العودة   شبكة صدفة > المنتديات الاسلاميه > سيرة الانبياء والصحابة

سيرة الانبياء والصحابة قسم السيرة النبوية لمواضيع السيرة النبوية , سيرة سير الانبياء , قصص الانبياء , قصص انبياء الله اسلامية , قصص نبوية وصف النبي , غزوات النبي , معجزات النبي مدح النبي , حياة النبي ,أخلاق النبي , حب النبي , قبر النبي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 05-06-2011, 10:01 AM رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: الأربعون النووية ( إشارات و فوائد )

حياكم الله
سعدت بتواجدكم
دمتم بخير






آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 05-07-2011, 12:40 AM رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: الأربعون النووية ( إشارات و فوائد )

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

الحديث الثلاثون

ن أبي ثعلبة الخشني جرثوم بن ناشر رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: { إن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدوداً فلا تعتدوها، وحرم أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمةً لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها }
[حديث حسن، رواه الدارقطني في سننه:4/ 184، وغيره].





فوائد من الحديث

1-الحديث قسم الأحكام إلى أربعــة أقسام :
القسم الأول : الفرائض .
( كالصلاة ، والصيام ، والزكاة ، وجميع الواجبات التي أمر الله بها ) .
-وهذه يجب المحافظة عليها .
-والفرض تعريفه : ما ذم تاركــه شرعاً .
حكمه : يثاب فاعله امتثالاً ويعاقب تاركـــه .
-والفرض والواجب بمعنى واحد عند كثير من العلماء .

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله الصواب: أن الفرض والواجب بمعنى واحد، ولكن إذا تأكد صار فريضة، وإذا كان دون ذلك فهو واجب

-وله صيغ :
منها : فعل الأمر ، كقوله تعالى
(وأقيموا الصلاة وآتــوا الزكاة ).
ومنها : الفعل المضارع المجزوم بلام الأمر ، كقوله تعالى ( وليطوفوا بالبيت العتيق ).
ومنها : التصريح من الشارع بلفظ الأمر ، كقوله تعالى ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها) .
ومنها : التصريح بلفظ الإيجاب أو الفرض أو الكتب ، كقوله تعالى (فريضة من الله ) وقوله( كتب عليكم الصيام ) .

-والفرض ينقسم إلى قسمين : فرض عين – وفرض كفاية .
الفرض العيني : وهو ما يتحتــم أداؤه على كل مكلف بعينـــه .
والفرض الكفائي : وهو ما يتحتم أداؤه على جماعة من المكلفين ، لا من كل فرد منهم ، بحيث إذا قام به بعض المكلفين فقد أدِيَ الواجب ، وسقط الإثم والحرج عن الباقين .


-فرض العين أفضل من فرض الكفايــة .
لأن فرض العين مفروض حقاً للنفس ، فهو أهم عندها من فرض الكفاية وأكثر مشقة ، بخلاف فرض الكفاية فإنه مفروض حقاً للكفاية ، والأمر إذا عمّ خف ، وإذا خص ثقل .


-الفرض أفضل من النفل .
لقوله صلى الله عليه وسلم
( قال تعالى : وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضتــه عليه ) رواه البخاري


القسم الثاني : الحدود التي حَدَّها الشرع .
-كحد الزنا وحد السرقــة وحد شرب الخمر ، فهذه يجب الوقوف عندها بلا زيادة ولا نقصان .

-الحكمة من هذه الحدود : المنع والزجـــر عن الوقوع في المعاصي ، وتمنع المعاودة في مثل ذلك الذنب وتمنع غيره أن يسلك مسلكــه .
-وإقامة حدود الله في الأرض فيه خير عظيم .

قال صلى الله عليه وسلم ( حد يقام في أرض الله خير من أن تمطروا أربعين عاماً ) رواه ابن ماجه .
-يحرم الشفاعة لإسقاطها .
قال صلى الله عليه وسلم لأسامة بن زيد حين كلمه في المرأة المخزوميـة التي سرقت ( أتشفع في حد من حدود الله ، وأيم الله ! لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) متفق عليه .

القسم الثالث : المحرمات التي حرمها الشارع .
-فهذه يحرم فعلها .
( كالشرك ، والقتل بغير الحق ، وشرب الخمر ، والزنا ، وغيرها مما حرمها الشرع ) .
-تعريف المحرم : لغة : الممنوع ، واصطلاحاً : ما ذم فاعله شرعاً .
حكمه : يثاب تاركه امتثالاً ، ويعاقب فاعله .

-وله صيغ يأتي بهــا :
منها : لفظ التحريم ومشتقاتها ، كقوله تعالى( حرمت عليكم الميتـة ).
ومنها : صيغ النهي المطلق ، كقوله تعالى (ولا تقربـــوا الزنى ).
ومنها : التصريح بعدم الحل ، كقوله صلى الله عليه وسلم ( لا يحل دم امرىء ) .
ومنها : أن يرتب الشارع على فعل شيء عقوبة ، كقوله تعالى(والسارق والسارقة فاقطعــوا أيديهمـا ).

-يجب ترك المحرمات والمنهيات كلها .
قال صلى الله عليه وسلم
( ما نهيتكــم عنه فانتهــوا ) متفق عليه .

القسم الرابع : المسكــوت عنه .
وهذا حكمه : حلال .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ” لكن هذا في غير العبادات ، أما في العبادات فقد حرم الله أن يشرع أحد من الناس عبادة لم يأذن بها الله “ .

وجه الدلالة من الحديث على أن ما سكت عنه فهو عفو :
أنه صلى الله عليه وسلم بين أن ما سكت الله عنه بعد الشرع إنما هو مباح رحمة بنا وتخفيفاً عنا ، فلا نبحث عن السؤال عنه ، وهذا دليل على إباحته .

ومعنى كون السكوت رحمة ، لأنها لم تحرم فيعاقب على فعلها ، ولم تجب فيعاقب على تركها ، بل هي عفو لا حرج في فعلها ولا في تركها .

-لا ينبغي البحث والسؤال عما سكت عنه .
لأنه على الأصل ، ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره السؤال وينهى عنه خوفاً أن يفرض على الأمة ، وإنما نهى عن كثرة السؤال خشية أن يرد تكاليف بسبب السؤال قد يشق على بعض الناس امتثالها والإتيان بها .


2-انتفاء النسيان عن الله تعالى .
قال تعالى
(لا يضل ربي ولا ينسى ).
وقال تعالى( وما كان ربك نسياً ).
وأما قوله تعالى (نسوا الله فنسيهــم ) فالمراد : هنا الترك ، أي تركوا الله فتركهــم .

3-إثبات أن الأمر لله عزّ وجل وحده، فهو الذي يفرض،وهو الذي يوجب،وهو الذي يحرم، فالأمر بيده، لا أحد يستطيع أن يوجب مالم يوجبه الله، أو يحرم مالم يحرمه الله،لقوله
: "إِنَّ اللهَ فَرَضَ فَرَائض" ...وقَالَ: "وَحَرمَ أَشيَاء"

4-إثبات رحمة الله عزّ وجل في شرعه، لقوله
: "رَحمَةً بِكُم"

5-حسن بيان النبي صلى الله عليه وسلم حيث ساق الحديث بهذا التقسيم الواضح

--------------------------------------------------------------

يتابع إن شاء الله - تعالى-







آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 05-07-2011, 12:41 AM رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: الأربعون النووية ( إشارات و فوائد )

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

الحديث الحادي والثلاثون


عن أبي العباس سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال: ( يا رسول الله ! دلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس )؛ فقال: { ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس }.
[حديث حسن، رواه ابن ماجه:4102، وغيره بأسانيد حسنه].


فوائد من الحديث

1-علو همة الصحابة ، حيث كانوا يسألون عن الأمور العظيمـة التي تقربهم إلى الله .
و هذا الرجل طلب حاجتين عظيمتين، أولهما محبة الله عزّ وجل والثانية محبة الناس.


2-فضل الزهد في الدنيا ، والزهد في الدنيا الرغبة عنها، وأن لا يتناول الإنسان منها إلا ما ينفعه في الآخرة، وهو أعلى من الورع، لأن الورع: ترك ما يضر من أمور الدنيا ، والزهد: ترك مالا ينفع في الآخرة، وترك ما لا ينفع أعلى من ترك ما يضر


وقد كثر في القرآن مدح الزهد في الدنيا وذم الرغبة فيها .

-فأخبر سبحانه أنها متاع قليل .

فقال تعالى (وما الحياة الدنيا إلا متاع ).
وقال سبحانه(قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلاً ).
قال القرطبي : ” متاع الدنيا منفعتها والاستمتاع بلذاتها ، وسماه قليلاً لأنه لا بقاء له “ .

-وتوعد سبحانه لمن رضي بالدنيا واطمأن بها وغفل عن آياته .
فقال تعالى (إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضــوا بالحياة الدنيا واطمأنــوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون . أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون ).

-وعير سبحانه من رضي بالدنيا من المؤمنين .
فقال سبحانه ( يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخــرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل )

-وأخبر سبحانه عن خسة الدنيا وزهد فيها ودعا إلى دار السلام .
فقال تعالى(إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً فجعلناها حصيداً كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون . والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ).

وأخبر سبحانه أن الدنيا زائلة والآخرة خير وأبقى .
فقال تعالى(بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى ).
قال ابن كثير : ” أي تقدمونها على أمر الآخرة وتبدونها على ما فيه نفعكم وصلاحكم في معاشكم ومعادكم “ .
وقال صلى الله عليه وسلم ( إن الدنيا حلوة وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون ، فاتقوا الدنيا ) رواه مسلم .
وقال صلى الله عليه وسلم ( ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها ) رواه الترمذي .
وقال صلى الله عليه وسلم ( لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافراً شربة ماء ) رواه الترمذي .

من أقوال السلف :
قال علي : ” من زهد في الدنيا هانت عليه المصيبات “ .
وقال الحسن : ” الزهد في الدنيا يريح القلب والبدن “ .
وقال الحسن : ” من أحب الدنيا وسرته ، خرج حب الآخرة من قلبه “ .
وقال عمرو بن العاص : ” ما أبعد هديكم من هـدي نبيكم صلى الله عليه وسلم ، إنه كان أزهـد الناس في الدنيا ، وأنتم أرغب الناس فيها “ .
وقال ابن مسعود : ” من أراد الآخرة أضر بالدنيا ، ومن أراد الدنيا أضر بالآخرة ، يا قوم فأضروا بالفاني للباقي “ .

قال ابن رجب رحمه الله : ” وليس الذم راجعاً إلى مكان الدنيا الذي هو الأرض التي جعلها الله لبني آدم مهاداً وسكناً ، ولا إلى ما أودعــه الله فيها من الجبال والبحار والأنهار والمعادن ، ولا إلى ما أنبتـــه فيها من الشجر والزرع ، فإن ذلك كله من نعمــة الله على عباده بما لهم فيه من المنافع ، ولهم به من الاعتبار والاستدلال على وحدانية صانعه وقدرته وعظمته ، وإنما الذم راجع إلى أفعال بني آدم الواقعــة في الدنيا ، لأن غالبها واقع على غير الوجه الذي تُحمد عاقبتـــه ، بل يقع على ما تضر عاقبته ، أو لا تنفـــع “ .

3-أن من أسباب محبة الله الزهــد في الدنيا ، لأن الإنسان لا يزهد في الدنيا حقيقة إلا من أيقـــن بالجنــة .

وقد ذكر العلماء أموراً تعين على الزهد في الدنيا :
أولاً : النظر في الدنيا وسرعة زوالها وفنائها واضمحلالها ونقصها وخستها .
ثانياً : النظر في الآخرة ، وإقبالها ومجيئها ولا بد ، ودوامها وبقائها ، وشرف ما فيها من الخيرات والمسرات .

ثالثاً : أن ذلك سبب لراحة البدن والقلب .

كما قال الحسن : ” الزهد في الدنيا يريح البدن والقلب “ .

4-فضل الاستغناء عما في أيدي الناس ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعله سبباً لمحبة الناس لك .

لأنهم منهمكون على محبتها بالطبع ، فمن زاحمهم عليها أبغضوه ، ومن زهد فيها وتركها لهم أحبوه .

وقد جاء في حديث سهل بن سعد مرفوعاً ( شرف المؤمن قيامه بالليل ، وعزه استغناؤه عن الناس ) رواه الطبراني وحسنه الألباني .
قال أيوب السختياني : ” لا ينبــل الرجل حتى يكون فيه خصلتان : العفة عما في أيدي الناس ، والتجاوز عما يكون منهــم “ .
قال ابن رجب رحمه الله : ” وقد تكاثرت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بالأمر بالاستعفاف عن مسألة الناس والاستغناء عنهم ، فمن سأل الناس ما بأيديهــم ، كرهوه وأبغضــوه ، لأن المال محبوب لنفوس بني آدم ، فمن طلب منهم ما يحبونـــه ، كرهوه لذلك “ .

_________________________________________

الحديث الثاني والثلاثون

عن أبي سـعـيـد سعـد بن مالك بن سنان الخدري رضي الله عنه، أن رسول الله قال: { لا ضرر ولا ضرار }.
حديث حسن، رواه ابن ماجه:2341، والدارقطني:4/ 228، وغيرهـما مسنداً، ورواه مالك في (الموطأ):2/746، عـن عـمرو بن يحي عـن أبيه عـن النبي مرسلاً، فـأسـقـط أبا سعـيد، وله طرق يقوي بعـضها بعـضاً].


فوائد من الحديث

1-هذا الحديث يعتبر قاعدة من قواعد الشريعة، وهي أن الشريعة لا تقر الضرر، وتنكر الإضرار أشد وأشد

وهذا الحديث أصل عظيم في أبواب كثيرة، ولا سيما في المعاملات:كالبيع والشراء والرهن والارتهان، وكذلك في الأنكحة يضار الرجل زوجته أو هي تضار زوجها، وكذلك في الوصايا يوصي الرجل وصية يضر بها الورثة.
فالقاعدة: متى ثبت الضرر وجب رفعه، ومتى ثبت الإضرار وجب رفعه مع عقوبة قاصد الإضرار.
ولو سرنا على هذا الحديث لصلحت الأحوال، لكن النفوس مجبولة على الشح والعدوان، فتجد الرجل يضار أخاه،وتجده يحصل منه الضرر ولا يرفع الضرر.

والفرق بين الضرر والضرار:

أن الضرر يحصل بدون قصد، والمضارة بقصد


2-تحريم إلحاق الضرر بالغير ، وهو ينقسم إلى قسمين :
القسم الأول : أن يكون الغرض من ذلك الضرر .

فهذا لا ريب في قبحـــه وتحريمــــه ، وقد ورد في القرآن النهي عن المضارة في مواضـــع :
منها : في الوصية .
قال تعالى ( من بعد وصية يوصي بها أو دين غير مضار ) .
والإضرار في الوصية تارة يكون بأن يخص بعض الورثــة بزيادة على فرضه الذي فرضه الله ، فيتضرر بقية الورثــة بتخصيصه .
وتارة بأن يوصي لأجنبي بزيادة على الثلث فينقص حقوق الورثـــة .
ومتى وصى لوارث أو لأجنبي بزيادة على الثلث لم ينفذ ما وصى به إلا بإجازة الورثــة .

ومنها : الرجعة في النكاح .
قال تعالى ( ولا تمسكوهــن ضراراً لتعتدوا ) .
فدل ذلك على أن من كان قصده بالرجعــة المضارة فإنه آثم بذلك ، وهذا كما كانوا في أول الإسلام قبل حصر الطلاق في ثلاث : يطلق الرجل امرأتـــه ثم يتركها حتى يقارب انقضاء عدتها ثم يراجعها ثم يطلقها ، ويفعل ذلك أبداً بغير نهايـــة ، فيدع امرأته لا مطلقــة ولا ممسكـــة ، فأبطل الله ذلك وحصر الطلاق في ثلاث مرات .


القسم الثاني : أن يكون الضرر من غير قصد . كأن يتصرف في ملكـه بما يتعدى ضرره إلى غيره و هو على نوعين

النوع الأول : أن يتصرف على وجه غير معتاد ولا مألـــــوف ، فلا يسمح له به .
كأن يؤجج ناراً في أرضه في يوم عاصف ، فيحترق ما يليه .
النوع الثاني : أن يتصرف على الوجه المعتاد ، وهذه تختلف وجهات نظر العلماء .

3-يدخل في عموم قوله صلى الله عليه وسلم ( لا ضرر ) أن الله لم يكلف عباده فعل ما يضرهــم البتة ، فإن ما يأمرهــم به هو عين صلاح دينهم ودنياهم ، وما نهاهم عنه هو عين فساد دينهم ودنياهم ، لكنه لم يأمر عباده بشيء هو ضار لهم في أبدانهم أيضاً .
ولهذا أسقط الطهارة بالماء عن المريض ، وقال( ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ).
وأسقط الصيام عن المريض والمسافر ، وقال(يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) .
وأسقط اجتناب محظورات الإحرام كالحلق ونحوه عمن كان مريضاً أو به أذى من رأسه وأمر بالفديــة .
4-الحذر من ظلم الغير .
5-الدين حمايــة للنفس والمال .


--------------------------------------------------------------
يتابع إن شاء الله - تعالى













آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 05-07-2011, 12:42 AM رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: الأربعون النووية ( إشارات و فوائد )

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

الحديث الثالث وال
ثلاثون

عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: { لو يعطى الناس بدعواهم، لادعى رجال أموال قوم ودماءهم، لكن البيّنة على المُدَّعي واليمين على من أنكر }.
[حديث حسن، رواه البيهقي في السنن:10/ 252 وغيره هكذا، وبعضه في الصحيحين





فوائد من الحديث

1-حرص الإسلام على حفظ الحقوق .


2-قال الشيخ السعدي رحمه الله : ” هذا الحديث عظيم القدر ، وهو أصل من أصول القضايا والأحكام ، فإن القضاء بين الناس إنما يكون عند التنازع ، هذا يدعي على هذا حقاً من الحقوق ، فينكره ، وهذا يدعي براءته من الحق الذي كان ثابتاً عليه ، فبين ? أصلاً بفض نزاعهم ، ويتضح به المحق من المبطل ، فمن ادعى عيناً من الأعيان ، أو ديناً ، أو حقاً من الحقوق وتوابعها على غيره ، وأنكره ذلك الغير ، فالأصل مع المنكر .
فهــذا المدعي إن أتى ببينــة تثبت ذلك الحق ، ثبت له ، وحُكمَ له به ، وإن لم يأت ببينـــة ، فليس له على الآخــر إلا اليمين
“ .



قال الشيخ العثيمين رحمه الله " هذا الحديث أصل عظيم في القضاء، وهو قاعدة عظيمة في القضاء ينتفع بها القاضي وينتفع بها المصلح بين اثنين وما إلى ذلك "

3-أن البينــة على المدعي ، أي يقيم المطالب الدليل على صدقه ويُظهر الحجة ، ومن البينة الشهود ، الذين يشهدون على صدقه .
ويشترط في الشهود :
البلوغ – والعقل – والكلام – والإسلام – والعدالة .
ويكون في الزنا : أربعــة رجال ولا يقبل فيها النساء .
وفي النكاح والطلاق والرجعــة وبقية الحدود : اثنان .
وفي الأموال وما يقصد به المال كالبيع والأجل : رجلان أو رجل وامرأتان .
الرضاع والولادة والبكارة ، ومثل هذه الأمور التي لا يطلع عليها الرجال ، تقبل شهادة امرأة واحــدة .

والحكمة في كون البينــة على المدعي :
لأنه يدعي أمراً خفياً بحاجــة إلى إظهــار ، والبينــة دليل قوي لإظهــار ذلك .


4-أنه إذا لم يجد المدعي بينــة ولا شهوداً ، فإن القاضي يطلب من المدعَى عليه أن يحلف أن ما ادعاه عليه المدعي غير صحيح ويكون الحكم له بيمينه .
ويجب الحذر من الأيمان الكاذبة ، فقد جاء الوعيد في ذلك :
قال صلى الله عليه وسلم
( من اقتطع حق امرىء مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار وحرم عليه الجنة ، قيل : يا رسول الله وإن كان شيئاً يسيراً ، قال : وإن كان قضيباً من أراك ) متفق عليه .

5-بين صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الحكم ، وبين الحكمــة في هذه الشريعــة الكلية ، وأنها عين صلاح العباد في دينهم ودنياهم ، وأنه لو يعطى الناس بدعواهــم لكثر الشر والفساد ، ولادعى رجال دماء قوم وأموالهــم .


6-البدء بالمدعي في الحكم .

7-أن الشريعــة جاءت لحماية أموال الناس ودماءهم .

8-حب النفوس للمال .

9-يجب على القاضي أن يحكم بالعدل .

_________________________



الحديث الرابع والثلاثون

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: { من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعـف الإيمان }.
[رواه مسلم:49].






فوائد من الحديث

1-الأمر بتغيير المنكــر .
و المنكر:هو ما نهى الله عنه ورسوله، لأنه ينكر على فاعله أن يفعله
وقد اختلف العلماء في حكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على قولين
:
القول الأول : أنه واجب .
لحديث الباب ( فليغيره .. ) وهذا أمر ، والأمر يدل على الوجوب .
القول الثاني : أنه فرض كفاية .
وهذا مذهب أكثر العلماء .
لقوله تعالى (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحــون ) .
قالوا : إن [ من ] في قوله ( منكم ) للتبعيض .
قال ابن قدامة : ” في هذه الآية بيان أنه فرض على الكفاية لا فرض عين ، لأنه قال [ ولتكن منكم ] ولم يقل كونـــــوا كلكم آمرين بالمعروف “ .
وهذا القول هو الصحيح .

لكن هناك أحوال يكون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض عين :

أولاً : التعيين من قبل السلطان .
ثانياً : التفرد بالعلم بأن معروفاً قد ترك ، أو منكراً قد ارتكب .

قال النووي : ” إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض كفاية ، ثم إنه قد يتعين إذا كان في موضع لا يعلم به إلا هــو “ .
ثالثاً : انحصار القدرة في أشخاص محددين .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ” ويصير فرض عين على القادر الذي لم يقم به غيره “ .

2-وللأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فضائل وثمرات كثيرة ، منها :

أولاً : مهمة الرسل .
قال تعالى (ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ) .
ثانياً : من صفات المؤمنين .
قال تعالى(والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله ).
ثالثاً : أن خيرية الأمة مناطة بهذه الشعيرة .
قال تعالى ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ).
رابعاً : من أوصاف سيد المرسلين .
قال تعالى ( الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ).
خامساً : من خصال الصالحين .
قال تعالى ( ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون . يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين ) .
سادساً : من أسباب النصر .
قال تعالى( ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز . الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور ) .
سابعاً : من أسباب النجاة .
قال تعالى(أنجينا الذين ينهـــون عن السوء ) .

3-خطر ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

أولاً : أن ذلك من صفات المنافقين .
قال تعالى( المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهــم ).
ثانياً : نزول البلاء والعذاب .
قال صلى الله عليه وسلم ( إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه ) رواه أبو داود .
ثالثاً : عدم استجابة الدعاء .
قال صلى الله عليه وسلم ( لتأمرن بالمعروف ولتنهـون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم عقاباً منه فتدعونه فلا يستجيب لكم ) رواه الترمذي .
رابعاً : اللعن والإبعاد من رحمة الله .
قال تعالى( لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون . كانوا لا يتناهــون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون ).
من أقــــــوال السلف :
قال الثوري : ” إذا أمرت بالمعروف شددت ظهر المؤمن ، وإذا نهيت عن المنكر أرغمت أنف المنافقين “ .
وقال علي : ” أول ما تغلبون عليه من الجهاد الجهاد بأيديكم ، ثم الجهاد بألسنتكم ، ثم الجهاد بقلوبكم ، فإذا لم يعرف القلب المعروف ولم ينكر المنكر نكِّس ، فجعل أعلاه أسفله “ .
وقال أبو الدرداء : ” لتأمرن بالمعروف ولتنهـن عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم سلطاناً ظالماً لا يجل كبيركم ، ولا يرحم صغيركم “ .
وقال إسماعيل بن عمر : ” من ترك الأمر بالمعروف خوف المخلوقين ، نزعت منه الهيبــة ، فلو أمر ولده لا ستخــف به “ .

4-في هذا الحديث بيان كيفية تغيير المنكــر ودرجاته :


أولاً : التغيير باليد .
-ويشترط للتغيير باليد أن يكون مستطيعاً ، فإن لم يستطع كأن يخاف أن يترتب على ذلك منكراً أعظم أو مفسدة كبرى ، فإنه لا يغير بيده .
-بدأ بتغيير المنكر باليد ، لأنه أقوى درجات الإنكار ، لأنه إزالة للمنكر بالكلية وزجر عنه .


