العودة   شبكة صدفة > المنتديات الاسلاميه > سيرة الانبياء والصحابة

سيرة الانبياء والصحابة قسم السيرة النبوية لمواضيع السيرة النبوية , سيرة سير الانبياء , قصص الانبياء , قصص انبياء الله اسلامية , قصص نبوية وصف النبي , غزوات النبي , معجزات النبي مدح النبي , حياة النبي ,أخلاق النبي , حب النبي , قبر النبي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 05-07-2011, 12:55 AM رقم المشاركة : 41
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: الأربعون النووية ( إشارات و فوائد )

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الحديث الاربعون

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي رضي الله عنه فقال (كن في الدنيا كأنك غريب , أو عابر سبيل )وكان ابن عمر رضيالله عنه يقول " إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لمماتك " رواه البخاري


فوائد من حديث

1-قال النووي في شرح الحديث : ” معناه : لا تركن إلى الدنيا ولا تتخذها وطناً ، ولا تحدث نفسك بطول البقاء فيها ، ولا بالاعتناء بها ، ولا تتعلق منها إلا بماء يتعلق به الغريب في غير وطنه ، ولا تشتغل فيها بما لا يشتغل به الغريب الذي يريد الذهاب إلى أهله “ .

2-التزهيد في الدنيا ، وأنه لا ينبغي للإنسان أن يتخذها وطناً يركن إليها ، وهذا الحديث أصل في قصر الأمل في الدنيا ، وأن المؤمن ينبغي أن يكون فيها كأنه على جناح سفر .
قال صلى الله عليه و سلم ( ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها ) رواه الترمذي .


- قال بعض العلماء : فتأمل هذا المثال ، ومطابقته للواقع سواء ، فإنها في خضرتها كشجرة ، وفي سرعة انقضائها وقبضها شيئاً فشيئاً كالظل ، والعبد مسافر إلى ربه ، والمسافر إذا رأى شجرة في يوم صائف لا يحسن به أن يبني تحتها داراً ، ولا يتخذها قراراً ، بل يستظل بها بقدر الحاجة ، ومتى زاد على ذلك انقطع عن الرفاق .

- وقال تعالى ( اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفراً ثم يكون حطاماً وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ).
بين الله تعالى في هذه الآية حال الدنيا التي افتتن الناس بها الذين قصر نظرهم ، وبيّن أنها من محقرات الأمور التي لا يركن إليها العقلاء ، فضلاً عن الافتتان بها والانهماك في طلبها وقتل الوقت في تحصيلها بأنها لعب لا ثمرة فيه سوى التعب ، ولهو تشغل صاحبها وتلهيه عما ينفعه في آخرته ، وزينة لا تفيد المفتون بها شرفاً ذاتياً ، ثم أشار سبحانه وتعالى إلى أنها مع ذلك سريعة الزوال ، قريبة الاضمحلال ، كمثل غيث راقَ الزراع نباته الناشيء به ، ثم يهيج ويتحرك وينمو ، فسرعان ما تراه مصفراً متغيراً ذابلاً بعدما رأيته أخضر ناضراً ، ثم يصير من اليبس هشيماً متكسراً .


- قال عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام : ” من ذا الذي يبني على موج البحار داراً ، تلكم الدنيا فلا تتخذوها قراراً “ .
- وقال موسى عليه الصلاة والسلام : ” اعبروها ولا تعمروها “ .
- وقال علي رضي الله عنه : ” ارتحلت الدنيا مدبرة ، وارتحلت الآخرة مقبلة ، ولكل واحد منهما بنون ، فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا ، فإن اليوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل “ .


قال الشاعر :
إن لله عبـاداً فطنـا طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
نظروا إليها فلما علموا أنها ليسـت لحي وطنـا
جعلـوها لجة واتخذوا صالح الأعمال فيها سـفنا


أحسن علاج للزهد في الدنيا وعدم الركون إليها هو قصر الأمل .

قال ابن القيم : ” قصر الأمل : هو العلم بقرب الرحيل ، وسرعة انقضاء مدة الحياة ، وهو من أنفع الأمور للقلب ، فإنه يبعثه على معافصة الأيام ، وانتهاز الفرص التي تمر مر السحاب ، ومبادرة طيء صحائف الأعمال ، ويثير ساكن عزماته إلى دار البقاء ، ويحثه على قضاء جهاز سفره ، وتدارك الفارط ، ويزهده في الدنيا ، ويرغبه في الآخرة ، فيقوم بقلبه _ إذا داوم مطالعة قصر الأمل _ شاهد من شواهد اليقين ، يريه فناء الدنيا ، وسرعة انقضائها ، وقلة ما بقي منها ، وأنها قد ترحلت مدبرة ، ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء يتصابها صاحبها ، وأنها لم يبق منها إلا كما بقي من يوم صارت شمسه على روؤس الجبال ، ويريه بقاء الآخرة ودوامها ، وأنها قد ترحلت مقبلة ، وقد جاء أشراطها وعلاماتها ، وأنها مع لقائها كمسافر قد خرج صاحبه يتلقاه ، فكل منهما يسير إلى الآخر ، فيوشك أن يلتقيا سريعاً “ .
قال تعالى ( كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها ) .
وخطب النبي صلى الله عليه و سلم أصحابه يوماً والشمس على روؤس الجبال فقال : إنه لم يبق من الدنيا فيما مضى منها إلا كما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه “ .
ثم قال رحمه الله :
وقصر الأمل بناؤه على أمرين :
تيقن زوال الدنيا ومفارقتها .
وتيقن لقاء الآخرة وبقائها ودوامها
“ .


-كان علي رضي الله عنه، يشتد خوفه من اثنتين : طول الأمل، واتباع الهوى ، قال: ” فأما طول الأمل فينسي الآخرة، وأما اتباع الهوى فيصد عن الحق “ .

3-ينبغي على المسلم أن يبادر بالأعمال الصالحات قبل هجوم هاذم اللذات ، فإنه لا يدري متى يأتيه .
فكل أحد سيموت .
قال تعالى ( كل نفس ذائقة الموت ) .
وقال تعالى ( أينما تكونوا يدركم الموت ) .

