كثيرا ما احتسيتُ الصمت حتى لا يكون كلامي كقنبلة وحشية تدوي لتمزق الجميل قبل القبيح في حياتنا .. لا تجبرني علي الكلام أرجوك .. فالكلام سيخرج من شفتي كرصاصات رشاش أعمى..
أنت تعلم أنني لم انتم لأحدٍ قبلك .. فقد كنتَ في البدءِ أروع ما حدث في حياتي.. فلا تسألني وماذا بعد؟؟
كانت هوايتي المفضلة هي أن أتنفسك وكأنك أوكسجين رئتي!! .. والآن تبدل الأوكسجين بغاز لا أعرف هويته .. ربما يكون ساماً ، لأنني لم أعد أستسيغه!!
أنفاس أخري دخلت رئتيك .. فكان يتوجب عليّ الهجرة للبحث عن هواء رائق.. أو انتحر بهوائك ..
لا أدى ماذا تبدل في حياتي .. من تغير علي الأخر ... أنا أم أنت؟؟
كنت لا اعرف فراغاً منك .. واليوم أصبحت أدور في هاوية الفراغ!!
كنت وما زلت طفلتك المدللة.. أضحك ببراءة .. فتجمع أنت النجوم من السماء وتضعها في جيبي.. فألضمها أساوراً وعقوداً أتزين لك بها..
كنا نتقاسم نور القمر في ليلة تمامه لنطعَمه سويا..
آه يا مشواري الذي أقسمنا يوما أن نكمله حتى النهاية معاً ..فلم يكتمل بعد!
اليوم أجلس لأتساءل: هل مازالت روحي قيد الحياة أم أنني في عالم هلامي تكتنفه الأحلام المزعجة؟؟..
فيأتي الجواب: "إنكِ داخل جلباب حب ممزق "!!
لا يشفيني هذا الجواب ..
أشعر بخواء لا يوصف .. فجلبابكَ لا يستر أحلام غدي معك ..
كثيراً ما ينفذ ضوء الشمس من بين فتحات نافذتنا كشمعة مشتعلة أو كعود ثقاب قارب علي الانطفاء .. لكن الصمت مازال يسود الغرفة .. والحوائط المصمتة حولي كأنها صُممتْ خصيصا لاحتضان خيالاتي وأفكاري ومنعها من الخروج أو الانتشار ..
أسوار وأسوار تجمع أشلائي بأشلائك..
أُثَبْتَ جسدك بدبوس في الحائط أمامي لأراك جيدا .. بعيداً عن المرايا المشروخة .. أحاول تَفَحُص صورتي إلي جوار صورتك .. ثمة هوة تفصل بينهما.. لا أدري كيف أزيل تلك الهوة دون كسر الصور ؟؟
أحاول الانفصال عن العالم.. ولا أدري إن كان هذا الانفصال نعيم أم نقمة ولعنة وسأم .. أعشق الوحدة وأمقتها في آن واحد .. الغبش يغطى حياتي بلون ضبابي ... يتعاظم الظلام في أفقي أحياناً وينقشع أحياناً أخرى.. أخبئ جسدي داخل سواد الليل وبين عظامك التى مازالت ترسل لي رسالات حب وتَوَسُل بالبقاء..
رأسي يمتلأ بأفكارٌ صلصالية .. أعجنها وأعيد تشكيلها كلما ضاق بي الواقع ..
تنسحق أفكاري الواهنة وتضيع بين الرسائل والظلمة .. ليطُل النهار بأنوارِ أفكارٍ جديدة .. ويلد الأمل في أشياء لم أكن أتوقع أن تكون مصدراً للسعادة!!