ثانياً : التغيير باللسان .
-كالتذكير والترغيب والترهيب والوعظ .
-إذا لم يستطع التغيير باللسان لوجود مانع ، فإنه لا يغير بلسانه .


ثالثاً : التغيير بالقلب .
-وهذه واجبة على الجميع .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ” فأما القلب فيجب بكل حال ، إذ لا ضرر في فعله ، ومن لم يفعله فليس هو بمؤمن ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( وذلك أدنى أو أضعف الإيمان ) ، وقال ( ليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل ) “ .
وقيل لابن مسعود : ” من ميت الأحياء ؟ فقال : الذي لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً “ .

5-أن من شروط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الاستطاعة .
وهذا الشرط مأخوذ من قواعد الشريعــة العامة ، من عدم تكليف المسلم ما لا يطيق و أنه ليس في الدين من حرج،وأن الوجوب مشروط بالاستطاعة
قال تعالى
(لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ) .
قال ابن كثير : ” أي لا يكلف أحداً فوق طاقته وهذا من لطفه بخلقه ورأفتــه بهم وإحسانه إليهــــم “ .
وقال تعالى (فاتقـــوا الله ما استطعتــم ) .
وفي الحديث ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع ... ) .

6-من شروط الآمر بالمعروف الناهي عن المنكر :


أولاً : أن يكون بعلم .
فلا بد من العلم بالمنكر والمعروف ، ولا بد من العلم بحال المأمور وحال المنهي .
قال عمر بن عبد العزيز : ” من عبد الله بغير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح “ .

ثانياً : أن يكون رفيقاً .
كما قال صلى الله عليه وسلم ( ما كان الرفق في شيء إلا زانــه ) رواه مسلم .

ثالثاً : أن يكون حليماً صبوراً على الأذى ، فإنه لا بد أن يحصل له أذى .
كما قال لقمان لابنه
(وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمـــــــــــــــور).
وقال تعالى (واصبر على ما يقولون ).
وقال تعالى (فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرســل).

فائدة :
قال ابن القيم رحمه الله :
إنكار المنكر له أربــع درجــات :
الأولى : أن يزول ويخلفــه ضده .
الثانية : أن يقل وإن لم يزل من جملته .
الثالثة : أن يخلفه ما هو مثله .
الرابعة : أن يخلفه ما هو شر منه .
فالدرجتان الأوليان مشروعتان ، والثالثــة موضع اجتهاد ، والرابعــة محرمــة “ .

7-أن النبي صلى الله عليه وسلم ولى جميع الأمة إذا رأت منكراً أن تغيره،ولا يحتاج أن نقول: لابد أن يكون عنده وظيفة،فإذا قال أحد: من الذي أمرك أو ولاك؟ يقول له؟النبي صلى الله عليه وسلم لقوله
"مَنْ رَأَى مِنْكُمْ" .

8-أن الإيمان عمل ونية،لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل هذه المراتب من الإيمان، والتغيير باليد عمل،وباللسان عمل، وبالقلب نية، وهو كذلك، فالإيمان يشمل جميع الأعمال،وليس خاصاً بالعقيدة فقط،لقول النبي صلى الله عليه وسلم
: "الإيمَانُ بِضعٌ وَسَبعُونَ شُعبَة، أو قال: وَستونَ شُعبَة، أَعلاهَا: قَولُ لاَ إِلهَ إِلا الله، وَأَدناهَا إِماطَةُ الأَذَى عَنِ الطَريقِ"
فقول: لا إله إلا الله قول لسان، وإماطة الأذى عن الطريق فعل الجوارح والحياء وهذا عمل قلب مِنَ الإيمَانِ

--------------------------------------------------------------
يتابع إن شاء الله - تعالى













آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 05-07-2011, 12:44 AM رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: الأربعون النووية ( إشارات و فوائد )

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

الحديث الخامس والثلاثون


عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: { لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخواناً، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يكذبه، ولا يحقره، التقوى ها هنا } ويشير إلى صدره ثلاث مرات { بحسب امرىء أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه }
[رواه مسلم:2564].



فوائد من الحديث

1-تحريم الحســد .

والحسد فيه مباحث :
المبحث ألأول : هو حرام بالكتاب والسنة والإجماع .
قال تعالى (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله ) .
ومن السنة حديث الباب ( لا تحاسدوا ) .
وأجمع العلماء على تحريمه .

المبحث الثاني : تعريفه : هو تمني زوال النعمــة عن الغير .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله - الحسد:كراهة ما أنعم الله به على الغير وإن لم يتمن الزوال.

المبحث الثالث : خطورة الحسد :
أولاً : من صفات اليهود .
قال تعالى (ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهـــم ) .
ثانياً : فيه أذى للمسلمين .
قال تعالى(والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً).
ثالثاً : أمر الله بالاستعاذة منه .
قال تعالى ( من شر حاسد إذا حسد ).
رابعاً : أن فيه اعتراض على قدر الله وهذا سوء أدب .
ألا قل لمن كان حاســـداً أتدري على من أسأت الأدبْ
أسأت على الله في فعله لأنك لم ترضَ لي ما وهبْ

المبحث الرابع : الحسد أضر شيء على الحاسد ، لأنه يصل إلى الحاسد خمس عقوبات قبل أن يصل إلى المحسود مكروه :
أولاً : غم لا ينقطعــه . ثانياً : مصيبة لا يؤجر عليها . ثالثاً : مذمة لا يحمد بها . رابعاً : يسخط عليه الرب . خامساً : تغلق عليه أبواب التوفيق .

المبحث الخامس : من أقوال السلف .
روي عن معاوية أنه قال لابنه : ” يا بني إياك والحسد ، فإنه يتبين فيك قبل أن يتبين في عدوك “ .
وعن سفيان بن دينار قال : ” قلت لأبي بشر : أخبرني عن أعمال من كان قبلنا ؟ قال : كانوا يعملون يسيراً ويؤجرون كثيراً ، قلت : ولم ذاك ؟ قال : لسلامة صدورهم “ .
وقال علي : ” لا راحة لحسود ، ولا إخاء لملول ، ولا محبَّ لسيء الخلق “ .
وقال بعض الحكماء : ” ما رأيت ظالماً أشبه بالمظلوم من الحاسد “ .

المبحث السادس : الحسد سبب لكثير من البلايا .
- فهو سبب امتناع إبليس من السجود لآدم .
- وهو من أسباب امتناع القرشيين من الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم.
- وسبب لامتناع اليهود من الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم.
- وإخوة يوسف لما حسدوه باعـــوه .


2-تحريم النجش ، وهو أن يزيد في السلعــة وهو لا يريد شراءها .
وغالباً من يفعل ذلك :

إما للإضرار بالمشتري ، أو لنفع البائع ، أو للأمرين .
والناجش آثم ، وإذا وقع البيع فهو صحيح عند الجمهـــور .

3-تحريم التباغض بين المسلمين ، لقوله صلى الله عليه وسلم
( ولا تباغـضوا ) .
وإذا نُهي عن التباغض أمر بالتحاب، وعلى هذا فتكون هذه الجملة مفيدة لشيئين:
الأول: النهي عن التباغض، وهو منطوقها.
والثاني:الأمر بالتحاب، وهو مفهومها.


وإذا وقع في قلوبكم بغض لإخوانكم فاحرصوا على إزالته وقلعه من القلوب.
ويمكن أن يجتنب التباغض بين المسلمين بأمرين :

الأمر الأول : التباعد عن كل أمر يؤدي إلى التباغض .
- فقد حرم الله الخمر لأنه يوقع بين المسلمين العداوة والبغضاء ، قال تعالى( إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهـــون ).
- وحرم المشي بالنميمة لما فيها من إيقاع العداوة والبغضاء .
- وحرم بيع المسلم على بيع أخيه لنفس العلة .

الأمر الثاني : القيام بالأسباب التي تؤدي إلى التحاب بين المسلمين .
ومنها : معرفة أن التحاب من علامة الإيمان .

قال صلى الله عليه وسلم ( والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، ..) رواه مسلم .
ومنها : الهدية .
قال صلى الله عليه وسلم( تهــادوا تحــابــــوا ) رواه الحاكم .
ومنها : إفشاء السلام .
كما في الحديث السابق ( لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ، .........أفشوا السلام بينكم ) .
ومنها : أن الله امتن على عباده بالتأليف بين قلوبهم .
كما قال تعالى(واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتـــم بنعمتـــــه إخـــواناً).

4-أن البغض في الله من أوثق عرى الإيمان .


5-تحريم التدابــر ، وهو الهجران والتقاطع .


ويمكن للمسلم أن يتجنب الهجران بمعرفة خطورتــه :

أولاً : أنه حرام .
لحديث الباب ( ولا تدابروا ) .
وللحديث السابق ( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ) .
ثانياً : خطر من هجر أخاه سنة .
قال صلى الله عليه وسلم( من هجر أخاه سنــة فهو كسفك دمه ) رواه أبو داود .
ثالثاً : أن التهاجر والتقاطع يفرح الشيطان .
قال صلى الله عليه وسلم ( إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه ، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة ، يجيء أحدهم فيقول : فعلت كذا وكذا ، فيقول : ما صنعت شيئاً ، ثم يجيء أحدهم فيقول : ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته ، قال : فيدنيه منه ويقول : نعم أنت ) .
وقال صلى الله عليه وسلم ( إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ، ولكن في التحريش بينهـــم ) رواه مسلم .
رابعاً : لا ترفع أعمال المتهاجرين .
قال صلى الله عليه وسلم( تعرض الأعمال في كل اثنين وخميس ، فيغفر الله لكل امرىء لا يشرك بالله شيئاً ، إلا امرءاً كانت بينه وبين أخيه شحناء ، فيقول : أنظروا هذين حتى يصطلحا ) رواه مسلم .
خامساً : معرفة فضل من بدأ منهما بالسلام .
قال صلى الله عليه وسلم( وخيرهمــا الذي يبدأ بالســـلام ) .

يقول الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - " النهي عن التدابر،سواء بالأجسام أو بالقلوب.
التدابر بالأجسام بأن يولي الإنسان ظهره ظهر أخيه، لأن هذا سوء أدب،ويدل على عدم اهتمامه به، وعلى احتقاره له، ويوجب البغضاء.
والتدابر القلبي بأن يتجه كل واحد منا إلى جهة أخرى،بأن يكون وجه هذا يمين ووجه هذا شمال، ويتفرع على هذا:
وجوب الاجتماع
على كلمة واحدة بقدر الإمكان، فلنقرب الهوة بيننا حتى نكون على هدف واحد ،وعلى منهاج واحد، وعلى طريق واحد،وإلا حصل التدابر .
وانظر الآن الأحزاب الموجودة في الأمم كيف هم متدابرون في الواقع، كل واحد يريد أن يقع الآخر في شرك الشر، لأنهم متدابرون.
فالتدابر حرام، ولا سيما التدابر في القلوب،لما يترتب عليه من الفساد
" .

فائدة :
والهجر لا يجوز مطلقاً في الأمور الدنيوية ، أما لأجل الدين فيجوز إذا كان لمصلحــة وفيه منفعـــة ، وقد هجر النبي صلى الله عليه وسلم الثلاثة الذين خلفوا ، وأمر بهجرهــم .

6-تحريم بيع المسلم على بيع أخيـــه .


أولاً : تحريم أن يبيع الإنسان على بيع إنسان آخر .
لقوله صلى الله عليه وسلم: ( ولا يبع بعضكم على بيع بعض ).
مثال ذلك : أن يشتري شخص من إنسان سلعة بعشرة ، فيأتيه آخر ويقول : أعطيك مثلها بتسعة ، أو يقول : أعطيك أحسن منها بعشرة .
فهذا حرام ولا يجوز .


ثانياً : ومثله الشراء على شراء أخيه .
مثال ذلك : علمتُ أن زيــداً باع على عمر بيته بـ 100 ، فذهبت إلى زيد وقلت له : يا فلان ، أنت بعت بيتك على عمر بـ 100 ، أنا سأعطيك 120 .
ثالثاً : هل يجوز البيع على بيع الكافر ؟ اختلف العلماء على قولين :
القول الأول : يجوز .
لقوله صلى الله عليه وسلم: ( ولا يبع الرجل على بيع أخيه ) والكافر ليس أخاً .
القول الثاني : لا يجوز .
وهذا مذهب جماهير العلماء .
قالوا : وأما قوله : ( لا يبع الرجل على بيع أخيه ) فهذا قيد أغلبي لا مفهوم له .

رابعاً : الحكمة من النهي :
قطع العدوان على الغير ، واجتناب ما يؤدي إلى العداوة والبغضاء .

خامساً : ما حكم هذا البيع ؟ اختلف العلماء :
القول الأول : أنه صحيح مع الإثم .
وهذا مذهب الجمهور كما ذكر ذلك الشوكاني .
القول الثاني : أنه باطل .
وهذا مذهب المالكية والحنابلة ورجحه ابن حزم .

7-وجوب أن نكون إخواناً في الله .( وجوب الأخوة الإيمانية )
لقوله صلى الله عليه وسلم
(وكونوا عباد الله إخوانا ).
أي صيروا مثل الإخوان،ومعلوم أن الإخوان يحب كل واحد منهم لأخيه ما يحب لنفسه.

قال ابن رجب رحمه الله : ” هذا ذكره النبي صلى الله عليه وسلم كالتعليل لما تقدم ، وفيه إشارة إلى أنهم إذا تركـــــوا التحاسد والتناجش والتباغض والتدابر وبيع بعضهم على بعض كانوا إخواناً “ .

س- وكيف نحقق الإخوة ؟
أن نفعل كل ما يقوي الإخوة كالسلام ، وتشيت العاطس ، وعيادة المريض ، وتشييع الجنازة ، وإجابة الدعوة ، والنصح بالغيب .

ونبتعد عن كل ما يضعف الإخوة أو يزيلها كالتباغض ، والحسد ، والغش .
وقد جاءت نصوص تدل على أن المؤمنين إخوة :
قال تعالى ( إنما المؤمنون إخوة ) .
وقال صلى الله عليه وسلم ( المسلم أخو المسلم
) .

8-من مقتضيات الإخوة : عدم الظلم ، وعدم الخذلان ، وعدم الكذب ، وعدم الاحتقار .


عدم الظلم : " لاَ يَظلِمهُ" أي لا ينقصه حقه بالعدوان عليه، أو جحد ما له ، سواء كان ذلك في الأمور المالية ،أو في الدماء،أو في الأعراض، في أي شيء.
و أنه لا يحل ظلم المسلم بأي نوع من أنواع الظلم

عدم الخذلان :" وَلاَ يَخذُلُهُ" أي لا يهضمه حقه في موضوع كان يحب أن ينتصر له.
و لقوله صلى الله عليه وسلم( انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً ، قالوا يا رسول الله : أنصره مظلوماً ، فكيف أنصره ظالماً ؟ قال : تمنعــه من الظلم فذلك نصرك إياه ) متفق عليه .
و فيه وجوب نصرة المسلم، وتحريم خذلانه

وجوب الصدق و عدم الكذب : فلا يجوز أن يكذب على أخيه المسلم ، بل لا يحدثه إلا صدقاً .
بل ولا غيره أيضاً،لأن الكذب محرم حتى ولو كان على الكافرين، لكن ذكره في حق المسلم لأن السياق في ذلك.


والكذب محرم وهو من قبائح الذنوب .
قال صلى الله عليه وسلم( إن الكذب يهدي إلى الفجــور ، وإن الفجــور يهدي إلى النار ، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً ) متفق عليه .
وقال صلى الله عليه وسلم( آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، .. ) متفق عليه .

يقول الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - : فإن قال قائل: ما تقولون في التورية؟
فالجواب: التورية فيها تفصيل:
1-إن أدت إلى باطل فهي حرام.
2- إن أدت إلى واجب فهي واجبة.
3-إن أدت إلى مصلحة أو حاجة فجائزة.
.4-أن لا يكون فيها هذا ولا هذا ولا هذا،فاختلف العلماء فيها: هل تجوز أو لا تجوز؟
والأقرب أنه لا يجوز الإكثار منها، وأما فعلها أحياناً فلا بأس لا سيما إذا أخبر صاحبه بأنه مورٍّ

عدم الاحتقار :" وَلاَ يَحْقِرُهُ" أي لا يستصغره، ويرى أنه أكبر منه، وأن هذا لا يساوي شيئاً
فلا يجوز للمسلم أن يحتقر وأن يستصغر أخاه المسلم .
وهو ناشىء عن الكبر ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم
( الكبر بطر الحق وغمط الناس ) رواه مسلم .
وغمط الناس : الطعن عليهم وازرداؤهم .
وقال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهــن ).
وقال صلى الله عليه وسلم كما في هذا الحديث ( بحسب امرىء من الشر أن يحقر أخاه المسلم )
يعني يكفيه من الشر احتقاره أخاه المسلم ، فإنه إنما يحقر أخاه المسلم لتكبره عليه ، والكبر من أعظم خصال الشر .

9-قوله صلى الله عليه وسلم
"التَّقوى هَاهُنا" يعني تقوى الله عزّ وجل في القلب وليست في اللسان ولا في الجوارح،وإنما اللسان والجوارح تابعان للقلب.
وَيُشيرُ إِلَى صَدرِهِ ثَلاثَ مِرَاتٍ يعني قال: التقوى هاهنا، التقوى هاهنا، التقوى هاهنا، تأكيداً لكون القلب هو المدبر للأعضاء.


10-أن المسلم على المسلم حرام : دمه ، وماله ، وعرضه .


دمه : سبقت الأدلة على تحريم قتل المسلم بغير حق .

ماله : لا يجوز أخذ مال المسلم بغير حق .
قال تعالى( ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل) .
وقال صلى الله عليه وسلم( لا يحل مال امرىء مسلم إلا بطيب نفس منه ) رواه البخاري .

عرضه : فلا يجوز أن يغتابه .
والغيبة حرام بالكتاب والسنة والإجماع .
قال تعالى (ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه ).
وقال صلى الله عليه وسلم( إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا ) متفق عليه .
وعن أنس . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم ) رواه أبو داود .
وعن عائشة قالت : ( قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: حسبك من صفية كذا وكذا [ قال بعض الرواة : تعني قصيرة ] فقال : لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجتــه ) رواه أبو داود .
قال النووي : ” هذا الحديث من أبلغ الزواجـــر عن الغيبــة “ .
من أقوال السلف :
قال البخاري : ” ما اغتبت أحداً منذ علمت أن الغيبة حرام “ .
قال يحيي بن معاذ : ” ليكن حظ المؤمن منك ثلاثاً : إن لم تنفعه فلا تضره ، وإن لم تفرحــه فلا تغمـــه ، وإن لم تمدحــه فلا تذمــه “ .
وقيل للربيع بن خثيم : ” ما نراك تعيب أحداً ؟ فقال : لست عن نفسي راضياً فأتفرغ لذم الناس “ .
وقال اب
ن المبارك : ” لو كنت مغتاباً أحداً لاغتبت والديّ لأنهما أحق بحسناتي “ .

11- الرد على أولئك المجادلين بالباطل الذين إذا فعلوا معصية بالجوارح ونُهوا عنها قالوا: التقوى هاهنا ، فما جوابنا على هذا ؟

جوابنا أن نقول: لو اتقى ما هاهنا لاتقت الجوارح، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أَلا وَإِنَّ في الجَسَدِ مُضغَة إِذَا صَلحَت صَلحَ الجَسَد كُلهُ،وَإِذا فَسَدَت فَسَدَ الجَسَدُ كُلُهُ أَلاَ وَهِيَ القَلب"[249].

12-هذا الحديث العظيم ينبغي للإنسان أن يسير عليه في معاملته إخوانه، لأنه يتضمن توجيهات عالية من النبي صلى الله عليه وسلم.


13-أن الأمة الإسلامية لو اتجهت بهذه التوجيهات لنالت سعادة الدنيا والآخرة لأنها كلها آداب عظيمة عالية راقية، تحصل بها المصالح وتنكف بها المفاسد


-----------------------------------------------------
يتابع إن شاء الله - تعالى-









آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 05-07-2011, 12:45 AM رقم المشاركة : 36
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: الأربعون النووية ( إشارات و فوائد )

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

الحديث الخامس والثلاثون


عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: { لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخواناً، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يكذبه، ولا يحقره، التقوى ها هنا } ويشير إلى صدره ثلاث مرات { بحسب امرىء أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه }
[رواه مسلم:2564].



فوائد من الحديث

1-تحريم الحســد .

والحسد فيه مباحث :
المبحث ألأول : هو حرام بالكتاب والسنة والإجماع .
قال تعالى (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله ) .
ومن السنة حديث الباب ( لا تحاسدوا ) .
وأجمع العلماء على تحريمه .

المبحث الثاني : تعريفه : هو تمني زوال النعمــة عن الغير .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله - الحسد:كراهة ما أنعم الله به على الغير وإن لم يتمن الزوال.

المبحث الثالث : خطورة الحسد :
أولاً : من صفات اليهود .
قال تعالى (ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهـــم ) .
ثانياً : فيه أذى للمسلمين .
قال تعالى(والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً).
ثالثاً : أمر الله بالاستعاذة منه .
قال تعالى ( من شر حاسد إذا حسد ).
رابعاً : أن فيه اعتراض على قدر الله وهذا سوء أدب .
ألا قل لمن كان حاســـداً أتدري على من أسأت الأدبْ
أسأت على الله في فعله لأنك لم ترضَ لي ما وهبْ

المبحث الرابع : الحسد أضر شيء على الحاسد ، لأنه يصل إلى الحاسد خمس عقوبات قبل أن يصل إلى المحسود مكروه :
أولاً : غم لا ينقطعــه . ثانياً : مصيبة لا يؤجر عليها . ثالثاً : مذمة لا يحمد بها . رابعاً : يسخط عليه الرب . خامساً : تغلق عليه أبواب التوفيق .

المبحث الخامس : من أقوال السلف .
روي عن معاوية أنه قال لابنه : ” يا بني إياك والحسد ، فإنه يتبين فيك قبل أن يتبين في عدوك “ .
وعن سفيان بن دينار قال : ” قلت لأبي بشر : أخبرني عن أعمال من كان قبلنا ؟ قال : كانوا يعملون يسيراً ويؤجرون كثيراً ، قلت : ولم ذاك ؟ قال : لسلامة صدورهم “ .
وقال علي : ” لا راحة لحسود ، ولا إخاء لملول ، ولا محبَّ لسيء الخلق “ .
وقال بعض الحكماء : ” ما رأيت ظالماً أشبه بالمظلوم من الحاسد “ .

المبحث السادس : الحسد سبب لكثير من البلايا .
- فهو سبب امتناع إبليس من السجود لآدم .
- وهو من أسباب امتناع القرشيين من الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم.
- وسبب لامتناع اليهود من الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم.
- وإخوة يوسف لما حسدوه باعـــوه .


2-تحريم النجش ، وهو أن يزيد في السلعــة وهو لا يريد شراءها .
وغالباً من يفعل ذلك :

إما للإضرار بالمشتري ، أو لنفع البائع ، أو للأمرين .
والناجش آثم ، وإذا وقع البيع فهو صحيح عند الجمهـــور .

3-تحريم التباغض بين المسلمين ، لقوله صلى الله عليه وسلم
( ولا تباغـضوا ) .
وإذا نُهي عن التباغض أمر بالتحاب، وعلى هذا فتكون هذه الجملة مفيدة لشيئين:
الأول: النهي عن التباغض، وهو منطوقها.
والثاني:الأمر بالتحاب، وهو مفهومها.


وإذا وقع في قلوبكم بغض لإخوانكم فاحرصوا على إزالته وقلعه من القلوب.
ويمكن أن يجتنب التباغض بين المسلمين بأمرين :

الأمر الأول : التباعد عن كل أمر يؤدي إلى التباغض .
- فقد حرم الله الخمر لأنه يوقع بين المسلمين العداوة والبغضاء ، قال تعالى( إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهـــون ).
- وحرم المشي بالنميمة لما فيها من إيقاع العداوة والبغضاء .
- وحرم بيع المسلم على بيع أخيه لنفس العلة .

الأمر الثاني : القيام بالأسباب التي تؤدي إلى التحاب بين المسلمين .
ومنها : معرفة أن التحاب من علامة الإيمان .

قال صلى الله عليه وسلم ( والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، ..) رواه مسلم .
ومنها : الهدية .
قال صلى الله عليه وسلم( تهــادوا تحــابــــوا ) رواه الحاكم .
ومنها : إفشاء السلام .
كما في الحديث السابق ( لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ، .........أفشوا السلام بينكم ) .
ومنها : أن الله امتن على عباده بالتأليف بين قلوبهم .
كما قال تعالى(واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتـــم بنعمتـــــه إخـــواناً).

