جميلة صباحات الوطن حينما تتفتح الأزهار ناظرة إلى وجه الشمس باسمة إليه كأنما تلقي عليه تحية الصباح وتشكره على هذه الزيارة المتكررة في كل يوم المشرقة الحاملة معها النور والدفء وأسباب الحياة والأمل .
و حينما تبدأ بشقشقة العصافير التي تبدو وكأنها تنشد أناشيد الصباح في كل يوم باعثة في نفسها روح النشاط والعمل .
وجميلة صباحات الوطن حينما تفتح أبواب البيوت فتخرج مكنوناتها من الرجال الحاملين بين أيديهم كل أسباب الجد يسعون لتحصيل رزقهم ورزق أبنائهم صابرين على عناء يومهم دون تذمر أو ملل .
ويخرج الصغار الحاملين على ظهورهم حقائب منتفخة كأنما صارت الكلمات التي تمتلئ بها كتبهم أحمالا ثقيلة , أراهم ذاهبين إلى مدارسهم , مترنمين مرة متأففين مرة يتمايلون كالجمل !
و تخرج الأم الرؤوف تشيع زوجها بالدعوات وصغارها بالقبلات ولفافات الجبن الصغيرة التي تعينهم على قضاء يومهم , ثم تعود باسمة تلفها جدران البيت كالصدفة التي تلف أثمن اللآلئ , عاملة فيه بكل نشاط تفكر جاهدة كيف تعد لهم أطيب الطعام والشراب وتهيئ لهم أسباب الراحة بعد العناء والكلل .
جميلة يا صباحات الوطن حينما أفتح عيني عليك في كل يوم كالطفل الذي يفتح عينيه لأول مرة فيرى وجه أمه المشرق الجميل
جميلة حين تكونين كحبات السكاكر في يدي الصغار وكفنجان القهوة في يدي الكبار وجميلة حين أتنفسك عطرا فواحا ينسكب على نافذتي كلما فتحتها في الصباح لألقي التحية عليك , وحين ألقاك حسناء جميلة و تزداد جمالا كلما غازلها النسيم العليل وهو يداعب وجهها ويعبث بشعرها المنسدل ,
وجميلة حين أشتاق إليك وجميلة حين أرمي بنفسي بين يديك وجميلة حين أراك في قلبي كطفلة صغيرة تتأرجح على عتبات شوقي
وجميلة كل الجمال يا صباحات الوطن حين تحملين لي رائحة الليمون والزيتون و رائحة الوطن !
راقنى