ولا يعرف أحد متى سيموت .
قال تعالى ( وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت ).


ويستحب الإكثار من ذكر الموت .
قال صلى الله عليه و سلم ( أكثروا ذكر هاذم اللذات ) رواه الترمذي


فوائد ذكر الموت :
يردع عن المعاصي _ ويلين القلب القاسي _ ويذهب السرور بالدنيا _ ويزهد فيها _ ويهون المصائب _ ويبعث على الجد والاجتهاد في العمل للآخرة .

فالمقصود الأعظم من ذكر الموت الاستعداد له بالعمل الصالح .

قال تعالى ( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون ) .
وقال تعالى ( وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين ولن يؤخر الله نفساً إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون ) .

و بالموت ينقطع عمل الإنسان .
قال صلى الله عليه و سلم ( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث .... ) رواه مسلم .


4-أن الإنسان ينبغي أن يستغل عمره في طاعة الله قبل حلول الآفات ، ولهذا قال ابن عمر : ” خذ من صحتك لمرضك ، ومن حياتك لموتك “ ، يعني : اغتنم الأعمال الصالحة ، قبل أن يحول بينك وبينها السقم ، وفي الحياة قبل أن يحول بينك وبينها الموت .

وقد جاءت نصوص في الحث على العمل والمبادرة إليه :
ففي صحيح البخاري عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ ) رواه البخاري .
وقال صلى الله عليه و سلم ( اغتنم خمساً قبل خمس : شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل سقمك ، وغناك قبل فقرك ، وفراغك قبل شغلك ، وحياتك قبل موتك ) رواه الحاكم .


قال ابن رجب رحمه الله : ” والمراد من هذا أن هذه الأشياء كلها تعوق عن الأعمال ، فبعضها يشغل عنه ، إما في خاصة الإنسان ، كفقره ، وغناه ، ومرضه ، وهرمه ، وموته ، وبعضها عام كقيام الساعة وخروج الدجال ، وكذلك الفتن المزعجة ، كما جاء في الحديث : بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم “ .

5-إن الإنسان إذا لم يستغل حياته وصحته فإنه يندم حين لا ينفع الدم ، ويتمنى الرجوع فلا يستطيع .
قال تعالى ( أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين ).
وقال تعالى ( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون ) .


6-امتثل ابن عمر وصية رسول الله صلى الله عليه و سلم قولاً وعملاُ .
أما قولاً ، فإنه كان يقول : ” إذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ، وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك “ .

إِذَا أَمْسَيْتَ فَلا تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ والمعنى: اعمل العمل قبل أن تصبح ولا تقل غداً أفعله، لأن منتظر الصباح إذا أمسى يؤخر العمل إلى الصباح، وهذا غلط، فلا تؤخر عمل اليوم لغد.
وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلا تَنْتَظِرِ المَسَاءَ أي اعمل وتجهّز، وهذا أحد المعنيين في الأثر.
أو المعنى: إِذَا أَمْسَيْتَ فَلا تَنْتَظِرِ الصَّبَاح لأنك قد تموت قبل أن تصبح. وَإِذَا أَمْسَيْتَ فَلا تَنْتَظِرِ المَسَاء لأنك قد تموت قبل أن تمسي.


وأما في الفعل : فقد كان صلى الله عليه و سلم على جانب كبير من الزهد فيها والقناعــة منها باليسير
قال جابر بن عبد الله : ” ما رأينا أحداً إلا قد مالت به الدنيا أو مال بها إلا عبد الله بن عمر “ .
وقالت عاشة : ” ما رأيت أحداً ألـــزم للأمر الأول من ابن عمر


________________

الحديث الحادي والأربعون

عن أبي محمد عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه ما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاُ لما جئت به ) حديث صحيح رويناه في كتاب الحجة بإسناد صحيح



فوائد من الحديث


1-لا يكمل إيمان أحد حتى يكون هواه وميله إلى الشريعة وتحكيمها .

و فيه وجوب تحكيم الشريعة في كل شيء، لقوله: "لِمَا جِئتُ به" والنبي صلى الله عليه وسلم جاء بكل ما يصلح الخلق في معادهم ومعاشهم، قال الله تعالى: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ)

2-أن من كان هواه وميله لما جاءت به الشريعة فهو كامل الإيمان .

3-التحذير من اتباع الهوى و تحذير الإنسان من أن يحكم العقل أو العادة مقدماً إياها على ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم

هذا الحديث يدلّ على أن الهوى ينقسم إلى قسمين:
محمود: وهو ما كان تبعاً لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم .
ومذموم: وهو ما خالف ذلك.
وعند الإطلاق يحمل على المذموم ( أي الأصل عند الإطلاق المذموم كما جاء ذلك في الكتاب والسنة، فكلما ذكر الله تعالى اتباع الهوى فهو على وجه الذم )
ولهذا يقال: الهدى، ويقابله الهوى.


وقد حذر الله من اتباع الهوى .
فقال تعالى ( يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله )
واتباع الهوى هو منشأ المعاصي .
قال تعالى ( فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله ) .
واتباع الهوى من المهلكات .
قال صلى الله عليه و سلم ( ثلاث منجيات وثلاث مهلكات : فأما المهلكات : فهوى متبع ، وشح مطاع ، وإعجاب المرء بنفسه ) .


4-وجوب الاستسلام والانقياد لأوامر الله تعالى .
قال تعالى ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ) .


5-أن الشريعة كاملة .
6-الإيمان يزيد وينقص لقوله ( لا يؤمن أحدكم .. ) أي الإيمان الكامل .

وعقيدة أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد وينقص ، يزيد بالطاعات وينقص بالعصيان .
قال تعالى ( وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً ) .
وقال تعالى ( ليزدادوا إيماناً ) .
وقال تعالى ( ويزداد الذين آمنوا إيماناً ) .
وقال تعالى ( ليزدادوا لإيماناً مع إيمانهم ) .
ووصف النبي صلى الله عليه و سلم النساء بنقصان العقل والدين .
وكان عمر يقول : ” هلموا نزدد إيماناً “ .
وكان ابن مسعود يقول : ” اللهم زدنا إيماناً ويقيناً وفقهاً “ .