4-أن البغض في الله من أوثق عرى الإيمان .


5-تحريم التدابــر ، وهو الهجران والتقاطع .


ويمكن للمسلم أن يتجنب الهجران بمعرفة خطورتــه :

أولاً : أنه حرام .
لحديث الباب ( ولا تدابروا ) .
وللحديث السابق ( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ) .
ثانياً : خطر من هجر أخاه سنة .
قال صلى الله عليه وسلم( من هجر أخاه سنــة فهو كسفك دمه ) رواه أبو داود .
ثالثاً : أن التهاجر والتقاطع يفرح الشيطان .
قال صلى الله عليه وسلم ( إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه ، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة ، يجيء أحدهم فيقول : فعلت كذا وكذا ، فيقول : ما صنعت شيئاً ، ثم يجيء أحدهم فيقول : ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته ، قال : فيدنيه منه ويقول : نعم أنت ) .
وقال صلى الله عليه وسلم ( إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ، ولكن في التحريش بينهـــم ) رواه مسلم .
رابعاً : لا ترفع أعمال المتهاجرين .
قال صلى الله عليه وسلم( تعرض الأعمال في كل اثنين وخميس ، فيغفر الله لكل امرىء لا يشرك بالله شيئاً ، إلا امرءاً كانت بينه وبين أخيه شحناء ، فيقول : أنظروا هذين حتى يصطلحا ) رواه مسلم .
خامساً : معرفة فضل من بدأ منهما بالسلام .
قال صلى الله عليه وسلم( وخيرهمــا الذي يبدأ بالســـلام ) .

يقول الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - " النهي عن التدابر،سواء بالأجسام أو بالقلوب.
التدابر بالأجسام بأن يولي الإنسان ظهره ظهر أخيه، لأن هذا سوء أدب،ويدل على عدم اهتمامه به، وعلى احتقاره له، ويوجب البغضاء.
والتدابر القلبي بأن يتجه كل واحد منا إلى جهة أخرى،بأن يكون وجه هذا يمين ووجه هذا شمال، ويتفرع على هذا:
وجوب الاجتماع
على كلمة واحدة بقدر الإمكان، فلنقرب الهوة بيننا حتى نكون على هدف واحد ،وعلى منهاج واحد، وعلى طريق واحد،وإلا حصل التدابر .
وانظر الآن الأحزاب الموجودة في الأمم كيف هم متدابرون في الواقع، كل واحد يريد أن يقع الآخر في شرك الشر، لأنهم متدابرون.
فالتدابر حرام، ولا سيما التدابر في القلوب،لما يترتب عليه من الفساد
" .

فائدة :
والهجر لا يجوز مطلقاً في الأمور الدنيوية ، أما لأجل الدين فيجوز إذا كان لمصلحــة وفيه منفعـــة ، وقد هجر النبي صلى الله عليه وسلم الثلاثة الذين خلفوا ، وأمر بهجرهــم .

6-تحريم بيع المسلم على بيع أخيـــه .


أولاً : تحريم أن يبيع الإنسان على بيع إنسان آخر .
لقوله صلى الله عليه وسلم: ( ولا يبع بعضكم على بيع بعض ).
مثال ذلك : أن يشتري شخص من إنسان سلعة بعشرة ، فيأتيه آخر ويقول : أعطيك مثلها بتسعة ، أو يقول : أعطيك أحسن منها بعشرة .
فهذا حرام ولا يجوز .


ثانياً : ومثله الشراء على شراء أخيه .
مثال ذلك : علمتُ أن زيــداً باع على عمر بيته بـ 100 ، فذهبت إلى زيد وقلت له : يا فلان ، أنت بعت بيتك على عمر بـ 100 ، أنا سأعطيك 120 .
ثالثاً : هل يجوز البيع على بيع الكافر ؟ اختلف العلماء على قولين :
القول الأول : يجوز .
لقوله صلى الله عليه وسلم: ( ولا يبع الرجل على بيع أخيه ) والكافر ليس أخاً .
القول الثاني : لا يجوز .
وهذا مذهب جماهير العلماء .
قالوا : وأما قوله : ( لا يبع الرجل على بيع أخيه ) فهذا قيد أغلبي لا مفهوم له .

رابعاً : الحكمة من النهي :
قطع العدوان على الغير ، واجتناب ما يؤدي إلى العداوة والبغضاء .

خامساً : ما حكم هذا البيع ؟ اختلف العلماء :
القول الأول : أنه صحيح مع الإثم .
وهذا مذهب الجمهور كما ذكر ذلك الشوكاني .
القول الثاني : أنه باطل .
وهذا مذهب المالكية والحنابلة ورجحه ابن حزم .

7-وجوب أن نكون إخواناً في الله .( وجوب الأخوة الإيمانية )
لقوله صلى الله عليه وسلم
(وكونوا عباد الله إخوانا ).
أي صيروا مثل الإخوان،ومعلوم أن الإخوان يحب كل واحد منهم لأخيه ما يحب لنفسه.

قال ابن رجب رحمه الله : ” هذا ذكره النبي صلى الله عليه وسلم كالتعليل لما تقدم ، وفيه إشارة إلى أنهم إذا تركـــــوا التحاسد والتناجش والتباغض والتدابر وبيع بعضهم على بعض كانوا إخواناً “ .

س- وكيف نحقق الإخوة ؟
أن نفعل كل ما يقوي الإخوة كالسلام ، وتشيت العاطس ، وعيادة المريض ، وتشييع الجنازة ، وإجابة الدعوة ، والنصح بالغيب .

ونبتعد عن كل ما يضعف الإخوة أو يزيلها كالتباغض ، والحسد ، والغش .
وقد جاءت نصوص تدل على أن المؤمنين إخوة :
قال تعالى ( إنما المؤمنون إخوة ) .
وقال صلى الله عليه وسلم ( المسلم أخو المسلم
) .

8-من مقتضيات الإخوة : عدم الظلم ، وعدم الخذلان ، وعدم الكذب ، وعدم الاحتقار .


عدم الظلم : " لاَ يَظلِمهُ" أي لا ينقصه حقه بالعدوان عليه، أو جحد ما له ، سواء كان ذلك في الأمور المالية ،أو في الدماء،أو في الأعراض، في أي شيء.
و أنه لا يحل ظلم المسلم بأي نوع من أنواع الظلم

عدم الخذلان :" وَلاَ يَخذُلُهُ" أي لا يهضمه حقه في موضوع كان يحب أن ينتصر له.
و لقوله صلى الله عليه وسلم( انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً ، قالوا يا رسول الله : أنصره مظلوماً ، فكيف أنصره ظالماً ؟ قال : تمنعــه من الظلم فذلك نصرك إياه ) متفق عليه .
و فيه وجوب نصرة المسلم، وتحريم خذلانه

وجوب الصدق و عدم الكذب : فلا يجوز أن يكذب على أخيه المسلم ، بل لا يحدثه إلا صدقاً .
بل ولا غيره أيضاً،لأن الكذب محرم حتى ولو كان على الكافرين، لكن ذكره في حق المسلم لأن السياق في ذلك.


والكذب محرم وهو من قبائح الذنوب .
قال صلى الله عليه وسلم( إن الكذب يهدي إلى الفجــور ، وإن الفجــور يهدي إلى النار ، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً ) متفق عليه .
وقال صلى الله عليه وسلم( آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، .. ) متفق عليه .

يقول الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - : فإن قال قائل: ما تقولون في التورية؟
فالجواب: التورية فيها تفصيل:
1-إن أدت إلى باطل فهي حرام.
2- إن أدت إلى واجب فهي واجبة.
3-إن أدت إلى مصلحة أو حاجة فجائزة.
.4-أن لا يكون فيها هذا ولا هذا ولا هذا،فاختلف العلماء فيها: هل تجوز أو لا تجوز؟
والأقرب أنه لا يجوز الإكثار منها، وأما فعلها أحياناً فلا بأس لا سيما إذا أخبر صاحبه بأنه مورٍّ

عدم الاحتقار :" وَلاَ يَحْقِرُهُ" أي لا يستصغره، ويرى أنه أكبر منه، وأن هذا لا يساوي شيئاً
فلا يجوز للمسلم أن يحتقر وأن يستصغر أخاه المسلم .
وهو ناشىء عن الكبر ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم
( الكبر بطر الحق وغمط الناس ) رواه مسلم .
وغمط الناس : الطعن عليهم وازرداؤهم .
وقال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهــن ).
وقال صلى الله عليه وسلم كما في هذا الحديث ( بحسب امرىء من الشر أن يحقر أخاه المسلم )
يعني يكفيه من الشر احتقاره أخاه المسلم ، فإنه إنما يحقر أخاه المسلم لتكبره عليه ، والكبر من أعظم خصال الشر .

9-قوله صلى الله عليه وسلم
"التَّقوى هَاهُنا" يعني تقوى الله عزّ وجل في القلب وليست في اللسان ولا في الجوارح،وإنما اللسان والجوارح تابعان للقلب.
وَيُشيرُ إِلَى صَدرِهِ ثَلاثَ مِرَاتٍ يعني قال: التقوى هاهنا، التقوى هاهنا، التقوى هاهنا، تأكيداً لكون القلب هو المدبر للأعضاء.


10-أن المسلم على المسلم حرام : دمه ، وماله ، وعرضه .


دمه : سبقت الأدلة على تحريم قتل المسلم بغير حق .

ماله : لا يجوز أخذ مال المسلم بغير حق .
قال تعالى( ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل) .
وقال صلى الله عليه وسلم( لا يحل مال امرىء مسلم إلا بطيب نفس منه ) رواه البخاري .

عرضه : فلا يجوز أن يغتابه .
والغيبة حرام بالكتاب والسنة والإجماع .
قال تعالى (ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه ).
وقال صلى الله عليه وسلم( إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا ) متفق عليه .
وعن أنس . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم ) رواه أبو داود .
وعن عائشة قالت : ( قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: حسبك من صفية كذا وكذا [ قال بعض الرواة : تعني قصيرة ] فقال : لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجتــه ) رواه أبو داود .
قال النووي : ” هذا الحديث من أبلغ الزواجـــر عن الغيبــة “ .
من أقوال السلف :
قال البخاري : ” ما اغتبت أحداً منذ علمت أن الغيبة حرام “ .
قال يحيي بن معاذ : ” ليكن حظ المؤمن منك ثلاثاً : إن لم تنفعه فلا تضره ، وإن لم تفرحــه فلا تغمـــه ، وإن لم تمدحــه فلا تذمــه “ .
وقيل للربيع بن خثيم : ” ما نراك تعيب أحداً ؟ فقال : لست عن نفسي راضياً فأتفرغ لذم الناس “ .
وقال اب
ن المبارك : ” لو كنت مغتاباً أحداً لاغتبت والديّ لأنهما أحق بحسناتي “ .

11- الرد على أولئك المجادلين بالباطل الذين إذا فعلوا معصية بالجوارح ونُهوا عنها قالوا: التقوى هاهنا ، فما جوابنا على هذا ؟

جوابنا أن نقول: لو اتقى ما هاهنا لاتقت الجوارح، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أَلا وَإِنَّ في الجَسَدِ مُضغَة إِذَا صَلحَت صَلحَ الجَسَد كُلهُ،وَإِذا فَسَدَت فَسَدَ الجَسَدُ كُلُهُ أَلاَ وَهِيَ القَلب"[249].

12-هذا الحديث العظيم ينبغي للإنسان أن يسير عليه في معاملته إخوانه، لأنه يتضمن توجيهات عالية من النبي صلى الله عليه وسلم.


13-أن الأمة الإسلامية لو اتجهت بهذه التوجيهات لنالت سعادة الدنيا والآخرة لأنها كلها آداب عظيمة عالية راقية، تحصل بها المصالح وتنكف بها المفاسد


-----------------------------------------------------
يتابع إن شاء الله - تعالى-











آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 05-07-2011, 12:46 AM رقم المشاركة : 37
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: الأربعون النووية ( إشارات و فوائد )

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

الحديث السادس والثلاثون

عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: {
من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسّر على معسريسّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلي الجنه، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم؛إلا نزلت عليهم السكينه، وغشيتهم الرحمه، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه } [رواه مسلم:2699] بهذا اللفظ.


فوائد من الحديث

1- فضل تنفيس الكرب عن المؤمنين و الحث عليه ، وهذا يشكل كل كربة سواء في البدن أو في المال .
كإقراضه مال ، أو فك أسره ، أو الوقوف معه في محنته .

2- أن التنفيس والتفريج عن المسلمين من أسباب التنفيس والنجاة من كرب يوم القيامة .
وأسباب النجاة من كرب يوم القيامة كثيرة :
منها : التنفيس عن المسلمين .
لحديث الباب ( من نفس عن مؤمن كربة ..... ) ..
ومنها : إنظار المعسر أو الوضع عنه .
قال صلى الله عليه وسلم ( من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينظر معسر أو يضع عنه ) رواه مسلم
ومنها : الوفاء بالنذر ، وإطعام الطعام لله .
قال تعالى( يوفـــون بالنــذر ويخافون يوماً كان شره مستطيراً ، ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً . إنما نطعكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكوراً . إنا نخاف من ربنا يوماً عبوساً قمطريراً . فوقاهم الله شر ذلك اليوم)

3- أن الجزاء من جنس العمل ، فكما نفس عن مسلم في الدنيا ، جزاه الله أن نفس عنه كربة من كرب يوم القيامة .
وهذه قاعدة عظيمة في الشرع وهي أن الجزاء من جنس العمل .
قال صلى الله عليه وسلم ( ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) .
وقال صلى الله عليه وسلم ( من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة ) .
4- إثبات يوم القيامة ، وسمي بذلك :
أولاً : لأن الناس يقومون من قبورهم .
قال تعالى (يوم يقوم الناس لرب العالمين)
ثانياً : ولقيام الأشهاد .
لقوله تعالى(ويوم يقوم الأشهاد)
ثالثاً : ولقيام الملائكة .
لقوله تعالى (يوم يقوم الروح والملائكة صفاً).

5- أن في يوم القيامة كرباً عظيمة .
قال تعالى(وكان يوماً على الكافرين عسيراً)
وقال تعالى(على الكافرين غير يسير)
وقال سبحانه(يقول الكافرون هذا يوم عسر)
وقال صلى الله عليه وسلم ( يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعين ذراعاً ، ويلجمهم حتى يبلغ آذانهـــم ) رواه مسلم .
قال القحطاني رحمه الله :
يوم القيامة لو علمتَ بهولــه لفررت من أهلٍ ومن أوطـــــانِ
يومٌ تشققت الســــماء لهوله وتشيب منه مفارق الولــــــــدان
يوم عبوس قمطريرٌ شــــرهُ في الخلقِ منتشرٌ عظيم الشأنِ


أما المؤمن فإن الله عزّ وجل ييسره عليه ويخففه عنه والناس درجات، حتى المؤمنون يختلف يسر هذا اليوم بالنسبة إليهم حسب ما عندهم من الإيمان والعمل الصالح.

6- فضل التيسير على المسلمين ، وخاصة المعسرين . وأن من يسر على معسر جازاه الله بأمرين :
التيسير في الدنيـــــــا – والتيسير في الآخــرة .
والتيسير على المعسر الذي لا يملك شيئاً واجب ، ولا يجوز مطالبته .
لقوله تعالى (وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميســــرة)

7- فضل الستر على المسلم .
وقد قال صلى الله عليه وسلم ( من ستر عورة أخيه المسلم ستر الله عورته يوم القيامة ، ومن كشف عورة أخيه المسلم كشف الله عورتــه حتى يفضحــه بها في بيته ) رواه ابن ماجه .
وقال صلى الله عليه وسلم ( يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان في قلبه ، لا تغتابـــوا المسلمين ، ولا تتبعــــوا عوراتهــم ، فإنه من اتبــع عوراتهــم تتبــع الله عورتــه ، ومن تتبــع الله عورتــه يفضحــه في بيتــه ) رواه أبو داود .
قال الإمام مالك : ” أدركت بهذه البلدة _ يعني المدينة _ أقواماً ليس لهم عيوب ، فعابـــوا الناس فصارت لهم عيوب ، وأدركت بهذه البلدة أقواماً كانت لهم عيوب ، فسكتوا عن عيوب الناس فنسيتْ عيوبهم “ .


قال ابن رجب رحمه الله : ” واعلم أن الناس على ضربين :
أحدهما : من كان مستوراً لا يعرف بشيء من المعاصي ، فإذا وقعت منه هفوة أو زلة ، فإنه لا يجوز هتكها ولا كشفها ولا التحدث بها ، لأن ذلك غيبة محرمـــة ، وهذا هو الذي وردت فيه النصـــوص .
ومثل هذا لو جاء تائباً نادماً ، وأقر بحده ، لم يفسره ولم يستفسره ، بل يؤمر بأن يرجــع ويستر نفســه ، كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم ماعزاً والغامديــة .
والثاني : من كان مشتهراً بالمعاصي معلناً بها ، ولا يبالي بما ارتكـــب منها ، ولا بما قيل له ، هذا هو الفاجر المعلن ، ومثل هذا لا بأس بالبحث عن أمره ، لتقام عليه الحدود ، ومثل هذا لا يشفع له إذا أخذ ولو لم يبلغ السلطان ، بل يترك حتى يقام عليه الحد ، ليكشف ستره ، ويرتدع به أمثاله
“ .

8- عــون الله لمن أعان مســلماً ، لكن هذا مقيد بما إذا كان على البر والتقوى لقوله تعالى(وتعاونوا على البر والتقوى)

وأما إذا كان على إثم فحرام ، لقوله تعالى(ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) . وأما إذا كان على أمر مباح فهذا من الإحسان لقوله تعالى(وأحسنوا إن الله يحب المحسنين)

9- أن سلوك طريق العلم مؤد إلى الجنــة ، وهذا الطريق يدخل فيه سلوك الطريق الحقيقي ، وهو المشي بالأقدام إلى مجالس العلماء ، ويدخل فيه سلوك الطرق المعنويــة إلى حصول العلم ، مثل : حفظه ، ومدارستــه ، ومذاكرته ، ومطالعتــه ، وكتابته .

10- فضل طلب العلم ، وأنه من أسباب دخول الجنة ، وللعلم فضائل كثيرة :
أولاً : أنه من أسباب دخول الجنة .
لحديث الباب .
ثانياً : من أسباب الرفعة .
قال تعالى(يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات)
ثالثاً : أن الله لم يأمر نبيه بالاستزادة إلا من العلم .
قال تعالى(وقل رب زدني علماً)
قال ابن القيم : ” وكفى بهذا شرفاً للعلم أن أمر نبيـــه أن يسأله المزيد منه “ .
رابعاً : أن الله استشهدهم وقرن شهادتهم بشهادته وشهادة الملائكة .
قال تعالى (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائماً بالقسط)
قال القرطبي : ” هذه الآية دليل على فضل العلم وشرف العلماء ، فإنه لو كان أحد أشرف من العلماء لقرنهم الله باسمه واسم ملائكته كما قرن العلماء “ .
خامساً : أن العلم دليل على الخير .
قال صلى الله عليه وسلم ( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ) متفق عليه .
قال الحافظ ابن حجر : ” يفقهه : أي يفهمه ، ومفهوم الحديث أن من لم يتفقــه في الدين _ أي يتعلم قواعد الإسلام وما يتصل بها من الفروع _ فقد حرم الخير “ .
سادساً : أن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم .
قال صلى الله عليه وسلم ( وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع ) رواه أبو داود .
قال ابن القيم : ” ووضع الملائكة أجنحتها له تواضعاً له وتوقيراً وإكراماً لما يحمله من ميراث النبـــوة “ .
سابعاً : العلماء ورثة الأنبياء .
قال صلى الله عليه وسلم ( وإن العلماء ورثــة الأنبيــاء ) رواه أبو داود .
ثامناً : فضل العلم أفضل من فضل العبادة .
قال صلى الله عليه وسلم ( فضل العلم خير من فضل العبادة ) رواه الطبراني .
من أقوال السلف
قال معاذ : ” تعلموا العلم فإن تعلمه لله خشية وطلبه عبادة ومدارستــه تسبيح “ .
وقال الشافعي : ” ليس شيء بعد الفرائض أفضل من طلب العلم “ .
وقال سهل بن عبد الله : ” من أراد النظر إلى مجالس الأنبياء فلينظر إلى مجالس العلماء “ .

11- فضل الاجتمــاع على ذكر الله ومدارســة القرآن .
قال ابن رجب رحمه الله : ” هذا يدل على استحباب الجلوس في المساجد لتلاوة القرآن ومدارستـــه ، وهذا إن حمل على تعلم القرآن وتعليمه فلا خلاف في استحبابه “ .

وفي صحيح البخاري عن عثمان عن النبي صلى الله عليه وسلم ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) .
وقال أبو عبد الرحمن السلمي : ” فذلك الذي أقعدني في مقعدي هذا “ .

وكان النبي صلى الله عليه وسلم أحياناً يأمر من يقرأ القرآن ليسمع قراءته ، كما كان ابن مسعود يقرأ عليه ، وقال : ( إني أحب أن أسمعه من غيري ) .
وكان عمر يأمر من يقرأ عليه وعلى أصحابه وهم يستمعون ، فتارة يأمر أبا موسى ، وتارة يأمر عقبة بن عامر .
وجاءت أحاديث تدل على فضل الإجتماع على ذكر الله مطلقاً :
ففي الصحيحين عن أبي هريرة . عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون حلق الذكر ، فإذا وجدوا قوماً يذكرون الله تنادوا هلموا إلى حاجتكم ، فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا .. الحديث وفيه : فيقول الله : أشهدكم أني غفرت لهم ) .
وفي صحيح مسلم عن معاوية ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه ، فقال : ما أجلسكم ؟ قالوا : جلسنا نذكر الله ونحمده لما هدانا للإسلام ومنّ علينا به ، فقال : آلله ما أجلسكم إلا ذلك ، قالوا : آلله ما أجلسنا إلا ذلك ، قال : أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم ، ولكن أتاني جبريل فأخبرني أن الله يباهي بكم الملائكة )

قال ابن القيم رحمه الله : أن مجالس الذكر مجالس الملائكة ، فليس من مجالس الدنيا لهم مجلس إلا مجلس يذكر الله تعالى فيه “ ، ثم ذكر حديث ( إن لله ملائكة سيارة ) .
وقال : ” فهذا من بركتهم على نفوسهم وعلى جليسهم ، فلهم نصيب من قوله : وجعلني مباركاً أينما كنت ، فهكذا المؤمن مبارك أين حل ، والفاجر مشؤوم أين حل “ .

12- أن من جلس في بيت من بيوت الله لذكر الله وقراءة القرآن ، فإنه يحصل على أربع مزايا :
الأولى : تتنزل عليهم السكينة .
ففي الصحيحين عن البراء بن عازب قال ( كان رجل يقرأ سورة الكهف وعنده فرس ، فتغشتــه سحابة فجعلت تدور وتدنو ، وجعل فرسه ينفر منها ، فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له ، فقال : تلك السكينة تنزل للقرآن ) .
الثانية : غشيان الرحمــة .
الثالثة : أن الملائكة تحف بهم .

الرابعة : أن الله يذكرهم فيمن عنده .
قال ابن رجب رحمه الله : وهذه الأربـــع لكل مجتمعين على ذكر الله ، كما في صحيح مسلم عن أبي هريرة وأبي سعيد كلاهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن لأهل الذكر تعالى أربعاً : تنزل عليهم السكينة ، وتغشاهم الرحمة ، وتحف بهم الملائكة ، ويذكرهم الرب فيمن عنده ) “ .

13- أن من ذكر الله ذكره الله .
كما قال تعالى(فاذكروني أذكركم)
وقال صلى الله عليه وسلم ( قال تعالى : من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه ) متفق عليه .

14- الحث على تدبر القرآن وتفهمه .
قال ابن القيم : ” فلا شيء أنفع للقلب من قراءة القرآن بالتدبر والتفكر “ .
وقال النووي : ” وينبغي للقارئ أن يكون شأنه الخشوع والتدبر والخضوع ، فهذا هو المقصود المطلوب ، وبه تنشرح الصدور ، وتستنير القلوب “ .
وقال الحسن البصري : ” يا ابن آدم كيف يرق قلبك ، وإنما همتك في آخر السورة “ .
وقال إبراهيم الخواص : ” دواء القلوب في خمسة : ... وذكر منها : قراءة القرآن بالتدبر “ .
وقد ذم النبي صلى الله عليه وسلم الخوارج بقوله : ( يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم ) أي أنهم يأخذون أنفسهم بقراءة القرآن وإقرائه وهم لا يتفقهون فيه ولا يعرفون مقاصده .

15- أن العبرة بالإيمان والعمل الصالح لا الأحساب والأنساب ، فالله رتب الجزاء على الأعمال لا على الأنساب .
قال تعالى (
من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها)
وقال تعالى (إن أكرمكم عند الله أتقاكــم)
وقال صلى الله عليه وسلم ( من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه ) .
وقال صلى الله عليه وسلم ( إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسادكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ) رواه مسلم .
وعن أبي هريرة . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزل عليه (وأنذر عشيرتك الأقربين ): ( يا معشر قريش ! اشتروا أنفسكم من الله ، فإني لا أغني عنكم من الله شيئاً ، .... ، يا فاطمة بنت محمد ، سليني ما شئت ، لا أغني عنك من الله شيئاً ) متفق عليه .
و أنه ينبغي للإنسان أن لا يغتر بنفسه وأن يهتم بعمله الصالح حتى ينال به الدرجات العلى

-----------------------------------------------------
يتابع إن شاء الله - تعالى-







آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 05-07-2011, 12:51 AM رقم المشاركة : 38
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: الأربعون النووية ( إشارات و فوائد )

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

الحديث السادس والثلاثون

عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: {
من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسّر على معسريسّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلي الجنه، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم؛إلا نزلت عليهم السكينه، وغشيتهم الرحمه، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه } [رواه مسلم:2699] بهذا اللفظ.

فوائد من الحديث

1- فضل تنفيس الكرب عن المؤمنين و الحث عليه ، وهذا يشكل كل كربة سواء في البدن أو في المال .
كإقراضه مال ، أو فك أسره ، أو الوقوف معه في محنته .

2- أن التنفيس والتفريج عن المسلمين من أسباب التنفيس والنجاة من كرب يوم القيامة .
وأسباب النجاة من كرب يوم القيامة كثيرة :
منها : التنفيس عن المسلمين .
لحديث الباب ( من نفس عن مؤمن كربة ..... ) ..
ومنها : إنظار المعسر أو الوضع عنه .
قال صلى الله عليه وسلم ( من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينظر معسر أو يضع عنه ) رواه مسلم
ومنها : الوفاء بالنذر ، وإطعام الطعام لله .
قال تعالى( يوفـــون بالنــذر ويخافون يوماً كان شره مستطيراً ، ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً . إنما نطعكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكوراً . إنا نخاف من ربنا يوماً عبوساً قمطريراً . فوقاهم الله شر ذلك اليوم)

3- أن الجزاء من جنس العمل ، فكما نفس عن مسلم في الدنيا ، جزاه الله أن نفس عنه كربة من كرب يوم القيامة .
وهذه قاعدة عظيمة في الشرع وهي أن الجزاء من جنس العمل .
قال صلى الله عليه وسلم ( ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) .
وقال صلى الله عليه وسلم ( من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة ) .
4- إثبات يوم القيامة ، وسمي بذلك :
أولاً : لأن الناس يقومون من قبورهم .
قال تعالى (يوم يقوم الناس لرب العالمين)
ثانياً : ولقيام الأشهاد .
لقوله تعالى(ويوم يقوم الأشهاد)
ثالثاً : ولقيام الملائكة .
لقوله تعالى (يوم يقوم الروح والملائكة صفاً).

5- أن في يوم القيامة كرباً عظيمة .
قال تعالى(وكان يوماً على الكافرين عسيراً)
وقال تعالى(على الكافرين غير يسير)
وقال سبحانه(يقول الكافرون هذا يوم عسر)
وقال صلى الله عليه وسلم ( يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعين ذراعاً ، ويلجمهم حتى يبلغ آذانهـــم ) رواه مسلم .
قال القحطاني رحمه الله :
يوم القيامة لو علمتَ بهولــه لفررت من أهلٍ ومن أوطـــــانِ
يومٌ تشققت الســــماء لهوله وتشيب منه مفارق الولــــــــدان
يوم عبوس قمطريرٌ شــــرهُ في الخلقِ منتشرٌ عظيم الشأنِ


أما المؤمن فإن الله عزّ وجل ييسره عليه ويخففه عنه والناس درجات، حتى المؤمنون يختلف يسر هذا اليوم بالنسبة إليهم حسب ما عندهم من الإيمان والعمل الصالح.

6- فضل التيسير على المسلمين ، وخاصة المعسرين . وأن من يسر على معسر جازاه الله بأمرين :
التيسير في الدنيـــــــا – والتيسير في الآخــرة .
والتيسير على المعسر الذي لا يملك شيئاً واجب ، ولا يجوز مطالبته .
لقوله تعالى (وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميســــرة)

7- فضل الستر على المسلم .
وقد قال صلى الله عليه وسلم ( من ستر عورة أخيه المسلم ستر الله عورته يوم القيامة ، ومن كشف عورة أخيه المسلم كشف الله عورتــه حتى يفضحــه بها في بيته ) رواه ابن ماجه .
وقال صلى الله عليه وسلم ( يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان في قلبه ، لا تغتابـــوا المسلمين ، ولا تتبعــــوا عوراتهــم ، فإنه من اتبــع عوراتهــم تتبــع الله عورتــه ، ومن تتبــع الله عورتــه يفضحــه في بيتــه ) رواه أبو داود .
قال الإمام مالك : ” أدركت بهذه البلدة _ يعني المدينة _ أقواماً ليس لهم عيوب ، فعابـــوا الناس فصارت لهم عيوب ، وأدركت بهذه البلدة أقواماً كانت لهم عيوب ، فسكتوا عن عيوب الناس فنسيتْ عيوبهم “ .


قال ابن رجب رحمه الله : ” واعلم أن الناس على ضربين :
أحدهما : من كان مستوراً لا يعرف بشيء من المعاصي ، فإذا وقعت منه هفوة أو زلة ، فإنه لا يجوز هتكها ولا كشفها ولا التحدث بها ، لأن ذلك غيبة محرمـــة ، وهذا هو الذي وردت فيه النصـــوص .
ومثل هذا لو جاء تائباً نادماً ، وأقر بحده ، لم يفسره ولم يستفسره ، بل يؤمر بأن يرجــع ويستر نفســه ، كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم ماعزاً والغامديــة .
والثاني : من كان مشتهراً بالمعاصي معلناً بها ، ولا يبالي بما ارتكـــب منها ، ولا بما قيل له ، هذا هو الفاجر المعلن ، ومثل هذا لا بأس بالبحث عن أمره ، لتقام عليه الحدود ، ومثل هذا لا يشفع له إذا أخذ ولو لم يبلغ السلطان ، بل يترك حتى يقام عليه الحد ، ليكشف ستره ، ويرتدع به أمثاله
“ .

8- عــون الله لمن أعان مســلماً ، لكن هذا مقيد بما إذا كان على البر والتقوى لقوله تعالى(وتعاونوا على البر والتقوى)

وأما إذا كان على إثم فحرام ، لقوله تعالى(ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) . وأما إذا كان على أمر مباح فهذا من الإحسان لقوله تعالى(وأحسنوا إن الله يحب المحسنين)

9- أن سلوك طريق العلم مؤد إلى الجنــة ، وهذا الطريق يدخل فيه سلوك الطريق الحقيقي ، وهو المشي بالأقدام إلى مجالس العلماء ، ويدخل فيه سلوك الطرق المعنويــة إلى حصول العلم ، مثل : حفظه ، ومدارستــه ، ومذاكرته ، ومطالعتــه ، وكتابته .

10- فضل طلب العلم ، وأنه من أسباب دخول الجنة ، وللعلم فضائل كثيرة :
أولاً : أنه من أسباب دخول الجنة .
لحديث الباب .
ثانياً : من أسباب الرفعة .
قال تعالى(يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات)
ثالثاً : أن الله لم يأمر نبيه بالاستزادة إلا من العلم .
قال تعالى(وقل رب زدني علماً)
قال ابن القيم : ” وكفى بهذا شرفاً للعلم أن أمر نبيـــه أن يسأله المزيد منه “ .
رابعاً : أن الله استشهدهم وقرن شهادتهم بشهادته وشهادة الملائكة .
قال تعالى (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائماً بالقسط)
قال القرطبي : ” هذه الآية دليل على فضل العلم وشرف العلماء ، فإنه لو كان أحد أشرف من العلماء لقرنهم الله باسمه واسم ملائكته كما قرن العلماء “ .
خامساً : أن العلم دليل على الخير .
قال صلى الله عليه وسلم ( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ) متفق عليه .
قال الحافظ ابن حجر : ” يفقهه : أي يفهمه ، ومفهوم الحديث أن من لم يتفقــه في الدين _ أي يتعلم قواعد الإسلام وما يتصل بها من الفروع _ فقد حرم الخير “ .
سادساً : أن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم .
قال صلى الله عليه وسلم ( وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع ) رواه أبو داود .
قال ابن القيم : ” ووضع الملائكة أجنحتها له تواضعاً له وتوقيراً وإكراماً لما يحمله من ميراث النبـــوة “ .
سابعاً : العلماء ورثة الأنبياء .
قال صلى الله عليه وسلم ( وإن العلماء ورثــة الأنبيــاء ) رواه أبو داود .
ثامناً : فضل العلم أفضل من فضل العبادة .
قال صلى الله عليه وسلم ( فضل العلم خير من فضل العبادة ) رواه الطبراني .
من أقوال السلف
قال معاذ : ” تعلموا العلم فإن تعلمه لله خشية وطلبه عبادة ومدارستــه تسبيح “ .
وقال الشافعي : ” ليس شيء بعد الفرائض أفضل من طلب العلم “ .
وقال سهل بن عبد الله : ” من أراد النظر إلى مجالس الأنبياء فلينظر إلى مجالس العلماء “ .

11- فضل الاجتمــاع على ذكر الله ومدارســة القرآن .
قال ابن رجب رحمه الله : ” هذا يدل على استحباب الجلوس في المساجد لتلاوة القرآن ومدارستـــه ، وهذا إن حمل على تعلم القرآن وتعليمه فلا خلاف في استحبابه “ .

وفي صحيح البخاري عن عثمان عن النبي صلى الله عليه وسلم ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) .
وقال أبو عبد الرحمن السلمي : ” فذلك الذي أقعدني في مقعدي هذا “ .

وكان النبي صلى الله عليه وسلم أحياناً يأمر من يقرأ القرآن ليسمع قراءته ، كما كان ابن مسعود يقرأ عليه ، وقال : ( إني أحب أن أسمعه من غيري ) .
وكان عمر يأمر من يقرأ عليه وعلى أصحابه وهم يستمعون ، فتارة يأمر أبا موسى ، وتارة يأمر عقبة بن عامر .
وجاءت أحاديث تدل على فضل الإجتماع على ذكر الله مطلقاً :
ففي الصحيحين عن أبي هريرة . عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون حلق الذكر ، فإذا وجدوا قوماً يذكرون الله تنادوا هلموا إلى حاجتكم ، فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا .. الحديث وفيه : فيقول الله : أشهدكم أني غفرت لهم ) .
وفي صحيح مسلم عن معاوية ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه ، فقال : ما أجلسكم ؟ قالوا : جلسنا نذكر الله ونحمده لما هدانا للإسلام ومنّ علينا به ، فقال : آلله ما أجلسكم إلا ذلك ، قالوا : آلله ما أجلسنا إلا ذلك ، قال : أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم ، ولكن أتاني جبريل فأخبرني أن الله يباهي بكم الملائكة )

قال ابن القيم رحمه الله : أن مجالس الذكر مجالس الملائكة ، فليس من مجالس الدنيا لهم مجلس إلا مجلس يذكر الله تعالى فيه “ ، ثم ذكر حديث ( إن لله ملائكة سيارة ) .
وقال : ” فهذا من بركتهم على نفوسهم وعلى جليسهم ، فلهم نصيب من قوله : وجعلني مباركاً أينما كنت ، فهكذا المؤمن مبارك أين حل ، والفاجر مشؤوم أين حل “ .

12- أن من جلس في بيت من بيوت الله لذكر الله وقراءة القرآن ، فإنه يحصل على أربع مزايا :
الأولى : تتنزل عليهم السكينة .
ففي الصحيحين عن البراء بن عازب قال ( كان رجل يقرأ سورة الكهف وعنده فرس ، فتغشتــه سحابة فجعلت تدور وتدنو ، وجعل فرسه ينفر منها ، فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له ، فقال : تلك السكينة تنزل للقرآن ) .
الثانية : غشيان الرحمــة .
الثالثة : أن الملائكة تحف بهم .

الرابعة : أن الله يذكرهم فيمن عنده .
قال ابن رجب رحمه الله : وهذه الأربـــع لكل مجتمعين على ذكر الله ، كما في صحيح مسلم عن أبي هريرة وأبي سعيد كلاهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن لأهل الذكر تعالى أربعاً : تنزل عليهم السكينة ، وتغشاهم الرحمة ، وتحف بهم الملائكة ، ويذكرهم الرب فيمن عنده ) “ .

13- أن من ذكر الله ذكره الله .
كما قال تعالى(فاذكروني أذكركم)
وقال صلى الله عليه وسلم ( قال تعالى : من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه ) متفق عليه .

14- الحث على تدبر القرآن وتفهمه .
قال ابن القيم : ” فلا شيء أنفع للقلب من قراءة القرآن بالتدبر والتفكر “ .
وقال النووي : ” وينبغي للقارئ أن يكون شأنه الخشوع والتدبر والخضوع ، فهذا هو المقصود المطلوب ، وبه تنشرح الصدور ، وتستنير القلوب “ .
وقال الحسن البصري : ” يا ابن آدم كيف يرق قلبك ، وإنما همتك في آخر السورة “ .
وقال إبراهيم الخواص : ” دواء القلوب في خمسة : ... وذكر منها : قراءة القرآن بالتدبر “ .
وقد ذم النبي صلى الله عليه وسلم الخوارج بقوله : ( يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم ) أي أنهم يأخذون أنفسهم بقراءة القرآن وإقرائه وهم لا يتفقهون فيه ولا يعرفون مقاصده .

15- أن العبرة بالإيمان والعمل الصالح لا الأحساب والأنساب ، فالله رتب الجزاء على الأعمال لا على الأنساب .
قال تعالى (
من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها)
وقال تعالى (إن أكرمكم عند الله أتقاكــم)
وقال صلى الله عليه وسلم ( من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه ) .
وقال صلى الله عليه وسلم ( إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسادكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ) رواه مسلم .
وعن أبي هريرة . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزل عليه (وأنذر عشيرتك الأقربين ): ( يا معشر قريش ! اشتروا أنفسكم من الله ، فإني لا أغني عنكم من الله شيئاً ، .... ، يا فاطمة بنت محمد ، سليني ما شئت ، لا أغني عنك من الله شيئاً ) متفق عليه .
و أنه ينبغي للإنسان أن لا يغتر بنفسه وأن يهتم بعمله الصالح حتى ينال به الدرجات العلى

-----------------------------------------------------
يتابع إن شاء الله - تعالى-










آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 05-07-2011, 12:52 AM رقم المشاركة : 39
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: الأربعون النووية ( إشارات و فوائد )

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الحديث الثامن والثلاثون

ن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله تعالى قال : من عادي لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ، و لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي سمع به و بصره الذي يبصر به ، و يده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها و لئن سألني لأعطينه ، و لئن استعاذني لأعيذنه ) رواه البخاري .




فوائد من الحديث

1- فضيلة أن يكون الإنسان ولياً من أولياء الله .
وولاية الله ليست بالدعاوى والكلمات وإنما بالعمل وبشروطهــا :
أولاُ : الإيمان بالله .
ثانياً : تقوى الله .
قال تعالى ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقــــــون ).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله- من كان مؤمناً تقياً كان لله وليَّاً

2-ولاية الله عزّ وجل نوعان: عامة وخاصة.

فالعامة: ولايته على الخلق كلهم تدبيراً وقياماً بشؤونهم، وهذا عام لكل أحد، للمؤمن والكافر، والبر والفاجر، ومنه قوله تعالى: ( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ*ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ) [الأنعام:61-62].
وولاية خاصة: وهي ولاية الله عزّ وجل للمتقين، قال الله عزّ وجل: (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ)(البقرة: الآية257) فهذه
ولاية خاصة وقال الله عزّ وجل
: (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ* الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ) [يونس:62-63].

3-تحريم معاداة أولياء الله .و أنها من كبائر الذنوب، لقوله
: "فَقَدْ آذَنتُهُ بِالحَرْبِ" وهذه عقوبة خاصة على عمل خاص، فيكون هذا العمل من كبائر الذنوب.

4-وجوب معاداة أعداء الله وعدم محبتهــم .
قال تعالى ( لا تتخـــذوا عدوي وعدوكــم أولــيــاء ) .

5-أن أفضل ما يتقرب العبد لربه بالفرائض .

الصلاة الفرض أفضل من الصلاة النفل .
والصوم الفرض أفضل من الصوم النفل وهكذا
.
وأفضل فرائض البدن التي تقرب إلى الله الصلاة ، كما قال تعالى ( واسجد واقترب ) وقال صلى الله عليه وسلم ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ) .
قال عمر بن الخطاب : ” أفضل الأعمال أداء ما افترض الله ، والورع عما حرم الله ، وصدق النية فيما عند الله “ .

6-الأعمال الصالحــة تتفاضل من حيث الجنس ومن حيث النوع .

فمن حيث الجنس : الفرائض أحب إلى الله من النوافل .
ومن حيث النوع : الصلاة أحب إلى الله مما دونها من الفرائض .

7-إثبات المحبة لله ، محبة تليق بجلاله من غير تحريف ولا تعطيل ، ولا تشبيه ولا تمثيل .

قال تعالى ( إن الله يحب المحسنين ).
وقال تعالى ( إن الله يحب المتقين ) .
وقال صلى الله عليه وسلم ( لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ) .

8-أن من أسباب محبــة الله كثرة النوافــل لقوله ( ولا يزال يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه ) .
وهناك أسباب تجلب محبة الله :
منها : كثرة النوافل .
كما في حديث الباب .
قال ابن القيم : ” التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض ، فإنها توصله إلى درجة المحبوبية بعد المحبة “ .
ومنها : متابعة الرسول .
قال تعالى ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ).
قال أبو سليمان الداراني : ” لما ادّعت القلوب محبة الله ، أنزل آية المحنة ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) “ .
ومنها : الذلة على المؤمنين .
ومنها : العزة على الكافرين .
ومنها : الجهاد في سبيل الله .
ومنها : لا يخافون لومة لائم .
قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونـــه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لا ئم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم ).
قال ابن القيم : ” فذكر لهم أربع علامات :
أحدها : أذلة على المؤمنين ، قيل معناه أرقاء ، وقيل : رحماء مشفقين عليهم ، عاطفين عليهم .
العلامة الثانية : أعزة على الكافرين ، قال عطاء : للمؤمنين كالوالد لولده ، والعبد لسيده ، وعلى الكافرين كالأسد على فريسته
( أشداء على الكفار رحماء بينهم ) .
العلامة الثالثة : الجهاد في سبيل الله بالنفس واليد ، واللسان ، والمال ، وذلك تحقيق دعوى المحبة .
العلامة الرابعة : أنهم لا تأخذهم في الله لومة لائم ، وهذا علامة صحة المحبة
“ .
ومنها : كثرة ذكره سبحانه ، لأنه من أحب شيئاً أكثر من ذكره .
ومنها : قراءة القرآن بالتدبر والتفهم .
لأنه ما تقرب المتقربون بمثل ما خرج من الله ، وهو القرآن .
قال خباب : ” تقرب إلى الله ما استطعت ، واعلم أنك لن تتقرب إليه بشيء هو أحب إليـــه من كلامـــه .لا شيء عند المحبين أحلى من كلام محبوبهم ، فهو لذة قلوبهم وغاية مطلوبهم “ .

9-فضل المداومة والاستمرار على العمل الصالح ، لقوله
( ولا يزال عبدي يتقرب .. ) فلا يعتبر الإنسان متقرباً إلى الله بالنوافل محافظاً عليها إلا باستمراره على هذه الطاعة ، وإلا فلا يعتبر متقرباً إلى الله بالنوافل .

فالعمل الصالح المستمر مهم لأمرين :
أولاً : أن هذا هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم .
عن عائشة . قالت ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عمل عملاً أثبتــه) رواه مسلم .
ثانياً : أن الأعمال المداوم عليها أحب إلى الله .
قال صلى الله عليه وسلم : ( أحب الأعمال إلى الله أدومهــا وإن قل ) متفق عليه .

وإذا كان العمل الصالح مداوماً عليه ، فإنه يكون له آثاراً إيجابية :
منها : دوام اتصال القلب بالله .
ومنها : سبب لمحبة الله .
ومنها : سبب للنجاة من الشدائد .
كما قال صلى الله عليه وسلم : ( من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد فليكثر الدعاء في الرخاء ) رواه الترمذي .

10- أن الله إذا أحب إنساناً وفقه وسدده ، ففي بصره فلا يرى إلا خيراً ، وفي سمعه فلا يسمع إلا خيراً ، وفي يده فلا يبطش إلا على حق . وفي رجله فلا يمشي إلا إلى خير . وإذا سأله أعطاه وأجاب دعاءه ، وأعاذه مما يكره .


11-كرامة الأولياء على الله تعالى حيث كان الذي يعاديهم قد آذنه الله بالحرب.


--------------------------------------------------------------

يتابع إن شاء الله - تعالى







آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 05-07-2011, 12:53 AM رقم المشاركة : 40
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: الأربعون النووية ( إشارات و فوائد )

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

الحديث التاسع والثلاثون


عن ابن عباس – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ و النسيان ، و ما استكرهوا عليه ) حديث حسن رواه ابن ماجه و البيهقي و غيرهما.



فوائد من حديث

1-سعة رحمة الله بعباده ، حيث رفع الإثم عنهم إذا صدرت المخالفة نسياناً أو خطأ أو إكراهاً

2-أن جميع المحرمات إذا فعلها الإنسان جاهلاً أو ناسياً أو مكرهاً فلا شيء عليه فيما يتعلق بحق الله ، أما حق الآدمي فلا يعفى عنه من حيث الضمان .وإن كان يُعفى عنه من حيث الإثم.
أمثلة :
- رجل قص شعره وهو محرم جاهلاً ، فلا شيء عليه .
- رجل تكلم بالصلاة ناسياً ، فصلاته صحيحة ولا شيء عليه .
- رجل أكل في نهار رمضان ناسياً ، فصومه صحيح ولا شيء عليه .
- رجل نسي صلاة ، فلا إثم عليه ويقضيها .


3-أن هذه الأمور الثلاثة : الخطأ ، والنسيان ، والإكراه سبب للتخفيف ومنع التكليف :


الأول : النسيان :
وهو ذهول القلب عن الشيء وعدم تذكره .
والدليل على أنه سبب للتخيف ومانع من موانع التكليف .
قوله تعالى ( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ) ، قال الله تعالى كما في صحيح مسلم ( قد فعلت ) .
ولحديث الباب .

الثاني : الخطأ .
وهو ضد العمد .
والدليل على أنه سبب للتخفيف ومانع من موانع التكليف .
قوله تعالى(ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا) .
وقوله تعالى ( ولا جناح عليكم فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم ) .
حديث الباب .


الثالث : الإكراه .
وهو : حمل الغير على أمر لا يرضاه لو خلي ونفسه ، بارتكاب النهي أو ترك الأمر .
والدليل على أنه سبب للتخفيف ومانع من موانع التكليف .
قوله تعالى ( إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ) .
ولحديث الباب .
فمن أكره على طلاق زوجته ، فإنها لا تطلق .
من أكره على الكفر ، وقلبه مطمئن بالإيمان ، فلا شيء عليه .


شروط الإكراه ليكون سبباً للتخفيف :
أولاً : أن يكون المكرِه قادر على إيقاع ما هدد به .
ثانياً : أن يكون المكرَه عاجزاً عن دفع هذا المكرِه .
ثالثاً : أن يكون هذا الإكراه مما يشق على المكرِه تحمله .
رابعاً : أن يظن أو يعلم المكرَه أن المكرِه سيوقع ما هدد به .


4-هذه الموانع سبب للتخفيف في حقوق الله ، لأنه مبني على العفو والرحمة ، وأما في حقوق الآدميين فلا تمنع من ضمان ما يجب ضمانه إذا لم يرض صاحب الحق بسقوطه .

فائدة :
لا يكون الإكراه سبباً للتخفيف في حالة واحدة ، وهي إذا أكره على قتل شخص ، فليس له أن يقتله حتى لو أدى إلى قتله ، وحكى بعض العلماء الإجماع على ذلك ، لأن قتله له افتداء لنفسه فيكون باختياره .

5-بيان رحمة الله ، حيث لا يكلف نفساً إلا وسعها . أي إلا طاقتها .

6-شرف هذه الأمة على غيرها .
7-النسيان من صفات الإنسان .

--------------------------------------------------------------

يتابع إن شاء الله - تعالى






آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:55 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator