العودة   شبكة صدفة > المنتديات الاسريه > عالم الحياه الزوجيه

عالم الحياه الزوجيه عالم الحياة الزوجية و المعاشره - عالم الحياة الزوجية , حياة رومنسية , الثقافة الجنسية, المشاكل الاسريه, المشاكل اليوميه.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 08-12-2011, 11:17 PM رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: المرأة فى رمضان

المطبخ والمسلسلات.. حصار على المرأة في رمضان

إذا كانت الليلة الأولى من رمضان سلسلت شياطين الجن، مصداقًا لقوله: "إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن، وأغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي مناد: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشرِ أقصر. ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة" (رواه الترمذي وابن ماجه وحسنه الألباني).

لذلك فهم يخططون لهذا اليوم مبكرًا، ويعدون له العدة فينسقون مع شياطين الإنس في عمل خطة شيطانية محكمة لضمان إهدار هذه الأيام المباركة التي يمكن أن تضيف لحياة المسلم حيوات أخرى، ولعمره أعمارًا عديدة، وتنقلب منجزات البشرية وبالاً عليها؛ فتقنية البث الفضائي وسيلة رائعة للتعلم الذي كان يقضي الرجال قديمًا جل أعمارهم في التنقل بين البلدان للحصول عليه، وكان يعز على المرأة في كثير من الأحيان القدرة على مواصلة التعلم؛ نتيجة لطبيعة أدوارها التي تحتم عليها القرار في البيت.

أقول: كان من الممكن أن تكون تقنية البث الفضائي وما تبعها من انتشار الفضائيات وسيلة رائعة للتعلم والنهوض، خاصة للمرأة التي لن تنتقل من بيتها وسيكفيها إدارة جهاز التحكم في التلفاز؛ لكي تتعلم الكثير بدءًا من تعلم أحكام التجويد والاستماع لقراءة القرآن ممن أوتي مثل مزامير داود، مرورًا بأحكام الفقه وأحداث السيرة وكيفية تزكية النفوس، انتهاء لأفضل الطرق في تربية الأطفال وإعدادهم؛ كي يكونوا الجيل الذي سيغير وجه البشرية.

والحقيقة أن هناك العديد من القنوات الفضائية التي قدمت العديد والعديد من البرامج الرائعة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، ولكن شياطين الإنس والجن بذلوا كل الجهد وتفننوا بعبقرية؛ كي يفتنوا المسلمين عن دينهم، ويصرفوهم إلى فضائيات أخرى تقدِّم لهم السيئات على طبق من ذهب، يزداد الأمر وضوحًا في رمضان؛ فالدراما المصرية وحدها قدمت نحوًا من ثلاثين مسلسلاً أغرقت المشاهدين بوابل من الدعاية المكثفة من قبل دخول الشهر الكريم، وملأت إعلانات هذه المسلسلات الشوارع والميادين العامة، وتكلفت ملايين الجنيهات (أحد هذه المسلسلات زادت تكلفة إنتاجه على 35 مليون جنيه)، بحيث يجد المسلم نفسه محاصرًا بهذه المسلسلات حتى ينتهي شهر رمضان، فيخرج منه صفر اليدين بل ربما قد زادت حصيلة السيئات.

إذا كان هذا هو حال المسلم المستسلم لهذه الفضائيات عمومًا، فإن المرأة المسلمة هي المستهدف الأول لشياطين الإنس والجن في رمضان، فهي إن لم تمتلك الوعي الكافي بحقيقة الشَّرَك المنصوب لها، ولم تمتلك الإرادة لرفض هذه السيطرة والهيمنة على حياتها، فسوف تسجن في رمضان في هاوية الفضائيات، وقد قيدت بقيد المسلسلات من جهة وبرامج المطبخ من جهة أخرى، فلن تقوم لها قائمة؛ فالمرأة بطبيعتها الرقيقة الحساسة التي شبهها النبيبالقارورة، تتجاوب أكثر من الرجل مع المسلسلات الدرامية، فتجدها تتماهى مع أبطال العمل الدرامي، وربما تذرف الدموع الساخنة تفاعلاً مع أحداث القصة، فالمسألة بالنسبة لها ليست مجرد إهدار لوقتها الثمين كالرجل، وليست مجرد التعرض للذنوب والسيئات -مع عظم ذلك- خاصة في هذه الأوقات الفاضلة.

فالكارثة الحقيقية تكمن في مجموعة المفاهيم المغلوطة التي تتسرب للبنية النفسية والعقلية للمرأة من جرَّاء كثرة المشاهدة وكثرة الإلحاح والتكرار لهذه المفاهيم، فتتمرد الكثيرات ظلمًا وعدوانًا؛ فالرجل الذي لا يقدم الزهور لزوجته كأبطال المسلسلات رجل جاف وغير عاطفي، مهما كان كريم المعاملة لطيف المعشر، والشاب الخلوق المهذب مرفوض؛ لأن الفتاة لم تتعرف عليه بالشكل الكافي كما حدث في عالم المسلسلات، وهذه الفتاة التي تجاوزت الخامسة والثلاثين جعلت من بطلة المسلسل الذي ظلت ترفض كل من يتقدم إليها نموذجًا يُحتذى بها، منتظرة الشاب المبرأ من كل عيب حتى يدق بابها و...و...

أما هذه المرأة التي تنوي متابعة جميع المسلسلات، والتي تتمنى ألا يفوتها عمل واحد، فإنها لن تصلي فقط صلاة القيام، ولن تقرأ القرآن ولن تذكر الله، بل لعلها لن تصلي الصلاة المكتوبة، وربما لن تستطيع النوم من حمى المتابعة.

أما القيد الثاني الذي يوثق المرأة في رمضان فهو هذا الطوفان من برامج المطبخ في رمضان، حتى كأن رمضان هو الشهر الرسمي لتناول الطعام، فهذا برنامج عن المطبخ الهندي، وهذا عن المطبخ الصيني، أما هذا فهو متخصص في المطبخ الإيطالي، وذلك البرنامج المشهور يقدم أكلات من كافة أرجاء المعمورة، وتظل المرأة المسكينة تتابع وتتابع الغريب والجديد من الأكلات، ثم تبحث عند الباعة عن المكونات الغريبة الموجودة في هذه الأطباق، ثم تقضي باقي نهارها في محاولة تجريب ما شاهدته، وحبذا لو كانت تستمع في الوقت نفسه لبعض المسلسلات، حتى لا يفوتها شيء من مائدة رمضان العامرة!

ألم يأن الأوان للمرأة المسلمة أن تعمل عقلها، وتمنح نفسها فرصة للتفكير قبل أن تنساق لمخططات الشياطين؟! كوني قوية.. كوني شجاعة.. ادعي اللهأن يطهر قلبك.. ادعيه -سبحانه- أن يرزقك القوة التي بها تتخلصين من قيودك.. أغلقي هذه القنوات وشفريها وأنت ترددين {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى} [طه: 84]، وليكن شعارك هذا العام رمضان شهر الصيام والقيام والقرآن.. لا شهر الطعام.

أعدي مائدة بسيطة.. اكتفي بطبق رئيسي واحد.. تذكري حال الصحابة.. لا تنسي الفقراء على مائدتك.

ثقي تمامًا إنك إذا دعوت الله بإخلاص أن تتفهم أسرتك معنى تغييرك لنظام المائدة، فإنك لن تجدي معارضة من زوجك أو أولادك.. كوني بشوشة وهادئة وواثقة من نفسك ومن الحق الذي تقولين وأنت تقولين لهم: رمضان شهر القيام لا الطعام، ومن يريد القيام فلا يسرف في الطعام.

وأخيرًا، لا تنسي أنك بامتناعك عن مشاهدة مسلسلات رمضان توجهين صفعة قاسية لشياطين الإنس والجن ممن أنفقوا الملايين لإفسادك وإهدار عمرك، وترسلين رسالة لأبناء أمتك أن المرأة المسلمة قادرة على المواجهة.. قادرة أن تكون في الصفوف الأمامية في ساحة النهضة التي لا محالة قادمة.. لا تنسي الاستفادة من البرامج الإسلامية الهادفة خاصة أيام الحيض، وأثناء انشغالك بالعمل المنزلي، وبإمكانك بعد رمضان انتقاء برنامج واحد من برامج الطهي بحيث تتعلمين منه الأسلوب الصحي في اختيار وإعداد الطعام، وتحتسبين بتلك النية هذه المتابعة، فنحن بحاجة إلى جيلٍ صحيح البنية قادر على مواجهة الأعباء الملقاة على عاتقه.






آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 08-14-2011, 12:49 PM رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: المرأة فى رمضان

غلطة الأمهات قبل البنات !