_________________

الحديث الثاني والأربعون

عن أنس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: { قال الله تعالى: يا ابن آدم ! إنك ما دعـوتـني ورجوتـني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم ! لو بلغـت ذنـوبك عـنان السماء، ثم استغـفـرتـني غـفـرت لك، يا ابن آدم ! إنك لو اتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتـني لا تـشـرك بي شيئاً لأتـيـتـك بقرابها مغـفـرة }.

[رواه الترمذي:3540، وقال: حديث حسن صحيح].





فوائد من الحديث


1-في هذا الحديث الأسباب التي تحصل بها المغفرة ، وهي ثلاثة :
السبب الأول
الدعاء مع الرجاء

فإن الدعاء مأمور به ، وموعود عليه بالإجابة .
قال تعالى ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ) .
والدعاء عبادة .
قال صلى الله عليه و سلم ( الدعاء هو العبادة ) رواه أبو داود .
والله يغضب إن لم يسأل .
قال صلى الله عليه و سلم ( من لم يسأل الله يغضب عليه ) رواه ابن ماجه .
وينبغي حضور القلب ورجاء الإجابة .
وقد روي عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال ( ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة ، فإن الله لا يقبل دعاء من قلب غافل لاه ) .
ولا يستعجل الإجابة .
قال صلى الله عليه و سلم ( يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول دعوت فلم يستجب لي ) متفق عليه .
وأن يعزم المسألة .
قال صلى الله عليه و سلم ( لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت ، ولكن ليعزم المسألة ، فإن الله لا يتعاظمه شيء ) متفق عليه .
وللداعي إحدى ثلاث :
قال صلى الله عليه و سلم ( ما من مسلم يدعو بدعوة ليس له فيها إثم أو قطيعة رحم، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة ، وإما أن يكشف عنه من السوء مثلها) رواه أحمد .


السبب الثاني
وهو الاسـتغفار .
وهو طلب المغفرة ، والمغفرة هي وقاية شر الذنوب مع سترها .
وقد أمر الله به .
قال تعالى ( واستغفر الله إن الله كان غفوراً رحيماً ).
وقال تعالى ( واستغفر لذنبك) .
ومن أسماء الله : الغفور ، والغفار .
قال تعالى ( نبيء عبادي أني أنا الغفور الرحيم ) .
مهما عظمت ذنوب الإنسان فإن الله يغفرها لمن تاب .
قال تعالى ( إن ربك واسع المغفرة ).
والأنبياء وأهل الفضل يطلبون المغفرة من الله .
قال تعالى عن نوح ( رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمناً وللمؤمنين والمؤمنات ) .
وقال الخليل ( والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ) .
وقال موسى ( قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له ) .
ومدح المستغفرين .
فقال تعالى ( والمستغفرين بالأسحار ) .
والنبي صلى الله عليه و سلم كان يكثر من الاستغفار .
قال صلى الله عليه و سلم ( والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة ) رواه البخاري .


وللاستغفار فوائد :
أولاً : تكفير السيئات ورفع الدرجات .
قال تعالى ( ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً ) .
وفي الحديث القدسي ( قال الله : من يستغفرني فأغفر له .. ) متفق عليه .
ثانياً : سبب لسعـة الرزق الإمداد بالمال والبنين .
قال تعالى عن نوح أنه قال لقومه ( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل أنهاراً ).

ثالثاً : سبب لحصول القوة في البدن .
قال هود لقومه ( ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدراراً ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين ) .
رابعاً : سبب لدفع المصائب ورفع البلايا .
قال تعالى ( وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ).
خامساً : سبب لبياض القلب .
قال صلى الله عليه و سلم ( إن المؤمن إذا أذنب كانت نكتة سوداء في قلبه ، فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه ) . رواه أحمد


قال بعض العلماء : ” طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً “ .

وللاستغفار صيغ منها :
- ( سيد الاستغفار : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك ، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء لك بذنبي فاغفر لي ، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ) رواه البخاري .
- ( رب اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري كله ، وما أنت أعلم به مني ، اللهم اغفر لي خطاياي وعمدي وجهلي وجدي ، وكل ذلك عندي ، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت ، أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير ) متفق عليه .
- ( رب اغفر لي وتب عليّ إنك أنت التواب الرحيم ) .


ولكن هل الاستغفار مجرّد قول الإنسان: اللهم اغفر لي، أو أستغفر الله؟
الجواب: لا، لابد من فعل أسباب المغفرة وإلا كان دعاؤه كالاستهزاء كما لو قال الإنسان: اللهم ارزقني ذرية طيبة، ولم يعمل لحصول الذرية، والذي تحصل به المغفرة التوبة إلى الله عزّ وجل.
والتوبة: من تاب يتوب أي رجع. وهي الرجوع من معصية الله إلى طاعته. ويشترط لها خمسة شروط:
الشرط الأول: الإخلاص:
والإخلاص شرط في كل عبادة، والتوبة من العبادات، قال الله تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)
الشرط الثاني: الندم على ما حصل:
وهو انكسار الإنسان وخجله أمام الله عزّ وجل أن فعل ما نهي عنه، أو ترك ما أوجب عليه.
الشرط الثالث: الإقلاع عن المعصية التي تاب منها:
فإن كانت المعصية ترك واجب يمكن تداركه وجب عليه أن يقوم بالواجب،كما لو أذنب الإنسان بمنع الزكاة، فإنه لابد أن يؤدي الزكاة، أو كان فعل محرماً مثل أن يسرق لشخص مالاً ثم يتوب،فلابد أن يرد المال إلى صاحبه، وإلا لم تصح توبته
الشرط الرابع: العزم على أن لا يعود:
فإن تاب من هذا الذنب لكن من نيته أن يعود إليه متى سنحت له الفرصة فليس بتائب، ولكن لو عزم أن لا يعود ثم سوّلت له نفسه فعاد فالتوبة الأولى لا تنتقض، لكن يجب أن يجدد توبة للفعل الثاني.
الشرط الخامس: أن تكون التوبة وقت قبول التوبة:
فإن كانت في وقت لاتقبل فيه لم تنفعه، وذلك نوعان: نوع خاص، ونوع عام.
النوع الخاص: إذا حضر الإنسان أجله فإن التوبة لاتنفع،لقول الله تعالى: (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً)


