنا معك .. أنا معك .. أنا معك .. معك .
أمانة يا نجومي .. اذهبي إليها .. أوصلي لها السلام
أضيئي سماءها .. وأنيري ليلها الموحش .. احمليها كل مساء
إلى سريرها .. ضميها إلى وسادتها .. أسدلي غطاءها الحريري
على جسدها الندي .. واهمسي في أذنها أني بالأمس كنت
أحبها.. لكني اليوم بدون حبها أموت .
الرسالة الثانية
رد الرسالة
أهديك أنفاسي
إلى اشتياقي .. إلى ما بعد الاشتياق .. إلى حبي المنسي في غربته المقصي بدون مراسم وداع .. أهديك الآن أنفاسي .
هل فزع القدر من براءة عينيك ؟ وشهد شفتيك .
هل جزع من أن تجثو الخطيئة في باطن كفيك ؟
وأن تتلعثم خطى البشرية بين أصابع قدميك ؟ فأقصاك من دربي !
هل اغتاظ من تفتح براعم قلبي على زنديك ؟ وتسلل أنفاسي
ليلا ًإلى رئتيك .. فنفاك إلى ما وراء السحاب !
هل ساءه أنك غدرت التاريخ في أحلامك .. فانتبذت لنا وطناً
نسكنه .. وأرضاً نفترشها .. وسماء نلتحفها .. وغيمات
تعلو وتهبط متى شئنا .. وتمطر لحبنا في آب .
اختطفك إلى هناك .. أقصاك إلى هناك .. إلى حيث لا
لقاء ولا سماء تجمعنا .. لا ليل ولا قمر يؤنسنا .. إلى
حيث لا أصل أنا ظناً منه أني لا أصل .
فإليك أنفاسي التي طالما استنشقتها خلسة عنه .. أنفاسي
التي طالما حلمت بضمها وتقبيلها في غفلة منه ..
إليك أنفاسي كلها قبل أن تصل إليها يده.
منقولى