صقر القوقاز
سنتحدث اليوم عن صقر القوقاز
وهو الإمام شامل
هذه وقائع تاريخية بأشخاصها الحقيقية في عام
17/10/1832
خارج مدينة غمري الداغستانية تقع أحداث هذه القصة
في مدينة القوقاز المسلمة في الجنوب الغربي من روسيا
إذ تقسمها جبال القوقاز
إلي قسمين شمالي أوروبا حيث الجمهورية الإسلامية
داغستان والشيشان وأنجوشيا والشركس وقسم جنوبي
آسيوي حيث جورجيا وأذربيجان وارمينا ويحدها من الجنوب
إيران وتركيا ومن الغرب البحر الأسود ومن الشرق بحر قازوين
أو بحر الخزر
وصل الإسلام إلي هذه الديار في العام الثامن عشر للهجرة ومنها
انطلقت جحافل السلاجقة في عام ألف وأربع مائه وسبعين ميلادية
بقيادة( الأرسلان) لتحمى الدولة الإسلامية العباسية من هجمات
الروم.
ثم تعرضت بعد ذلك إلي إبادة على أيدي الأباطرة الروس استمرت
سبعة قرون عرفت باسم ( الحروب الصليبية الثانية ) كانت أعنفها
تلك التي قادها (إيفان الرهيب ) في القرن السادس عشر حيث
فرضت عليهم النصرانية ديناً
ثم حملات الجينرال ( برمالوف ) التي استمرت حتى عام ألف
وثماني مائه وستة وعشرين
ولكن أهل القوقاز لم يكفّوا عن الثورات المتلاحقة إلاّ إلى أن قام
قاضى القضاة ( الملاّ محمد الغمراوى) الملقب ( بالغازي محمد )
منادى أهل داغستان والشيشان إلى الجهاد والحرية في عام ألف
وثماني مائه واثنين وثلاثين ميلادية
فشكّل جيشا اسماه ( جيش الُمُُرِيدين ) الذي الّحق بالغزاة الروس
هزائم متكررة إذ ردّهم على بلاد القوقاز إذ حررها حتى عام ألف
وخمس مائه وسبعين ميلادية في غضون عامين فقط
وفى شتاء عام ألف وثمانية مائه واثنين وثلاثين كان الملاّ محمد
مع ثلة من الشيشان والداغستان بينهم الإمام شامل ينتظرون فيلق
(المريدين) في ضواحي (غمري الداغستانية) بقيادة تلميذه (حمزة
الخمَزاخي) فعلم الغزاة الروس بمكانه في بيت من بيوت القرية
فاندفعوا نحوها بقيادة الكولونيل ( بلونوف) والأمير( روزون) على
رأس كتيبتين من الجيوش القريبة بقيادة الجنرال ( كول جونو )
الذي منع فيلق (حمزة) من نجدته
فنال الشهادة الملاّ محمد بعد وشىّ الخائنين
وبعدها استشهد القائد( حمزة الخمَزاخى) بعامين
وبعدها ذهب الإمام شامل وتمكن من الهرب بعد قتل 10 من الجيش
الروسي وكان من بينهم قائد الفوج والنقيب بعد إصابته بإصابة
بالغة وهىكسر في ترقوته وخرق في رئته
والذي عالجه كان حماه وهو الدكتور (عبد العزيز ) في قرية( ارتو
سكول) وتمكن الأخرون من الهرب
وتجلت قدرة الملك في شفاء الإمام شامل بعد إسبوع من إصابته
بالرغم ألا يحرك ذراعه بسبب إصابته البالغة لمدة
شهر لكن سبحان من تجلت قدرته فشفى تمام الشفاء في إسبوع
وبعدها عاود مسيرته الجهادية
فأول ما تحرك ذهب لمن تسبب في استشهاد الملا محمد الغازي
وهو الخائن( بن خان) وكان رئيس قرية (أركان ) وتركه الإمام شامل
لعله يتوب ولا نعلم ماذا حلّ به
وذهب بعدها إلى قرية (أخول كويوها) وتوجهوا الروس إليه بعدد 40000
بأربعين ألف مقابل كل من عدد بسيط من الشيشان والأديغه والقراشاى والإستين
وداغستان والقومق في عام 39 الأول من يوليو بقيادة (الجنرال كوليجيرو)
قضى على الجيش الأول من الروس بجبل من الثلج وهذه من حيل الإمام شامل دون أن يخسر من جند الله أحدا
وقضى على الجيش الثاني وكان تعدادهم 600 قتيل من بينهم 18 من ضباط سلاح
الهندسة والباقي هربوا
ومن ضمن حيل الإمام شامل اخذ كل الخيول من معسكر الروس فسبحان
من أخزاهم بالرغم أن الذين أخذوا الخيول كلها كانوا 2 فقط من الشيشان واحد منهم استشهد
وفى يوم 16 من يوليو كان يوما مشهودا حيث أوقع بهم شامل وقتل منهم الجيش الأول
وأوقعهم في المصيدة والجيش الثاني هزم بقيادة( بوبوف ) من( الزبير) وإخوانه
وهزيمة الجيش الثالث بقيادة ( ترازفيتش ) فقد تراجع قبل وصوله
وهذه كانت المعركة الثانية بعد إنضمام الشركس لشامل
وفى معركة أخرى وجد شامل حيله أخرى للفتك بالروس
وكان تعداد الشهداء 33فى المقابل 136 قتيلا و506 من الجرحى
بالرغم من اعتراف جنرالهم بعدد قتلاهم إلى الآن 3000 جندي روسي من بداية المعركة
فسبحان من أعز جنده وهزم الروس وحده.
وفى اليوم الثاني على التوالي كانت لهم مفاجأة أخرى من مفاجأت الإمام شامل
حيث ترك لهم القرية خاوية من البشر بعد سحقهم والحمد لله
وبعد ذلك غادر الإمام شامل( أوخولفوا) في 21من أغسطس على 39
بعد حصار دام 80 يوما تكابد الروس آلاف القتلى والجرحى ثم تمكن بعد ذلك
منفتح داغستان الشمالية وحاصر كافة الحاميات الروسية في القوقاز ودمرها
من نهر السامور إلي نهر تبريك
وسحق الجيش الروسي كله في عام 1843بقيادة( بوش كيين)
أصبح اسم شامل أسطورة تساقط أمامها ممالك الروس وبقى سيد الموقف حتى عام
1859
وفى أغسطس عام 1859كان( شامل) في كهف( شمالي) مع
بعض من رفاقه بعد ان اوشى به أحد الخونة فحاصره الجنرال
( باي تنيسكي ) واتفق معه على ألقاء السلاح مقابل تحسين حال
المسلمين في القوقاز فقبل الشيخ( شامل) وقد بلغ 60 من عمره وبقى في (قلعة كالوغا )
رهن الإقامة الجبرية حتى عام 1869 ثم خرج إلى( تركيا ) ومنها إلى الحج إلى أن
وفته المنية في منزل الشيخ( احمد الرفاعي) في( المدينة المنورة) 4/2/1871 الموافق
25 من ذو القعدة 1287 وبعد أن صلى المغرب قال (الله الله) ثم فاضت روحه إلى
باريها ودفن في اليوم التالي في مقبرة( البقيع )
رحمك الله أيها المجاهد الجسور وجزاك عن المسلمين خير الجزاء