في كل عام يتكرر سؤال شرعي يوجَّه إلى أصحاب الفضيلة العلماء، وهذه فحواه:

تقول السائلة: إني عندما كنت صغيرة وبلغتُ سِنَّ التكليف وأتتني الدورة في رمضان، تظاهرتُ بالصيام حتى في تلك الأيام كما كنت متعودة في رمضان، ولم أقض ما أفطرته من أيام، وتوالت السنين حتى بلغت الثلاثين أو الأربعين ولم أقض، فماذا يجب عليَّ؟!

إنَّ هذا السؤال وأمثاله ليدل على التباعد الحاصل بين الفتيات وبين أمهاتهن، حيث تتردد الفتاة في مصارحة أُمِّها في كثيرٍ من الأمور التي تعرض لها حياءً وخجلاً، أو بسبب ما بينها وبين أمها من التباعد والشقاق.

ولهذا فإنَّ الفتيات -وخصوصًا في فترة المراهقة- ربما صرَّحن بأسرارهن ومكنونات أنفسهن إلى صديقاتهن المراهقات مثلهن، ممن يفتقدن الحكمة والتجربة؛ ولهذا ربما جاءت تلك الاستشارة بالكوارث.

إنَّ المطلوب من الأم أن تكون بمنزلة الصديقة لبنتها: تحادثها، وتلاطفها، وتروِّح عنها، لتكون قريبةً من نفسها، وخاصة في مرحلة المراهقة.

ومن تأمل في النصوص الشرعية فإنه يدرك أن الأنثى قد جبلت على رقة المشاعر ورهف العواطف؛ ولهذا فقد جاءت الشريعة حاضَّةً ومرغبةً في أن يكون التعامل مع المرأة في عددٍ من القضايا ملاحَظًا فيه هذه الجِبِلَّة التي جُبِلَ عليها بنات آدم.

وعندما يجاوز الناس هذا الاعتبار ويهملونه، فإنه يصيبهم من الشطط والخطل بقدر مجاوزتهم لهذا الاعتبار الجليل.

وكثيرٌ من الناس اليوم على طرفي نقيض:

فهناك الأنماط الأسرية التي تجعل للفتاة كامل الحرية في الذهاب والإياب، والغيبة عن البيت متى شاءت، وأين شاءت!!

وهناك ما هو على النقيض، وهو التشديد الشديد على الفتاة في حديثها ولبسها وتحركاتها، بما يكون معه حرمانها مما أحل الله وأباحه، فينشأ حينئذٍ هاجس البحث عن مَلاذٍ آخر ومأوى بديل!! والصواب ما بين ذلك.

وحتى ندرك واحدًا من المعالم السديدة في التعامل مع الفتاة من قبل أسرتها، وخاصةً أبويها، وما ينبغي من احتوائها والعناية بعواطفها ومشاعرها، فلنا أن نتوقف مع موقف كريم جليل لحظته السيدة الكريمة عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- ونقلتها إلينا.

فقد روى أبو داود والترمذي عن أم المؤمنين عائشة أنها قالت: "ما رأيتُ أحدًا كان أشبه سَـمْتًا، وهَديًا، ودَلاًّ، وحديثًا، وكلامًا، برسول اللهمن فاطمة رضي الله عنها، كانت إذا دَخَلَت عليه قام إليها، فأخذها بيدها، وقبَّلَها، وأجلسها في مجلسه، وكان إذا دخل عليها قامت إليه، فأخذت بيده، فَقَبَّلَتْهُ، وأجلَسَتْهُ في مجلسها".

إنَّ هذا التعامل الراقي الذي يفيض رحمةً ويتوهج عطفًا، لتحتاج إليه الفتيات اليوم أكثر من أي يوم مضى، ليشعرن بقرب أهليهن منهن، وحرصهم عليهِنَّ؛ حتى يُجَنَّبْنَ كثيرًا من ضغوط الحياة المعاصرة ومعاطبها، بل وحتى يتدرجن ويرتقين في معارج الفضل والكرم والنُّبل.

نسأل الله تعالى أن يَهَبَ لنا من لَدُنِّه رحمةَ، إنه هو الوهاب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

المصدر: كتاب (قطوف رمضانية) للدكتور خالد بن عبد الرحمن الشايع






آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 08-14-2011, 12:50 PM رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: المرأة فى رمضان

الزوجان في رمضان

1- فرصة لا تعوض

هذه أيام الأرباح لكل زوجين، فهي فرصتهما؛ لأنهما الوحيدان على التعاون اليومي في الاغتراف من هذه الغنيمة، فمن لم يربح في هذا الشهر فمتى يربح؟!

يقول النبي: "كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به".

فما أروع أن يقدم الزوجان الصيام على شهوتهما؛ احتسابًا لما عند الله من أجر، فقد اختص الله الصيام من بين أعمال يتضاعف أجرها إلى سبعمائة ألف، فما بالك بالقيمة الأجرية للصيام الذي اختصه الله لنفسه، فهو سر لا يكتشفه أحد؛ ليتدرب الزوجان على الالتقاء حول الحق، فيتحقق بينهما التفاهم والتقارب والتكامل الحقيقي في مسيرة الحياة.

وما أحسن أن يتدرب الزوجان على الصبر في هذا الشهر، ليكون ذلك دربهما طوال العام، فيلتقيان على الطاعة بالصبر على أداء الفريضة، ويتحدان على مواجهة الأزمات من صبرهما على ألم الجوع والضعف والعطش، ويمتزجان على الانتصار على المعاصي بالصبر عن كل محرم، كما تدربا عليه في البعد عن الرفث والفسوق والسباب والهجر.

وما أجمل الزوجين وهما في حفلٍ أجمل من حفل الزواج! إنه حفل الأجور من رب العالمين، من تطوع فيه بخصلة من خصال الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، وخصال الخير كثيرة، وميدانها الأول بين الزوجين، في التقدير والاحترام والحماية والرعاية والخدمة والمودة.

وما أسعد الزوجين وهما يسبحان معًا في حب الله، ليتعلما كيف يدوم حبهما، ويستمر انسجامهما، فلذة الزوجين في رضا الله، وإن خالف هواهما، ولولا هذا الشهر ما تدرب الزوجان على ذلك، فقد أتت فرصة العمر في التدرب على ترك شهوة النفس، مثل الغضب والعصبية والتشاحن والهجر والعكننة، وقد حانت لحظة الحب الحقيقية لله تعالى في الابتعاد عما يكرهه الله من الكسب الحرام والرشوة والظلم والغش والربا، فكل ذلك كفيل بنسف أسس السعادة الزوجية والأسرية.
2- لقاء الفرحة اليومي

{قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58]، وهذا فضل الله ورحمته على كل زوجين في رمضان، أن جعل الله لقاء الإفطار مع الزوجة والأسرة لقاءً للفرحة يوميًّا، فهو تدريب على ممارسة سلوك الفرحة طوال العام، فيتعلم الزوجان التعبير عن فرحتهما معًا، بكل الوسائل، سواء المادية أو المعنوية، من الزينات والطعام والشراب والفكاهات والحب والعواطف، ووداعًا للحظات النكد وأوقات التوتر والانفجارات.

في هذا اللقاء اليومي يتذكر الزوجان أنهما (زوجان في الجنة):
والداعي إلى الجنة هو الله تعالى، فكما أبلغنا حبيب قلوبنا النبي: "إن في الجنة بابًا يقال له: الريان، يدخل منه الصائمون لا يدخل منه غيرهم". فهنيئًا لكل زوجين حبيبين، يدخلان وأيديهما متشابكة، والحب يسري بلمسة اليدين، ويسبقهما شوق إلى لقاء الحبيب، فمن لقاء الفرحة اليومي تهيج الأماني الغاليات، فأماكن الحجز من الآن، والمكان عند باب الريان، فعلامَ الافتراق في الدنيا؟! ولم الأحزان تأكل من الزوجين أجمل أيامهما؟!

وفي هذا اللقاء اليومي تزوِّج كل زوجة زوجها من حوريات الجنة:
فساعديه -أيتها الزوجة- من أجل أن يتزوج حورية، من أجلك ومن أجله؛ ففي الحديث: "إن الحور العين تنادي في شهر رمضان هل من خاطب إلى الله فيزوجه". يقول الحسن: إن الحور تقول للصائم في الجنة عن يوم صيامه: إن الله قال لملائكته: انظروا إلى عبدي ترك زوجته وشهوته ولذته وطعامه وشرابه من أجلي، رغبة فيما عندي، اشهدوا أني قد غفرت له، فغفر لك يومئذ وزوجنيك.

ساعديه بالقيام والتهجد في ليل رمضان، فمهر الحور العين طول التهجد، وهو حاصل في ليل هذا الشهر الكريم.

وفي هذا اللقاء اليومي ينعم الزوجان بالقلوب الصائمة الطاهرة:
فصوم القلوب يتحقق في سلامة الصدور من الغل والحسد والإثم والبغي، وفي القلب الذي ليس فيه شيء لأحد، فحقيقة التقوى ليست بكثرة صيام ولا صلاة، وإنما بلغ من بلغ بسخاوة الأنفس، وسلامة الصدور، والنصح للأمة، فيتعلمان طوال العام، نظرة القلب النقية التي تقع على المحاسن لا العيوب، وهمسة القلب الحانية التي تدفع ولا تعوق، ولمسة القلب الساحرة التي تنشر الحب، وتصنع الذكريات الملهمة.

وفي هذا اللقاء اليومي يمتلك الزوجان أجمل قصر للتمليك بالمجان:
وينادي مناد: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، فكأن الخير قصرٌ، وقد وقف المنادي يعلن: يا باغي الخير أقبل، يا باغي القصر أقبل، تعال وامتلكه فورًا مجانًا، أين المشترون؟! إن أعظم حوارًا زوجيًّا حينما يكون عن بيت المستقبل، وتحسين الغد، وبناء حياة سعيدة هانئة، وها هو الوقت قد حان.
3- ليالي لذة الزوجين

كان النبيبعد العشرين من رمضان يعتزل النساء:
ويطوي الفراش، وبذلك فلكل زوجين عشرون يومًا من اللذة والمتعة معًا، {فَالآَنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ} [البقرة: 187]. حتى إذا جاءت رحلة الاعتكاف، فالزوج في ضيافة الرحمن، والزوجة تعاونه على أن يحسن الاستضافة للرحمن، فقد تصاحبه في الرحلة، بعدما أصبح اليوم أماكن مخصصة للمعتكفات، وقد تعينه في رحلته، "كانت عائشة تمشط شعر النبي وهو معتكف"، "وكانت تضع له الخباء ليتعبد"، وقد تزوره للاطمئنان، كما في زيارة صفية الشهيرة ليلاً للنبيوقد خرج لتوديعها.

وكان النبييحيي ليلة العمر ليجدد الحياة:
وتسأله أم المؤمنين عائشة: أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: "قولي: اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني". فهي ليلة ليجدد كل زوجين حياتهما، ويتدربان على قطع الملل الزوجي أن ينفذ إليهما، بالتجديد والتغيير، فهي ليلة الخير، وهي ليلة السلام، وهي ليلة الملائكة، وهي ليلة خيرها أكثر من خير 80 عامًا.

ولموافقة هذه الليلة كانت ليالي رمضان للزوجين ليالي انشراح، كان ليل النبي إذا قضى تهجده وأراد أن يوتر أيقظ أهله، وكان ليل عمر يصلي ما شاء الله حتى إذا انتصف الليل أيقظ أهله للصلاة، وكانت امرأة صهيب بن محمد تقول لزوجها بالليل: قد ذهب الليل وبين أيدينا طريق بعيد، وزادنا قليل، وقوافل الصالحين قد سارت قُدَّامًا، ونحن قد بقينا.

وكان النبيلا ينسى ليلة المغفرة (ليلة المكافأة):
وحتى يتذكرها كل زوجين، فهي ثمرة العمل والجهد، حيث يغفر لهم في آخر ليلة في رمضان، وقد سئل النبي أهي ليلة القدر، قال: "لا، ولكن العامل إنما يوفي أجره إذا قضى عمله"[1]. ولكل زوجين في حياتهما، ومواجهتهما لمعارك الحياة، وانتصارهما على مشاكلهما، ثمرة ومكافأة بحياة هانئة في الدنيا، وجنة ومغفرة في الآخرة.

وكان النبيلا تفوته أمسيات النور وليالي القرآن:
كان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيتدارسان القرآن، في أمسية يومية قرآنية، فهل يفوت الزوجان هذا النور؟ فهما به زوجان مع القرآن تلاوة وتدبرًا وخشوعًا، وهما زوجان في حلقات المسجد، وهما زوجان يحمل كل منهما المصحف، لتستمر أمسيات النور على امتداد عمرهما.
4- أيام متعة الزوجين

يتمتعان بأصدق الأصدقاء: الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب، منعته الطعام والشراب بالنهار، فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل، فشفعني فيه، فيشفعان.

أرأيت صديقًا بالنهار ينفعك، وصديقًا بالليل يرفعك، ولا يتخليا عنك يوم يفر المرء من بنيه وصاحبته وأخيه؟! بل يشفعان لك، وذلك حتى يتعلم الزوجان من الصديق الوفي لهما، ومن خير ما يتوسد عليه الزوجان عند إيوائهما للفراش هو القرآن الكريم، فقد ذكر النبي يومًا رجلاً فقال: "لا يتوسد القرآن".

يتمتعان بأحلى العطور: ما أجمل الزوجين! وما أطيب الزوجين! وهما يتعلمان أن ما هو محبوب عند الله، فهو المحبوب لديهما، بل هو الكريم والطيب، في قوله: "لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك". فيتمتعان في يومهما بعطر هو أطيب عند الله من ريح المسك.

يتمتعان بأجمل الأوقات: فعنوان الزوجين موائد الرحمن وميدان الجود، وكان النبي أجود ما يكون في رمضان، وكان أجود من الريح المرسلة. ولا يخشى الزوجان قلة المال، فهو شهر يزاد فيه رزق المؤمن، وهو شهر المواساة، من فطر فيه صائمًا كان مغفرة لذنوبه، فيا لها من أوقات يقضيها الزوجان في أحلى عمل اجتماعي، فتقوى رابطتهما، وتزيد ألفتهما، وتتحسن أحوالهما، ويتمتعان بأجمل الأوقات.

يتمتعان بيوم الجائزة: ليس الأمر بما سبق من أعمال واجتهاد، وإنما بقبول الله لها؛ ولذلك يحرص الزوجان على دعاء يوم الجائزة: (تقبل الله منا ومنكم).

وقبل الخروج يُخرِج الزوجان زكاة الفطر قبل صلاة العيد، فهي تطهير لهما، وجبر لكل نقص، مثل سجدتي السهو في الصلاة، ثم يخرجان معًا في فرحة غامرة، زوجان طاهران، تصافحهما الملائكة، وتشهد لهما: هنا زوجان حبيبان، كنا نستغفر لهما في كل أيام صيامهما، فاليوم تقبل منهما يا ربنا عملهما، فيحصلان على الجائزة.
5- هيا نبدأ ولا نقول وداعا

يقول كعب: من صام رمضان وهو يحدث نفسه أنه إذا أفطر بعد رمضان أن لا يعصي الله، دخل الجنة بغير مسألة ولا حساب، ومن صام رمضان وهو يحدث نفسه إذا أفطر بعد رمضان عصى الله، فصيامه عليه مردود.

وهذا دليل عملي يقدمه رمضان لكل زوجين في رمضان وبعد رمضان:
1- الجانب النفسي:

- المشاركة الشعورية.
- إزالة أي سوء تفاهم.
- تجنب العصبية والصوت العالي.
2- الجانب العبادي:

- الاجتماع على الطاعات.
- الحرص على القيام والقرآن.
- الاستمرار على الجود والمواساة.
- المشاركة في العبادات.
- ركعتان قبل السحور.
3- الجانب السلوكي:

- العفو والاعتذار.
- تجنب الزينة والمرآة والتليفون.
- تجنب السهر أمام النت والدش.
- تجنب الأسواق وأماكن الزحام.
- استيفاء مشتريات العيد قبل العشر الأواخر.
- تجنب الزيارات بلا سبب.
- ميزانية تكفي ولا داعي للتعب.
- ليس وقت الزوجة في المطبخ أو للترفيه.

وهذه أفكار عملية للزوجين في رمضان:
- خواطر حول الجزء القرآني.
- جوائز لختم القرآن مع التكتم.
- صلاة الفجر العائلية.
- الإقلال من الطعام.
- سنة المغرب قبل الإفطار.
- موضوعات للحوار أثناء الإفطار والسحور.
- المشاركة معًا في إعداد موائد الرحمن.
- أداء العمرة لو أمكن وتيسر ذلك.
- المحبة ليست بالوجبات الشهية فقط ولكن بحسن تقديمها.
- شكر الزوجة اليومي على اهتمام زوجها بها.
- ورد بيتي يومي ومتغير بين ذكر ودعاء ورقائق وحكمة.
- الحرص على تقديم إفطار بطعم جديد ونكهة مبتكرة.
- رحلة وراء الصوت الحسن في صلاة القيام.
- اللطف في إيقاظ الزوج أو الزوجة مع التجديد.
6- وأخيرًا

هذه رسالة يتركها رمضان في كل عام للزوجين قبل أن يودعهما:

يا حبيبان، أنا معكما باجتهادكما فلا ألم للفراق.

يا حبيبان، أنا معكما بعملكما فلا بكاء للرحيل.

يا حبيبان، أنا معكما بسعيكما فلا يأس للوداع.

انتظراني بعد عام..

انتظراني في كل يوم وليلة..

بشرط أن تكون السنة القادمة كلها رمضان.

حبيبكما: رمضان.







آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 08-15-2011, 11:36 PM رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
جنة

الصورة الرمزية جنة

إحصائية العضو







جنة غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: المرأة فى رمضان


موضوعك اكثر من رائع ابوعمر
دمت بتميز
نصائح جداً مفيدة لكل امرأة
يجزيك ربي خير






آخر مواضيعي 0 صينية الشوارما التركية~بالصور
0 دجاج بالطحينة-بالصور
0 الخبز البلغاري اللذيذ بالصور
0 طريقة عمل المندازي الشهي بالصور
0 طريقة عمل الكتشوري اللذيذ بالصور
رد مع اقتباس
قديم 08-16-2011, 01:21 AM رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: المرأة فى رمضان

جنة
تواجدك اسعدنىوشرفنى
كل عام وانتى الى الله اقرب






آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 08-16-2011, 01:36 AM رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: المرأة فى رمضان

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه، وبعد..
أختي المسلمة، سلام الله عليك ورحمته وبركاته..

أثنى اللهعلى المسلمات المؤمنات الصابرات الخاشعات ووصفهن بأنهن حافظات للغيب بما حفظ الله، ولما ذكر اللهأوصاف الصالحين بقوله: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ} [آل عمران: 195].

وبمناسبة هذا الشهر أزف إليك يا فتاة الإسلام ويا أمة الله التهنئة بهذا الشهر، سائلاً الله لي ولكِ المغفرة والتوبة النصوح، وتقبلي منا بهذه المناسبة باقة من النصائح، أطلعت عشر زهرات:

الأولى: المرأة المسلمة تؤمن باللهربًّا وبمحمدنبيًّا وبالإسلام دينًا، وتظهر آثار الإيمان عليها قولاً وعملاً واعتقادًا، فهي تحاذر غضب الله، وتخشى أليم عقابه ومخالفة أمره.

الثانية: المرأة المسلمة تحافظ على الصلوات الخمس بوضوئها وخشوعها في وقتها، فلا يشغلها عن الصلاة شاغل، ولا يلهيها عن العبادة ملهى، فتظهر آثار الصلاة؛ فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، وهي الحرز العظيم من المعاصي.

الثالثة: المرأة المسلمة تحافظ على الحجاب وتتشرف بالتقيد به، فهي لا تخرج إلا متحجبة تطلب ستر الله، وتشكره على أن أكرمها بهذا الحجاب، وصانها وأراد تزكيتها.. قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ} [الأحزاب: 59].

الرابعة: المرأة المسلمة تحرص على طاعة زوجها، فتلين معه وترحمه، وتدعوه إلى الخير وتناصحه، وتقوم براحته، ولا ترفع صوتها عليه، ولا تغلظ له في الخطاب.

وقد صح عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: "إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وأطاعت زوجها، دخلت جنة ربها"[1].

الخامسة: المرأة المسلمة تربي أطفالها على طاعة الله تعالى، ترضعهم العقيدة الصحيحة، وتغرس في قلوبهم حب اللهوحب رسوله، وتجنبهم المعاصي ورذائل الأخلاق، قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لاَ يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6].

السادسة: المرأة المسلمة لا تخلو بأجنبي، وقد صح عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: "ما خلت امرأة برجل إلا كان الشيطان ثالثهما"[2]. وهي لا تسافر بلا محرم، ولا تجوب الأسواق والمجامع العامة إلا لضرورة، وهي متحجبة محتشمة متسترة.

السابعة: المرأة المسلمة لا تتشبه بالرجال فيما اختصوا به، وقد قال عليه الصلاة والسلام: "لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال"[3]. ولا تتشبه بالكافرات فيما انفردن به من أزياء وموضات وهيئات، وقد قال عليه الصلاة والسلام: "من تشبه بقوم فهو منهم"[4].

الثامنة: المرأة المسلمة داعية إلى اللهفي صفوف النساء بالكلمة الطيبة، بزيارة جاراتها، بالاتصال بأخواتها بالهاتف، بالكتيب الإسلامي، بالشريط الإسلامي، وهي تعمل بما تقول، وتحرص على أن تنقذ نفسها وأخواتها من عذاب الله تعالى، صح عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: "لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خير لك من حمر النعم"[5].

التاسعة: المرأة المسلمة تحفظ قلبها من الشبهات والشهوات، وعينها من الحرام، وأذنها من الغناء والخنا والفجور، وجوارحها جميعًا من المخالفات، وتعلم أن هذا هو التقوى، وقد صح عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: "استحيوا من الله حق الحياء، ومن استحيا من الله حق الحياء حفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، ومن تذكر البلى ترك زينة الحياة الدنيا"[6].

العاشرة: المرأة المسلمة تحفظ وقتها من الضياع، وأيامها ولياليها من التمزق، فلا تكون مغتابة نمامة سبابة لاهية ساهية، قال سبحانه: {وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} [الأنعام: 70]. وقال تعالى عن قوم ضيعوا أعمارهم أنهم يقولون: {يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا} [الأنعام: 31].

اللهم اهد فتاة الإسلام لما تحبه وترضاه، واعمر قلبها بالإيمان.

المصدر: كتاب (ثلاثون درسًا للصائمين) للشيخ عائض القرني.

[1] رواه أحمد والطبراني.
[2] رواه أحمد والترمذي، وقال: حسن صحيح.
[3] رواه البخاري وأبو داود والترمذي وابن ماجه.
[4] رواه أحمد، وعبد بن حميد في المنتخب من المسند، وابن أبي شيبة في المصنف، وأبو سعيد الأعرابي في المعجم، والهروي في ذم الكلام، وصححه الألباني في إرواء الغليل.
[5] رواه البخاري ومسلم.
[6] رواه الترمذي.






آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 08-16-2011, 07:17 PM رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: المرأة فى رمضان

هل الأسرة المسلمة مستهدفة إعلاميا في رمضان ؟


الحمد لله، والصلاة والسلام على سيد الخلق؛ محمد..
إخواني وأخواتي.. كل عام وأنتم من الله أقرب وعلى طاعته أدوم وأحرص، ونسأل الله أن يبلغنا ثواب شهر رمضان، وأن ينفع بنا الإسلام ويعز المسلمين.

من العام إلى العام ينتظر المسلم الطائع ربه دقائق رمضان الغالية؛ حتى يستثمرها في طاعته سبحانه وتعالى، ويخرج بالهدف الذي من أجله صام وقام، ألا وهو التقوى ونيل المغفرة من المولى جلَّ وعلا، ولكن الشياطين يعلمون أنهم في هذا الشهر مسلسلة أقدامهم، فيعمدون إلى نفر آخر؛ ليقوموا مكانهم في غواية البشر، بل يستهدفون خاصة الأسرة المسلمة، فتعالوا بنا نتعرف على مدى هذا الاستهداف أولاً، فقد قال الله جلَّ وعلا: {وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} [الطور: 21].

فالأسرة في الدين الإسلامي هي اللبنة الأساسية التي يقوم عليها عماد المجتمع، والتي تُعتبر اللبنة الثانية بعد الفرد المسلم، والذي يتكون بهما المجتمع. كما أنها جزء من منظور الإسلام في نظرته الشاملة للحياة وأساس بقاء قوة الأمة الإسلامية وصمودها في وجه الطغيان على مرِّ الدهور والعصور؛ لذلك عمد أعداء الإسلام إلى التخطيط لاستهداف الأسرة المسلمة وتفكيكها بشتى الطرق، فقديمًا كانوا يخططون في الخفاء تحت شعارات رنانة مثل: تحرير المرأة، وحرية الحياة الجنسية.. إلخ.

ولكن الآن لم يعد يرتب لهذه الأمور في الخفاء، ولكننا أصبحنا نرى ذلك علنًا عبر وسائل الإعلام المختلفة، ثم نراها وقد أخذت أسلوبًا علنيًّا في رمضان، ولعلك شاهدت كم الإعلانات الفاضحة في الشوارع عن المسلسلات الرمضانية، والتي يجاهرون بها علنًا، وكيف أنهم بذلوا الجهد والوقت والمال لعرضها في رمضان!!

والله لا أدري متى وكيف يستطيعون عرض كل ذلك في نهار وليل رمضان، ويا ليتها مسلسلات أو برامج أو أفلام تحثُّ على الفضائل والقيم أو تُحَدِّثنا عن التاريخ الصحيح للأمة أو تراعي حشمة وستر الزي الإسلامي، بل هي والله بحق -كما سَمَّاها الداعية الشيخ وجدي غنيم- "العفن الفنِّي"، فهي تُقَدِّم كل ما يفسد الأسرة سواء الزوجة على زوجها، أو الابن علي أبيه، أو الزوج على زوجته.. إلخ، وذلك كله يذكرنا كيف فكرت الصهيونية العالمية بالسيطرة على العالم الإسلامي، ووصلت إلى أن انهيار الأخلاق يبدأ بسيطرة الشهوات على المسلمين، فعندما جاء نابليون بسفينة محملة بغانيات وسُئل عن ذلك قال: "إن كأسًا وغانية يفعلان بالأمة المحمدية ما لا يفعله ألف مدفع".

ولهذا أعلن أحد كبار الصهاينة ويدعى (دور كايم) أن الأسرة نظام لا ضرورة له، والأصل هو شيوعية "النساء"!! وأيضًا قال أحدهم: إن الأسرة نظام "برجوازي" رجعي يجب هدمه"!

وراح هؤلاء الشياطين يبثون سمومهم من خلال الفن، وبيوت الأزياء، ودور السينما والملاهي والمراقص، والمجلات المثيرة، والقصص الغرامية، والمنتجات السياحية؛ حتى تفككت المجتمعات الإسلامية ووصلت إلى ما وصلت إليه من فساد.

قال "هنري فورد" في كتابه "اليهود العالمي": "لقد سعى اليهود من أجل تحقيق غاياتهم إلى السيطرة على ثلاثة أشياء: البنوك للربا، والسينما لتقديم مفاهيم مسمومة، وشركات الملابس لتقديم الأزياء والمساحيق والعطور، وما سواها من مستلزمات الموضة".

ومن هنا أصيبت الأسرة -حصن المجتمع ومصنع طاقته- في صميمها، وأخذت تعصف بها تيارات الهدم؛ بسبب انحلال الرجل، وفقدان المرأة لصفات الأنثى الفاضلة.

وعلى الجانب الآخر أدرك "المنصِّرون" أن المرأة ذات أثر عميق في التربية، فَأَوْلُوها اهتمامًا كبيرًا؛ فبادروا إلى إنشاء مدارس تبشيرية للبنات في بلدان العالم الإسلامي التي منيت بالاستعمار الغربي، وقالوا: "إن التبشير يكون أتم حبكًا في مدارس البنات الداخلية؛ لأنها تجعل الصلة الشخصية بالطالبات أوثق، ولأنها تنزعهن من سلطات البيئة المسلمة إلى بيئة المسيحية".

وبداية الخيط في هذه المؤامرة ترجع إلى سنة 1884م؛ حيث ألف "مرقص فهمي" كتاب "المرأة في الشرق"، حدَّد فيه خطة الاستعمار المطالبة بتحقيق أغراض، هي:
أولاً: القضاء على الحجاب.
ثانيًا: إباحة الاختلاط للمرأة المسلمة.
ثالثًا: منع الزواج بأكثر من واحدة.
رابعًا: إباحة الزواج بين المسلمات وغير المسلمين.

ثم جاءت الأمم المتحدة بمؤامراتها التي استهدفت الأسرة، ومنها على سبيل المثال: مؤتمر القاهرة الدولي للسكان والتنمية "5- 12 سبتمبر 1994م"، ومؤتمر بكين "سبتمبر 1995م"، وصولاً إلى مؤتمر إسطنبول للإسكان والإعمار "1996م"، وهذه أهم توصيات تلك المؤتمرات:

1- إباحة الإجهاض بجعله قانونًا معتمدًا، وقد حاول واضعو الوثيقة استخدام تعبيرات متعددة؛ لإباحة الإجهاض، مثل: الحمل غير المرغوب فيه!

2- تقديم المعلومات والثقافة الجنسية للمراهقين، وإباحة الممارسات الجنسية، وحقهم في سرية هذه الأمور وعدم انتهاكها من قِبَل الأسرة!

3- تشجيع الأزواج والزوجات على الممارسات التي تقع خارج العلاقات الشرعية!

4- اعتبار ممارسة الجنس والإنجاب حرية شخصية!

5- تحجيم وتهميش دور الآباء في الرقابة على السلوك الجنسي للأبناء!

وذلك كله ما نراه الآن في برامج ومسلسلات رمضان التي تستهدف من خلالها الأسرة.

ولكن..

ليست الصورة كلها سوداء، فلقد ظهر الآن الإعلام الإسلامي المُوَجَّه والهادف الذي نستطيع الانتفاع به في رمضان وغير رمضان، فهناك قنوات كلها إسلامية وقنوات تعنى بتربية الفرد والأسرة نستطيع متابعتها بلا قلق.

ولكن أوقات رمضان غالية، فإياك أن تهدرها حتى في فراغ بلا معاصي، فوالله من قال: الوقت كالذهب مخطئ، أو قال: الوقت أغلى من الذهب مخطئ أيضًا؛ "فالوقت هو الحياة"، فاحرص أخي على وقتك، واحرصي أختي على تربية الأبناء بعيدًا عن مخطط الأعداء؛ حتى نكمل اللبنة في المجتمع المسلم، وعَلِّموا أولادكم خطط أعدائكم؛ حتى يشبُّوا على الفخر بالإسلام، والعزة في جناب الله.

وفي هذه الأيام المباركة لا بد أن يكون للأب والأم دور بديل عن التلفاز؛ ليقل ولع الأبناء بمشاهدته والانجذاب لمغرياته الهدامة، وفي استغلال هذا الأمر يمكن أن نوصي الأبوين بما يلي:

- متابعة صيام الأولاد، والحث عليه لمن قصَّر منهم في حقه.

- تذكيرهم بحقيقة الصيام وأنه ليس فقط ترك الطعام والشراب، وإنما هو طريق لتحصيل التقوى، وأنه مناسبة لمغفرة الذنوب وتكفير الخطايا.

عن أبي هريرة أن رسول اللهرقي المنبر فقال: "آمين، آمين، آمين". فقيل له: يا رسول الله، ما كنت تصنع هذا؟ فقال: "قال لي جبريل: رغم الله أنف عبد أو بَعُدَ دخل رمضان فلم يغفر له، فقلت: آمين. ثم قال: رغم أنف عبدٍ أو بَعُدَ أدرك والديه أو أحدهما لم يدخله الجنة، فقلت: آمين. ثم قال: رغم أنف عبد أو بَعُدَ ذُكِرت عنده فلم يصل عليك، فقلت: آمين"[1].

- تعليمهم آداب وأحكام الطعام من حيث الأكل باليمين ومما يليهم، وتذكيرهم بتحريم الإسراف وضرره على أجسادهم.

- منعهم من الإطالة في تناول الإفطار بحيث تفوتهم صلاة المغرب جماعة.

- التذكير بحال الفقراء والمعدمين ممن لا يجدون لقمة يطفئون بها نار جوعهم، والتذكير بحال المهاجرين والمجاهدين في سبيل الله في كلِّ مكان.

- وفي هذه الاجتماعات مناسبة لاجتماع الأقرباء وصلة الأرحام، ولا تزال هذه العادة موجودة في بعض البلدان، فهي فرصة للمصالحة وصلة الرحم المقطوعة.

- إعانة الأم في إعداد المائدة وتجهيزها، وكذا في رفع المائدة، وحفظ الطعام الصالح للأكل.

- تذكيرهم بصلاة القيام والاستعداد لها بالتقليل من الطعام وبالتجهز قبل وقت كافٍ لأدائها في المسجد.

- بالنسبة للسحور يُذكِّر الأبوان ببركة السحور وأنه يقوي الإنسان على الصيام.

- إعطاء وقتٍ كافٍ قبل صلاة الفجر؛ لكي يوتر من لم يوتر منهم، ولكي يصلي من أخَّر صلاته إلى آخر الليل، ولكي يدعو كل واحدٍ ربه بما يشاء.

- الاهتمام بصلاة الفجر في وقتها جماعة في المسجد للمكلفين بها، وقد رأينا كثيرًا من الناس يستيقظون آخر الليل لتناول الطعام ثم يرجعون إلى فرشهم، تاركين صلاة الفجر.

- كان من هديهفي العشر الأواخر أنه "يحيي ليله ويوقظ أهله"، وفي هذا دلالة على أن الأسرة يجب أن تهتم باستغلال هذه الأوقات المباركة فيما يرضي الله عز وجل، فعلى الزوج أن يوقظ زوجته وأولاده للقيام بما يقربهم عند ربهم عز وجل.

- قد يوجد في البيت أولاد صغار وهم بحاجة للتشجيع على الصيام، فعلى الأب أن يحثهم على السحور ويُشجعهم على الصيام بالثناء والجوائز لمن أتم صيام الشهر أو نصفه.. وهكذا.

عن الربيع بنت معوذ قالت: أرسل النبيغداة عاشوراء إلى قرى الأنصار: "مَن أصبح مفطرًا فليتمَّ بقية يومه، ومن أصبح صائمًا فليصُم". قالت: فكنا نصومه بعدُ ونصوِّم صبياننا الصغار ونذهب بهم إلى المساجد، ونجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار[2].

وفي هذا الحديث: "تمرين الصبيان على الطاعات، وتعويدهم العبادات، ولكنهم ليسوا مكلفين".

- إن تيسر للأب والأم الذهاب بالأسرة إلى العمرة في رمضان فخيرٌ يقدمونه لأنفسهم ولأسرتهم، فالعمرة في رمضان لها أجر حجة، والأفضل الذهاب في أوله تجنبًا للزحام.

- وعلى الزوج أن لا يكلِّف زوجته بما لا طاقة لها به من حيث إعداد الطعام والحلويات، فإن كثيرًا من الناس اتخذوا هذا الشهر للتفنن في الطعام والشراب والإسراف فيه، وهو ما يُذهب حلاوة هذا الشهر ويُفوِّت على الصائمين بلوغ الحكمة منه وهو تحصيل التقوى.

- شهر رمضان شهر القرآن، فننصح بعمل مجلس في كل بيتٍ يُقرأ فيه القرآن ويقوم الأب بتعليم أهله القراءة، ويوقفهم على معاني الآيات، وكذا أن يكون في المجلس قراءة كتاب في أحكام وآداب الصيام، وقد يسَّر الله تعالى لكثير من العلماء وطلبة العلم أن يؤلِّفوا كُتبًا في مجالس رمضان، ويحوي الكتاب ثلاثين مجلسًا، فيُقرأ في كل يوم موضوعٌ، فيتحصل منه خير عميم للجميع.

- يحثهم على الإنفاق وتفقد الجيران والمحتاجين.

عن ابن عباس قال: "كان رسول اللهأجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كلِّ ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فَرسول اللهأجود بالخير من الريح المرسلة"[3].

- وعلى الأبوين منع أهلهم وأولادهم من السهر الذي يضيع فيه الأوقات من غير فائدة، فضلاً عن السهر على المحرَّمات، فإن شياطين الإنس تخرج من أصفادها في هذا الشهر لتقدِّم للصائمين الشرور والفسق والفجور في ليالي رمضان ونهاره.

- تذكر اجتماع الأسرة في جنة الله تعالى في الآخرة، فالسعادة العظمى هو اللقاء هناك تحت ظلِّ عرشه سبحانه، وما هذه المجالس المباركة في الدنيا والاجتماع على طاعته في العلم والصيام والصلاة إلا سبيل من هذه السبل التي تؤدي إلى تحقيق هذه السعادة.






آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 08-17-2011, 04:19 PM رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: المرأة فى رمضان

برامج عملية للأسرة في رمضان


من نعم الله على المسلمين أن شرع لهم صيام شهر رمضان، وجعله زادًا ومنشطًا للفرد والأسرة، والمجتمع ككل، يزداد فيه الجميع من جهة إيمانهم وإرادتهم وأخلاقهم، فيؤهلهم ذلك لحسن الانتفاع بالحياة، والسعادة فيها على أكمل وجه، حيث قلوبهم فيه تقترب من ربهم تبارك وتعالى، وإيمانهم خلاله يعظم، وإرادتهم تُشحَن وتفيض قوة وصلابة، وتمسكهم يزداد بإسلامهم، وتطبيقهم له، فينتفعون ويسعدون بخيرات الكون.

ومن أجل أن تحقق الأسرة المسلمة في رمضان تلك الأهداف السابقة، فإن عليها أن تضع لنفسها برنامجًا يشتمل على أعمال قلبية إيمانية، وأعمال سلوكية عملية تتناسب مع طموحات الأشخاص وآمالهم في رمضان.
أولاً: الأعمال القلبية الإيمانية:

وهي تنقسم إلى قسمين:
- أعمال فردية: حيث يقوم بها كل شخص منفردًا.
- أعمال جماعية: بحيث يتعاون جميع أفراد الأسرة لإنجازها وتحقيقها.
ومن أمثلة الأعمال الفردية:

1- جعل فترة زمنية أثناء اليوم للتدبر في مخلوقات الله تبارك وتعالى؛ فإن التدبر يزيد القلب إيمانًا بقدرة خالقه وعظمته، وحبًّا له، وتعلقًا به، وتوكلاً عليه، وطلبًا لعونه وأرزاقه ومنافعه، وهذه الفترة الزمنية تختلف من شخص لآخر، على حسب اختلاف الظروف والأحوال كل بحسب حاله.

2- جعل فترة لقراءة الذكر الكريم، وكذا لذكر الرحمن؛ فإن الذكر يحيي القلوب كما في حديث أبي موسى -رضي الله عنه- قال: قال النبي: "مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت"[1]. وبالذكر يطمئن القلب، قال الله: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28].

والذكر يشمل الاستغفار، والدعاء، وقراءة الأذكار، وقراءة آيات القرآن، ونحو ذلك، وهذه الأعمال يؤديها كل فرد كيفما استطاع، وعلى أي حال مناسب كان، وبأي مكان ملائم.

3- المحافظة على الصلاة في أول الوقت: وهذا العمل من أحب الأعمال إلى الله تبارك وتعالى؛ لحديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: سألت النبيأي العمل أحب إلى الله؟ قال: "الصلاة على وقتها". قلت: ثم أي؟ قال: "ثم بر الوالدين". قلت: ثم أي؟ قال: "الجهاد في سبيل الله". قال: حدثني بهن ولو استزدته لزادني[2].

وإذا أحب الله عملاً أحب فاعله، فإذا أحبه زاده توفيقًا وسعادة، وكلما أدى الفرد الصلاة في جماعة في المسجد، كان الثواب مضاعفًا.

4- جعل وقت في السحر للقيام ببعض الركعات التي يتضرع فيها الشخص إلى الرب تبارك وتعالى، جاعلاً هذه الآية نصب عينيه {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79]. وليستشعر الفرد أنه في الثلث الأخير من الليل يكون النزول الإلهي إلى السماء الدنيا.
- أما الأعمال الجماعية:

أغلب ما سبق ذكره يمكن أداؤه بصورة جماعية بين أفراد الأسرة، وعلى حسب ظروف الأفراد وأحوالهم، فإن الاجتماع يحدث قوة ونشاطًا، وتعاونًا وألفة وسكينة.
ثانيًا: الأعمال العملية السلوكية:

ويقصد بها استغلال فرصة قوة الإيمان والإرادة في التمسك ببعض الأخلاقيات الإسلامية الأساسية التي ستمهد بعد ذلك -بإذن الله- للتمسك ببقيتها، وهذه الأعمال الأخلاقية منها أعمال فردية، ومنها أعمال جماعية.
فمن الأخلاق الفردية:

1- غض البصر عما حرَّم الله تبارك وتعالى، فإنه يدرب على مزيد من التقوى، ويورث حلاوة للإيمان في القلب.

2- حفظ اللسان عن الغيبة والنميمة، والسخرية والكذب وما شابه ذلك؛ فعن سهل بن سعد رضي الله عنه: عن رسول اللهقال: "من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة"[3]. وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله : "من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه"[4].

3- الوفاء بالوعد: فإنها تحفظ الأوقات والجهود، وتحسن العلاقات، وتحقق المكاسب والأرباح بإذن الله تعالى.
أما الأعمال الجماعية فمثل:

1- الاجتهاد في الاجتماع على السحور والإفطار: ففي هذا الاجتماع تدريب على كثير من أخلاق الإسلام عند الاجتماع مثل: التعاون في وضع الطعام ورفعه، والتسامر حوله، وزرع الحب وصفاء القلوب، والرضا بالموجود، والتدريب على استحضار النوايا، والتسمية وحمد الله تبارك وتعالى، والإيثار، وعدم عيب الطعام، وتذكر الفقراء، والتوسط والاعتدال، والمحافظة على المواعيد، ونحو ذلك.

2- المشاركة في خدمة المجتمع: فذلك يدرِّب على التعاون مع المجتمع، وحسن التعامل بين أفراده، والإخلاص في العمل لله تبارك وتعالى، ودعوة الآخرين للإسلام.

وتتمثل خدمة المجتمع في توزيع بعض الاحتياجات على الفقراء أو إطعامهم، أو توزيع الزكوات، أو استضافة الأقارب والجيران والزملاء والأصحاب، أو زيارتهم، أو مهاداتهم، فكل هذه الأمور تزيد من الألفة والترابط، وتنشر تعاليم الإسلام.

ويستحسن أن يجلس رب الأسرة مع أفرادها ذكورًا وإناثًا في جلسة حوارية ودية لأخذ الآراء والمقترحات فيما يمكن لكل فرد عمله بمفرده، وما يمكن أن يقوموا به مجتمعين، فإن هذا الحوار والمشورة يشجع على العمل بفهم ورغبة دون إكراه أو إلزام، بحيث يكون الدافع لذلك من داخل النفس.

كما يفضل أن تكون هذه الجلسة أسبوعية لمتابعة تنفيذ القرارات الجماعية التي تم الاتفاق عليها، وتحديد أوجه التقصير فيها، ومحاولة حلِّ هذا التقصير، وتشجيع الأوجه التي أُديت بنجاح، ومحاولة زيادتها والاستمرار عليها قدر الاستطاعة ما أمكن بعد انتهاء شهر رمضان.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يعيننا على طاعته ورضاه، وأن يجنبنا الزلل في القول والعمل بمنِّه وكرمه، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه.






آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 08-19-2011, 10:33 PM رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: المرأة فى رمضان

المرأة والدعاء


الحمد لله وكفى ، وسلاما على عباده الذين اصطفى .. أما بعد
تعلمين - أختي المسلمة - أن الدعاء نعمة عظيمة منّ بها سبحانه على عباده ووعدهم بالإجابة ، وأن الدعاء شأنه عظيم ، ونفعه عميم .... فما استجلبت النعم بمثله ولا استدفعت النقم بمثله .... وأنه يتضمن توحيد الله وإفراده بالعبادة دون سواه ، وهذا رأس الأمر وأصل الدين . فما أشد حاجة العباد إلى الدعاء ، فهو جنة المؤمن في الدنيا ، فيجب أن يدعو كل حين وعلى كل حال .. قال ابن القيم : (( من أراد الله به خيرا فتح له باب الذل والانكسار ، ودوام اللجوء إلى الله والافتقار إليه .....)) . ا.هـ
فحري بالمسلمة أن تكثر من دعاء الله تعالى كما تسأله العفو والغفران .
قال لقمان لابنه : ( يابني عود لسانك الاستغفار ، فإن لله ساعات لا يرد فيها سائلا )) .

ثم لتعلم المسلمة أن من التزم بشروط الدعاء فله من الله ثمرة مضمونة وهي الحصول على الخير ونيل النصيب الوافر .
فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه و سلم قال : "ما على الأرض مسلم يدعو الله تعالى بدعوة إلا آتاه الله إياها أو صرف عنه من السوء مثلها ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم " فقال رجل من القوم : إذا أكثر ؟ قال : الله أكثر"
وفي الحديث أيضا دليل على أن دعاء المسلم لا يهمل ، بل يعطي إما عاجلا أو يؤجل أو يصرف إلى خير أفضل ، فخير الله عظيم وخزائنه ملئى لا تنفد ، فلتدع المسلمة بما تشاء من خيري الدنيا والآخرة.

ثم أرسل عتابي إلى كل مسلمة تدعو الله تعالى ثم تقول : لم يستجب لي وتستعجل الإجابة .
قال ابن الجوزي :اعلم أن دعاء المؤمن لا يرد، إلا أنه قد يكون الأولى له التأخير ولنا في الواقع نماذج عدة من نساء و رجال تضرعوا إلى الله فلم يستجب لهم في ذلك الحين ، فظنوا أن الله رد أيديهم خائبة ، ثم تأتي الإجابة بعد حين تقطع ظنهم ، ولو بعد سنوات طويلة ، حيث الحكمة الإلهية تتجلى في كل أمر .
أما احتمال إهمال الله لدعوتك فهذا احتمال غير وارد ما التزمت بآداب الدعاء .
ولقد روي أن زكريا عليه السلام مكث بين دعوته (( رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين )) واستجابة الله له أربعين سنة .

إذا المسألة تحتاج منا إلى يقين بوعد الله بالإجابة ، فإذا دعوتِ الله فلا تيأسي ولا تملي، فقد ترين أن الله لم يجب دعوتك وهو إما أن يقدمك إلى خير أفضل ، أو يصرف عنك شرا أعظم ، أو أن في تأجيل الاستجابة خيرا أكثر ، أو أن الله يريد أن يرى منك ابتهالا وتضرعا ، ففي تضرعك زيادة إيمان وخير لكِ، فكم من العباد من كانت المصائب لهم فوائد فقربتهم من ربهم وأعادتهم إليه .
قال ابن القيم (( من دعا واستبطأ الإجابة وترك الدعاء كمن بذر بذرة وسقاها ورعاها فلما حان وقت حصادها ولى وتركها ))
وقال الخطابي : (وإن لم يستجب الله له يعطيه سكينة وانشراحا في صدره أو يصرف عنه من السوء أو يدخر له من الأجر مثلها وعلى كل حال فلا يعدم فائدة )
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله : قد يظن الإنسان أنه لم يجب وقد أجيب بأكثر مما سأله، أو صرف عنه المصائب والأمراض اكثر مما سأله، أو ادخر له إلى يوم القيامة .

أختي المسلمة : لا تيأسي من حدوث البلاء ، ولو نزل فالدعاء يدفع بلاء قبل نزوله أو يرفع بلاء بعد نزوله .
فنعجب من حال كثير من النساء من تبتلى بالبلايا والمحن فتلجأ إلى العباد الذين في سؤالهم الذل والمهانة وتنسى رب العباد مع الفارق العظيم .
الله يغضب إن تركت سؤاله *** وبني آدم حين يُسأل يغضب
لقد صلحت أحوال عظيمة وبنيت بيوت قد هدمت أو كادت ورزق العقيم وأصلح الفاسد وهدى الضال وشفي المريض وعاد الغائب كل ذلك بالدعاء وما ذاك إلا لفضل الله وتيسيره

أختي المسلمة : إن الدعاء في ظهر الغيب أعظم إجابة لأنه أكمل إخلاصا وأبعد عن الشرك ، ويسخر لك ملك يقول : " ولكِ بمثل " ، فلا تحرمي نفسك وأخواتك وإخوانك من دعوة في ظهر الغيب .. وتحرى ساعات الإجابة .. ونحن في هذه الأيام نعيش ساعة إجابة تتكرر علينا كل يوم لا يمنحها إلا الصائمون : إنها ساعة الفطر ! فاسألي الله من واسع فضله في تلك الساعة وغيرها من ساعات الإجابة .

ولن ننسى أن نهدي باقة من العتاب والأسف لكل من استغلت هذه النعمة في الدعاء على أولادها ، ويزداد الأسف حين تكون من أهل الخير والصلاح ولكن لسانها ينهال بدعوات عظيمة على أولادها .. بل إن من الأمهات من تدعو على أولادها أكثر من دعائها لهم ولا أظنه يخفي عليها نهيه صلى الله عليه وسلم بقوله : ( لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على اموالكم لا توافقون من الله ساعة فيها إجابة فيستجيب لكم ) رواه مسلم .
ولعل هذا الشهر الكريم خير فرصة لك لترك الدعاء على أولادك، ولا تيأسي من حالك فمن صدق النية والعزيمة يسر الله له ما شاء ، ومن تساهلت في الدعاء على الأولاد وجدت حالها يستعصي، ومن أقلقها هذا الأمر وسعت إلى تغييره يسره الله لها واقتلعته من جذوره.

أخت العقيدة : يقول ابن القيم : (( الدعاء دواء نافع مزيل للداء ولكن غفلة القلب عن الله تبطل قوته ، وكذلك أكل الحرام يبطل قوته ويضعفه )) .
فتبين بذلك أن للدعاء آدابا وله موانع أيضا، فمن آدابه الجزم فيه واليقين على الله بالإجابة كما ذكرنا و الإلحاح فيه ، والدعاء في كل حال من شدة ورخاء، وأن تسألي الله تعالى بأسمائه الحسنى ، والاعتراف بالذنب كما في سيد الاستغفار ، وعدم تكلف السجع في الدعاء ، والتضرع والخشوع والرغبة والرهبة وكذا التوبة ورد المظالم والدعاء بصالح الأعمال - كما فعل الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة في الغار فتوسلوا إلى الله بصالح أعمالهم فاستجاب الله دعاءهم - .

ومن موانع إجابة الدعاء مخالفة ما سلف من آداب ، وكذا الدعاء بإثم أو قطيعة رحم، وأكل الحرام وشربه ولبسه، واقتناء وسائل المعصية في المنزل واقتراف المعاصي والإصرار عليها .
ومن الموانع التي يجهلها كثير من النساء اتباع الدعاء بقول " إن شاء الله " ، كقولك الله يجزيك خيرا إن شاء الله ، أو الله يوفقك إن شاء الله ، أو الله يرحمنا إن شاء الله .. لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك بقوله : إذا دعا أحدكم فلا يقل : (اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت، وليعزم مسألته فإنه لا مكره له ) رواه البخاري
تقبل الله دعواتنا ووفقنا للصالحات








آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 08-19-2011, 10:34 PM رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: المرأة فى رمضان

المرأة والصبر


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين .. وبعد
لقد عرّف بعض العلماء الصبر بأنه حبس النفس عن الجزع والتسخط، وحبس اللسان عن الشكوى ، وحبس الجوارح عن كل فعل محرم كلطم الخدود وشق الجيوب والدعاء بالويل والثبور.

أختي القارئة :
إن للصبر أنواعا ثلاثة : صبر على طاعة الله، وصبر عن معصية الله، وصبر على أقدار الله المؤلمة . والصبر على الطاعة أفضل الأنواع الثلاثة، لأن فعل الطاعة آكد من ترك المعصية . والصبر على الطاعة وعن المعصية أكمل من الصبر على الأقدار . وهذا ما دفعنا لاختيار هذا الموضوع وطرحه بأنواعه، وإلا فالموضوع كثيراً ما يُطرح لكن طرحه محصورٌ في نوعه الثالث فقط غالباً.

يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين :
قول الحديث ( الصلاة نور والصبر ضياء ) : الفرق بين النور في الصلاة والضياء في الصبر أن الضياء في الصبر مصحوب بحرارة لما في ذلك من التعب القلبي والبدني في بعض الأحيان. أ.هـ

والصبر على الطاعة هو الثبات على أحكام الكتاب والسنة، وينقسم إلى ثلاث أحوال:
1.
حال قبل العبادة: وهي تصحيح النية والإخلاص والصبر على شوائب الرياء.
2.
حال في نفس العبادة : وهي أن لا يغفل عن الله تعالى في أثناء العبادة ولا يتكاسل عن تحقيق الآداب والسنن.
3.
حال بعد الفراغ من العبادة: وهو الصبر عن إفشائه والتظاهر به لأجل الرياء والسمعة وعن كل ما يبطل عمله، فمن لم يصبر بعد الصدقة عن المن والأذى أبطلها. أ.هـ من مختصر منهاج القاصدين.

أختي المسلمة :
قد تشعرين أن الخلود إلى الفراش ألذ حين تعزمين على أداء صلاة الوتر قبل النوم، أو بتعلق شديد بأحب مالك إليك عندما تنوين إنفاقه، أو بالضيق من لبس العباءة وغطاء الوجه وخصوصاً إذا كنت حديثة عهد به، وقد تستدعيك الحاجة إلى غسل من الحدث الأكبر في وقت حلاوة النوم وشدة البرد، وقد تحملين في قلبك غيظاً وحنقاً على إحدى صاحباتك أو قريباتك ويكاد هذا الغيظ أن يترجم إلى حركات وكلمات ولكن تذكرك لفضل كظم الغيظ يحد من هذه الترجمة، بل في أيامنا هذه تُدعين إلى صيام هذا الشهر الكريم ولكن النفس ترغب الطعام والشراب والنكاح وكل تلك مجالات عظيمة يتمثل فيها مقام الصبر على الطاعة .. فالله الله في تمثيل الصبر على الطاعة ومجاهدة النفس في هذا الشهر العظيم لتحصل لك العاقبة الحسنة في الدارين .

أما الصبر عن المعصية فهو إمساك النفس عن الوقوع في المحرمات، ومن الملاحظ أن كثيراً من النساء تصبر على الطاعة، ولكن يقعن في المعصية لعدم صبرهن عنها، وخصوصاً معاصي اللسان من غيبة ونميمة، قال عمر بن عبدالعزيز ( ليس التقوى بقيام الليل وصيام النهار والتخليط فيما بين ذلك، ولكن تقوى الله ترك ما حرم وأداء ما افترض الله، فمن رزق بعد ذلك خيراً فهو خير على خير )
وإن القلب أختي القارئة إذا امتلأ بالخوف من الله أحجمت الأعضاء جميعها عن ارتكاب المعاصي، وبقدر قلة الخوف يكون الهجوم على المعاصي فإذا قل الخوف واستولت الغفلة كان ذلك من علامة الشقاء.

أختي المسلمة:
قد تكونين ممن يعلق التمائم ويضع الحروز، بل قد يوهمك الشيطان بحفظها لك، ولكن تأتيك أحاديث النهي والتحذير منها كالسيوف الصارمة للحد منها . وقد تُدعين إلى حفل زفاف تعلمين أنه يعج بالمنكرات كالموسيقى والأغاني والتشبه بالنصارى وألوان اللباس الفاضح فتهفو نفسك إلى حضوره مع علمك من نفسك التقصير في الإنكار، وقد تجلسين في مجلس يضم بعض النساء اللاتي ترغبين في الجلوس معهن واللاتي كاد حديثهن يجرك إلى الغيبة، فقد تتعلق الغيبة على طرف لسانك تراود نفسها وتتنازعها نفسك والشيطان، ويوهمك الشيطان أنك لو أحجمت عن مثل تلك الغيبة فستنفر منك صويحباتك، وقد يقع سمعك على أغنية تحبين سماعها فيتصارع هوى نفسك مع شرع الله، وقد يُريك الشيطان جمالاً وفتنة في عباءة الكتف المزينة التي غدت بزينتها تحتاج إلى عباءة تسترها ولكنك تتذكرين كلام العلماء حولها، وقد تهفو نفسك لشراء الملابس العارية في هذه الأيام، ولكن في كل هذه المواقف يتمثل صبرك عن معاصي الله، بل إن هذا الشهر العظيم أعظم مروض للنفس على تأدية هذين النوعين من الصبر بل أعظم مجال لتمثيلها .

أما الصبر على أقدار الله فهو الوقوف مع البلاء بحسن الأدب، والناس في العافية سواء، فإذا جاءت البلايا استبان الصادق من الكاذب، وهم عن المصائب على أربعة أقسام:
1.
التسخط بالقلب كأن تسخط على ربها، أو باللسان كالدعاء بالويل والثبور، أو بالجوارح كلطم الخدود وشق الجيوب. وكل ذلك حرام منافٍ للصبر الواجب.
2.
الصبر، فترين أن هذا الشيء ثقيل عليك لكن تتحملينه وأنتِ تكرهين وقوعه ولكن يحميك إيمانك من السخط، فليس وقوعه وعدمه سواء عندك وهذا واجب.
3.
الرضا، بأن ترضي بالمصيبة، بحيث يكون وجودها وعدمها سواء وهذه مستحبة وليست بواجبه على القول الراجح.
4.
الشكر، وهذه أعلى مراتب الصبر، وذلك بأن تشكري الله على ما أصابك من مصيبة حيث عرفت أن هذه المصيبة سبب لتكفير ذنوبك وربما لزيادة حسناتك.

ثم اعلمي أختي المسلمة أن كل ما أساءك مصيبة، فلما انقطعت نعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه استرجع وقال (كل ما أساءك مصيبة) ، والمؤمنة الموفقة من تتلقى المصيبة بالقبول وتجتهد في كتمانها ما أمكن ، وأما إذا كان الإخبار على سبيل الاستعانة بإرشادها أو معاونتها والتوصل إلى زوال ضرره وليس للشكوى فقط فلا يقدح ذلك في الصبر . ولا بد أن تعلمي أيتها المصابة أن الذي ابتلاك بالمصيبة أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين وأنه سبحانه لم يرسل البلاء ليهلكك ولا ليعذبك وإنما ابتلاك به ليمتحن صبرك وإيمانك ويسمع تضرعك وابتهالك وليراك طريحة على بابه لائذة بجنابه مكسورة القلب بين يديه رافعة قصص الشكوى إليه، فإن كنتِ غافلة فحريٌّ بكِ أن ترجعي إلى الحق، وإن كنت تقية كان ذلك سبباً لرفع درجاتك..
ثم لابد أن تستشعري أن من قدّر وقوع تلك المصيبة هو العليم الحكيم وأن قولك (إنا لله وإنا إليه راجعون) إقرار بأن الله يهلكنا ثم يبعثنا فله الحكم في الأولى وله المرجع في الأخرى، وفيه كذلك طلب ورجاء ما عند الله من الثواب.
وأما ما تقوم به بعض النساء من ترك الزينة والطيب ربما أياماً طويلة أو شهوراً حزناً على وفاة أخ أو أب أو غير ذلك، أو التغيب عن الوظيفة، أو ترك حضور الولائم مدة طويلة .. كل ذلك لا يجوز أكثر من ثلاث ليالٍ لما في ذلك من التسخط على المصيبة .

نسأل الله سبحانه أن نكون من الصابرات الشاكرات العابدات..
وصلى الله وسلم على نبينا محمد....








آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:21 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator