العودة   شبكة صدفة > المنتديات الاسلاميه > قرآن كريم وصوتيات اسلامية

قرآن كريم وصوتيات اسلامية تحميل و استماع اناشيد و صوتيات و مرئيات اسلامية اناشيد اسلامية و صوتيات و مرئيات اسلامية جديدة , و اناشيد فلاش اناشيد mp3 و فيديو كليب اناشيد, ويشمل كلمات الاناشيد وايضاً اناشيد طيور الجنة ونغمات اسلامية ورنات اسلامية ونغمات دينية ونغمات انشادية و رنات انشادية كما تضم اناشيد لكبار المنشدين جديدة كـ مشاري العفاسي و سامي يوسف كما يضم أناشيد اناشيد افراح و اناشيد جهادية استماع اناشيد و تحميل اناشيد رائعة - اناشيد - أناشيد - انشودة - اناشيد قناة الروح - اناشيد الروح - اناشيد قناة فور شباب - اناشيد فور شباب - اناشيد للشباب - اناشيد شبابية - اناشيد صبا - اناشيد قناة صبا - اناشيد صباء - اناشيد قناة راما - اناشيد راما - اناشيد سراج - اناشيد سراج - سراج - اناشيد للكبار - تحميل - تحميل اناشيد - استماع اناشيد - اناشيد اسلامية - اسلام - اسلامية - الاسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 01-06-2012, 10:58 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

New1 الهداية في القرآن من خلال سورة البقرة

الهداية في القرآن من خلال سورة البقرة

نبيل بن عبدالمجيد النشمي









هل تعلم أنَّ الله يحب لك الهداية وللناس أجمعين؟!

مدخل:
إن أمرًا فرَضَ الله طلبه فرضًا، وجعَل الدعاء به واجبًا ومُكررًا في اليوم والليلة، وفي مقام عظيم من أعظم مقامات العبد بين يدي ربِّه؛ إذ يدعو به المصلي وهو قائم يصلي لله - سبحانه وتعالى - إنَّ هذا الأمر لهو أهم ما ينبغي الانشغال به والاهتمام به والقلق لأجله.

ذلك الدعاء والطلب هو المذكور في قول الله تعالى: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ [الفاتحة: 6].

إنه أوَّل دعاء في القرآن، وهو أوجب دعاء أوجَب الله الدعاء به وقراءته يوميًّا؛ إذ قراءة سورة الفاتحة رُكن من أركان الصلاة، ولا تَصِح الصلاة إلاَّ بها، وفيها هذا الدعاء العظيم.

وسورة البقرة أَوْلَت موضوع الهداية عناية خاصة وواضحة؛ ولذلك قال برهان الدين البقاعي - رحمه الله - في سورة البقرة: "مقصودها: إقامة الدليل على أنَّ الكتاب هدًى ليُتَّبع في كلِّ ما قال، وأعظم ما يهدي إليه الإيمان بالغيب، ومَجمعه الإيمان بالآخرة، فمداره الإيمان بالبعث التي أعرَبت عنه قصة البقرة التي مدارها الإيمان بالغيب"[1]، ومحور السورة هو "بيان الصراط المستقيم على الاستيفاء والكمال: أخذًا وتركًا، وبيان شرف مَن أخَذ به، وسوء حال مَن تنكَّب عنه"[2]، وفي السورة دلالات واضحة على العناية بموضوع الهداية، ومن ذلك:
أولاً: الملامح العامة لعناية السورة بموضوع الهداية:
1- أوَّل صفة أثبَتها الله - سبحانه وتعالى - للقرآن في القرآن، هي أنه هدى في الآية الثانية من سورة البقرة في قوله تعالى بأنه: ﴿ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [البقرة: 2].

2- ذكَر الله في صدر السورة أصناف الناس، من حيث موقفهم من الهداية، وذكر مصير كل صِنف، فذكَر الذين اهتدوا ظاهرًا وباطنًا وهم المؤمنون، والذين رفَضوا الهداية ظاهرًا وباطنًا وهم الكفار، والذين قَبِلوا الهداية ظاهرًا ورفَضوها باطنًا وهم المنافقون.

3- التفصيل في ذِكر موانع الهداية، فتجد في السورة - والله أعلم - ما يُقارب خمسين مانعًا من موانع الهداية.

4- توضيح طُرق الهداية، وبيان أسبابها، فيَظهر - والله أعلم - في السورة أكثر من عشرين سببًا من أسباب الهداية.

5- لفظ كلمة "هدى" ومُشتقاتها ذُكِرت في السورة 30 مرة تقريبًا.

6- ذُكِر في السورة عددٌ من النماذج لأحداث ووقائع وشخصيَّات، كانت الهداية أحد المواضيع الرئيسة في ذِكر تلك النماذج، وسيأتي التمثيل ببعضٍ منها.

7- ثناء الله تعالى على الذين اهتدوا، وذَمُّه للذين لَم يقبلوا الهداية في ثنايا السورة، وفي أكثر من مناسبة.

8- تحدَّثت السور عن كثيرٍ من أبواب الخير التي تُعين على الهداية، وتؤكِّد محبَّة الله - سبحانه وتعالى - الهداية لخَلقه؛ مثل: الحج والصيام والصلاة، والإنفاق والجهاد.

ثانيًا: من موانع الهداية المذكورة في السورة:
1- الخَتْم على القلوب والأسماع؛ كما في قوله تعالى عن الكفار: ﴿ خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [البقرة: 7]؛ "أي: طُبِعَ عليها بطابع لا يدخلها الإيمان، ولا يَنفُذ فيها، فلا يَعُون ما ينفعهم، ولا يَسمعون ما يُفيدهم[3].

2- الغشاوة على الأبصار؛ كما في قوله تعالى: ﴿ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ ﴾ [البقرة: 7] من الآية السابقة؛ "أي: غشاء وغِطاء، وأَكِنَّة تَمنعها عن النظر الذي يَنفعهم، وهذه طرق العلم والخير، قد سُدَّت عليهم، فلا َمطمع فيهم، ولا خير يُرجى عندهم"[4].

3- مرَضُ القلوب كما ذكَره الله - سبحانه وتعالى - عن المنافقين وسبب عدم إيمانهم وخداعهم لله وللمؤمنين، فقال - سبحانه -: ﴿ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴾ [البقرة: 10].

4- تفضيل الضلالة على الهدى كما ذكَر المولى - عزَّ وجلَّ - عن المنافقين، فقال: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ﴾ [البقرة: 16].

5- الفِسق: ضرَب الله مثلاً، فقوم اهتَدوا وعَلِموا أنَّه حقٌّ من ربِّهم، وقوم ضلُّوا واعترَضوا بسبب فِسقهم؛ قال الله - سبحانه وتعالى -: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ ﴾ [البقرة: 26].

6- الكِبر كما حكَى الله - عزَّ وجلَّ - عن إبليس - لعَنه الله - لَمَّا رفَض السجود؛ قال الله: ﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 34].

7- اتِّباع خُطوات الشيطان، وذكَر الله ذلك في قصة آدم وزوجه، لَمَّا أزلَّهما الشيطان وأخرَجهما من الجنة؛ قال الله - سبحانه وتعالى -: ﴿ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ﴾ [البقرة: 36].

8- الكفر والتكذيب بالآيات؛ كما ذكَر الله في الموقف من الهدى الذي يأتي به للناس، فيكونون على موقفين؛ منهم مَن يتَّبع، ومنهم مَن يرفض، قال الله: ﴿ قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 38 - 39].

9- حب الدنيا: ﴿ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ ﴾ [البقرة: 41].

10- خَلْط الحق بالباطل؛ لأن مقصود تميُّز الحقِّ هو هداية الناس، فخَلْطه يُضلُّهم، فقال الله - سبحانه وتعالى - مُحذِّرًا؛ ﴿ وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ ﴾ [البقرة: 42].

11- كِتمان الحق: ﴿ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 42].

12- الإعراض والتولِّي؛ قال الله - عز من قائل -: ﴿ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [البقرة: 64].

13- الجدال والتعنُّت في المسائل، وهذا واضح في قصة بني إسرائيل، لَمَّا طَلَب منهم نبيُّ الله موسى - عليه السلام - أن يذبحوا بقرة كما في الآيات من 67 - 71، والتي بدأَت بقوله - سبحانه -: ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴾ [البقرة: 67]، إلى قوله تعالى: ﴿ قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ ﴾ [البقرة: 71].

14- تحريف كلام الله: قال الله - سبحانه وتعالى -:﴿ أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 75].



15- الإيمان ببعض الكتاب والكفر بالبعض؛ قال تعالى: ﴿ ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ [البقرة: 85].

16- الحسد: قال - سبحانه وتعالى -: ﴿ وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ﴾ [البقرة: 109].

17- محاربة المساجد؛ كما قال - سبحانه وتعالى -: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [البقرة: 114].

قال الطاهر بن عاشور - رحمه الله - عند تفسير هذه الآية في "التحرير والتنوير": "فبيَّن أن ظُلمهم في ذلك لَم يَبلغه أحدٌ ممن قبَلهم؛ إذ منَعوا مساجد الله وسدُّوا طريق الهدى، وحالوا بين الناس وبين زيارة المسجد الحرام الذي هو فخْرُهم وسببُ مكانتهم، وليس هذا شأن طالب صلاح الخَلق، بل هذا شأن الحاسد المغتاظ".



18- التشبُّه باليهود والنصارى فيما يخصُّ دينهم واتِّباع أهوائهم، قال الله - سبحانه وتعالى -: ﴿ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ﴾ [البقرة: 120].

19- التولِّي عن هدي الصحابة - رضي الله عنهم - قال الله تعالى: ﴿ فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [البقرة: 137].

20- السفه: والسَّفيه هو الذي لا يعرف مصلحة نفسه، وهو قليل العقل والحِلم والدِّيانة؛ كما ذكَر الله عن الذين اعترَضوا عن تحويل القِبلة: ﴿ سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [البقرة: 142].

21- كِتمان العلم؛ لأن العلم طريق موصِّل للهداية، فكتمانه يمنع الهداية؛ كما قال الله - سبحانه وتعالى -: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ﴾ [البقرة: 159].

22- محبَّة غير الله كحبِّ الله: قال المولى - عزَّ وجلَّ -: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ﴾ [البقرة: 165].

23- اتِّباع خُطوات الشيطان: قال الله: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾ [البقرة: 168].

24- التقليد الأعمى: إذ يَفقد المرء بصيرته كفَقْد بصَره إذا سلَّم أمره لتقاليد وعادات وإلْفٍ أَلِفه دون بيِّنة ولا حُجة؛ قال الله - سبحانه وتعالى -: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 170].

25- الاختلاف في الكتاب، ورَدُّ بعضه ببعضٍ: قال الله تعالى: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ﴾ [البقرة: 176].
"وإن الذين اختلفوا في الكتاب فآمَنوا ببعضه وكفروا ببعضه، لفي منازعة ومفارقة بعيدة عن الرشد والصواب"[5].

26- الخصومة بالباطل: قال الله تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ﴾ [البقرة: 204].

27- العِزة بالإثم: قال الله - عزَّ وجلَّ -: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴾ [البقرة: 206].

28- الجزع وقلة الصبر: قال الله تعالى: ﴿ فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 249].

29- الظلم: إذ يُصبح الظلم حاجزًا بين الظالمين وبين الهداية؛ قال الله تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة: 258].

30- الرِّياء: قال المولى - عزَّ وجلَّ -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 264].

31- الكفر: وهو أصل موانع الهداية ورأسها؛ قال الله: ﴿ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 264].

32- القياس الفاسد: قال الله تعالى في الذين قاسوا الرِّبا على البيع: ﴿ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 275].

33- العودة إلى المعصية: قال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 275].

34- اتِّباع الفتنة: قال الله تعالى: ﴿ وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 102].

35- عدم العمل بالعلم: قال الله تعالى: ﴿ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ [البقرة: 44].

ثالثًا: أسباب وطرق الهداية المذكورة في السورة:
1- القرآن وهو أصل الأسباب وأوَّلها، قال الله تعالى في وصْفه: ﴿ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [البقرة: 2].

ولكن "لا بدَّ لمن يريد أن يجدَ الهدى في القرآن، أن يجيء إليه بقلب سليمٍ، بقلب خالص، ثم يجيء إليه بقلب يخشى ويتوقَّى، ويَحذر أن يكون على ضلالة، أو أن تَستهويه ضلالة، وعندئذ يتفتَّح القرآن عن أسراره وأنواره، ويَسكبها في هذا القلب الذي جاء إليه مُتَّقيًا خائفًا، حساسًا مُهَيَّأً للتلقِّي"[6].

2- العلم: قال تعالى: ﴿ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [البقرة: 31].

والعلم النافع والموصِّل للهداية، هو العلم المُستمَد من الله ومن وحي الله - سبحانه - ولذا كما أنَّ الآيات دلَّت على فضل آدمَ - عليه السلام - على الملائكة بالعلم، إلاَّ أنَّها صرَّحت "أن عِلمه مُستمَدٌّ من تعليم الله له، فإنَّ إمداد الله له بالعلم يدلُّ على أنه مُحاط منه برعاية ضافية، ثم إنَّ العلم الذي يحصل عن طريق النظر والفكر، قد يَعتريه الخَلل، ويَحوم حوله الخطأ، فيقع صاحبه في الإفساد؛ من حيث إنه يريد الإصلاح، بخلاف العلم الذي يتلقَّاه الإنسان من تعليم الله، فإنه عِلْم مُطابق للواقع قطعًا، ولا يخشى من صاحبه أن يَحيد عن سبيل الإِصلاح"[7].

3- العبادة والطاعة: قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 21].

4- الإيمان بما جاء من عند الله: قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ ﴾ [البقرة: 26].

5- التسليم وإرجاع الأمر لله: قال الله تعالى: ﴿ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾ [البقرة: 32].

6- التوبة: قال الله تعالى: ﴿ فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [البقرة: 37].

7- اتِّباع الهدى الذي يُنزله الله: قال الله تعالى: ﴿ قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 38].


8- الاستعانة بالصبر والصلاة: قال الله تعالى: ﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ * الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴾ [البقرة: 45 - 46].

9- اتِّباع الكتاب والأنبياء: قال الله تعالى: ﴿ وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 53].

10- الإيمان والعمل الصالح: قال الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 82].

11- الإيمان بالملائكة: قال الله تعالى: ﴿ قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [البقرة: 97].

12- الإيمان والتقوى: قال تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 103].

13- الصلاة والزكاة: قال تعالى: ﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [البقرة: 110].

14- التسليم لله: قال الله تعالى: ﴿ وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 111 - 112].

15- الإحسان: قال الله تعالى: ﴿ بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 112].

16- تلاوة كتاب الله حقَّ التلاوة: قال المولى - عزَّ وجلَّ -: ﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [البقرة: 121].

17 - الثبات: قال تعالى: ﴿ وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة: 124].

18- الدعاء: قال تعالى: ﴿ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [البقرة: 127].

19- اتِّباع ملة إبراهيم: قال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ * إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [البقرة: 130 - 131]، وقوله تعالى: ﴿ وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [البقرة: 135].

20- الإيمان بما أُنزِل على الرُّسل: قال الله تعالى: ﴿ قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴾ [البقرة: 136].

21- الإيمان بمثل ما آمَن به الصحابة: قال الله تعالى: ﴿ فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [البقرة: 137].

رابعًا: أقسام الهداية في سورة البقرة:
ذكَر أهل العلم أنَّ الهداية النافعة أربعة أقسام[8]:
أحدها: الهداية إلى مصالح الدنيا؛ كما قال المولى - عزَّ وجلَّ -: ﴿ قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ﴾ [طه: 50].

وفي سورة البقرة آيات كثيرة تدلُّ على هذا القسم؛ منها قوله تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 29]، وقوله - سبحانه وتعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾ [البقرة: 168].

وغيرها من الآيات - والله أعلى وأعلم - مثل آية: 22 - 57 - 60 - 61 - 164 - 172 - 173.

الثاني: هداية البيان والدلالة، مثل قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ﴾ [الرعد: 7]. وقوله - سبحانه -: ﴿ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [الشورى: 52]، وقوله - سبحانه وتعالى -: ﴿ وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى ﴾ [فصلت: 17].

ويدلُّ على هذا القسم في سورة البقرة آيات كثيرة، مثل آية: 38 - 87 - 92 - 99 - 129 - 132 - 151، وغيرها والله أعلم، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿ وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 53].

وقوله - سبحانه -: ﴿ كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ﴾ [البقرة: 213].

الثالث: هداية التوفيق والإلهام، وهو الذي لا يَقدر عليه إلاَّ الله، وهو الذي جعل الهدى والإيمان في القلب، ومنه قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ﴾ [محمد: 17]، وقوله: ﴿ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [التغابن: 11]، وقوله: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ﴾ [يونس: 9].

ومن الآيات التي في السورة، وهي تدلُّ على هذا القسم - والله أعلم - قوله تعالى: ﴿ أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [البقرة: 5]، وقوله - عزَّ وجلَّ -: ﴿ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [البقرة: 213].

وكذلك في الآيات: 26 - 62 - 120 - 137 - 143- 257 – 285 - 286 ما يدلُّ على ذلك، والله أعلى وأعلم.

القسم الرابع: الهدى في الآخرة إلى الجنة، ومنه قوله تعالى: ﴿ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [الأعراف: 43]، وقوله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ * وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ ﴾ [الحج: 23 - 24].

وفي هذه السورة قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 25].

وكذلك قوله - سبحانه وتعالى -: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 82].

وهناك آيات في هذه السورة تدلُّ على ذلك؛ منها: الآيات من 62 - 218.م.

خامسًا: لفظ (هدًى) في السورة:
كُرِّر لفظ "هدًى" في السورة في خمس آيات على النحو التالي:
في الآية الثانية في قوله تعالى: ﴿ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [البقرة: 2].

في الآية الخامسة في قوله تعالى: ﴿ أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [البقرة: 5].

في الآية الثامنة والثلاثين في قوله تعالى: ﴿ قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 38].

في الآية السابعة والتسعين في قوله تعالى: ﴿ قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [البقرة: 97].

في الآية المائة والخامسة والثمانين في قوله تعالى: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185].

ومن خلال النظر في الآيات السابقة مُرَتَّبةً، يتبيَّن - والله أعلم - الآتي:
الآية الأولى: وصْفٌ للقرآن.
الثانية: تقرير أنَّ الهدى من الله - سبحانه وتعالى.
الثالثة: أنَّ الهدى يأتي للجن والأنس.
الرابعة: تُشير إلى وسيلة نزول الهدى وإيصاله للخَلق من الملائكة ومن البشر: "جبريل - عليه السلام - ومحمد - صلَّى الله عليه وسلَّم".
الخامسة: ذكرت وقت نزول الهدى وهو شهر رمضان.

فجمعَت هذه الآيات - والله أعلم - الهدى ومصدره، والمقصود به، وواسطته ووقته.

أسأل الله - سبحانه وتعالى - أن يَهدينا إلى صراطه المستقيم، وأن يَرزقنا الهدى والتُّقى، والعفاف والغنى، وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله وآله وصَحْبه.

والحمد لله ربِّ العالمين.



[1] نظم الدرر في تناسب الآيات والسور؛ برهان الدين البقاعي (1/ 55)، عن التفسير الموضوعي لسور القرآن، جمعة الشارقة (1 / 27).
[2] البرهان في تناسب سور القرآن؛ أبو جعفر بن الزبير الغرناطي، ص 88، عن التفسير الموضوعي لسور القرآن، جمعة الشارقة (1 / 27).
[3] تفسير السعدي ص 24، ط: مؤسسة الرسالة.
[4] السابق.
[5] التفسير الميسَّر، تفسير الآية 176.
[6] الظلال (1/ 9).
[7] الوسيط؛ سيد طنطاوي، (1 / 58).
[8] انظر: الفتاوى الكبرى (1 / 100)، ومختصر الفتاوى المصرية (1 / 122)، وذكَرها ابن القيِّم في "مدارج السالكين".







آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 01-06-2012, 05:31 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
طارق سرور

الصورة الرمزية طارق سرور

إحصائية العضو







طارق سرور غير متواجد حالياً

 

افتراضي

طرح رائع وقيم ونافع بإذن لله

جزاك الله خيرا عنه اختى
نوووووور






آخر مواضيعي 0 خوف
0 اسرار
0 اللهم اجعلنا من المحسنين
0 اعرف مين هى مصر
0 البقلة
رد مع اقتباس
قديم 01-14-2012, 09:41 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

افتراضي

نوور..جزاك الله خير
على طرحك الراائع
جعله الله في ميزان حسناتك

ودمتي بحفظ الرحمن






آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس
قديم 01-16-2012, 08:09 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي

بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز

وفي انتظار جديدك الأروع والمميز

لك مني أجمل التحيات

وكل التوفيق لك يا رب







آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:01 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator