سحابة تمر فوق رأسي .. تغازل المعنى بداخلي .. أراني صديقة حميمة لسحابتي .. شبيهتها أنا .. لعلها توأمتي منذ الأزل .. هطولي مثلها .. فهي لا تعرف الأرض التى ستسقط عليها أو كم الخير الذي سيعود إثر هذا الهطول..أمطاري دائما لا تنتظر فصلٍ بعينه ..هكذا علمتني أمي !! كثير ٌ ما أجد وجه أمي يبزغ من بين سحائب الظلام ليضئ كنجم لامع بوميض مبهر ويبدد الحلكة من حولي.. تتدحرج كلماتي فوق صفحاتي لتحدث ضجة من الانتباه العظيم .. فقد كانت كلماتي في حالة طوارئ عظمى.. وها هو قلب أمي يمنحني الرغبة مرة أخري في نثر بعض الأحرف علي صفحاتي الحزينة المهجورة .. روحكِ يا أمي تهزم الفناء .. وترسل لي بطاقات حب من الطابق الأسفل .
عصفور صغير يرفرف بجناحيه خلف زجاج نافذتي .. هل هو قلب أمي بصفائه ورقته؟؟.. لعل هذا العصفور هو قلب أمي نفسه ..
أراكِ يا أمي.. كأن رحيلك كذبة كبرى .. فأنتِ في الطابق السفلي تنتظرين عودتى إلي أحضانك.. فهل يا تري سأجد طراوة أحضانك كما كانت..أم ستصطك العظام بعضها البعض بلا مشاعر.. هل ستكون بيننا لغة واضحة .. أم ستظل الرمزية بيننا كالآن؟
كيانى مملوء ببقايا صوتك الحاني.. ودمعتك من قسوة الحياة مازالت ساخنة علي خدي ..
عذراً يا أمي ..فكلما تجرعتُ كؤوس النعيم .. وددت أن أصب في كأسك بعضاً منه .. فقد كانت مرارة كأسك أقوى من أن يطيقها بشر .. تجرع قلبكِ كأس المرار راضياً .. ولم يمهلكِ القدر حتى أمد يدي إليك بكأس النعيم .. فعذراً يا أمي .. عذراً.. لعل عطاء ربي يكون جنات النعيم.