وأما العام: فهو طلوع الشمس من مغربها قال النبي صلى الله عليه وسلم : "لاً تَنْقَطِعُ الهِجْرَةُ حَتَّى تَنْقَطِعَ التَّوبَةُ، وَلا تَنْقَطعُ التَّوبَةُ حَتَّى تَخْرُجَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا"


السبب الثالث
التوحيد ، وهو السبب الأعظم
.

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ” الإنسان إذا أذنب ذنوباً عظيمة ثم لقي الله لا يشرك به شيئاً غفر الله له ، ولكن هذا ليس على عمومه لقوله تعالى ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) ، فقوله هنا في الحديث ( لأتيتك بقرابها مغفرة ) هذا إذا شاء ، وأما إذا لم يشأ فإنه يعاقب بذنبه “ .

فضائل التوحيد :
أولاً : سبب لمغفرة الذنوب .
كما في حديث الباب .
ثانياً : سبب للنجاة من الشدائد .
قال تعالى ( فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون ) .
ثالثاً : سبب لدخول الجنة .
قال صلى الله عليه و سلم ( من لقي الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة ) رواه مسلم .
رابعاً : لأهل التوحيد الأمن والاهتداء .
قال تعالى ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ) .
لم يلبسوا : لم يخلطوا . إيمانهم : توحيدهم . بظلم : المراد به الشرك كما فسره النبي ? بذلك .


2-التحذير من الشرك .

3-أنه لا يسلم أحد من الذنوب .

4-وجوب الإيمان بلقاء الله ، لقوله ( لقيتني ) .
وقد قال تعالى ( فمن كان يرجو لقاء الله فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً ).
وقال تعالى ( يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه ) .
فملاقيه : أي ملاقي ربك ، وقيل : ملاقي عملك .

--------------------------------------------------------------

يتابع إن شاء الله - تعالى










آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 05-07-2011, 12:56 AM رقم المشاركة : 42
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: الأربعون النووية ( إشارات و فوائد )

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

الحديث الثالث والأربعون

عن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ( ألحقوا الفرائض بأهلها ، فما أبقت الفرائض ، فلأولى رجل ذكر ).
رواه البخاري [ رقم : 6732 ] ، ومسلم [ رقم : 1615 ].

فوائد من الحديث

1- هذا الحديث هو أوَّلُ الأحاديث الثمانية التي زادها الحافظ ابن رجب رحمه الله، فأكمل العدة خمسين على ما جمعه الإمام النووي رحمه الله في الأحاديث الأربعين

2- هذا الحديث أصلٌ في قسمة المواريث، والمراد بالفرائض الفرائض المقدَّرة في كتاب الله،

وهي ستة،
وهي: الثلثان، والثلث، والسدس، والنصف، والربع، والثمن،
ويُقال فيها اختصاراً: الثلثان، والنصف، ونصفهما، ونصف نصفهما،
أو يُقال: الثمن، والسدس، وضعفهما، وضعف ضعفهما،
أو يُقال: الثلث، والربع، وضعف كلٍّ، ونصفه،

3- المرادُ بالفرائضِ الفُرُوضُ المُقَدَّرَةُ في كتابِ اللَّهِ تَعَالَى،

والمُرَادُ: أَعْطُوا الفُرُوضَ المُقَدَّرَةَ لِمَنْ سَمَّاهَا اللَّهُ لهم، فَمَا بَقِيَ بعدَ هذهِ الفروضِ فَيَسْتَحِقُّهُ أَوْلَى الرِّجَالِ،
وَالمُرَادُ بالأَوْلَى: الأَقْرَبُ، كما يُقَالُ: هذا يَلِي هَذَا؛ أيْ: يَقْرُبُ منهُ. فَأَقْرَبُ الرجالِ هوَ أَقْرَبُ العَصَبَاتِ، فَيَسْتَحِقُّ الباقِيَ بالتَّعْصِيبِ.

4- في حال اجتماع الأولاد إذا كانوا ذكوراً وإناثاً فللذَّكَر مثل حظِّ الأنثيين،
وإن كانوا إناثاً لا ذكور معهنَّ، فللثنتين فأكثر الثلثان، وللبنت الواحدة النصف، هذا إذا كنَّ في درجة واحدة، كالبنات وبنات الأبناء،

فإن كنَّ في درجتين وكان البنات ثنتين فأكثر لم يكن لبنات الابن شيء؛ لاستيعاب البنات الثلثين،

5- قد ذكر الله عزَّ وجلَّ في كتابه العزيز قسمة المواريث في ثلاث آيات من سورة النساء:

الآية الأولى قوله تعالى: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ} الآية، وهي في ميراث عَمودَي النسب، أصول الميت وفروعه،
والآية الثانية قوله: {وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ} الآية، وهي في ميراث الزوجين والإخوة لأم،
والآية الثالثة قوله تعالى في آخر آية من سورة النساء: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ} الآية، وهي في ميراث الإخوة الأشقاء والإخوة لأب.

6- هَذَا الحديثُ مُبَيِّنٌ لِكَيْفِيَّةِ قِسْمَةِ المواريثِ المذكورةِ في كتابِ اللَّهِ بينَ أَهْلِهَا،
وَمُبَيِّنٌ لِقِسْمَةِ ما فَضَلَ من المالِ عنْ تلكَ القسمةِ مِمَّا لَمْ يُصَرَّحْ بهِ في القرآنِ مِنْ أحوالِ أُولَئِكَ الورثةِ وَأَقْسَامِهِم،

وَمُبَيِّنٌ أَيْضًا لِكَيْفِيَّةِ توريثِ بَقِيَّةِ العَصَبَاتِ الذينَ لمْ يُصَرَّحْ بِتَسْمِيَتِهِمْ في القرآنِ.

7- تقديم من يرث بالفرض فيُعطى ميراثه، وما بقي يكون لِمَن يرث بغير تقدير.


8- كمال الشريعة واشتمالها على قواعد كليَّة عامة، كما جاء في هذا الحديث.


--------------------------------------------------------------

يتابع إن شاء الله - تعالى -








آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 05-07-2011, 12:58 AM رقم المشاركة : 43
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: الأربعون النووية ( إشارات و فوائد )

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

الحديث الرابع والأربعون

عن عائشة رضي الله عنها، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: " الرَّضاعة تحرِّم ما تحرِّم الولادة" خرَّجه البخاري ومسلم.

فوائد من الحديث

1- المحرمات في النكاح على أربعة أقسام

الأول : بالنسب و هن السبع المذكورات في آية النساء الأمهات والبنات والأخوات والعمات والخالات وبنات الأخ وبنات الأخت

الثاني : بالرضاع

الثالث : بالمصاهرة و هن أربع زوجة الأب و حلائل الأبناء و أم الزوجة و بنت الزوجة المدخول بها

الرابع : بالسبب ( اللعان )

2- جاء في القرآن الكريم تحريم الأمَّهات المرضعات والأخوات من الرضاعة في قوله تعالى: {وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ
وجاءت السنَّة بهذا الحديث وما في معناه بأنَّ الرَّضاعة تحرِّم ما تحرِّم الولادة،

فكلُّ ما حرُم من النسب فإنَّه يحرم ما يماثله من الرضاعة.
و أنَّ كلَّ امرأة حرُمت من النسب يحرم ما يُماثلها من الرضاعة.

3- الرضاع الذي يكون به التحريم ما بلغ خمس رضعات فأكثر، وكان في الحولين،
عن عائشة - رضي الله عنها- أنها قالت، كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن، ثم نسخن بخمس رضعات معلومات،
كما ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: « لا رضاع إلا في الحولين »
وقال النبي عليه الصلاة والسلام « لا يحرم من الرضاع إلا ما أنبت اللحم وأنشذ العظم »


4- كمال الشريعة واشتمالها على قواعد كليَّة عامة، كما جاء في هذا الحديث.

--------------------------------------------------------------
يتابع إن شاء الله - تعالى -







آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 05-07-2011, 01:00 AM رقم المشاركة : 44
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: الأربعون النووية ( إشارات و فوائد )

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه
أجمعين

الحديث الخامس والأربعون

عن جابر بن عبد الله أنَّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح وهو بمكة يقول: " إنَّ الله ورسوله حرَّم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام، فقيل: يا رسول الله أرأيتَ شحوم الميتة، فإنَّه يُطلى بها السفن، ويُدهن بها الجلود، ويستصبح بها الناس؟ قال: لا! هو حرام، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قاتلَ الله اليهودَ؛ إنَّ الله حرَّم عليهم الشحوم، فأجملوه، ثم باعوه، فأكلوا ثمنه " خرَّجه البخاري ومسلم.

فوائد من الحديث

1- قوله: "إنَّ الله ورسوله حرَّم"، جاء لفظ الفعل" حرَّم"بالإفراد،
والتقدير: إنَّ الله حرَّم ورسوله حرَّم، وهو نظير قول الله عزَّ وجلَّ: {وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ}، أي: والله أحقُّ أن يُرضوه، ورسوله أحقُّ أن يرضوه،


2- بيان النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم هذا التحريم بمكة عام الفتح؛ ليُبادر الذين أسلموا إلى الامتناع من هذه الأربعة، انتفاعاً وبيعاً.
بيَّن جابر رضي الله عنه أنَّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرِّم هذه الأشياء عام الفتح بمكة،
ويكون هذا البيان في هذا الوقت وفي هذا المكان بمناسبة دخول الكفار في الإسلام، وهم يتعاطون هذه المحرَّمات، فأعلمهم أنَّها حرام، وهذا لا يمنع أن يكون تحريمها قد حصل من قبل.


3- بيان تحريم النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم هذه الأمور الأربعة.

الأول من هذه المحرَّمات الأربع الخمر، وهي أمُّ الخبائث؛ لأنَّ شاربَها يسعى بشربها لإلحاق نفسه بالمجانين، فيحصل نتيجة لذلك أنَّه يقع في كلِّ حرام،
وقد يكون من ذلك الاعتداء على المحارم، وهي تجلب كلَّ شرٍّ وتوقع في كلِّ بلاء، ولهذا أُطلق عليها أمُّ الخبائث.

والثانية الميتة، فيحرم أكلها إلاَّ لضرورة إبقاء الحياة حيث لا يجد غيرَها،
ويُستثنى من ذلك جلدها إذا دُبغ؛ لثبوت السنَّة بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، رواه البخاري (2221)، ومسلم (366).


والثالث: الخنزير، فلا يجوز أكله ولا بيعه، وكلُّ ما يحرم أكله من الدواب فالميتة والمذكَّى منه سواء.

والرابع: الأصنام، فلا يجوز بيعها ولا اقتناؤها؛ لأنَّها صُنعت لعبادتها، بل يجب تحطيمها وكسرها، ولا بأس بالانتفاع بها بعد التكسير في البناء ونحوه؛ لأنَّها لم تبق أصناماً.

4- أنَّ ما حرَّم الله فبيعُه حرام وثمنه حرام.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" إن الله إذا حرم شيئا حرم ثمنه "


5- تحريم الحيل التي يُتوصَّل بها إلى استحلال ما حرَّم الله.
لقوله صلى الله عليه وسلم : "قاتل الله اليهود؛ إنَّ الله حرَّم عليهم الشحوم، فأجملوه، ثم باعوه، فأكلوا ثمنه
هذا من حيل اليهود؛ فإنَّ الله لَمَّا حرَّم عليهم الشحوم أجملوها أي: أذابوها، وباعوها وأكلوا أثمانها،


6- ذمُّ اليهود وبيان أنَّهم أهلُ حيَل للوصول إلى استباحة الحرام.

7- تحذير هذه الأمَّة أن تقع فيما وقعت فيه اليهود من هذه الحيَل.
--------------------------------------------------------------


يتابع إن شاء الله - تعالى -








آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 05-07-2011, 01:02 AM رقم المشاركة : 45
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: الأربعون النووية ( إشارات و فوائد )

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

الحديث السادس والأربعون

:عن أبي بُردة عن أبيه أبي موسى الأشعري أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم بعثه إلى اليمن، فسأله عن أشربة تُصنع بها، فقال "ما هي؟ قال: البتْع والمِزْر، فقيل لأبي بردة: وما البتْع؟ قال: نبيذ العسل، والمِزر نبيذ الشعير، فقال: كلُّ مسكر حرام"خرَّجه البخاري.


فوائد من الحديث

1- حرص الصحابة رضي الله عنهم على معرفة الأحكام الشرعية.

2- تحريم كلِّ مسكر من أيِّ نوع كان.

وكلُّ ما أسكر فهو حرام، سواء كان شراباً أو طعاماً، وسواء كان سائلاً أو جامداً أو دقيقاً أو ورقاً أو غير ذلك،فإنَّ كلَّ ذلك داخلٌ تحت قوله صلى الله عليه وسلم: "كلُّ مسكر حرام".

3- الخمرُ ما خامر العقل وغطَّاه، فكلُّ ما كان كذلك داخلٌ تحت قوله صلى الله عليه وسلم: "كلُّ مسكر حرام"

وكلُّ شيء أسكر كثيرُه فقليلُه حرام، وذلك سدًّا للذريعة الموصلة إلى المسكر، وسواء كان ذلك من العنب أو غيرها، لأنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "ما أسكر كثيرُه فقليلُه حرام" أخرجه أبو داود (3681)، والترمذي (1865)، وابن ماجه (3393)
وهذا لفظ عام يشمل كلَّ مسكر، سواء كان من العنب أو غيرها

4- كمال الشريعة واشتمالها على قواعد كليَّة عامة، كما جاء في هذا الحديث.
-------------------------------------------------------------
-يتابع إن شاء الله - تعالى -






آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 05-07-2011, 01:02 AM رقم المشاركة : 46
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: الأربعون النووية ( إشارات و فوائد )

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

الحديث السابع والأربعون

عن المقدام بن معد يكرب قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ما ملأ آدميٌّ وعاءً شرًّا من بطن، بحسب ابن آدم أكلات يُقمن صلبَه، فإن كان لا محالة، فثُلثٌ لطعامه، وثلثٌ لشرابه، وثلثٌ لنفَسِه"رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه، وقال الترمذي: "حديث حسن".

فوائد من الحديث

1- شرُّ وعاء مُلئ هو البطن؛ لِمَا في ذلك من التُّخمة، والتسبُّب في حصول الأمراض، ولِمَا يورثه من الكسل والفتور والإخلاد إلى الراحة.


2- "بحسب ابن آدم أكلات يُقمن صلبَه"
المعنى: يكفي ابن آدم عددٌ من الأكلات التي تحصل بها حياته، وهو معنى قوله: "يُقمن صلبَه"، أي: ظهره

وفي ذلك حثٌّ على التقليل من الأكل وعدم التوسُّع فيه؛ ليحصلَ للإنسان الخفَّة والنشاط والسلامة من التعرُّض للأمراض والأسقام التي تنتج عن كثرة الأكل.

3- "فإن كان لا محالة، فثُلثٌ لطعامه، وثلثٌ لشرابه، وثلثٌ لنفَسِه"
المعنى: إذا لم يكتف الإنسانُ بأكلات يُقمن صلبَه، وكان لا محالة زائداً عن هذا المقدار فليكن مقدار ما يُؤكل ويُشرب في حدود ثلثي البطن؛ ليبقى ثلثٌ يُمكن معه التنفس بسهولة.

و فيه بيان الأدب الشرعي الذي ينبغي أن يكون عليه الآكلُ في مقدار أكله.
-------------------------------------------------------------
-يتابع إن شاء الله - تعالى -






آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 05-07-2011, 01:03 AM رقم المشاركة : 47
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: الأربعون النووية ( إشارات و فوائد )

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

الحديث الثامن والأربعون

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "أربَعٌ مَن كنَّ فيه كان منافقاً، وإن كانت خصلةٌ منهنَّ فيه كانت فيه خصلةٌ من النفاق حتى يدَعها؛ إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصمَ فجر، وإذا عاهد غدر" خرَّجه البخاري ومسلم.

فوائد من الحديث

1- كمال بيانه صلى الله عليه وسلم؛ حيث يذكر العدد أوَّلاً، ثم يأتي بتفصيل المعدود؛ لِمَا في ذلك من حفز السامع إلى الاستعداد والتهيؤ لوعي ما سيُلقى عليه
و فيه أنَّ من حسن التعليم ذكر المعلِّم العدد قبل تفسير المعدود؛ ليكون أوقعَ في ذهن المتعلِّم.

2- قوله: "أربَعٌ مَن كنَّ فيه كان منافقاً، وإن كانت خصلةٌ منهنَّ فيه كانت فيه خصلةٌ من النفاق حتى يدَعها"
المعنى أنَّ مَن وُجدت فيه هذه الخصال الأربع فهو موصوفٌ بالنفاق العملي،ومَن كان عنده واحدة منها كانت فيه خصلةٌ من النفاق حتى يدَع هذه الخصلة

2- التحذير من الكذب في الحديث، وأنَّه من خصال النفاق.
الخصلة الأولى الكذب
قال صلى الله عليه وسلم: "عليكم بالصِّدق؛ فإنَّ الصِّدقَ يهدي إلى البر، وإنَّ البرَّ يهدي إلى الجنَّة، وما يزال الرَّجل يصدق ويتحرَّى الصِّدقَ حتى يُكتب عند الله صديقاً، وإيَّاكم والكذب؛ فإنَّ الكذبَ يهدي إلى الفجور، وإنَّ الفجورَ يهدي إلى النار، وما يزال الرَّجل يكذب ويتحرَّى الكذب حتى يُكتب عند الله كذَّاباً"رواه مسلم (2607).

3- التحذير من إخلاف الوعد، وأنَّه من خصال النفاق.
الخصلةُ الثانية: إخلاف الوعد
وذلك بأن يَعِدَ عِدةً وفي نيَّته ألاَّ يفي بها، أمَّا إذا وعد وهو عازمٌ على الوفاء بالوعد، فطرأ له ما يَمنعه من الوفاء فهو معذور

4- التحذير من الفجور في الخصومة، وأنَّه من خصال النفاق.
الخصلةُ الثالثة: الفجور في الخصومة
والمعنى أن يكون الإنسانُ عند الخصومة مع غيره يغضب فيتجاوز العدل إلى الظلم
قال الحافظ في الفتح : "والفجورُ الميلُ عن الحقِّ والاحتيال في ردِّه"

قال الله عزَّ وجلَّ: {وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا}
وقال تعالى: {وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا}

5- التحذير من الغدر في العهود، وأنَّه من خصال النفاق.
الخصلة الرابعة: الغدر في العهد
قال الله عزَّ وجلَّ: {وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً}
وقال: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً}
قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم : "والغدرُ حرام ٌ في كلِّ عهد بين المسلم وغيره، ولو كان المعاهَد كافراً، ولهذا في حديث عبد الله بن عمرو عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: (مَن قتل نفساً معاهَداً بغير حقِّها لم يَرَح رائحة الجنة، وإنَّ ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاماً) خرَّجه البخاري، وقد أمر الله تعالى في كتابه بالوفاء بعهود المشركين إذا أقاموا على عهودهم ولم ينقضوا منها شيئاً، وأمَّا عهود المسلمين فيما بينهم فالوفاء بها أشد، ونقضُها أعظمُ إثماً، ومن أعظمها نقض عهد الإمام على مَن بايعه ورضي به، وفي الصحيحين عن أبي هريرة عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: (ثلاثةٌ لا يكلِّمهم اللهُ يوم القيامة ولا يزكِّيهم ولهم عذاب أليم ...)فذكر منهم: (ورجلٌ بايع إماماً لا يُبايعه إلاَّ لدنيا، فإن أعطاه ما يريد وفَّى له، وإلاَّ لَم يَفِ له ويدخل في العهود التي يجب الوفاءُ بها ويحرم الغدرُ فيها جميعُ عقود المسلمين فيما بينهم إذا تراضوا عليها من المبايعات والمناكحات وغيرها من العقود اللازمة التي يجب الوفاء بها، وكذلك ما يجب الوفاءُ به لله عزَّ وجلَّ مِمَّا يعاهد العبدُ ربَّه عليه من نذر التبرر ونحوه".

6- بيان خطورة اجتماع خصال النفاق في الشخص.

-------------------------------------------------------------
-يتابع إن شاء الله - تعالى -






آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 05-07-2011, 01:04 AM رقم المشاركة : 48
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: الأربعون النووية ( إشارات و فوائد )

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

الحديث التاسع والأربعون

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "لو أنَّكم توكَّلون على الله حقَّ توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصاً، وتروحُ بطاناً" رواه الإمام أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم، وقال الترمذي: "حسن صحيح".

فوائد من الحديث

1- هذا الحديث أصلٌ في التوكُّل على الله عزَّ وجلَّ، مع الأخذ بالأسباب المشروعة، والأخذ بها لا يُنافي التوكلَ

فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: قال رجل: يا رسول اللّه أعقلها وأتوكّل، أو أطلقها وأتوكّل؟ -لناقته- فقال صلى الله عليه وسلم: «اعقلها وتوكّل» [سنن الترمذي].

قال ابن رجب في جامع العلوم الحكم (2/496 497): "وهذا الحديث أصلٌ في التوكل، وأنَّه من أعظم الأسباب التي يستجلب بها الرزق، قال الله عز وجل: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}..."
إلى أن قال: "وحقيقةُ التوكل هو صدقُ اعتماد القلبِ على الله عزَّ وجلَّ في استجلاب المصالح ودفع المضار من أمور الدنيا والآخرة كلِّها، وكِلَةُ الأمور كلِّها إليه، وتحقيق الإيمان بأنَّه لا يعطي ولا يَمنع ولا يضر ولا ينفع سواه".

2- قد أرشد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الجمع بين الأخذ بالأسباب والاعتماد على الله

قال صلى الله عليه وسلم في الحديث في صحيح مسلم (2664): "احرص على ما ينفعك واستعن بالله"
وحديث عمر رضي الله عنه هذا فيه الجمع بين الأخذ بالأسباب والتوكل على الله

4- مع أخذ المرء بالأسباب لا يعتمد عليها، بل يعتمد على الله ولا يُهمل الأخذ بالأسباب ثم يزعم أنَّه متوكِّل، والله قدر الأسباب والمسبَّبات


قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : " ومما ينبغي أن يعلم : ما قاله طائفة من العلماء ، قالوا : " الالتفات إلى الأسباب : شرك في التوحيد ، ومحو الأسباب أن تكون أسباباً : نقص في العقل ، والإعراض عن الأسباب بالكلية : قدح في الشرع ، وإنما التوكل ، والرجاء : معنى يتألف من موجب التوحيد ، والعقل ، والشرع " .

وقال – رحمه الله - :
" فعلى العبد أن يكون قلبه معتمداً على الله ، لا على سببٍ من الأسباب ، والله ييسر له من الأسباب ما يصلحه في الدنيا والآخرة ، فإن كانت الأسباب مقدورة له ، وهو مأمور بها : فَعَلَها ، مع التوكل على الله ، كما يؤدي الفرائض ، وكما يجاهد العدو ، ويحمل السلاح ، ويلبس جُنَّة الحرب ، ولا يكتفي في دفع العدو على مجرد توكله بدون أن يفعل ما أُمر به من الجهاد ، ومَن ترك الأسباب المأمور بها : فهو عاجز ، مفرط ، مذموم "


يقول ابن باز - رحمه الله - : ( التوكل يجمع شيئين: أحدهما: الاعتماد على الله والإيمان بأنه مسبب الأسباب وأن قدره نافذ وأنه قدر الأمور وأحصاها وكتبها سبحانه وتعالى.
الثاني: تعاطي الأسباب
فليس من التوكل تعطيل الأسباب بل التوكل يجمع بين الأخذ بالأسباب والاعتماد على الله ومن عطلها فقد خالف الشرع والعقل؛ لأن الله عز وجل أمر بالأسباب وحث عليها سبحانه وأمر رسوله بذلك وفطر العباد على الأخذ بها، فلا يجوز للمؤمن أن يعطل الأسباب بل لا يكون متوكلا حقيقة إلا بتعاطي الأسباب
) ( مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء الرابع )

5-وجوب التوكل على الله والاعتماد عليه في جلب كلِّ مطلوب، ودفع كلِّ مرهوب.

-------------------------------------------------------------
-يتابع إن شاء الله - تعالى -






آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 05-07-2011, 01:06 AM رقم المشاركة : 49
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: الأربعون النووية ( إشارات و فوائد )

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

الحديث الخمسون

عن عبد الله بن بُسر قال: " أتى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم رجلٌ، فقال: يا رسول الله! إنَّ شرائعَ الإسلام قد كثُرت علينا، فبابٌ نتمسَّك به جامع؟ قال: لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله عزَّ وجلَّ"خرَّجه الإمام أحمد بهذا اللفظ، وخرَّجه الترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه بمعناه، وقال الترمذي: "حسن غريب".

فوائد من الحديث:

1 - حرص الصحابة رضي الله عنهم على الأسئلة عن أمور دينهم.


و سؤال هذا الرجل رسول الله صلى الله عليه وسلم مثال من الأمثلة الكثيرة في سؤال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أمور الدِّين
وكلُّ ذلك دالٌّ على فضلهم ونبلهم وسبقهم إلى كلِّ خير وحرصهم على كلِّ خير


2- المراد بالشرائع التي كثرت النوافل
وقد أراد هذا الصحابيُّ معرفةَ طريق من طرق الخير يخصُّها بمزيد اعتناء لتحصيل ثواب الله عزَّ وجلَّ

وأمَّا الفرائض فإنَّها مطلوبة كلُّها، ويجب على المسلم التمسُّكُ بها جميعاً

3 - فضل ذكر الله عزَّ وجلَّ والمدوامة عليه.

وقد أجاب النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم على من سأله بالمداومة على ذكر الله، وألاَّ يزال لسانُه رطباً من ذكره

والذِّكرُ يكون عامًّا وخاصًّا
والذِّكرُ العام يدخل فيه الصلوات وقراءة القرآن وتعلُّم العلم وتعليمه وحمد الله والثناء عليه وتنزيهه وتقديسه عن كلِّ ما لا يليق به

والذِّكرُ الخاص حمد الله والثناء عليه وتسبيحه وتهليله وتكبيره وتحميده كالأدعية والأذكار، وهذا العمل سهلٌ على الإنسان، عظيم الأجر عند الله،
وثبت في الصحيحين وهو آخر حديث في صحيح البخاري قوله صلى الله عليه وسلم: "كلمتان حبيبتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان: سبحان وبحمده، سبحان الله العظيم".

4- ومما ورد في فضل ذكر الله - تعالى -

قال الله تعالى : (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ )
و قال عز و جل ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً )
و قال ( وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً )
و قال ( وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنْ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنْ الْغَافِلِينَ )

و قال صلى الله عليه و سلم (مثل الذي يذكر ربه و الذي لا يذكر ربه مثل الحي و الميت)
و قال صلى الله عليه و سلم ( ألا أنبئكم بخير أعمالكم و أزكاها عند مليككم و أرفعها في درجاتكم و خير لكم من أنفاق الذهب و الورق و خير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم و يضربوا أعناقكم؟ ) قالو بلى . قال : (ذكر الله تعالى)
و قال صلى الله عليه و سلم (يقول الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي , و أنا معه إذا ذكرني , فان ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي و ان ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم , و ان تقرب إلي شبرا تفربت اليه ذراعا و ان تقرب إلى ذراعا تقربت اليه باعا و ان اتاني يمشي أتيته هرولة) .

قد ذكر الإمام ابن قيم الجوزية –رحمه الله- أنّ لذكر الله أكثر من مائة فائدة ذكر منها في الوابل الصيب ثمان وسبعون فائدة، نذكر منها:

1. أنه يرضي الرحمن عز وجل.

2. أنه يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره.

3. أنه يزيل الهم والغم عن القلب.

4. أنه يجلب للقلب الفرح والسرور والبسط.

5. أنه يقوى القلب والبدن.

6. أنه ينور الوجه والقلب.

7. أنه سبب تنزيل السكينة وغشيان الرحمة وحفوف الملائكة بالذاكر كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم.

8. أنه يزيل الوحشة بين العبد وبين ربه تبارك وتعالى، فإن الغافل بينه وبين الله عز وجل وحشة لا تزول إلا بالذكر.

-------------------------------------------------------------
تم بحمد الله - تعالى -















آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 05-07-2011, 01:07 AM رقم المشاركة : 50
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: الأربعون النووية ( إشارات و فوائد )


الأربعين النووية للعثيمين

http://www.megaupload.com/?d=LIHYDYS9



التلخيص المعين على شرح الإربعين

http://www.megaupload.com/?d=IVDS2W2H

و هذا الرابط لمكتبين واحدة تضم بعضا من كتب السنة و الآخرى لبعض من الشروحات

موسوعة الحديث النبوي

http://www.megaupload.com/?d=O9DQ0IVU

موسوعة شروح الحديث

http://www.megaupload.com/?d=3Q4APRCU






آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:18 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator